ـ (علينا جميعاً أن نعرف أن التنوع ينتج نسيجاً غنياً، ويجب أن نفهم أن كافة خيوط النسيج متساوية في القيمة بغض النظر عن لونها) مايا أنجلو

ـ (التنوع لا يعني كيف نختلف. التنوع يعني أن نتقبل تفرد بعضنا البعض) أولا جوزيف

ـ (التنوع: فن التفكير باستقلالية سوياً) مالكولم فوربس

ـ ليست اختلافاتنا التي تفرقنا. بل إنها عدم قدرتنا على إدراك، وقبول، والاحتفال بتلك الاختلافات) أودري لورد

ـ (ليس هناك مكان يمكنك الذهاب إليه لتكون مع أشخاص يشبهونك فقط. فتخلَّ عن الفكرة) بيرنيس جونسون ريجون

التنوع يعني الكثير من الأشياء للكثير من الأشخاص. بالنسبة للبعض يتلخص الأمر في التنوع العرقي والثقافي، بالنسبة لآخرين ينصب حول الفرق بين الذكر والأنثى، أو حول اختلاف سن العاملين أو الخلفيات الاجتماعية - الاقتصادية المختلفة، وبالنسبة لآخرين يتلخص الأمر في تنوع الأفكار والآراء.

تخيل العمل في مؤسسة حيث هناك قدر ضئيل للغاية من التنوع، حيث على سبيل المثال:

ـ الجميع من نفس الجنس

ـ الجميع درس هندسة في نفس الجامعة

ـ ليس هناك أحد دون الخامسة والثلاثين من العمر 

إذا واجهت مؤسسة بهذا التشكيل تحديات ومشكلات مختلفة، فهل تعتقد أن العاملين بها سيقدرون على توفير حلول وأفكار تتفوق على تلك التي سيأتي بها العاملون بمؤسسة تضم تنوعاً أكبر؟ الإجابة، التي تؤكدها الدراسات، أن المجموعات الأكثر تنوعاً تنتج بسهولة تنوعاً أكبر من الأفكار والحلول، حيث إن ما قد يفوته أحد الأشخاص يكتشفه شخص آخر.

إن العالم أصبح متكافئ الفرص بشكل متزايد حيث توجد مؤسسات لديها قوى عاملة متنوعة بشكل متزايد. فنحن نرى الكثير من العاملين الأكبر سناً يؤجلون تقاعدهم ويبقون في قوة العمل بينما نرى أيضاً المزيد من النساء يدخلن قوة العمل، خاصةً في البلاد حيث المشاركة النسائية في قوة العمل كانت منخفضة تاريخياً. يستطيع الأشخاص الناجحون العمل مع كافة أشكال التنوع في مكان العمل. أن تحظى برئيسة من النساء لأول مرة: أو أن يكون أحد أفراد فريق العمل أكبر منك بنحو ثلاثين عاماً، أو يكون لديك زملاء من الصين، بغض النظر عن نوع التنوع الذي تقابله في طريقك، تقبله كفرصة إيجابية للعمل مع شخص قد تكون أفكاره وعاداته مختلفة تماماً عن تلك الخاصة بك وعما اعتدت عليه.

تهدف الاستراتيجيات التالية إلى تشجيعك على الاستفادة من ثلاثة أنواع شائعة من التنوع في مكان العمل - خلفيات مختلفة، وفرق الجنس ذكر / أنثى، والسن.

ـ قدّر وتقبل الخلفيات المختلفة

يجلب كل منا إلى مكان العمل مجموعة فريدة من نقاط القوة والضعف نتيجة أن شخصياتنا وسماتنا يتم تشكيلها بشكل فريد عن طريق خلفياتنا وتجاربنا المتميزة.

نأتي جميعاً من خلفيات مختلفة، فبعضنا ولد في حياة فيها المدارس الخاصة والجامعات المرموقة بينما جاء آخرون من أحياء قاسية، وعانوا مادياً وربما يكونون قد تركوا المدرسة في سن16. احذر من الحكم على الأشخاص عبر طريقة حديثهم، أو أين تلقوا دراستهم، أو أين يعيشون. من الحكمة عدم التباهي أو التصرف بشكل يوحي بأنك أفضل.

وهناك مثال شائع هو عندما يكون أحدهم قد ذهب إلى جامعة بينما زملاؤه لم يذهبوا. في هذه الحالة، قد يتعامل خريج الجامعة، حتى دون أن يدرك ذلك في الغالب، بتباهي المثقف أو المتكبر. قد يحدث ذلك في شكل الاستخفاف بآراء وأفكار الآخرين التي تبدو بسيطة أو التعامل مع سؤال أو تعليق أحد ما على أنه غبي. وكذلك، إذا كان لشخص زملاء قد يبدو أنهم ينتمون إلى خلفية أكثر حظاً منه، فإنه لا يجب أن يشعر بهبوط الهمة أو الدونية.

إذا تصرف زميل أو قال تعليقات توضح تأثره بأنه جاء من خلفية قد تبدو أحسن أو أسوأ من الآخرين، فإنني أقترح أن تدربه على ألا يحتاج لأن يشعر بالاختلاف وألا يدع ذلك يبدو عليه.

ـ قدّر الزملاء الأصغر وكذلك الأكبر سناً

هل تبدو الأنواع التالية من التعليقات مألوفة؟

ـ إنه يتعامل بأسلوب قديم الطراز، ويكره أي أفكار جديدة من زملائه الأصغر سناً.

ـ إنها صغيرة للغاية وساذجة، لتعتقد أنها تعرف أكثر مني فيما يتعلق بهذا الموضوع.

