ما دامت خلافة علي عليه السلام إرادة ربانية فلماذا لم تتحقق ؟ وهل يشترط النص في الامامة ؟ ولماذا لم تتحقق الغلبة عند الأئمة ؟ |
1283
08:43 صباحاً
التاريخ: 10-1-2021
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-1-2021
1679
التاريخ: 8-1-2021
1063
التاريخ: 8-1-2021
1293
التاريخ: 9-1-2021
1345
|
1 - ما دامت خلافة علي عندكم عهد من الله تعالى وإعلان نبوي من رسوله ( صلى الله عليه واله ) ، فلماذا لم يصر علي الخليفة الأول للنبي ( صلى الله عليه واله ) بلا فصل ؟ فهل عجز الله عن تحقيق إرادته نعوذ بالله ؟
2 - تقولون إن خلافة علي وعد إلهي ، فهل أن الخلافة الموعودة هي خلافة الصديق الأكبر أبو بكر وغلبته هي الخلافة الموعودة لعلي أم غيرها ؟ فإن كانت غيرها فكيف صار أبو بكر غاصبا ، وإن كانت نفسها فكيف تحققت لأبي بكر ولم تتحقق لعلي ؟
3 - هل أن الإمامة والخلافة عندكم منصوصة من الله تعالى ؟
4 - يشترط في الإمامة والخلافة الغلبة ، وقد غلبت خلافة الخلفاء ، فلماذا لم تغلب إمامة الأئمة الاثني عشر ، أم أنهم لم يكونوا أئمة بالحق فلم تغلب إمامتهم ؟
الجواب على الأسئلة 1 - 4 :
أولا : أن السائل لم يميز بين الإرادة التكوينية لله تعالى والإرادة التشريعية ، فالإرادة التكوينية هي التي يقول عنها عز وجل : ( بديع السماوات والأرض وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون ) ( البقرة : 117 ) فما أراده سبحانه بهذه الإرادة يستحيل أن يتخلف .
أما الإرادة التشريعية فهي كإرادته عز وجل من إبليس أن يسجد ، ومن كل الناس أن يؤمنوا ، لكنه أعطاهم الاختيار والقدرة فلم يسجد إبليس ولم يحقق إرادة الله تعالى منه ، ولم يؤمن أكثر الناس ولم يحققوا إرادة الله تعالى منهم ، وهذا لا يعني العجز من الله تعالى ، لأن إرادته هنا تشريعية لا تكوينية .
وكذلك هو حال الأمم بعد أنبيائهم عليهم السلام فقد أمرهم الله تعالى وأراد منهم أن يطيعوا أوصياء الأنبياء عليهم السلام ، ولكنهم عصوا الله تعالى وعزلوا الأوصياء عليهم السلام ونصبوا غيرهم من قبائلهم وأحزابهم ، واختلفوا واقتتلوا ! وهذا لا يعني العجز من الله تعالى ، لأن إرادته هنا تشريعية لا تكوينية ، قال الله تعالى : ( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد ) ( البقرة : 253 ) فهو سبحانه أراد أي سمح لهم أن يختاروا الخير أو الشر .
وثانيا : إن الغلبة والحكم ليست من شرط الإمامة أبدا ، فإن أكثر أوصياء الأنبياء عليهم السلام لم يحكموا بعدهم ، وكانوا مغلوبين مضطهدين ، كما أشارت الآية المتقدمة .
بل نص النبي صلى الله عليه وآله على أن الأئمة من بعده سوف تكذبهم الأمة وتعاديهم وتقتل عليا والحسن والحسين عليهم السلام ، وسوف يكونون مغلوبين ، لكنهم لا يضرهم تكذيب من كذبهم ! !
( ففي معجم الطبراني الكبير : 2 / 213 و 214 ح 1794 : ( عن جابر بن سمرة عن النبي قال : يكون لهذه الأمة اثنا عشر قيما ، لا يضرهم من خذلهم ، ثم همس رسول الله صلى الله عليه وآله بكلمة لم أسمعها ، فقلت لأبي ما الكلمة التي همس بها النبي ( صلى الله عليه واله ) ؟ قال أبي : كلهم من قريش ) .
( وفي معجم الطبراني الكبير : 2 / 256 ح 2073 : ( عن جابر بن سمرة : ( قال سمعت رسول الله ( صلى الله عليه واله ) وهو يخطب على المنبر ويقول : اثنا عشر قيما من قريش ، لا يضرهم عداوة من عاداهم ! قال : فالتفت خلفي ، فإذا أنا بعمر بن الخطاب رضي الله عنه وأبي في ناس ، فأثبتوا لي الحديث كما سمعت ) . انتهى .
وقال عنه في مجمع الزوائد : 5 / 191 : رواه البزار عن جابر بن سمرة وحده ، وزاد فيه : ثم رجع ، يعني النبي ( صلى الله عليه واله ) إلى بيته ، فأتيته فقلت : ثم يكون ماذا ؟ قال : ثم يكون الهرج . ورجاله ثقات ) . انتهى .
فقد نصت الأحاديث النبوية في مصادركم على أن هؤلاء الأئمة الربانيين عليهم السلام الذين بشر بهم النبي صلى الله عليه وآله سيكونون مغلوبين ويكذبهم الناس ، وأن ذلك لا يضر بإمامتهم وهدايتهم وبركتهم على الأمة . وهذه الصفات لا توجد إلا في الأئمة من أهل البيت عليهم السلام .
وثالثا : أن الغلبة والتمكين ليست شرطا في النبوة ، فكيف تكون شرطا في الإمامة ؟ ! ألا ترى أن أكثر أنبياء الله عليهم السلام مغلوبين مكذبين مقتولين ، وأن الذين غلبوا وحكموا منهم قلة قليلة ؟ ! !
فأوصياء نبينا صلى الله عليه وآله كانوا مغلوبين كغيرهم من الأوصياء عليهم السلام .
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|