أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-5-2020
2828
التاريخ: 2023-05-09
3238
التاريخ: 2023-05-01
1510
التاريخ: 2-6-2020
1547
|
مدرسة الاصلاح الفلسفي والفكري للحديين
هي مدرسة فكرية تعنى بأمور الاقتصاد الشامل ، وتحليله بطريقة مقاربة لتحليل المدرسة النيوكلاسيكية .
واهم مؤسس لهذه المدرسة الفريد مارشال 1842-1924 ، والذي تطرقنا لسيرته الشخصية ، حيث بداية حياته لم يكن اقتصادياً بل درس الاقتصاد بطريقة العلوم الرياضية والفلسفية ، لم يستمر في مجال دراسته لهذه العلوم الصرفة طويلاً حيث ترك العمل بها واتجه الى دراسة علم الاقتصاد.
لقد كانت افكاره انجاز كبير في تطوير آراء المدرسة الحدية ، واستطاع ان يختط طريق مغاير للأفكار الحدية واستحق بجدارة ان يقود مدرسة الاصلاح الاصلاح الفلسفي والفكري في تحديد القيمة .
قال مارشال ان المنفعة هي التي تحدد السعر ، وركز على العمل في تحديد السعر السلعة ، وقال ان هناك عدة عوامل تحدد سعر السلعة كالعمل والمنفعة وإشباع حاجة المستهلك وإرضاء أذواقهم ، ولغرض توضيح ما ورد بهذا التحليل نجد ان مارشال استخدم حالتين متناقضتين هي آراء الكلاسيك (الاتباعيين) وآراء الحديين التي كانت تمثل حالة العكس في الفكر ، وكانت آرائه تشير بأن التوليف بين الحالتين بنتيجة التفاعل فيما بينهما تتحدد قيمة السلعة وهي تتمثل في عرض السلعة والطلب عليها ، حيث حالة الطلب (المستهلك) يرى ان المستهلك يوازن بين المنفعة الحدية للنقود التي يقوم بالتنازل عنها للانتفاع من السلعة ، وقد استخدم التحليل الحدي ؛ وكما يرى ان البائع يساوي بين أسعار العرض التي هي انعكاس لنفقات الانتاج وبين المنفعة الحدية للنقود ، لذلك يتنازل عن النقود ، وبذلك يكون المفكر مارشال قد جمع بين المنفعة التي هي محور الافكار الحدية والنفقة التي تمثل الفكر الكلاسيكي (1) .
ان الطلب على السلع والخدمات يكون نتيجة لقدرتها على الاشباع ، وان توفر هذه السلع والخدمات يكون عادة محدوداً اي وجود ندرة نسبية في العرض الى حجم الطلب ، لذا فقد اصبح الطلب والعرض يشكل كل واحد منهم طرف من اطراف المعادلة وكالآتي :
الاول يمثل الطلب الذي تتحدد فيه الاشياء ، والطرف الآخر هو العرض الذي يمثل الندرة النسبية ، وبهذا العمل استطاع الفريد مارشال ان يجمع بين الجوهر والأساس للنظرية الكلاسيكية ، ولخلاصة افكار الحديين ، اي ولف بين المدرسة الاتباعية (الكلاسييكية) والمدرسة الحدية وكما يتوضح هنا تأثر كلا التفسيرين او الجانبين بمقدار معين .
وقد شُبهت بمثال المقص المشهور اذ لا يتم قص الأشياء الا بحدي المقص ومن الصعوبة معرفة اي الحدين هو الذي سيقوم بمهمة المقص بشكل اكبر كذلك من الممكن ان يكون تأثير العرض هو الاكبر او الطلب .
ويرى مارشال في تحليله ان في الفترة القصيرة سيكون تأثير المنفعة (الطلب) اكبر في تحديد القيمة ، فيما في المرحلة الطويلة تلعب الكلف (العرض) الدور الاساس في تحديد القيمة (2) ، هذا الاصلاح الفلسفي والفكري للحديين ومارشال أخرج الرأسمالية من الجدل القائم حول فائض القيمة وعيوب نظرية التوزيع الرأسمالية ، فالنظام الرأسمالي يُشهد له بنظرية الانتاج وتفوقه الانتاجي ، فيما كانت نظرية التوزيع لديه مثار جدل وانتقاد ، الا ان هذا الاصلاح الفلسفي للقيمة اخرج نظرية التوزيع والقيمة في الفكر الرأسمالي من مأزقها الفلسفي والعلمي (3) ، وجعل من الجدال الفلسفي حول القيمة والتوزيع غير مجدي بعد التحليل المنطقي الذي اورده في هذا الجانب ، لذا نعتقد بأن المدرسة الحدية والفريد مارشال هم اصحاب اصلاح فكري لأهم المرتكزات الفلسفية والنظرية بالنسبة للنظام الرأسمالي وان لم يعد اصلاحاً عملياً تطبيقياً لإحدى آليات النظام الرأسمالي(4) .
لقد كانت من افكار الفريد مارشال مفهوم نظرية المستهلك حيث لم يتطرق لها احد من المفكرين (تناول كانتيلون ضمن الفترة المركنتالية هذه الفكرة ولكن بشكل آخر) ويعد فرع من فروع علم الاقتصاد حالياً وعرف باقتصاد الرفاه .
لقد قدم الفريد مارشال نظريته ونال استحسان مفكري عصره ولم يطعن بفكر اي واحدة من كلا المدرستين الكلاسيكية والحدية اُخِذَتا منفصلتين فإنهما تمثلان فقط نصف الحقيقة في عملية تقرير القيمة في تعبيرها الاقتصادي المتجسد في الاسعار والحقيقة تأتي من خلال تزاوجهما فوراء الطلب تقف المنفعة الحدية وهذه هي قيمة الاستعمال ووراء العرض تأتي تكاليف الانتاج وهذه قيمة التبادل ، وينتج عن هذا ان السعر يقرره تفاعل كل من الطلب والعرض معاً فهم كالمقص الذي لايمكن ان يستغني احد طرفيه من القطع عن الطرف الآخر .
بهذا العمل لا بد من وجود خصائص او سمات يتحقق به هذا الامر منها ضرورة إعادة النظر الى التكاليف في تحديد الاسعار ، ويمكن ان يحصل السعر من قبل الطالب والعارض بغض النظر عن طبيعة السوق ويرى الفريد مارشال ان للوقت أهمية نسبية في تقرير السعر بين البائع والشاري ففي المدى القصير يكون الطلب هو المهيمن يقابله زيادة الأهمية النسبية للعرض وكلما امتدت الفترة الزمنية حتى يصبح مهيمناً في المدى البعيد .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ اسماعيل عبد الرحمن ، مفاهيم ونظم اقتصادية ، دار وائـل للنشر ، عمان ،2002 ، ص35 .
2ـ فتح الله ولعلو ،1981 ، 132 .
3ـ احمد عبد الله سلمان ، مصدر سابق .
4ـ احمد الوائلي ، مصدر سابق ، ص25 .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|