عمليات تجهيز المياه للمدينة:

يعد الطلب على المياه الصالحة للشرب (النقية) من أهم مظاهر الحياة الحضرية في المدن وذلك لما للمياه النقية من دور في صحة الإنسان سواء أكان بصورة مباشرة أو غير مباشرة وقد تزايدت هذه الأهمية بصورة كبيرة بعد الثورة الصناعية التي حدثت في العالم ونشرت مساؤها في كل البيئة التي يعيش فيها الإنسان مسببة تلوث لكل الميادين (الماء والهواء والأرض) وقد تفاقمت خطورة هذه المشكلات بحيث أصبحت حياة الكائنات الحية مهددة بالإمراض والموت حتى ترجمت هذه الأهمية بوضع معايير ومؤشرات صحية تكفل حصول الإنسان عليها في المياه لتأمين صحته وسلامته من المخاطر التي تحدق به وخاصة وأن الحياة مرتبطة بالمياه بصورة مباشرة وأن المياه ناقل جيد للأوبئة والإمراض  الخطيرة وغير الخطيرة وبدخولها جوف الإنسان نتيجة تزايد الاستعمال في مختلف المجالات حيث تبلغ نسبة الاستهلاك من المياه في المرافق الصحية 25 وفي الطبخ والشرب 28 وللاستحمام 23 وفي غسل الملابس 22 وفي الاستعمالات المنزلية الأخرى كري الحدائق وغسل السيارة وا لملاحق ا لأخرى 2 وخاصة في الدول العربية ذات البيئة الصحراوية التي تمتاز بارتفاع درجات الحرارة الأمر الذي يزيد من الطلب على المياه.

ولأجل الحصول على مياه صالحة للشرب في المدينة بحيث تكون مطابقة للمواصفات العالمية القياسية وخاصة تلك التي أقرتها منظمة الصحة العالمية (WHO) التابعة لهيئة الأمم المتحدة يجب إن تدخل المياه  مجموعة من المراحل العلمية والتقنية والعملية والمتخصصة بتنقية المياه على شكل محطات ذات مواصفات معينة تضمن معالجتها وتصفيتها وإخلائها من التلوث والشوائب والإمراض بعد معالجتها بالمواد الكيمائية لحفظ سلامة الإنسان وصحته لذا يستلزم الأمر الحصول على مصدر مائي لتزويد المدينة بالمياه بشرط تحقيق الكفاءة والكفاية منه وغالبا ما تعتمد مدن العالم اليوم في الحصول على مياه الشرب من مصادر متعددة أبرزها المياه السطحية (الأنهار و البحيرات العذبة وروافد الأنهار) أومن المياه الجوفية العذبة (العيون والينابيع) فقد يكون مياه ا لعيون مالحة أو عكرة أو غير مستساغة أو تكون حاوية على مواد كبريتية، وتعد عملية الحصول على المياه وتزويدها للمدن من ابرز المشاكل الحضرية التي تواجه الإنسان بسبب محدودية مصادر لمياه وما يقابله ذلك من الاستخدام المفرط (الهدر) من قبل الإنسان في النشاطات المتعددة بالإضافة إلى قلة المياه غير الملونة في الوقت الحاضر.