المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

الجهاز الإخراجي في الدجاج Excretory System
19-9-2018
linguistics (n.)
2023-10-06
(الفوم) هي هو الثوم ؟
12-6-2016
تفنيد الامام الرضا لآراء القدرية
30-7-2016
حكم الصلاة فيما يستر ظهر القدم.
11-1-2016
الحالات المرضية البكتيرية : الحالة الثانية والعشرون
1-9-2016


كيف نفسر ان أحد ضحايا الإرهاب الأموي تذهب الى عاصمتهم وتعيش هناك إلى أن تموت وتدفن ؟  
  
839   12:43 صباحاً   التاريخ: 18-10-2020
المؤلف : السيد جعفر مرتضى العاملي
الكتاب أو المصدر : مختصر مفيد أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة
الجزء والصفحة : ج 7 ، 93-97
القسم : العقائد الاسلامية / أسئلة وأجوبة عقائدية / أولياء وخلفاء وشخصيات / زينب الكبرى عليها السلام /

السؤال : يتحدث أحد الأخوة عن أن المرقد المشهور على أنه موضع دفن السيدة زينب عليها السلام هو ليس كذلك.

 

وسبب هذا الادعاء هو أنه كيف يستقيم القول بأن السيدة زينب عليها السلام قد دُفنت في دمشق بينما هي عاصمة الأمويين، وهي أكبر مكان يحقد فيه أهله على آل بيت الرسول صلى الله عليه وآله في ذلك الوقت.

فكيف يُعقل أن أحد ضحايا الإرهاب والحقد الأموي تذهب لمعقل هذه العصابة وتعيش هناك إلى أن تموت وتدفن في هذا المكان..

 

الجواب :

1 ـ إنه لم يكن ليزيد في ظلم بني أمية لأهل البيت عليهم السلام سكناهم في دمشق الشام عاصمة الحكم الأموي، ولا ليخفف منه سكناهم في مصر، أو في المدينة، أو فيما سواهما من البلاد..

بل قد يكون ظلم بعض ولاتهم أبلغ وأعظم، إذا كانوا يرون أن ذلك يؤكد مواقعهم لدى حكامهم، ويرسخ ثقة مستخدميهم بهم. كما ظهر من حال الحجاج بن يوسف، وخالد القسري، وسواهما..

2 ـ إنه قد كان ثمة قرار بإضعاف تأثير المدينة في إيقاظ مشاعر الناس، وفي تحريكهم ضد أهل البغي والانحراف.. وخصوصاً إذا كان ذلك على يد أعلام أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة..

وفي سياق تنفيذ هذا القرار اشتدت وطأة الحكام على ساكني المدينة من أهل البيت عليهم السلام، ومارسوا ضدهم مختلف أنواع العسف والظلم، فهدموا بيوتهم، وشردوهم في البلاد، وأخافوا العباد، من أن يفكر أحد منهم في الاتصال بهم، والاهتداء بهديهم صلوات الله وسلامه عليهم..

والشواهد الدالة على أن بني أمية وعمالهم قد هدموا دور بني هاشم، ما ورد: أنه كان من بر الإمام السجاد عليه السلام بآل عقيل: أن المختار أرسل إلى الإمام عليه السلام أموالاً كثيرة، عشرين ألف دينار، فبنى بها دور آل عقيل التي هدمتها بنو أمية..(1).

وقال الإمام السجاد عليه السلام:

«ما زالت بيوتنا تهدم، وحرمنا تنتهك»(2).

وقال جعفر بن عفان في هذا المعنى:

ما بال بيتكم تخرب سقفه ... ... وثيابكم من أرذل الأثواب..(3)

وذكروا: «أن مسرف بن عقبة قد خرب بيوت بني هاشم، ونهب المدينة..»(4).

وعن الإمام الباقر عليه السلام في مدح المختار:

«أولم يبن دورنا، وقتل قاتلينا..»(5).

كما أنهم يذكرون: أن الإمام السجاد عليه السلام بعد واقعة كربلاء قد اتخذ منزله بيتاً من الشعر، أقامه بالبادية..(6).

وذلك كله يشير إلى أن الاستمرار في الإقامة في المدينة كان صعباً للغاية بل قد يكون متعذراً أحياناً..

3 ـ يضاف إلى ذلك أيضاً: أنهم يقولون: إن زينب العقيلة عليها السلام، قد جاءت إلى الشام مع زوجها عبد الله في أيام عبد الملك بن مروان، وذلك في سنة المجاعة، ليقوم عبد الله بن جعفر فيما كان له من القرى والمزارع خارج الشام حتى تنقضي المجاعة، فماتت السيدة زينب عليها السلام هناك، ودفنت في بعض تلك القرى.