ـ يا لها من كائن منقرض! إنها لا تعرف حتى لماذا نريد استخدام فيسبوك في العمل.

ـ لقد غادر الجامعة للتو وهو غير صبور للغاية، إنه يتوقع الحصول على ترقية ومسمى وظيفي جديد.

بغض النظر عن سنك، لا تلق بتعليقات متحيزة وافتراضات حول زملائك الأكبر أو الأصغر سناً منك. قد تجعلك التعليقات السابقة تضحك وقد تبدو غير مؤذية بشكل كافٍ، لكنها تعكس تفكيراً نمطياً ومتحيزاً في الغالب. أنا من أشد المؤمنين بأن النضج والحكمة لا يرتبطان دائماً بشكل جيد مع السن، أعرف زملاء أصغر سناً يبدون حكماء للغاية.

بإمكانك أن تجني فوائد كبيرة مما يستطيع جميع زملائك أن يقدموه لك فيما يتعلق بالنصيحة والدعم.

ـ امض وقتاً مع الزملاء الأكبر سناً تستمع لهم وتتعلم منهم. اطرح عليهم الأسئلة للحصول بشكل استباقي على حكمتهم ومعرفتهم. بإمكانك أن تتعلم كيف تتفادى الكثير من الأخطاء التي من الممكن أن يكونوا قد ارتكبوها.

ـ ثمَّن وقدَّر طاقة وحماس وطموح الزملاء الشباب. راقبهم وتعلم منهم. 

ـ شجع وادعم المرأة (لتندفع للأمام)

لقد استعرت المصطلح (تندفع للأمام) من عنوان كتاب صدر حديثاً لكبيرة مسئولي التشغيل بمؤسسة فيسبوك والذي تشجع فيه النساء على الجهر بآرائهن بشكل أكبر وأن يكن أكثر حزماً وأكثر تواجداً في دنيا العمل. أتحداك أن تكون الزميل، رجلاً كنت أو امرأة، الذي يعامل الجميع بطريقة متساوية ومتوازنة والذي يضمن أن يتم الاستماع لأصوات النساء بنفس القدر الذي يتم الاستماع فيه لأصوات الرجال.

على سبيل المثال، في اجتماع قد لا تجهر امرأة برأيها ينفس القدر من الحرية أو الثقة التي لدى زملاؤها الرجال وقد لا تثابر في الإبقاء على يدها مرفوعة عندما يدعو أحدهم لطرح الأسئلة. عادة، عندما تحصل أخيراً على فرصة للحديث، قد تلاحظ أن الآخرين قد لا يستمعون إليها بنفس الانتباه الذي يولونه للاستماع إلى رجل. وقد تتم حتى مقاطعتها في منتصف الحديث على يد رجل يرغب هو في الحديث. إنني أدعو هذا نوعاً من التمييز المبطن الذي يجب أن تلاحظه وتواجهه. سواء كنت رجلاً أم امرأة، يجب أن تلفت انتباه الشخص الذي يرأس الاجتماع بأن هناك امرأة رفعت يدها وترغب في الحديث. وبعد أن تتحدث السيدة، بإمكانك أن تعبر عن تقديرك لما طرحته وتبني عليه من أفكارك الخاصة، عوضاً عن تجاهله وتغيير الموضوع.

ـ ملخص ما سبق

يعد التنوع موضوعاً شائعاً للغاية في عالم الأعمال اليوم، بينما يظل الجانب السلبي من التنوع -التمييز- قضية شائكة وحساسة. حتى في المؤسسات التي تتبع نص القانون فيما يتعلق بعدم التمييز ضد أي فرد، من الشائع أن يظهر الأشخاص تحيزاً ومحاباة. قد يكون الأمر بسيطاً كتجنب الحديث كثيراً مع زملاء بعينهم ـ ربما بسبب سنهم، أو جنسهم، أو مستوى تعليمهم، أو كيف يتحدثون، أو ببساطة بسبب لون بشرتهم.

امتلك الشجاعة لأن تخرج من صف الزملاء المجحفين فقط بكونك منفتحاً ومرتاحاً. مع كافة أنواع التنوع بين زملائك وأصحاب المصلحة. إذا شعرت بأن أحداً يتم تجاهله أو تهميشه، امضِ وقتاً معهم وأشركهم في مناقشات، مشجعاً إياهم على الجهر بآرائهم عند الحاجة. تغطي استراتيجيات هذا الفصل ثلاثة: مجالات مهمة من التنوع -السن، الجنس، الخلفية - لكن هناك مجالات أخرى، والنصيحة المطروحة في هذا الفصل يمكن ببساطة أن تتكيف مع أي نوع من أنواع التنوع وأن تضمن أن تقوم بالمساعدة على تفادي أو القضاء على أي تمييز محتمل في مكان عملك.

قد يسخر بعض زملائك منك لأنك بدأت فجأة تتصرف كشخص لطيف محب للمساعدة يعطي الوقت والدعم لأشخاص معينين (ربما من خلفية مختلفة)، افعل ما تعرف أنه الأمر الصواب فعله. إذا كنت تعمل مع رئيس أو في ثقافة عمل لا تبدو متسامحة بشكل كبير مع التنوع والاختلافات بين الأشخاص، فإنك قد تصل إلى نقطة حيث تقرر أن تبحث عن شركة جديدة لتعمل بها: قبل أن تتخذ ذلك القرار النهائي، حاول أن تكون مثالاً يحتذى به وأن تتحدث بصراحة مع زملائك ورئيسك ليكونوا أكثر تقبلاً وتسامحاً مع التنوع.