أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-02-2015
2394
التاريخ: 5-05-2015
1977
التاريخ: 18-11-2014
4407
التاريخ: 2024-01-23
1599
|
تعريف القاعدة
تنقسم الآيات القرآنية بلحاظ كيفية دلالتها على مضامينها- منطوقا أو مفهوما- إلى قسمين :
1- الآيات الدالّة على مضامينها بمنطوقها.
2- ما دلّ منها على مضمونه بمفهومه.
و قد عرّف المشهور المنطوق بما دلّ عليه اللفظ في محل النطق ، والمفهوم بما دلّ عليه اللفظ في غير محل النطق. والمراد من محلّ النطق دلالة اللفظ ابتداء بلا واسطة المعنى المستعمل فيه ، بخلاف ما في غير محلّ النطق ، كما قال في الفصول(1). فالمعيار في الفرق هو الاستفادة الابتدائية وعدمها ، كما صرّح بذلك الشيخ الأعظم الأنصاري(2).
والأحسن أن يقال : إنّ الفارق الأساسي ، استفادة المنطوق من لفظ الكلام الذي نطق به المتكلّم ، واستفادة المفهوم بواسطة معنى اللفظ المستفاد منه.
أقسام المنطوق والمفهوم
وقسّموا دلالة المنطوق إلى مطابقية وتضمّنية والتزامية.
وجعلوا الأوليين صريحة والثالثة غير صريحة ، كما قال في الحدائق :
«و تفصيل القول في ذلك أنّ دلالة اللفظ على معناه إمّا أن تكون في محل النطق أو لا في محلّه. والأوّل : إما أن يكون مطابقة أو تضمّنا أو التزاما ، والأوّلان صريح المنطوق ، والثالث غير صريحة» (3).
وقسّموا المفهوم إلى مفهوم موافقة ومخالفة. وعبّروا عن الأوّل بفحوى الخطاب ولحن الخطاب ومفهوم الأولوية ، وعن الثاني بدليل الخطاب.
وقسّموا مفهوم المخالفة بحسب اختلاف أداته إلى مفهوم الشرط والوصف والحصر والغاية والعدد واللقب. وقد أضفنا اليها مفهومي التحديد والتعليل.
وبحثنا عن كل قسم من هذه الأقسام مفصّلا ، وذكرنا له تطبيقات فقهيّة في محلّه من علم الأصول (4).
وأثبتنا هناك حجية مفهوم الشرط والحصر والغاية والتحديد والتعليل.
وفي حجية مفهوم الوصف ، واللقب ، والعدد- في غير مقام التحديد- كلام.
وهل النزاع في أصل ثبوت المفهوم كما عليه المتأخّرون والمعاصرون ، أو في كبرى حجيته ، كما عليه القدماء ، خلاف. وقد حرّر ذلك الفقيه الأصولي السيد البروجردي.
ونقّحنا أهمّ مباني الأصوليين في هذه القاعدة ، واستدللنا على ما اخترناه في كتابنا «بدائع البحوث» (5). ولا نريد التفصيل والاطناب في المقام. وسيأتي البحث عن مهماتها في الحلقة الثانية إن شاء اللّه.
تطبيقات قرآنية
أما المنطوق ، فأمثلة الصريح منها كثيرة واضحة.
مثل قوله تعالى : {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} [البقرة : 275].
وقوله تعالى : {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ} [المائدة : 3].
وقوله تعالى : {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} [البقرة : 271].
فإنّ الآية الأولى صريحة في حلية البيع وحرمة الربا ، والثانية في حرمة أكل الميتة والدم ولحم الخنزير ، والثالثة في محبوبية وحسن الصدقات علنا أو خفاء.
وأما غير الصريح من المنطوق- وهو دلالة الاقتضاء والتنبيه والاشارة والسياق- ، فسيأتي ذكرها.
وأما المفهوم :
فمفهوم الموافقة كقوله تعالى : {فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ} [الإسراء : 23] ؛ حيث دلّ بالفحوى على حرمة شتم الوالدين وسبّهما وضربهما.
وقوله : {وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ} [آل عمران : 75] ؛ حيث دلّ بفحوى الخطاب والأولوية على عدم ردّ القسم الثاني من أهل الكتاب ما زاد عن الدينار إذا ائتمن عليه ، كما استشهد بهذه الآية العلّامة الحلّي (6).
وأما مفهوم المخالفة :
فمفهوم الشرط : كقوله تعالى : {إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ } [الأنفال : 38] وقوله تعالى : {إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا} [الأنفال : 29].
وقوله تعالى : {وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا} [المائدة : 2] و{إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا } [الجمعة : 9]
وقوله {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ} [المائدة : 6].
ودلالة هذه الآيات بمفهوم الشرط على انتفاء مضامينها بانتفاء شروطها ، واضحة غنيّة عن التقريب والبيان.
وأما مفهوم الحصر :
مثل قوله تعالى : و{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ} [آل عمران : 144] و{وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ } [آل عمران : 62] و{إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [العصر : 2 ، 3]. وقوله تعالى : {لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ} [النساء : 29]
وقوله تعالى : {قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ} [العنكبوت : 50] و{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } [الفاتحة : 5]
وأمّا مفهوم الغاية :
كقوله تعالى : {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} [البقرة : 187] . {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} [البقرة : 187].
وأمّا مفهوم التحديد :
كقوله تعالى : {فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ} [النور : 2] و{فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً} [النور : 4]
وقوله تعالى : {فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا} [المجادلة : 4].
ليست دلالة هذه الآيات من باب مفهوم العدد ، بل إنّما هو من قبيل مفهوم التحديد. وقد حرّرنا في محلّه (7) الفرق بين مفهوم العدد والتحديد ، وبينّا هناك أنّ المفهوم ثابت للتحديد ، وإن كان بغير العدد ، كاللقب والوصف.
ومفهوم التعليل :
كقوله تعالى : {خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} [الملك : 2] و{لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ} [النساء : 43]
وقوله تعالى : {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ } [النساء : 105].
(2) مطارح الأنظار : ص 168 ، السطر الأخير.
(3) الحدائق الناضرة : ج 1 ، ص 55.
(4) بدائع البحوث : ج 2 ، ص 111- 241.
(5) بدائع البحوث : ج 2.
(6) نهاية الوصول : ج 2 ، ص 515.
(7) بدائع البحوث : ج 2 ، ص 237.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|