المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



استمرار ظاهرة السب والشتم والضرب بين الأبوين  
  
2439   02:18 صباحاً   التاريخ: 17-11-2020
المؤلف : عبد العظيم عبد الغني المظفر
الكتاب أو المصدر : تربية الشباب من الطفولة إلى المراهقة
الجزء والصفحة : ج2 ص89ـ90
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-1-2016 2317
التاريخ: 23-10-2019 1622
التاريخ: 12-1-2016 4218
التاريخ: 7-1-2016 2194

هذه الظاهرة إن دلت على شيء فإنها تدل على سوء تربية الزوج وفي معظم الأحيان قد يلجأ إلى ظاهرة السب والشتم والضرب المبرح للزوجة نتيجة أي هفوة متناسيا قيمتها الحقيقية في البيت ويستعمل معها مرارا وكأن مصيرها في بيت الزوجية على كف عفريت فهي مهددة بالطرد في أي وقت ومهما كانت الفترة التي قضتها في بيت الزوجية متناسيا أنها أحد أركان هذه الأسرة وبطردها تنهد الأسرة قيمة وتفككا وقد يلجأ الزوج إلى الضرب المبرح لزوجته نتيجة لأي اختلاف وهذا الضرب قد يحصل في كثير من الأحيان على مرأى ومسمع من أولادها وبناتها ويبدأ الاطفال في صراخ وعويل ويدور في البيت الهرج والمرج على موضوع قد يكون في كثير من الأحيان غاية في التفاهة ومصحوبا بالسب والشتم وكشف المستور من الأسرار البيتية والزوجية أمام أولادهم وعائلتهم وبذلك يبدأ الأطفال في ترسيب الكره والحقد على ذلك الأب المتعسف وقد يلجأ الكثير من الأزواج إلى تكسير الاواني وتحطيم الأثاث والنوافذ وكأن حربا ضروسا قد حصلت وليس خطأ بسيطا وقد تستمر هذه الظاهرة وتترك الزوجة بيت الزوجية إلى بيت أبيها أو أخيها وتحصل التداخلات التي قد تؤدي في بعض الأحيان إلى نتائج غير محمودة وتفكك اسري لم يكن بالحسبان وإذا هدأ الزوج وبدأت بنقاشه علامَ نشب ذلك الخلاف ؟ ما هو حجم الند أو الخصم الذي أمامه ؟ أليست هي عبارة عن أمراه كيان رقيق ؟ أليست هي مكملة لنصف دينك ؟!

ولو لم تكن كذلك ما لجأت إلى الجيران أو إلى الأهل لحل الموضوع ولماذا قامت الدنيا ولم تقعد؟ أهذه هي الشجاعة الفذة ؟!

لذلك البطل المقدام (الزوج) ضد المسكينة التي تعيش تحت رحمة الله أولاً ورحمته ثانياً وهكذا بدأ يقضي مضجعها ويصب عليها سيلا عارما من السب والشتم والضرب لأقل هفوة وقد تعود إلى البيت بعد أيام وبعد تدخل الأخيار ذليلة خائبة معتذرة عن هذا الذنب الهائل (في نظر الزوج طبعا) تلعن ذلك اليوم الأسود الذي قبلته زوجا فما هو رأي الطفل والأبناء في ما حمل من هذه البطولة التي قام بها الزوج واخرجها إخراجاً رائعاً؟ هل سينشأ في قلبه ذلك الحب العارم لوالده؟ أم سينتصر لتلك المسكينة المغلوب على أمرها والتي تضحي من أجل أطفالها ؟ ولماذا هذا الإذلال الذي لا ترضيه السماوات والأرض ؟ ومن الذي نصب الزوج عنترة على تلك الزوجة المسكينة؟




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.