المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

ماهية الظاهرة الاجتماعية
2023-02-21
Lexicon
2024-04-26
Genomic Libraries
12-5-2016
كلام الامام الباقر(عليه السلام)
15-04-2015
آيات القسم في القرآن الكريم
23-11-2014
اشتراط التثبّت على الراحلة في وجوب الحج.
14-4-2016


صدى فاجعة موت الامام الحسن  
  
3402   01:46 صباحاً   التاريخ: 9-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسن دراسة وتحليل
الجزء والصفحة : ج2 ، ص499-503
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / شهادة الإمام الحسن والأيام الأخيرة /

ما أذيع النبأ المؤلم فى العالم الإسلامى إلا واهتز من أقصاه الى أدناه حزنا ووجدا فلقد مات سيد المسلمين وإمامهم والملجأ الوحيد لهم وقد أدخل موته ذلا على عموم العرب والمسلمين فأما يثرب عاصمة الإسلام فقد لبست الحزن والحداد على الفقيد الراحل فعطلت أسواقها ومكاسبها وبكاه الرجال والنساء سبعة أيام واستمرت نساء بنى هاشم فى النياحة عليه شهرا وأظهرن الحداد ولبسن السواد سنة كاملة  ؛ وعم الحزن والأسى أهل مكة فانه لما انتهى إليهم النبأ المريع أغلقوا حوانيتهم وعطلوا مكاسبهم واستمروا بالنياحة يبكون رجالا ونساء سبعة أيام ؛ وحمل النبأ المؤلم الى البصرة عبد الله بن سلمة فأخبر به حاكمها زياد بن أبيه وفهم بذلك الحكم بن أبي العاص الثقفي فخرج الى الناس فنعى إليهم الإمام فلما سمعوا بذلك علا منهم البكاء والضجيج وسمع أبو بكرة أخو زياد الصراخ والعويل وكان سقيما فقال لزوجه ميسة بنت سخام : ما هذا؟

ـ مات الحسن بن علي والحمد لله الذي أراح الناس منه.

فقال لها بصوت خافت : اسكتي ويحك فقد أراحه الله من شر كثير وفقد الناس بموته خيرا كثيرا يرحم الله حسنا  ؛ ورثاه شاعر البصرة الجارود بن أبي سبرة فقال :

إذا كان شر سار يوما وليلة           وإن كان خيرا خرد السير أربعا

إذا ما يريد الشر أقبل نحونا         بإحدى الدواهي الربدسار وأسرعا

وحينما أذيع النبأ المؤلم في الكوفة تصدعت القلوب وارجفت من هوله النفوس وأخذ الكوفيون بالبكاء والنحيب وهم يعددون مزايا الإمام ويذكرون خطأهم وتقصيرهم تجاهه وقد رثاه شاعرهم الموهوب سليمان ابن قتة بقوله :

يا كذب الله من نعى حسنا               ليس لتكذيب نعيه ثمن

كنت خليلي وكنت خالصتي            لكل حي من أهله سكن

أجول في الدار لا أراك وفي         الدار أناس جوارهم غبن

بدلتهم منك ليت انهم                أضحوا وبيني وبينهم عدن

ورثاه شاعر الكوفة الكبير قيس بن عمر الشهير بالنجاشي بأبيات ذكر فيها جريمة بنت الأشعث وذكر فضل الإمام وجوده وسخاءه :

جعدة ابكيه ولا تسأمي                  بعد بكاء المعول الثاكل

لم يسبل الستر على مثله     في الأرض من حاف ومن ناعل

واجتمع زعماء الشيعة وشخصياتهم فى ثوي سليمان بن صرد الخزاعي فرفعوا الى الإمام الحسين رسالة يعزونه بمصابه المؤلم ويعربون له الولاء والإخلاص والطاعة لأمره وهذا نصها : بسم الله الرحمن الرحيم : للحسين بن علي من شيعته وشيعة أبيه أمير المؤمنين (عليه السلام) سلام عليك فانا نحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو ؛ أما بعد : فقد بلغنا وفاة الحسن بن علي فسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا غفر الله ذنبه وتقبل حسناته وألحقه بنبيه (صلى الله عليه واله) وضاعف لك الأجر فى المصاب به وجبّر بك المصيبة من بعده فعند الله تحتسبه وإنا لله وإنا إليه راجعون ما أعظم ما أصيبت به هذه الأمّة عامة وأنت وهذه الشيعة خاصة بهلاك ابن الوصي وابن بنت النبي علم الهدى ونور البلاد المرجو لإقامة الدين وإعادة سيرة الصالحين فاصبر رحمك الله على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور فان فيك خلفا ممن كان قبلك وإن الله يؤتى رشده من يهتدي بهديك ونحن شيعتك المصابة بمصيبتك المحزونة بحزنك المسرورة بسرورك السائرة بسيرتك المنتظرة لأمرك شرح الله صدرك ورفع ذكرك وأعظم أجرك وغفر ذنبك ورد عليك حقك والسلام .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.