أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-1-2018
1789
التاريخ: 4-9-2020
3698
التاريخ: 12-1-2016
2102
التاريخ: 10-4-2018
2062
|
عندما تغادر الفتاة الحديثة العهد بالزواج منزل والديها وتذهب إلى بيت الزوجية فإن والديها - ولا سيما والدتها - يقدمان لها جملة من النصائح والتوجيهات. أفضل وصية قدمتها أم عاقلة وواعية لابنتها الحديثة العهد بالزواج هي الوصية التالية: «أودعتك الله يا ابنتي، كوني خير عون وسندٍ لزوجك وخير أنيس ورفيق وحارس لوالدته... ».
إذا ما ذهبت العروس الشابة إلى بيت زوجها مع هذا التصور بأن عليها أن تكون عونا وفياً ودائماً لزوجها وممرضة مخلصة ووفية لأمّه فإنها:
أ - تشكر الله عز وجل وتقدر تعب تلك الأم التي أنجبت لها مثل هذا الزوج الطيب المخلص.
ب - تفرح قلب زوجها - الذي يشعر بالمسؤولية تجاه والدته كما يشعر بواجب رعايتها والإحسان إليها والتضحية من أجلها.
ج - تكون بذلك قد علمت أولادها الصغار الشكر والتقدير وخدمة الآخرين وتؤكد عليهم في كل لحظة من خلال عملها هذا بأن (الأم هي جوهرة ثمينة لا نظير لها ويجب رعايتها والاهتمام بها والتضحية من أجلها بكل محبة وعن طيب خاطر) حيث إن ما يستطيع الشخص تحقيقه بالعمل والفعل لا يستطيع أن يحققه بالكلام.
د - إن أولاد هذه الفتاة الحديثة العهد بالزواج الذين تربوا في ظل هذه التصرفات الحسنة لوالدتهم وأخذوا الدروس واختزنوا نور التوجيه والإرشاد سيطبقون في المستقبل الدروس التي استوعبوها في المحبة والتضحية وسيعاملون والدتهم في المستقبل بنفس الطريقة ويجعلونها تعيش حياة هانئة سعيدة. فعن الإمام الصادق عن رسول الله صلى الله عليه وآله انه قال (أحسنوا إلى والديكم يحسن اليكم أبناؤكم)(1).
لا فرق بين أم الزوج وأم الزوجة فكلاهما أم لعائلة جديدة كوّنها العروسان. فوالدة كل منهما هي والدة للآخر ولهما حق على كلا الزوجين.
نعم، الوصية التي أوصت بها تلك الأم الواعية العاقلة ابنتها وأشرنا إليها آنفا هي من أفضل الوصايا. أما الوصية التي سنقرؤها فيما يلي فهي أسوأ ما يمكن أن توصي به أم ابنتها وهي تنم عن جهل هذه لأم وغرورها وعدم وعيها:
الرسالة:... «إن الام واحدة ولكن الازواج بالآلاف، بإمكانك استبدال زوج بآخر متى شئت ذلك» هذه العبارة تكررها عليّ والدتي باستمرار وبدل ان تنصحني وتدلني على طريق الحياة الزوجية السعيدة وتقول لي: عليك أن تعيشي مع زوجك مهما كانت ظروفه فهي على العكس من ذلك كانت تشجعني على التهكّم عليه والتنازع والتشاجر معه وتحثني على الإكثار من طلباتي منه وإثقال كاهله وإنهاكه بهذه الطلبات وقد كانت تقول لي: بجب ان يكون لديك بيت وحياة مستقلة، زوجك يجب أن يفخر بك ويلقي بالمجوهرات أمام قدميك.. إن هذا الرجل لا يعرف قدرك اتركيه وتعالي لتعيشي معنا وابقي معنا حتى يهيئ، لك زوجك بيتا مستقلاً وعندما يصبح زوجك صاحب بيت عليه أن يأتي إلى هنا ويقبل يديك ويأخذك بكل عز واحترام.
