المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

المنقوص
17-02-2015
{ يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر}
2024-06-20
الصلاة الوسطى
2024-10-01
atomic phonology
2023-06-06
مـثـال شـامـل على تـكاليـف المـراحـل الإنـتاجـيـة
2024-02-08
اللامركزية الإقليمية المحلية في الجزائر
14-6-2018


علم نفسك لغة جديدة  
  
1748   02:17 صباحاً   التاريخ: 22-12-2021
المؤلف : هادي المدرسي
الكتاب أو المصدر : كيف تستخدم طاقاتك؟
الجزء والصفحة : ص36 ـ 46
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-6-2016 15719
التاريخ: 1-12-2016 1865
التاريخ: 9-10-2021 1935
التاريخ: 2024-08-26 357

الكثير من الناس يبررون عدم تعلمهم للفنون، واللغات، والعلوم، بأنهم لم يجدوا من يعلمهم ذلك في أيام طفولتهم.

ومع أن للمعلم دوراً مهماً في توضيح ما يحتاج إليه المتعلم، إلا أن الجهد الرئيسي بالطبع يجب أن يبذله الطالب نفسه ودور المعلم ثانوي في التعليم، ولذلك يمكن القول أن في مقدور كل الناس أن يتعلموا الفنون الإنسانية بدون معلم، ولكن بشرط بذل الجهد المطلوب وممارسة التمارين اللازمة لذلك.

فدور المعلم ليس أكثر من دور من يشير إليك بإصبعه إلى الطريق الذي نبحث عنه، فهو دليل إلى المعرفة، غير أنه ليس بديلاً عنك في تلقيها، فأنت الذي يجب أن تسلك الطريق.

ثم إن التقدم الحضاري أبدع وسائل جديدة للاستفادة من العلوم الحديثة، دون حاجة كبيرة إلى المعلم، فوجود كتيبات صغيرة، وأشرطة الكاسيت، وأفلام الفيديو، وأجهزة الكمبيوتر، وبرامجها المتنوعة، كلها يمكن ان تؤدي دور المعلم.

وهنا أذكر أني حضرت مؤتمراً للجمعيات الإسلامية في مدينة (ساوباولو) البرازيلية، فجلس إلى جانبي شخص لم أكن أعرفه، وظننت في الوهلة الأولى أنه عربي، فالتفت إليه وكلمته بالعربية، ولكنه أجابني باللغة البرتغالية التي لا أتقن منها شيئاً.

فعرفت بأنه ليس عربياً، فتحدثت إليه بالإنجليزية فتعلثم فيها، حيث لم يكن يجيدها تماماً، وعرفني بنفسه فتبين لي أنه نائب رئيس البلدية في مدينته.

فقلت له : هل حاولت أن تتعلم العربية؟

أجاب: كلا.

قلت: كم من اللغات تعرف؟

فأجاب: البرتغالية، وشيئاً بسيطاً من الإنجليزية.

فقلت له: أظن أن موقعك الاجتماعي يتطلب منك أن تعرف أكثر من هذا، أليس كذلك؟

فقال: بالطبع، غير إنني لم أجد معلماً.

فقلت: لا أظن إن ذلك بحاجة إلى معلم.

فسأل مستغرباً: وكيف يمكن ذلك؟!

فقلت له: كيف ترى لغتي الإنجليزية؟

قال: أحسن مني بنسبة ستين بالمائة.

قلت: ترى، لو قلت لك إنه لم يعلمني أحد هذه اللغة، وقد بدأت تعلمها في سنين متأخرة من حياتي بعد أن تجاوزت الأربعين عاماً، فهل تصدقني في ذلك؟

فقال مندهشا: أيعقل ذلك؟ وكيف تعلمت لغة من دون معلم؟!

قلت، لقد كان معلمي هو (الشريط) وكتاب اللغة، وهل المعلم يقوم بأكثر مما يقوم به الشريط والكتاب؟

في الحقيقة إن المقصود من جملة (لم أجد معلماً) إنما هو مجرد تبرير لإيجاد الأعذار لعجزنا في تحقيق طموحاتنا وأمانينا، لأن دور المعلم هو دور جانبي، والدور الأساسي إنما هو للمتعلم.

