المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17644 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

David James Foulis
18-3-2018
Instantaneous Rate
17-12-2020
السيد حسين ابن السيد محمد بن حسين
25-6-2017
فرق الصوفيّة وإبطال آرائهم
26-05-2015
موسى بن عمران (عليه السلام)
10-10-2014
ماء المطر
27-9-2016


صياغة شخصية القائد  
  
1405   07:12 مساءاً   التاريخ: 22-04-2015
المؤلف : الشيخ عبد الشهيد الستراوي
الكتاب أو المصدر : القران نهج وحضارة
الجزء والصفحة : ص238-240.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قضايا إجتماعية في القرآن الكريم /

أليس اللّه هو الذي يبعث الأنبياء ويرسلهم إلى البشر؟ أليس الاختيار سبق البعثة ويكون على أساس حسن السيرة والسلوك للمبعوث؟

والمتتبع لحياة الأنبياء وسيرتهم يرى أن هناك لمسات إلهية مباشرة في إعدادهم، ورعايتهم الخاصة من أجل القيام بأعباء المسئولية التي يحمّلهم إياها.

فكان اللّه يرعاهم قبل بعثتهم، فمنذ سني حياتهم الأولى يكونون موجودين بعيدين عن الأرجاس والأوثان، يتحلون بالصفات الحميدة والأخلاق النبيلة، وبعد بعثتهم واتصاله مباشرة بهم، أو عن طريق الوحي يخضعون للون خاص من الإعداد الإلهي لحمل مشعل الهداية إلى الناس بعد أن اكتملت فيهم معالم الشخصية الربانية التي تحمل صفات المصلحين.

وهكذا كانت شخصية النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم) خاتم الأنبياء تحت رعاية اللّه وتربيته، وما نزول القرآن منجما إلا من أجل تحقيق هذه التربية، وإظهار عظمة النبي (صلى الله عليه واله وسلم) من خلال ارتباطه بالوحي.

فتجدد الوحي وتكرار نزوله من جانب اللّه إليه لتثبيت فؤاد النبي (صلى الله عليه واله وسلم) و

تقوية قلبه، كما قال سبحانه وتعالى : {كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا } [الفرقان : 32] ، وقوله أيضا : {وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ } [هود : 120]

وذلك يعني أن هذه المسئولية الملقاة على عاتق النبي (صلى الله عليه واله وسلم) أي النقلة الحضارية التي يجب أن يصنعها مع قلة الأنصار وكثرة الأعداء واشتداد الخصام بينه وبين قريش ومع قلة الإمكانيات والوسائل لمواجهتهم، فما كان من الوحي في كل نوبة من نوبات النزول إلا لتأييد النبي (صلى الله عليه واله وسلم) وتعهد اللّه إياه وتسليته، وبيان مدى الارتباط الإلهي، وأنه بعين اللّه، كما خاطبه سبحانه وتعالى : {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا } [الطور : 48] .

فلم يكن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) يمتلك إلا أصالة الرسالة وصفوة من أصحابه وأهل بيته لهذه المهمة الصعبة التي خاطبه اللّه قائلا : {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ } [الأحقاف : 35]

فالقرآن الكريم إنما نزل بشكل تدريجي من أجل أن يثبت النبي الذي يمثل القيادة والقدوة الحسنة للمسلمين في هذه العملية التغييرية التي تواجه المصاعب والآلام، وتحتاج إلى الصبر والثبات.

«و هذا التثبيت ليس أمرا دفعيا آنيا بل هو عملية مستمرة وحاجة متجددة لأن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) يواجه في عملية التغيير قضايا ومشاكل وآلاما ومصاعب متجددة ومختلفة يحتاج فيها إلى الإمداد الإلهي، والتثبيت‏ القرآني» (1) .

ومهما يكن فالنبي (صلى الله عليه واله وسلم) بشر {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ} [الكهف : 110] ففي طبيعته استعداد لجميع الانفعالات النفسية، فهو يشعر بما يشعر به البشر من الحزن واليأس وضيق الصدر، ولذا خاطبه القرآن قائلا : {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ} [الأنعام : 33]  وفي آية أخرى {فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ } [فاطر : 8] وكان الغرض من نزول هذه الآيات التي هي كثيرة في هذا المجال لتسلية النبي (صلى الله عليه واله وسلم)، وتثبيت فؤاده، وإرشاده إلى الصبر في مقابل استمرار أذى المشركين، واضطهاد الكافرين له.

وكل ذلك للارتفاع بالنبي (صلى الله عليه واله وسلم) إلى قمة الأسوة الحسنة بضبط النفس ليفكر ويخطط بقراءته للقرآن فيستلهم منه الصفاء والإخلاص‏ {كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا} [الفرقان : 32]

ولكي يكون التخطيط ناجحا يحتاج إلى قوة في النفس، وعزيمة تشده إلى مقاومة كل إغراءات الحياة، فيبعد عن نفسه نقاط الضعف والعقد والسلبيات.

فالقرآن بهذا التدرج في النزول، وتكرار نزول الآيات بهذه الطريقة، هي لتربية النبي (صلى الله عليه واله وسلم).

______________________

1. الهدف من نزول القرآن ص 77 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .