أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-10-2015
4065
التاريخ: 17-04-2015
3222
التاريخ: 16-10-2015
3206
التاريخ: 16-10-2015
3498
|
يجدر التبرك هنا ببعض الاحاديث الواردة في فضائله و مناقبه (عليه السّلام) .
روى ابن شهرآشوب عن مسند أبي حنيفة انّ الحسن بن زياد قال : سمعت أبا حنيفة و قد سئل من أفقه من رأيت؟ قال : جعفر بن محمد لمّا أقدمه المنصور بعث إليّ فقال : يا أبا حنيفة انّ الناس قد فتنوا بجعفر بن محمد فهيّئ له من مسائلك الشداد، فهيّأت له أربعين مسألة ثم بعث إلى أبي جعفر و هو بالحيرة، فأتيته فدخلت عليه و جعفر جالس عن يمينه ؛ فلمّا بصرت به دخلني من الهيبة لجعفر ما لم يدخلني لأبي جعفر المنصور، فسلّمت عليه فأومأ إليّ فجلست، ثم التفت إليه فقال : يا أبا عبد اللّه هذا أبو حنيفة، قال : نعم أعرفه، ثم التفت إليّ فقال : يا أبا حنيفة الق على أبي عبد اللّه من مسائلك ؛ فجعلت ألقي عليه فيجيبني فيقول : أنتم تقولون كذا و أهل المدينة يقولون كذا و نحن نقول كذا، فربّما تابعناكم و ربّما تابعناهم و ربّما خالفنا جميعا، حتى أتيت على أربعين مسألة فما أخلّ منها بشيء ، ثم قال أبو حنيفة : أ ليس انّ أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس؟
روى الشيخ الصدوق عن مالك بن أنس فقيه أهل المدينة و إمام أهل السنة إنّه قال : كنت أدخل على الصادق جعفر بن محمد (عليهما السّلام) فيقدّم لى مخدّة و يعرف لي قدرا و يقول : يا مالك إنّي أحبّك، فكنت أسرّ بذلك و أحمد اللّه عليه .
و كان (عليه السلام) : لا يخلو من احدى ثلاث خصال : امّا صائما و امّا قائما و امّا ذاكرا، و كان من عظماء العبّاد و أكابر الزهاد الذين يخشون اللّه عز و جل، و كان كثير الحديث، طيّب المجالسة، كثير الفوائد، فاذا قال : قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) : اخضرّ مرّة و اصفرّ أخرى حتّى ينكره من يعرفه ؛ و لقد حججت معه سنة فلمّا استوت به راحلته عند الاحرام كان كلّما همّ بالتلبية انقطع الصوت في حلقه و كاد يخرّ من راحلته، فقلت : قل يا بن رسول اللّه فلا بد لك من أن تقول ، فقال (عليه السّلام) : يا ابن أبي عامر كيف أجسر أن أقول : لبيك اللهم لبيك و أخشى أن يقول عز و جل لي : لا لبيك و لا سعديك .
يقول المؤلف : تأمّل جيدا في حال مولانا الصادق (عليه السلام) كيف يعظّم و يوقّر رسول اللّه (صلى الله عليه واله) لمّا يسمع اسمه أو ينقل عنه حديثا و انظر إلى تغيّر حاله الشريف مع كونه ابنه و بضعة منه ، فتعلّم أيها القارئ العزيز هذا الخلق الجيّد و سمّ رسول اللّه (صلى الله عليه واله) بتعظيم و احترام و صلّ عليه بعد ذكر اسمه الشريف و اكتب الصلوات خلف اسمه من دون رمز و اشارة و لا تكن كبعض المحرومين من السعادة الذين يكتبون خلف اسمه الكريم (ص) أو (صلعم) و نحوهما، و لا تكتفي بهذا بل لا تتلفّظ و لا تكتب اسمه الّا و أنت على طهارة و مع كل هذا اعتذر من ساحته الكريمة في تقصيرك عن أداء حقّه .
و روي عن أبي هارون مولى آل جعدة انّه قال : كنت جليسا لأبي عبد اللّه (عليه السلام) بالمدينة ففقدني أيّاما ثم انّي جئت إليه فقال لي : لم أرك منذ ايّام يا أبا هارون، فقلت : ولد لي غلام ، فقال : بارك اللّه لك فيه، فما سمّيته ؟
قلت : سمّيته محمدا، فأقبل بخدّه نحو الأرض و هو يقول : محمد، محمد، محمد حتى كاد يلصق خدّه بالأرض، ثم قال : بنفسي و بولدي و بأمّي و بأبويّ و بأهل الأرض كلّهم جميعا الفداء لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) ، لا تسبّه و لا تضربه و لا تسيء إليه و اعلم انّه ليس في الأرض دار فيها اسم محمد الّا و هي تقدّس كلّ يوم .
و في كتاب توحيد المفضّل عنه قال : كنت ذات يوم بعد العصر جالسا في الروضة بين القبر و المنبر و انا مفكر فيما خصّ اللّه تعالى به سيدنا محمدا (صلى الله عليه واله) من الشرف و الفضائل ؛ إذ أقبل ابن أبي العوجاء ثم تكلّم بكلمات الكفر فلم أملك نفسي غضبا و غيظا و حنقا، فقلت : يا عدوّ اللّه ألحدت في دين اللّه و انكرت الباريء جل قدسه الذي خلقك في أحسن تقويم و صورك في أتمّ صورة و نقلك في أحوالك حتى بلغ إلى حيث انتهيت .
فقال : يا هذا ان كنت من أهل الكلام كلّمناك، فان ثبتت لك حجة تبعناك و ان لم تكن منهم فلا كلام لك، و إن كنت من أصحاب جعفر بن محمد الصادق فما هكذا تخاطبنا، و لا بمثل دليلك تجادل فينا، و لقد سمع من كلامنا أكثر مما سمعت فما أفحش في خطابنا و لا تعدّى في جوابنا، وإنّه الحليم الرزين، العاقل الرصين، لا يعتريه خرق في جوابنا، و لا طيش و لا نزق، يسمع كلامنا، و يصغي إلينا، و يتعرّف حجتنا حتى إذا استفرغنا ما عندنا و ظننّا انّا قطعناه دحض حجتنا بكلام يسير و خطاب قصير يلزمنا به الحجة و يقطع العذر و لا نستطيع لجوابه ردّا، فإن كنت من أصحابه فخاطبنا بمثل خطابه ...
وفي قضاء حاجة الشقراني و وعظه (عليه السلام) إيّاه : جاء في تذكرة سبط ابن الجوزي انّ من مكارم اخلاقه ما ذكره الزمخشري في كتاب ربيع الأبرار عن الشقراني مولى رسول اللّه (صلى الله عليه واله) قال : خرج العطاء ايّام المنصور و ما لي شفيع فوقفت على الباب متحيّرا و اذا بجعفر بن محمد قد أقبل فذكرت له حاجتي .
فدخل و خرج و اذا بعطائي في كمّه فناولني ايّاه و قال : انّ الحسن من كل أحد حسن و انّه منك أحسن لمكانك منّا، و انّ القبيح من كل احد قبيح و انّه منك أقبح لمكانك منّا، و إنمّا قال له جعفر ذلك لأنّ الشقراني كان يشرب الشراب.
فمن مكارم أخلاق جعفر انّه رحّب به و قضى حاجته مع علمه بحاله و وعظه على وجه التعريض و هذا من اخلاق الأنبياء .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|