أقرأ أيضاً
التاريخ: 29/11/2022
1344
التاريخ: 11-10-2016
2389
التاريخ: 12-3-2022
1993
التاريخ: 20-2-2019
2711
|
قال (عليه السلام) : ان أولياء الله هم الذين نظروا إلى باطن الدنيا إذا نظر الناس إلى ظاهرها ، واشتغلوا بآجلها إذا اشتغل الناس بعاجلها ، فأماتوا منها ما خشوا ان يميتهم ، وتركوا منها ما علموا انه سيتركهم ، ورأوا استكثار غيرهم منها استقلالا ، ودركهم لها فوتا ، أعداء ما سالم الناس وسلم ما عادى الناس!
بهم علم الكتاب وبه علموا ، وبهم قام الكتاب وبه قاموا ، لا يرون مرجوا فوق ما يرجون ، ولا مخوفا فوق ما يخافون .
الدعوة إلى عدم ادعاء مالا تدل عليه تصرفات الإنسان – فعلا او قولا – كونها مما تكتشف ليظهر زيفها ، فيلزم العاقل ان يحدد هدفه ، ويعمل على أساس ذلك بدون تلوين ، فإن اختار القرب من الله تعالى فعليه ان يستعد للسير التكاملي في ذلك الطريق ، وإلا فلا يدعي ما ليس فيه ، ولهذا السير شروط يلزمه تطبيقها ليكون من القريبين الذين هم أولياؤه تعالى ، فإنهم لم يحصلوا على هذا الوصف إلا بعد السعي والجهد ، فلابد من الإفادة من تجربتهم لتحصيل ما يرغب الإنسان به ، كما عليه إدراك حقيقة اقتضاء ذلك ، الوعي والنشاط ، لما يحف ذلك الطريق من معرقلات ، تتطلب منه الحزم في المعالجة ، والتصميم على الإكمال ، كونه يسير – احيانا – عكس ما يسير عليه عامة الناس ، ولا يعالج الموقف إلا بالثبات الناشئ عن الإيمان بصواب النهج ، وتتمثل الشروط بأن يكون ممن لا يغتر بحال الدنيا من خلال:
أ- الاطمئنان بما تبديه من مسألة وود لأبنائهما ، بل يتذكر غدرها وسرعة انقلابها المفاجئ في ما يراه يوميا مع غيره ، ممن صافتهم الود ، ثم انقلبت مدبرة عنهم ، كي لا تتكرر الحالة معه ، وانه في حذره يعد متميزا عن الناس ، بفطنته لما انطلى عليهم ، فيسلم مما سقطوا فيه.
ب- الاشتغال بما يهيء له مستقرا في عالم ما بعدها ، حيث من المعلوم عدم اقتصار الحياة على الدنيوية المادية ، بل هناك الاخروية الروحية ، فلابد من الاستعداد المناسب لها ، ولا سيما وانها ذات متطلبات عديدة ، لا يكفي قليل الوقت لتهيئته ، وانه في استعداده المبكر يكون ممن أخذ احتياطه الكافي لما يطرأ من شواغل ، تصرفه عن ذلك – ولو مؤقتا – لئلا يلوم نفسه في حال لا ينفعه ، فتفوت عليه فرصة الخلاص والنجاة.
ت- السيطرة على منافذ الانفلات لديه ، المتمثلة بغرائزه ، التي تثيره نحو الغضب والشهوة المفرطين ، بما يوقعه في مهاوي مختلفة ، ربما تؤدي به إلى النار، وانه إذا سيطر على ذلك ، يكون قد فاز بتغلبه على التيار الجارف المؤدي إلى فقدانه الرصيد الصالح مما انجزه في دنياه ، فعليه المبادرة إلى اتخاذ القرار بالمقاطعة قبل ان يفاجئ يوما ما بالإدبار والتحول ، وهذا لا يعني اطلاقا الزهد التام في الدنيا ، ليتصعبه البعض ، بقدر ما يعني التوازن في استخدام الغريزة ، والاستجابة لها ، وإلا فالإنذار بالفشل والمرض والفقر والتشرد وغيرها عديد ، ما لم يضع حدا للإملاءاتها وتحكماتها ، وان من أوضح الشواهد الحية ، ما يعانيه كثير من الإصابة بالايدز ، والاغتراب في سجن – مغلق ام مفتوح - ، والحرمان من فرص الترقي العلمي او الوظيفي.
ث- التأكد من حقيقة تفاهة ما في الدنيا ، بالكم والكيف ، فلا العدد يناسب الطموح ، كما ان الطريقة عادية جدا ، والإنسان عالي الهمة يرفض ذلك قطعا ، حيث يجد معتوها يحير بالمال ، ومخترعا يحير هو الآخر بالمال لكن بتأمين أيسر المستلزمات الحياتية لا يصرفه ، كما يجد ميل الدنيا لصغير فتعطيه مالا يستحق ، بينما هي تميل عن كبير فتنزع عنه ما يستحق ، والشواهد المتحركة يوميا غير قليلة ، فكم من عزيز او غني او حاكم ، انقلب سريعا إلى ذليل وفقير ومحكوم؟، فعليه استقلال كثير الدنيا ، كونها منحت الادنى منه الاكثر من ذلك ، فيعلم بذلك ان ما فات اعظم ، فلماذا السعي وهو ليس بمثمر ؟!
وان هذا كله لمما يشنج العلاقة ، فتفتر ثم تنقطع ، وهذه مؤشرات العداوة ، وان الوصول إلى هذه المرتبة مما يتطلب قوة نفسية عالية ، كونه لا يساير الناس في ما يتجهون نحوه ، فيكثر ناقدوه.
ج- التفقه في الاحكام الشرعية كافة ، للتعلم والتطبيق ، فينعكس فكريا وسلوكيا على السيرة الذاتية ، والمنحنى البياني الواضح لما ينطوي عليه ، حتى يكون مرآة صافية لما التزمه من مبادئ وعقائد حقة ، وبهذا يكون تحركه حاكيا ، وممارساته عاكسة ، فيصبح سفيرا متنقلا للفكر الذي ينتمي إليه ، وناطقا عن المنهج الذي تعلق به روحيا قبل ان ينتمي إليه جسديا ، وهو ما يستدعي الجد والمثابرة ، إذ يهدف إلى مالا يهدف له عادي الناس ، فيكون ممن وثق بما لا يراه سواه.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|