مركزية الخدمات واللامركزية:

تتمتع اغلب الخدمات في المدن بمركزية واضحة ويمكن ملاحظة ذلك من التشكيلة المتنوعة لها بل إن التنوع في الخدمات يحدد مكانة وأهمية المدينة في المنظومة الخدمية المكانية، ويمكن وصف الخدمات بأنها الخدمات القادرة على جذب السكان من خارج حدود المراكز الأخرى ماعدا الخدمات الأساسية (الخدمات السكنية والمدارس الابتدائية ورياض الأطفال) كونها خدمات لابد من توفرها والتي تتحدد بمعايير المسافة والزمن فضلا عن إن المدينة لا يمكن تصورها بدون خدمات سكن.

ينجذب السكان إلى المدن ذات لصفة المركزية أي التي تتمتع بوفرة خدمات تبدأ من الخدمات المجتمعية ودور كل واحدة منها وأهميتها للسكان وانتهاءا بخدمات البنية التحتية التي تتوفر للسكان خصائص الراحة عند كل وحدة سكنية، فالجامعة إحدى المؤسسات التعليمية (المجتمعية) ذات الصفة المركزية تجذب الطلبة من عموم الدولة بل ومن خارج حدود الإقليم وإذا كانت الجامعة مسن الجامعات المرموقة والتي تزخر بمختلف العلوم والآداب والفنون والتقنيات وينطبق الحال في المستشفيات الكبيرة والتي تتخذ مواضعها في المدن الكبرى لتخدم اكبر قدر ممكن من السكان في نفس الوقت تجذب السكان للعلاج والاستشفاء خاصة إذا كانت تحتوي على مستويات عالية من التقنيات العلاجية والخبرات العلمية للإمراض العادية والصعبة ولا يقتصر الأمر على الخدمات التعليمية والصحية بل يتعدى ذلك الخدمات الإدارية كالوزارات ومجالس المحافظات وجلس الوزراء وديوان الرئاسة وبعض المؤسسات التابعة لها والتي تكون منفردة ووحيدة في البلد في تكون الحالة عكسية بالنسبة لخدمات البنية التحتية والتي تتميز بأنها خدمات يجب توافرها عند كل وحدة سكنية لتحقق الاستفادة المباشرة فلا يمكن استخدام انبوب مياه صالحة للشرب عند وسط حي سكني أو شبكة إيصال الطاقة الكهربائية عند بداية الحي السكني.