.. ونظراً لأنني لم تكن لديّ تجارب في هذه الحياة فقد صدقت كلام والدتي وبدأت بمشاكسة زوجي ورغم أني كنت أحبه وأرضى عن أخلاقه وتصرفاته فقد أخذت أتذرع بمختلف الذرائع والحجج وأعرب عن تذمري وعدم ارتياحي من العيش في بيت والدة زوجي حيث خرجت من البيت عدة مرات دون علمه وذهبت إلى بيت والدتي... وبعد كثير من الأخذ والرد والنزاع والشجار استفحل الخلاف بيني وبين زوجي نتيجة تعنت وعناد والدتي وكثرة توقعاتها التي لا داعي لها ونتيجة الإهانات التي كانت توجهها لزوجي. إنهارت حياتي الزوجية وطلقني زوجي وأخذوا مني طفلي الصغير الذي كان عمره ثلاث سنوات والأسوأ من ذلك أن والدتي تمنعني من رؤية طفلي وهي لا تسمح لي حتى بذكر اسمه...
والآن وبعد أن طلقني وحصل ما حصل فإني عندما أتذكر حياتي السعيدة التي عشتها معه تنهمر دموعي على خدي وأتمنى الموت في كل لحظة.. ولكي أنسى مأساتي توجهت إلى الدراسة لفترة من الوقت وبعدها شغلت نفسي بالخياطة ولكن كل ذلك لم يقلل من عذابي وتألمي بسبب ما أعانيه من الوحدة والتشتت. لديّ شقيقة تصغرني سناً وعندما يأتون لخطبتها فإن عليّ أن أخفي نفسي ولا أظهر أمامهم لكي لا يعرفوا بأني مطلقة.. والآن عندما أصبحت وحيدة لا ملجأ لي ولا معين فإن والدتي تجرح مشاعري بكلامها القاسي فهي تقول لي دائماً: انت عالة على المجتمع! يجب أن تقومي بعمل ما! ولكني لا أدري ماذا عليّ أن أفعل؟ لا أدري لمن أشكو همي وغمي؟ اريد منكم أن تنشروا رسالتي هذه مهما كلف الأمر لعل زوجي الحنون الطيب يقرأها ويفهم ماذا أعاني وكيف أتألم نتيجة بعده وطفلي عني، ولكن ماذا بوسعي أن أفعل؟! فأنا لا أجرؤ على معارضة والدتي. من يستطيع ان ينقذني من انتقاداتها اللاذعة والفضائح التي تسببها لي؟ من يستطيع إنقاذي من عذاب الوحدة وألم فراقي لطفلي ويرفع عن قلبي هذا العبء الثقيل؟ من يستطيع أن يقول لزوجي بأني أحبه وأحب طفلي الوحيد واريد أن أعيش معه؟
... لعلكم تستطيعون مساعدتي، أرجوكم لا تذكروا أسمي واسم مدينتي ومنطقتي. أستميحكم عذراً على أن رسالتي أصبحت بهذا الشكل لأني كبتها والدموع تنهمر على خدّي حيث ابتلّت الرسالة من دموعي. أختكم...
أيتها الأخت الفاضلة! أنا أيضاً قرأت رسالتك بكل حزن وتأثر وعاودت قراءتها مرات عديدة. حبذا لو كتبت تلك العبارات الأخيرة التي ذكرتها ضمن رسالة وبعثت بها إلى زوجك واعتذرت إليه وأظهرت له نواياك الصادقة وحبك له وعدت إلى بيتك الزوجي. لعل أحد العقلاء الواعين من أقربائك يستطيع أن ينصح والدتك المغرورة الكثيرة التوقعات ويقول لها بأن من أقبح الأعمال خلق الخلاف بين الزوجين اللذين يريدان العيش معاً.
وإن من أفضل الأعمال إصلاح ذات البين وإيجاد المحبة والوئام نأمل أن نستطيع مساعدتك في هذا المجال، امسكي القلم وابدأي باسم الله بكتابة رسالة إلى زوجك.
______________________________
(١) تحف العقول عن آل الرسول.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|