المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



اسباب اعتقال الامام الكاظم (عليه السلام) واستشهاده  
  
5599   05:41 مساءً   التاريخ: 18-05-2015
المؤلف : محمد بن محمد بن النعمان المفيد
الكتاب أو المصدر : الارشاد في معرفة حجج الله في العباد
الجزء والصفحة : ص439-444.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام موسى بن جعفر الكاظم / شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام) /

كان السبب قبض الرشيد على أبى الحسن موسى (عليه السلام) وحبسه وقتله : ما ذكره احمد بن عبيدالله بن عمار عن على بن محمد النوفلى عن أبيه وأحمد بن محمد بن سعيد، وأبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى عن مشايخهم قالوا : كان السبب في أخذ موسى بن جعفر  (عليهما السلام ) ان الرشيد جعل ابنه في حجر جعفر بن محمد بن الاشعث، فحسده يحيى بن خالد بن برمك على ذلك، وقال : ان افضت اليه الخلافة زالت دولتي ودولة ولدى، فاحتال على جعفر بن محمد وكان يقول بالامامة حتى داخله وآنس اليه، وكان يكثر غشيانه في منزله فيقف على أمره ويرفعه إلى الرشيد ويزيد عليه في ذلك بما يقدح في قلبه، ثم قال يوما لبعض ثقاته : أتعرفون لى رجلا من آل ابى طالب ليس بواسع الحال فيعرفنى ما احتاج اليه؟ فدل على علي بن اسمعيل بن جعفر بن محمد فحمل اليه يحيى بن خالد مالا وكان موسى (عليه السلام) يأنس بعلى بن اسمعيل بن جعفر بن محمد، ويصله ويبره، ثم انفذ اليه يحيى بن خالد يرغبه في قصد الرشيد، ويعده بالا حسان اليه، فعمل على ذلك وأحس به موسى (عليه السلام) فدعاه فقال له : إلى اين يابن أخى؟ قال : إلى بغداد، قال : وما تصنع؟ قال : على دين وانا مملق فقال له موسى (عليه السلام) : فانا أقضى دينك وأفعل بك وأصنع؟ فلم يلتفت إلى ذلك، وعمل على الخروج ؛ فاستدعاه أبوالحسن (عليه السلام) وقال له : انت خارج؟ قال : نعم لا بد لى من ذلك فقال له : انظر يابن أخى واتق الله ولا تؤتم أولادي؟ ووصله بثلاثمائة دينار وأربعة آلاف درهم، فلما قام بين يديه قال أبوالحسن موسى (عليه السلام) لمن حضره : والله ليسعين في دمى وليؤتمن أولادى؟ فقالوا له : جعلنا الله فداك فأنت تعلم هذا من حاله وتعطيه وتصله؟ قال لهم : نعم، حدثنى أبى عن آبائه عن رسول الله (صلى الله عليه وآله ) ان الرحم اذا قطعت فوصلت فقطعت قطعها الله، وانى اردت أن اصله بعد قطعه لى حتى اذا قطعني قطعه الله قالوا فخرج على بن اسمعيل حتى اتى يحيى بن خالد فتعرف منه خبر موسى بن جعفر  (عليهما السلام ) فرفعه إلى الرشيد وزاد فيه، ثم اوصله إلى الرشيد فسئله عن عمه فسعى به اليه وقال له : ان الاموال تحمل اليه من المشرق والمغرب، وانه اشترى ضيعة سماها اليسير بثلاثين الف دينار فقال له صاحبها وقد أحضره المال : لا آخذ هذا النقد ولا آخذ الا نقد كذا وكذا فامر بذلك المال فرد وأعطاه من النقد الذى سئل بعينه، فسمع ذلك منه الرشيد وأمر له بمأتى ألف درهم يسبب بها على بعض النواحي، فاختار بعض كور المشرق ومضت رسله لقبض المال واقام ينتظر وصوله، ودخل في بعض تلك الايام إلى الخلاء فزحر زحرة خرجت منها حشوته كلها، فسقط وجهدوا في ردها فلم يقدروا، فرفع لما به وجائه المال وهو ينزع، فقال : ما أصنع به وأنا الموت؟  وخرج الرشيد في تلك السنة إلى الحج وبدأ بالمدينة، فقبض فيها على أبى الحسن موسى (عليه السلام) ويقال : انه لما ورد المدينة استقبله موسى (عليه السلام) في جماعة من الاشراف وانصرفوا فمضى ابوالحسن (عليه السلام) إلى المسجد على رسمه، فقام الرشيد إلى الليل فصار إلى قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله ) فقال : يا رسول الله انى اعتذر اليك من شيء أريد أن أفعله : أريد ان أحبس موسى بن جعفر فانه يريد التشتيت بين امتك وسفك دمائها.