وفي الخيرات الحسان: أنها حمَّت من وعثاء السفر، أو لسبب آخر غير ذلك..(7).

وهذا معناه: أنها عليها السلام لم تسكن في تلك القرية، بل لحقت بربها بعد مدة يسيرة من وصولها إليها..

4 ـ ثم إنه قد كان من سياسات الأمويين والعباسيين التضييق على أهل البيت عليهم السلام، إلى حد أنهم كانوا يفرضون عليهم الإقامة الجبرية في مواضع لا يرغبون بالإقامة فيها..

كما هو الحال بالنسبة للإمام الرضا عليه السلام، والهادي، والعسكري، وغيرهم من الأئمة صلوات الله عليهم.

وكانوا أحياناً يطالبون الهاشميين بالعرض في كل يوم، وكانوا يرغمونهم على أن يضمن بعضهم بعضاً..(8).

وكانوا يطلبون منهم أيضاً: أن يزوروهم بين الفينة والفينة، إلى غير ذلك من أساليب القهر، والظلم، التي كانوا يمارسونها ضدهم..

وإذا كانت السيدة زينب عليها السلام هي تلك المرأة المجاهدة التي ضيعت ـ بجرأتها وبحكمتها ـ على طغاة الأمويين ما كانوا يحلمون به، وبددت جهودهم، وأبطلت كيدهم، فإن خوفهم منها سوف يكون كبيراً، وسيسعون إلى رصد تحركاتها، والتضييق عليها، وشل حركتها، ما وجدوا إلى ذلك سبيلاً..

وهذا ما يثير احتمال أن يكون ثمة ضغط شديد عليها، لحملها على أن تكون بالقرب منهم، وتحت نظرهم..

ولذلك فإنهم لن يرضوا منها بالسفر إلى مصر، ولا إلى غيرها من البلاد، حتى لا تحرك البلاد والعباد ضدهم، لاسيما وهي تملك أعظم سند إدانة ضدهم ـ وهو ما سوف يكون له أعظم الآثار في تعريف الناس بحقيقتهم، وبأهدافهم، وبمؤهلاتهم ـ وهو جريمة قتلهم لريحانة الرسول، وسبطه، وأهل بيته، وأصحابه، وسبي نسائه صلى الله عليه وآله..

فهل تراهم سوف يغضون الطرف عن نشاطات السيدة زينب عليها السلام، ويسكتون على تحركاتها، ويطلقون يدها في التصرف؟ وهل يمكن أن يعطوها الحرية بالتنقل والاتصال بالناس؟! خصوصاً في المناطق البعيدة عن أنظارهم، وحيث يصعب عليهم مراقبة الأحوال فيها بدقة وفعالية؟!..

ألا يروا أن إقامتها في ذلك المكان المعزول في تلك القرية هو الأنسب والأولى لهم والأوفق بمصالحهم؟!

إن مقام الزهراء عليها السلام كان أعظم في الأمة من مقام زينب عليها السلام، ومع ذلك فقد حاول الأولون منعها حتى من البكاء على أبيها، وأخرجوها من بيتها، حين رأوا: أن وجودها هناك سوف يؤثر عليهم، وسيثير تساؤلات الناس حول ما صدر منهم تجاهها.

وأظن أن هذا الذي ذكرناه أو بعضه يكفي في بيان معقولية أن تأتي السيدة زينب صلوات الله عليها إلى الشام.. لتعيش فيها أياماً يسيرة، ثم يوافيها الأجل. ويصبح قبرها علماً شامخاً، يشع بالهداية، وينير الطريق للحق..

والحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الطاهرين..

_________________

(1) غاية الاختصار ص160 والبحار ج45 ص344 وسفينة البحار ج2 ص754 وراجع: رجال الكشي ص128.

(2) تفسير فرات ص136 والبحار ج46 ص206 وسفينة البحار ج8 ص631.

(3) سفينة البحار ج8 ص631.

(4) شجرة طوبى ج1 ص113.

(5) رجال الكشي ص126.

(6) معالي السبطين ج2 ص212.

(7) راجع معالي السبطين ج2 ص224 عن كتاب نزهة أهل الحرمين ص67 للسيد حسن الصدر، وعن الخيرات الحسان وراجع مرقد العقيلة زينب ص189 و190 و191 عن مراقد المعارف ج1 ص240 و324 وعن الثمر المجتنى للبراقي، والخيرات الحسان ج2 ص29 وتحفة العالم ج1 ص235 ونفس المهموم ص297 وهدية الزائرين ص353 ومنتخب التواريخ ص103 وغير ذلك..

(8) راجع: مقاتل الطالبيين ص443.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.