المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
آخر المواضيع المضافة


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

هل استعمل نسيج العنكبوت في صناعة المنسوجات؟
11-4-2021
التوزيع الجغرافي للأمطار في فصل الصيف The Geographical Distribution of Precipitation in Summer
2024-11-11
تعارض الاستصحابين
28-5-2020
المجوسية والصابئية
2023-12-23
أبو قير.
2024-08-06
جزم الفعل المضارع
22-10-2014


القناعة والتنمية  
  
2767   01:42 صباحاً   التاريخ: 10-2-2021
المؤلف : محمد الريشهري
الكتاب أو المصدر : التنمية الاقتصادية في الكتاب والسنة
الجزء والصفحة : ص312-313
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-12-2021 2074
التاريخ: 21-3-2022 2336
التاريخ: 2025-01-07 456
التاريخ: 1-12-2016 2357

إن من ضرورات التنمية حس طلب المزيد والجنوح إلى الاستهلاك الكثير، وهذا ما يتنافى‏ مع بعض المفاهيم كالقناعة والرضا مما جاء في نصوص مبادئ التنمية.

لمعالجة هذا الإشكال، من الضروري الالتفات إلى عدد من النقاط - مضافا لما سلفت إليه الإشارة في حديث الزهد - وهي:

الاولى: لا يدخل المجال الاستعمالي لهذه المفاهيم في نطاق دائرة الإنتاج وخفض ساعات العمل؛ لأن مما لا شك فيه أن الإنتاج لخدمة الآخرين ليس فقط لا يقف عند حد معين، بل هو إلى ذلك من أفضل العبادة.

الثانية: لا تعني القناعة في مضمار الاستهلاك تضييق المعيشة، بل ما ينشده الإسلام هو رعاية حال التوازن في الاستهلاك، ومن هذا المنطلق نهى‏ هذا الدين عن الإسراف والتقتير معا؛ طلبا للاعتدال.

الثالثة: يكمن الهدف من وراء طرح القناعة في الإسلام بالإنفاق على المحتاجين وخدمة المعوزين، وتأمين هذا الهدف هو بمعنى‏ ازدياد الاستهلاك على مستوى‏ المجتمع. بعبارة اخرى‏: تستبدل القناعة زيادة استهلاك الطبقة المرفهة بازدياد الإنفاق في أوساط عموم الناس.

على هذا الضوء، يتبين أن القناعة والمفاهيم المشابهة ليست غير مانعة من التنمية فحسب، بل تعجل في مسارها من خلال سوقها لإمكانات المجتمع وطاقاته صوب الاستثمار في الطاقة الإنسانية أو دفعها باتجاه الاستثمار المباشر، وهذا ما يعجل بوتيرة التنمية ويسارع بخطواتها. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.