 

ثم أمر به فأخذ من المسجد، فادخل عليه، فقيده واستدعى قبتين فجعله في احدا هما على بغل وجعل القبة الاخرى على بغل آخر، وخرج البغلان من داره عليهما القبتان مستورتان، ومع كل واحدة منهما خيل، فافترقت الخيل فمضى بعضها مع احدى القبتين على طريق البصرة والاخرى على طريق الكوفة وكان ابو الحسن (عليه السلام) في القبة التي مضى بها على طريق البصرة وانما فعل ذلك الرشيد ليعمى على الناس الامر في باب أبى الحسن (عليه السلام)
وأمر القوم الذين كانوا مع قبة أبى الحسن (عليه السلام) ان يسلموه إلى عيسى بن جعفر بن المنصور، وكان على البصرة حينئذ، فسلم اليه فحبسه عنده سنة وكتب اليه الرشيد في دمه، فاستدعى عيسى بن جعفر بعض خاصته وثقاته، فاستشار هم فيما كتب اليه الرشيد، فأشاروا اليه بالتوقف عن ذلك والاستعفاء منه فكتب عيسى بن جعفر إلى الرشيد يقول له : لقد طال امر موسى بن جعفر و مقامه في حبسي، وقد اختبرت حاله ووضعت عليه العيون طول هذه المدة، فما وجدته يفتر عنمن استقباله العبادة، ووضعت من يسمع منه ما يقول في دعائه، فما دعى عليك ولا على ولا ذكرنا بسوء وما يدعو لنفسه الا بالمغفرة والرحمة فان أنت انفذت إلى من يتسلمه منى والا خليت سبيله فاني متحرج من حبسه ؛  وروى ان بعض عيون عيسى بن جعفر رفع اليه انه يسمعه كثيرا يقول في دعائه وهو محبوس عنده : اللهم انك تعلم انى كنت أسئلك ان تفرغنى لعبادتك، اللهم وقد فعلت، فلك الحمد قال : فوجه الرشيد من تسلمه من عيسى بن جعفر المنصور وصير به إلى بغداد فسلم إلى الفضل بن الربيع، فبقى عنده مدة طويلة، فأراده الرشيد على شيء من أمره فأبى، فكتب اليه بتسليمه إلى الفضل بن يحيى، فتسلمه منه وجعله في بعض حجر دوره ووضع عليه الرصد، وكان (عليه السلام) مشغولا بالعبادة يحيى الليل كله صلاة وقراءة القرآن ودعاء واجتهادا، ويصوم النهار في اكثر الايام، ولا يصرف وجهه عن المحراب، فوسع عليه الفضل بن يحيى واكرمه، فاتصل ذلك بالرشيد وهو في الرقة، فكتب اليه ينكر عليه توسعته على موسى (عليه السلام) ويأمره بقتله، فتوقف عن ذلك ولم يقدم عليه، فاغتاظ الرشيد لذلك ودعي مسرور الخادم فقال له : اخرج على البريد في هذا الوقت إلى بغداد، وادخل من فورك على موسى بن جعفر، فان وجدته في دعة و رفاهية فأوصل هذا الكتاب إلى العباس بن محمد ومره بامتثال ما فيه، وسلم اليه كتابا آخر إلى السندي بن شاهك يأمره فيه بطاعة العباس بن محمد، فقدم مسرور فنزل دار الفضل بن يحيى لا يدرى أحد ما يريد، ثم دخل على موسى (عليه السلام) فوجده على ما بلغ الرشيد، فمضى من فوره إلى العباس بن محمد والسندي بن شاهك، فأوصل الكتابين اليهما، فلم يلبث الناس ان خرج الرسول يركض ركضا إلى الفضل بن يحيى، فركب معه وخرج مشدوها دهشا حتى دخل على العباس بن محمد، فدعى العباس بسياط وعقابين وأمر بالفضل فجرد وضربه السندي بين يديه مأة سوط، وخرج متغير اللون خلاف ما دخل، وجعل يسلم علي الناس يمينا وشمالا، وكتب مسرور بالخبر إلى الرشيد، فأمر بتسليم موسي (عليه السلام) إلى السندي بن شاهك وجلس الرشيد مجلسا حافلا وقال : ايها الناس ان الفضل بن يحيى قد عصاني وخالف طاعتي، ورأيت ان ألعنه فالعنوه. فلعنه الناس من حتى ارتج البيت والدار بلعنه ؛ وبلغ يحيى بن خالد الخبر فركب إلى الرشيد، فدخل من غير الباب الذى يدخل الناس منه حتى جائه من خلفه وهو لا يشعر به، ثم قال له : التفت يا أمير المؤمنين إلى، فأصغى اليه فزعا فقال : ان الفضل حدث وانا أكفيك ما تريد، فانطلق وجهه وسر وأقبل على الناس فقال : ان الفضل كان قد عصاني في شيء فلعنته، وقد تاب إلى طاعتي فتولوه، فقالوا : نحن أولياء من واليت، وأعداء من عاديت، وقد توليناه.

