لفظ «المحكم» مأخوذ من الإحكام بمعنى المنع من السريان والطغيان لغرض الاصلاح. والكلام المحكم ما لا يعرض فيه شبهة من حيث اللفظ ولا من حيث المعنى ، كما قال في المفردات ‏(1).

ولا يخفى أنّ الإحكام غير الاتقان. فإنّ الاحكام إيجاد الفعل محكما ، والاتقان إصلاح الشي‏ء بعد وجود خلل فيه ، كما قال أبو هلال في الفرق بين الاتقان والإحكام :

«ولا يقال أحكمته ، إلّا إذا ابتدأته محكما ... والإحكام إيجاد الفعل محكما.

ولهذا قال اللّه تعالى : كتاب أحكمت آياته؛ أي خلقت محكمة ، ولم يقل أتقنت؛ لأنّها لم تخلق وبها خلل ثمّ سدّ خللها»(2).

ولفظ «المتشابه» معروف. وفي الآية ما كان معناه المقصود مشتبها بين عدّة وجوه ومعاني محتملة.

ويرجع المتشابه في معناه إلى المجمل؛ حيث عرّف المجمل في علم‏ الأصول بما لم تتضح دلالته ولا ظهور له في المعنى المقصود ، ومقابله المبيّن.

فاتضح أنّ المحكم مرادف المبيّن والمتشابه مرادف المجمل.

________________

(1) المفردات : ص 128.

(2) معجم الفروق اللغوية : ص 14.