ولهذا فإنني أميل إلى تصديق عناوين الكتب التي صدرت عندنا في السبعينات مثل كتاب (كيف تتعلم اللغة الإنجليزية في خمسة أيام بدون معلم).

والمشكلة فقط هي في المدة المذكورة، إذ لا يمكن أن يتعلم أحد أية لغة خلال (خمسة أيام) إلا أن القسم الأخير من العنوان هو صحيح، وهو الذي يؤكد إمكانية تعلم اللغات من دون حاجة للمعلم، فإصرارك على التعلم هو خير معلم!

خاصة وأن اللغات ليست مجرد وسائل إرتباط فحسب، بل هي ثقافات متعددة، وعوالم متنوعة، وعلاقات متشعبة، فمن تعلم لغة ثانية فكأنه دخل مدناً اخرى، وتعلم ثقافات أخرى، وتعرف إلى اناس لم يكن يعرفهم من قبل.

اللغة الجديدة تعطي الإنسان شخصية جديدة إضافة إلى شخصيته القديمة، وحسب تعبير الإمام علي (عيه السلام) (ما الإنسان لولا اللسان إلا صورة ممثلة او بهيمة مهملة) (1).

والسؤال المهم هنا هو: كيف نتعلم لغة جديدة؟

قبل الإجابة على ذلك لابد من القول إننا لم نبذل جهوداً كبيرة لتعلم لغتنا الأصلية، لأننا كنا صغاراً ولا نتذكر إن كنا قد واجهنا صعوبة في ذلك أم لا، ولم يكن تعلمنا للغة آبائنا نتيجة قرار صدر منا، بينما إذا عزمنا على تعلم لغة جديدة في الكبر فإن ذلك يحتاج إلى قرار حاسم، ولو أن أحداً اتخذ مثل هذه القرار فيكون قد تخطى 50% من الطريق للوصول إلى هدفه.

فالذين يرغبون في تعلم لغة جديدة كثيرون، إلا أن الذين يقررون بالفعل تعلمها هم قلة منهم، أما الأكثرية فلا يتخطون عتبة الرغبة، والرغبة وحدها لا تكفي لتعلم أي شيء، بل لابد من إتخاذ القرار المقارن للإصرار على تحقيقه ثم وضع برنامج عملي يومي، ومن المؤكد أن يحقق مثل هذا البرنامج نتائج باهرة.

وأما مقدار تعلم الإنسان فهو منوط بمدى سعيه واستمراره على برنامج متواصل، فلو انقطع عن التعلم في وسط الطريق، فسيكون مستواه بنفس المستوى الذي انقطع فيه عن الدراسة.

وهكذا فإن الخطوة الأولى لتعلم أية لغة هي في أن تحسم قرارك، أما الخطوة الثانية فهي إتباع برنامج عملي يشمل ما يلي:

1ـ أن تستمع إلى تلك اللغة، وهذا لا يكلفك شيئاً إلا بعض التركيز.

2ـ أن تحفظ، ولو خمس كلمات في اليوم.

3ـ أن تستخدم ما تعلمته من الكلمات من دون خجل من ارتكاب الأخطاء.

وعليك أن تتيقن أنه لا أحد ينتظر منك إتقان اللغة الجديدة مرة واحدة، ولا ان لا ترتكب خطاً عند تحدثك بها لأنها ليست لغتك الأصلية التي برعت فيها، فمن الطبيعي أن يتلكأ لسانك عند تحدثك بها، فالحياء هنا مضيعة للجهد، وتثبيط للعزم، وما عليك إلا أن تستمع جيداً لجرس الكلام، وتقرأ بإمعان، وتتحدث بإكثار حتى تتعلم لغة جديدة، ولا يجوز القلق إذا لم تحفظ الكثير من الكلمات خلال فترة قصيرة لأن إصرارك على التعلم هو الذي سيفتح لك الطريق.

