أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-04-2015
1778
التاريخ: 15-11-2014
3933
التاريخ: 25-04-2015
3364
التاريخ: 13-10-2014
1837
|
لا يخفى منصّة أخبار الآحاد ودورها الكبير في استكشاف مراد اللّه من الآيات القرآنية على من له أدنى تتبع واطلاع على النصوص الواردة في تفسير مختلف الآيات القرآنية ، بل فسّرت جلّها بأخبار الآحاد.
ونكتفي هاهنا بذكر نماذج من هذه الآيات.
1- قوله تعالى : {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} [الإسراء : 1].
هذه الآية إنّما دلّت على تحقق أصل إسراء النبيّ صلّى اللّه عليه وآله ومعراجه وهذا لا ريب. فيه وأما كيفية إسرائه والحوادث الواقعة له صلّى اللّه عليه وآله في المعراج فقد دلّت عليها خبر الواحد.
وهو ما رواه عليّ بن إبراهيم القمّي عن أبيه عن محمّد بن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال : «جاء جبرائيل وميكائيل وإسرافيل بالبراق إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ...- إلى أن قال عليه السلام في آخر الحديث- : وهذا تفسير قول اللّه عزّ وجلّ :
{ سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ ، الآيةْ}(1). والحديث مفصّل لا حاجة إلى ذكر متنه بطوله هاهنا.
2- قوله تعالى : {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ } [النور : 36].
فإن هذه الآية لا دلالة لها على المراد من البيوت المذكورة فيها ، ولكن دلّنا على ذلك خبر الواحد ، فكشف عن المعنى المقصود من تلك البيوت بأنّها بيوت الأنبياء والرسل والحكماء والأئمّة المعصومين عليهم السلام.
وذلك ما رواه الصدوق باسناده إلى محمّد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن الباقر عليه السلام ، قال في تفسير هذه الآية : «هي بيوتات الأنبياء والرسل والحكماء وأئمّة الهدى عليهم السلام» (2). ولا يخفى أنّ مقصوده من الحكماء من عرف الموجودات حق معرفتها بحيث يصيب عرفانه وعلمه الحقّ الواقع وعمل بما علمه ، كما قال الراغب : «هذا هو المقصود من قوله : {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا} [البقرة : 269].
وفي النصوص الصحيحة (3) أنّ الحكمة معرفة الإمام المعصوم عليه السلام والاجتناب عن الكبائر. والظاهر أنّه من باب الجري والتطبيق.
وعلى أيّ حال ليس المراد من الحكماء أهل المعقول من الفلاسفة والمتكلّمين ، كما جرى عليه اصطلاح القوم ، من إطلاق عنوان «الحكيم المتألّه» عليهم.
3- قوله تعالى : {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} [البقرة : 189].
هذه الآية من المتشابهات؛ إذ لم يعلم المعنى المراد من نفس الآية؛ هل المراد من البيوت والأبواب المعنى الوضعي المتبادر ، أو أنّها كناية؟.
ولكن وردت النصوص المتظافرة ودلّت على أنّ المقصود من البيوت وأبوابها الأئمّة المعصومون عليهم السلام ، ويفهم من بعضها أنّ البيوت سنن النبيّ وأحكام الشريعة وحدود اللّه ، والأبواب الأئمّة المعصومون ، وهذه النصوص (4).
متظافرة. وهي وإن كانت بآحادها ضعافا ، إلّا أنّ تظافرها يوجب حجيتها ، كما قرّرنا ذلك في كتابنا «مقياس الرواية».
وأمّا ما دلّ من النصوص على أنّ المراد إتيان الأمر من وجهه أيّ أمر كان ،(5) لا اعتبار به؛ إذ وقع في طريقه عمرو بن شمر ، وهو رجل كذّاب وضع أحاديث ودسّها في كتاب جابر الجعفي ولم تثبت هذه الرواية من غير طريقه.
إلى غير ذلك من مختلف الآيات القرآنية المفسّرة بأخبار الآحاد ، من أوّل القرآن إلى آخره. وسيأتي ذكر بعضها الآخر في تطبيقات التفسير بالرأي. وهي أكثر من أن تحصى في هذا المختصر ، مع البناء على رعاية الاختصار في هذه الحلقة.
____________________________
(1) تفسير عليّ بن إبراهيم : ج 2 ، ص 3- 12.
(2) تفسير نور الثقلين : ج 3 ، ص 608 ، ح 184.
(3) تفسير البرهان : ج 1 ، ص 255 ، ذيل الآية ح 1- 6.
(4) تفسير البرهان : ج 1 ، ص 190- 191.
(5) المصدر : ص 90 ، ح 1.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|