 

 ثم خرج يحيى بن خالد على البريد حتى وافى بغداد، فماج الناس وأرجفوا بكل شيء، واظهر انه ورد لتعديل السواد والنظر في أمور العمال، وتشاغل ببعض ذلك اياما، ثم دعى السندي بن شاهك فأمره فيه بأمره فامتثله، وكان الذى تولى به السندي قتله (عليه السلام) سما جعله في طعام قدمه اليه، ويقال : انه جعله في رطب فأكل منه فأحس بالسم ولبث ثلاثا بعده موعوكا منه ثم مات في اليوم الثالث. ولما مات موسى (عليه السلام) ادخل السندي بن شاهك عليه الفقهاء ووجوه أهل بغداد، وفيهم الهيثم بن عدى وغيره، فنظروا اليه لا أثر به من جراح ولا خنق، وأشهدهم على انه مات حتف انفه، فشهدوا على ذلك، واخرج ووضع على الجسر ببغداد ونودى : هذا موسى بن جعفر  (عليهما السلام ) قدمات فانظروا اليه، فجعل الناس يتفرسون في وجهه وهو ميت، وقد كان قوم زعموا في ايام موسى (عليه السلام) انه هو القائم المنتظر، وجعلوا حبسه هو الغيبة المذكورة للقائم، فامر يحيى بن خالد أن ينادى عليه عند موته : هذا موسى بن جعفر الذى تزعم الرافضة انه هو القائم لا يموت، فنظروا اليه، فنظر الناس اليه ميتا، ثم حمل فدفن في مقابر قريش في باب التين، وكانت هذه المقبرة لبنى هاشم والاشراف من الناس قديما.

وروى انه لما حضرته الوفاة سئل السندي بن شاهك ان يحضره مولى له مدنيا ينزل عند دار العباس بن محمد في مشرعة القصب، ليتولى غسله وتكفينه ففعل ذلك، قال السندي : فكنت ناحية حتى سئلته  في الاذن لى ان اكفنه فأبى وقال : انا اهل بيت مهور نسائنا وحج صرورتنا واكفان موتانا من طاهر أموالنا، وعندي كفنى واريد ان يتولى غسلى وجهازي مولاي فلان فتولى ذلك منه.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.