وهناك أمران قد يثبطان عزيمتك للتعلم وهما:

أولاً: وجود الماسح في الذاكرة الإنسانية، والذي قد يؤدي إلى نسيان الكثير من الكلمات التي تم حفظها، وبالطبع سيكون لذلك عواقب سيئة على معنويات المتعلم، إلا أنك لابد أن تعرف بأن الذاكرة عادة تقوم بمحو الكلمات غير الضرورية وغير المستعملة.

ثانياً: إرتكاب الخطأ في استعمال اللغة، وهذا يؤدي إلى أحد أمرين: أما التراجع عن التعلم بشكل نهائي، وإما ترك التمرين العملي، والاكتفاء بالتعلم بلا تمرين، وهنا لابد من تذكير الذين يرغبون في تعلم أية لغة جديدة أن الناس يخطئون حتى في استخدام لغتهم الأصلية، فكيف باللغات الجديدة، وأن التراجع عن استخدام اللغة هو سبب نسيانها، وليس استخدامها حتى مع الأخطاء.

إن التعلم إذا كان وفق برنامج مدروس فإن الذاكرة ستعمل شكل جيد وسوف ينخفض نسيان الكلمات، ثم إنه ينبغي حفظ الكلمة بشكل سليم، لأن حفظها بشكل مغلوط سيؤدي إلى تضعيف الذاكرة، حيث إنك ستحاول عدة مرات أن تحفظ كلمة واحدة بسبب الخطأ الأول في حفظه.

ومن الأمور المهمة في تعلم اللغة مع معلم أن يكون ذلك المعلم متمكناً من تلك اللغة، ومن الأفضل أن تكون اللغة التي تود تعلمها هي لغته الأصلية، لأن ذلك سيساعدك على تعلم الكلمات بلهجتها ولا بد ان تحاول إختيار برنامجك للتعلم بشكل يتناسب مع المادة المراد تعلمها ضمن الوقت المحدد، فالمرحلة الإبتدائية لتعلم اللغة قد تتطلب منك فترة تختلف بشكل أو بآخر عن المرحلة المتوسطة والنهائية، والكتاب الذي على أساسه سيتم التعلم هو الذي سيحدد فترة كل مرحلة دراسية، وبالطبع فإن مداومتك على البرنامج هو الكفيل بتحقيق أمنينك بالتعلم.

من هنا فإن برنامج دروس تعليم اللغة الأجنبية يدخل ضمن إطارين:

الأول: الجانب العقلي والعلمي، الذي يخضع للبحث والاختبار ووضع البرنامج الملائم للتعلم.

الثاني: جانب اللاوعي: وهو الذي يحتفظ بالمعلومات، ويستعملها صاحبها من دون حاجة إلى تفكير ووعي، فعندما نتكلم بلغتنا الأصلية فإننا لا نحتاج إلى تفكير مسبق لاختيار الكلمات المناسبة للمعنى الذي في أذهاننا، لأن العقل الباطن يستخرج الكلمات المناسبة وبأسرع وقت، لكننا عندما نريد التحدث باللغة الجديدة التي نتعلمها، فعلينا أن نفكر مسبقاً لاختيار الكلمة المناسبة للمعنى الذي نريد بيانه، وهذا يسبب عدم إنتقال هذه الكلمات إلى اللاوعي.

ولأجل طبع الكلمات الأجنبية في الذاكرة ينبغي على المتعلم أن يكرر بشكل دائم تلك الكلمات التي حفظها حتى تنتقل إلى الوعي الباطن، وإذا تم حفظها هناك، فإن العقل الباطن سيتكفل بالإستفادة منها في وقت الحاجة دون مواجهة أية مشكلة، وبذلك ستصبح اللغة الجديدة بسيطة عليك.

وعلى كل حال فإني أعتقد أن صرف بعض الوقت يومياً كاف لتعلم لغة كاملة، وكما يقول أحد الكتاب فإن من يصرف كل يوم ساعة في هذا المجال يصرف خمسة عشر يوماً ـ ليلاً ونهاراً - في السنة، أي خمسة أشهر في عشر سنين، وهي مدة كافية لتعلم لغة جديدة، أو معرفة علم جديد، فكيف بمن ينفقون كل يوم ساعتين أو ثلاثاً أو أكثر؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) غرر الحكم، حديث رقم 4029. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.