المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

اتفاقية سايكس- بيكو وحدود الجولان
25-5-2021
حالات التنفيذ الجبري لقرارات الضبط الاداري
6-4-2017
شجاعة التراجع
12-6-2018
النظام الصرفي ( المبنى: الإلصاق)
20-2-2019
اختصاص الحمد بالله سبحانه
2023-04-26
الشروط الواجب توافرها في الموهوب
21-5-2017


أحسن نصيحة تقدمها أم لابنتها الحديثة العهد بالزواج  
  
2973   08:54 صباحاً   التاريخ: 16-1-2022
المؤلف : السيد علي أكبر الحسيني
الكتاب أو المصدر : العلاقات الزوجية مشاكل وحلول
الجزء والصفحة : ص231ـ234
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

عندما تغادر الفتاة الحديثة العهد بالزواج منزل والديها وتذهب إلى بيت الزوجية فإن والديها - ولا سيما والدتها - يقدمان لها جملة من النصائح والتوجيهات. أفضل وصية قدمتها أم عاقلة وواعية لابنتها الحديثة العهد بالزواج هي الوصية التالية: «أودعتك الله يا ابنتي، كوني خير عون وسندٍ لزوجك وخير أنيس ورفيق وحارس لوالدته... ».

إذا ما ذهبت العروس الشابة إلى بيت زوجها مع هذا التصور بأن عليها أن تكون عونا وفياً ودائماً لزوجها وممرضة مخلصة ووفية لأمّه فإنها:

أ - تشكر الله عز وجل وتقدر تعب تلك الأم التي أنجبت لها مثل هذا الزوج الطيب المخلص.

ب - تفرح قلب زوجها - الذي يشعر بالمسؤولية تجاه والدته كما يشعر بواجب رعايتها والإحسان إليها والتضحية من أجلها.

ج - تكون بذلك قد علمت أولادها الصغار الشكر والتقدير وخدمة الآخرين وتؤكد عليهم في كل لحظة من خلال عملها هذا بأن (الأم هي جوهرة ثمينة لا نظير لها ويجب رعايتها والاهتمام بها والتضحية من أجلها بكل محبة وعن طيب خاطر) حيث إن ما يستطيع الشخص تحقيقه بالعمل والفعل لا يستطيع أن يحققه بالكلام.

د - إن أولاد هذه الفتاة الحديثة العهد بالزواج الذين تربوا في ظل هذه التصرفات الحسنة لوالدتهم وأخذوا الدروس واختزنوا نور التوجيه والإرشاد سيطبقون في المستقبل الدروس التي استوعبوها في المحبة والتضحية وسيعاملون والدتهم في المستقبل بنفس الطريقة ويجعلونها تعيش حياة هانئة سعيدة. فعن الإمام الصادق عن رسول الله صلى الله عليه وآله انه قال (أحسنوا إلى والديكم يحسن اليكم أبناؤكم)(1).

لا فرق بين أم الزوج وأم الزوجة فكلاهما أم لعائلة جديدة كوّنها العروسان. فوالدة كل منهما هي والدة للآخر ولهما حق على كلا الزوجين.

نعم، الوصية التي أوصت بها تلك الأم الواعية العاقلة ابنتها وأشرنا إليها آنفا هي من أفضل الوصايا. أما الوصية التي سنقرؤها فيما يلي فهي أسوأ ما يمكن أن توصي به أم ابنتها وهي تنم عن جهل هذه لأم وغرورها وعدم وعيها:

الرسالة:... «إن الام واحدة ولكن الازواج بالآلاف، بإمكانك استبدال زوج بآخر متى شئت ذلك» هذه العبارة تكررها عليّ والدتي باستمرار وبدل ان تنصحني وتدلني على طريق الحياة الزوجية السعيدة وتقول لي: عليك أن تعيشي مع زوجك مهما كانت ظروفه فهي على العكس من ذلك كانت تشجعني على التهكّم عليه والتنازع والتشاجر معه وتحثني على الإكثار من طلباتي منه وإثقال كاهله وإنهاكه بهذه الطلبات وقد كانت تقول لي: بجب ان يكون لديك بيت وحياة مستقلة، زوجك يجب أن يفخر بك ويلقي بالمجوهرات أمام قدميك.. إن هذا الرجل لا يعرف قدرك اتركيه وتعالي لتعيشي معنا وابقي معنا حتى يهيئ، لك زوجك بيتا مستقلاً وعندما يصبح زوجك صاحب بيت عليه أن يأتي إلى هنا ويقبل يديك ويأخذك بكل عز واحترام.

