• أفكار الفريد مارشال الاصلاحية 1842-1924  

لقد كان المفكر مارشال مؤرخاً اقتصادياً ⁽¹⁾ وقد أبهرت آرائه المفكرين واضاف للفكر الاقتصادي انتاج علمي اعطى ارض خصبة للمفكرين من بعده للاطلاع من خلال الـحقائق والادوات التحليلية ، لقد تعرض الاقتصاد الرأسمالي الى هزات عنيفة وكان المخلص للاقتصاد الرأسمالي الفريد مارشال .

تطور الفكر الاقتصادي بفضل الفريد مارشال واضاف شيئاً الى الفكر الاقتصادي بطريقة التحليل الحدي والتي طورت كثيراً من افكار الحديين وكان هو على رأس هذه المدرسة وآراءه مؤثرة في الفكر الاقتصادي الانكليزي وقد أعطى للوقت اهمية كبيرة ميز فيها بين الأجل الطويل والأجل القصير ، وله القول المعروف (تغير كلف الانتاج) مع الزمن ومع التغير في حجم المنشأة (اقتصاد الوفورات) ويقول ان على قسم الاقتصاد تقع مسؤولية زيادة الرفاهية ⁽²⁾ وقد قام بتحديد مفهوم القيمة بشكل نهائي وقضى على الجدل القائم حولها وتطور في مجال التحليل بحيث يرى المفكرين بأن آرائه تفوق آراء آدم سميث في كتابه الذي يطلق عليه (الأسس) الذي ظهر في عام 1890 .  

وقد كان يختص بعلم الاجتماع الاقتصادي الذي اعتمد على اسس تاريخية رصينة وقد وجد طريقة للفهم الاقتصادي وسبيل للمعرفة الاقتصادية ⁽³⁾ يجمع بين تفسير الحديين للقيمة والتفسير الكلاسيكي في معرفة وتشخيص قيمة السلعة وبهذا الشكل تدور في اقتصاديات السكون والتحول في تفكيره من الناحية الرياضية والذي كان العامل المساعد في نجاحه ، فقد استوعب فكرة التوازن العام واكتشف نظاماً عاماً اسماه (التوازن والتفاعل المتبادل) وقد استخدم ادوات سهلة التداول كالإحلال ومعامل المرونة وفائض المستهلك وقد يرجع نجاحه لآراء جون ستيوارت مل وآراء دافيد ريكاردو فقد أقام جون ستيوارت مل بناء نظري رصين استند فيه على فكرة المنفعة الحدية واسماها معامل المنفعة ، وأخذ من افكار فالراس مبادئ علم الاقتصاد وأخذ من المفكرين الرواد ، وولف بين المنفعة والندرة عند الحديين وبمعنى آخر بين العرض المعبر عن كلفة أو كمكافأة عناصر الانتاج وبين الطلب الذي يمثل تحديد قيمة السلعة ، ومن خلال تحليل الاسعار التي سبقت مضافاً اليه آرائه فتوصل الى معلومة أوضح فيها بأن المنافسة الكاملة لا توصل دائماً انتاج المنشأة الى أقصى مداه ، كما واضاف مارشال  فرض آخر رصيد للفكر الاقتصادي وهو ان الناتج قد يكون عرضة للزيادة بعد تجاوز الحد الاقصى في حالة المنافسة الكاملة ، وذلك بانكماش الغلة المتعرضة للغلة المتزايدة ، ووضع نموذج للمرونات ـ اي مرونة الطلب على السلع وكانت ملائمة جميعها لأغراض الدراسة .                                                                          

لقد انطلق الفريد مارشال من فكرة الإحلال وهي فكرة مطروحة وليست بالجديدة ولكن الجديد فيها ان فكرة الاحلال أضحت اساساً للبناء النظري ولكي يكون الاستدلال بالبرهان القاطع وبشكل اكبر استعمل الفريد مارشال الحالتين المتناقضتين المتمثلات بالعرض والطلب ورأى انه بتفاعل هذين المتناقضتين تتحدد قيم السلع حيث يصورها بحالة الطلب المتمثلة في المستهلك يرى مارشال في المستهلك وبطريقة تلقائية يوازن بين المنفعة الحدية للنقود التي يتنازل عنها انطلق في توضيحه للنظرية بأن قيم السلع تتحدد بالطلب على السلع ويعني المستهلك الذي هو اساس تحديد القيمة وبشكل تلقائي من خلال التوازن بين ما يخسر من نقود وما يحصل عليه من منفعة وبالمقابل لدى الحديين البائع يساوي بين اسعار العرض التي تعكس نفقات الانتاج وبين المنافع الحدية المتحصلة من النقود وحينما تكون لديه القناعة بالسلعة يتنازل عن النقود وبالشكل هذا ولف بين النقيضين منفعة الحديين ونفقة الكلاسيك والطلب على السلع بسبب قدرتها على الاشباع وتوفر السلع ليس متاحاً وانما محدود ويعني ذلك الامر( ندرة الموارد ) وهذه الندرة في المعروض من السلع وكثرة الطلب عليها ، وهنا شكل احد طرفي المعادلة التي تتحدد فيها الاشياء (السلع) فالطلب كبير على السلعة والعرض الذي يمثل الندرة النسبية محدود وبذلك جمع بين الكلاسيك والحديين وشبهه كما قلنا بمثل المقص المشهور في الاقتصاد اذ من غير الممكن قص بذراع واحد وكذلك لا يعرف الفضل لمن من هذين الذراعين في القص ، وبهذا الاصطلاح الفلسفي اخرج الرأسمالية من الجدل القائم حول فائض القيمة وعيوب نظرية التوازن الرأسمالية . 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

1ـ جوزيف شومبيتر ، عشرة من ائمة الاقتصاد ، مصدر سابق ، ص158 . 

2ـ وسام الملاك تطور الفكر الاقتصادي ج2 ، ص29 -31 .

3ـ لبيب شقير ، أنماط الانتاج ، مصدر سابق ، ص243 .