المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



العلاقة قبل الزواج (الخطوبة)  
  
2216   02:11 صباحاً   التاريخ: 20-10-2020
المؤلف : عبد العظيم عبد الغني المظفر
الكتاب أو المصدر : تربية الشباب من الطفولة إلى المراهقة
الجزء والصفحة : ج2 ص45
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-24 1349
التاريخ: 2024-09-15 373
التاريخ: 2024-05-16 921
التاريخ: 3-4-2022 1764

لعل الخطوبة من أجمل فترات العمر ومن أجمل فترات الحياة الزوجية خاصة إذا كانت مقرونة بعقد قران أو ما يسمى (بكتب الكتاب) فهي أولاً جميلة يتاح لشابين أن يلتقيا دون رقيب أو حسيب فهي ضمن الشرع الإسلامي زوجته التي لم يدخل بها شرعا. فقد تتورد الوجوه عند اللقاء ويتزين أحدهما للآخر وترى فيه الفتاة فتى أحلامها ويرى فيها الشاب فتاة أحلامه وإذا كان الاثنان ممن قبلوا بالزواج عن رغبة وقناعة تامة فإن كل الأمور تسير بما تشتهي السفن والشابين (أقصد الشاب والفتاة) اللذان يفهمان كل الأمور يبدؤون بنسج خيوط شركتهم الغضة نسجاً جميلًا مطرزًا بكل الألوان الحلوة ويبدؤون اتفاقاتهم باسم الحب ومن قال لهم أن الحب ممنوع بعد ما كتبوا كتابهم.

ولكن لتنكسر بينهم كل الحواجز الفاصلة اعتبارا من بدء التعارف ولا ينسى الشاب أن هذه الفتاة هي زوجة المستقبل وليس شابة من بائعات الهوى فيتعامل معها في أو تحت ظل شجرة منزو ولكن بكل احترام بإمكانه أن يخلو معها في بيت أهله ليتحدثوا عن كل ما من شأنه أن يجعل شركتهم الغضة أكثر انسجاما وأكثر ملائمة وإذا خرجوا إلى الشارع في نزهة قصيرة فأنهم يخرجون بكل احترام لوضعهم وهيئتهم ولا يجعلون الأنظار تتجه إليهم نتيجة السير بشكل مائع أو الالتصاق بشكل ملفت للنظر أو استغلال التاكسي أو المطعم أو الكازينو مكانا للخلوة غير الصحيحة وبالتالي قد يعرضون أنفسهم وأسرهم إلى أمور فاضحة هم في غنى عنها وبالتالي تحصل نتائج غير محمودة العواقب.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.