.. ونظراً لأنني لم تكن لديّ تجارب في هذه الحياة فقد صدقت كلام والدتي وبدأت بمشاكسة زوجي ورغم أني كنت أحبه وأرضى عن أخلاقه وتصرفاته فقد أخذت أتذرع بمختلف الذرائع والحجج وأعرب عن تذمري وعدم ارتياحي من العيش في بيت والدة زوجي حيث خرجت من البيت عدة مرات دون علمه وذهبت إلى بيت والدتي... وبعد كثير من الأخذ والرد والنزاع والشجار استفحل الخلاف بيني وبين زوجي نتيجة تعنت وعناد والدتي وكثرة توقعاتها التي لا داعي لها ونتيجة الإهانات التي كانت توجهها لزوجي. إنهارت حياتي الزوجية وطلقني زوجي وأخذوا مني طفلي الصغير الذي كان عمره ثلاث سنوات والأسوأ من ذلك أن والدتي تمنعني من رؤية طفلي وهي لا تسمح لي حتى بذكر اسمه...

والآن وبعد أن طلقني وحصل ما حصل فإني عندما أتذكر حياتي السعيدة التي عشتها معه تنهمر دموعي على خدي وأتمنى الموت في كل لحظة.. ولكي أنسى مأساتي توجهت إلى الدراسة لفترة من الوقت وبعدها شغلت نفسي بالخياطة ولكن كل ذلك لم يقلل من عذابي وتألمي بسبب ما أعانيه من الوحدة والتشتت. لديّ شقيقة تصغرني سناً وعندما يأتون لخطبتها فإن عليّ أن أخفي نفسي ولا أظهر أمامهم لكي لا يعرفوا بأني مطلقة.. والآن عندما أصبحت وحيدة لا ملجأ لي ولا معين فإن والدتي تجرح مشاعري بكلامها القاسي فهي تقول لي دائماً: انت عالة على المجتمع! يجب أن تقومي بعمل ما! ولكني لا أدري ماذا عليّ أن أفعل؟ لا أدري لمن أشكو همي وغمي؟ اريد منكم أن تنشروا رسالتي هذه مهما كلف الأمر لعل زوجي الحنون الطيب يقرأها ويفهم ماذا أعاني وكيف أتألم نتيجة بعده وطفلي عني، ولكن ماذا بوسعي أن أفعل؟! فأنا لا أجرؤ على معارضة والدتي. من يستطيع ان ينقذني من انتقاداتها اللاذعة والفضائح التي تسببها لي؟ من يستطيع إنقاذي من عذاب الوحدة وألم فراقي لطفلي ويرفع عن قلبي هذا العبء الثقيل؟ من يستطيع أن يقول لزوجي بأني أحبه وأحب طفلي الوحيد واريد أن أعيش معه؟

... لعلكم تستطيعون مساعدتي، أرجوكم لا تذكروا أسمي واسم مدينتي ومنطقتي. أستميحكم عذراً على أن رسالتي أصبحت بهذا الشكل لأني كبتها والدموع تنهمر على خدّي حيث ابتلّت الرسالة من دموعي. أختكم...

أيتها الأخت الفاضلة! أنا أيضاً قرأت رسالتك بكل حزن وتأثر وعاودت قراءتها مرات عديدة. حبذا لو كتبت تلك العبارات الأخيرة التي ذكرتها ضمن رسالة وبعثت بها إلى زوجك واعتذرت إليه وأظهرت له نواياك الصادقة وحبك له وعدت إلى بيتك الزوجي. لعل أحد العقلاء الواعين من أقربائك يستطيع أن ينصح والدتك المغرورة الكثيرة التوقعات ويقول لها بأن من أقبح الأعمال خلق الخلاف بين الزوجين اللذين يريدان العيش معاً.

وإن من أفضل الأعمال إصلاح ذات البين وإيجاد المحبة والوئام نأمل أن نستطيع مساعدتك في هذا المجال، امسكي القلم وابدأي باسم الله بكتابة رسالة إلى زوجك.

______________________________

(١) تحف العقول عن آل الرسول. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.