المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



اعتراف ابي حنيفة ومالك واخرين بعلمه وفقهه  
  
3665   02:35 مساءً   التاريخ: 17-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص164-166.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام جعفر بن محمد الصادق / التراث الصادقيّ الشريف /

يجدر التبرك هنا ببعض الاحاديث الواردة في فضائله و مناقبه (عليه السّلام) .

روى ابن شهرآشوب عن مسند أبي حنيفة انّ الحسن بن زياد قال  : سمعت أبا حنيفة و قد سئل من أفقه من رأيت؟ قال : جعفر بن محمد لمّا أقدمه المنصور بعث إليّ فقال : يا أبا حنيفة انّ الناس قد فتنوا بجعفر بن محمد فهيّئ له من مسائلك الشداد، فهيّأت له أربعين مسألة ثم بعث‏ إلى أبي جعفر و هو بالحيرة، فأتيته فدخلت عليه و جعفر جالس عن يمينه ؛  فلمّا بصرت به دخلني من الهيبة لجعفر ما لم يدخلني لأبي جعفر المنصور، فسلّمت عليه فأومأ إليّ فجلست، ثم التفت إليه فقال : يا أبا عبد اللّه هذا أبو حنيفة، قال : نعم أعرفه، ثم التفت إليّ فقال : يا أبا حنيفة الق على أبي عبد اللّه من مسائلك ؛ فجعلت ألقي عليه فيجيبني فيقول : أنتم تقولون كذا و أهل المدينة يقولون كذا و نحن نقول كذا، فربّما تابعناكم و ربّما تابعناهم و ربّما خالفنا جميعا، حتى أتيت على أربعين مسألة فما أخلّ منها بشي‏ء ، ثم قال أبو حنيفة : أ ليس انّ أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس؟

روى الشيخ الصدوق عن مالك بن أنس فقيه أهل المدينة و إمام أهل السنة إنّه قال : كنت أدخل على الصادق جعفر بن محمد (عليهما السّلام) فيقدّم لى مخدّة و يعرف لي قدرا و يقول : يا مالك إنّي أحبّك، فكنت أسرّ بذلك و أحمد اللّه عليه .

 و كان (عليه السلام) : لا يخلو من احدى ثلاث خصال : امّا صائما و امّا قائما و امّا ذاكرا، و كان من عظماء العبّاد و أكابر الزهاد الذين يخشون اللّه عز و جل، و كان كثير الحديث، طيّب المجالسة، كثير الفوائد، فاذا قال : قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) : اخضرّ مرّة و اصفرّ أخرى حتّى ينكره من يعرفه ؛ و لقد حججت معه سنة فلمّا استوت به راحلته عند الاحرام كان كلّما همّ بالتلبية انقطع الصوت في حلقه و كاد يخرّ من راحلته، فقلت :  قل يا بن رسول اللّه فلا بد لك من أن تقول ، فقال (عليه السّلام) : يا ابن أبي عامر كيف أجسر أن أقول : لبيك اللهم لبيك و أخشى أن يقول عز و جل لي : لا لبيك و لا سعديك .

يقول المؤلف : تأمّل جيدا في حال مولانا الصادق (عليه السلام) كيف يعظّم و يوقّر رسول اللّه (صلى الله عليه واله) لمّا يسمع اسمه أو ينقل عنه حديثا و انظر إلى تغيّر حاله الشريف مع كونه ابنه و بضعة منه ، فتعلّم أيها القارئ العزيز هذا الخلق الجيّد و سمّ رسول اللّه (صلى الله عليه واله) بتعظيم و احترام و صلّ عليه بعد ذكر اسمه الشريف و اكتب الصلوات خلف اسمه من دون رمز و اشارة و لا تكن كبعض المحرومين من السعادة الذين يكتبون خلف اسمه الكريم (ص) أو (صلعم) و نحوهما، و لا تكتفي بهذا بل لا تتلفّظ و لا تكتب اسمه الّا و أنت على طهارة و مع كل هذا اعتذر من ساحته الكريمة في تقصيرك عن أداء حقّه .

و روي عن أبي هارون مولى آل جعدة انّه قال : كنت جليسا لأبي عبد اللّه (عليه السلام) بالمدينة ففقدني أيّاما ثم انّي جئت إليه فقال لي : لم أرك منذ ايّام يا أبا هارون، فقلت : ولد لي غلام ، فقال : بارك اللّه لك فيه، فما سمّيته ؟

قلت : سمّيته محمدا، فأقبل بخدّه نحو الأرض و هو يقول : محمد، محمد، محمد حتى كاد يلصق خدّه بالأرض، ثم قال : بنفسي و بولدي و بأمّي و بأبويّ و بأهل الأرض كلّهم جميعا الفداء لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) ، لا تسبّه و لا تضربه و لا تسي‏ء إليه و اعلم انّه ليس في الأرض دار فيها اسم محمد الّا و هي تقدّس كلّ يوم‏ .

و في كتاب توحيد المفضّل عنه قال : كنت ذات يوم بعد العصر جالسا في الروضة بين القبر و المنبر و انا مفكر فيما خصّ اللّه تعالى به سيدنا محمدا (صلى الله عليه واله) من الشرف و الفضائل ؛ إذ أقبل ابن أبي العوجاء  ثم تكلّم بكلمات الكفر فلم أملك نفسي غضبا و غيظا و حنقا، فقلت : يا عدوّ اللّه ألحدت في دين اللّه و انكرت الباري‏ء جل قدسه الذي خلقك في أحسن تقويم و صورك في أتمّ صورة و نقلك في أحوالك حتى بلغ إلى حيث انتهيت .

 فقال : يا هذا ان كنت من أهل الكلام كلّمناك، فان ثبتت لك حجة تبعناك و ان لم تكن منهم فلا كلام لك، و إن كنت من أصحاب جعفر بن محمد الصادق فما هكذا تخاطبنا، و لا بمثل دليلك تجادل فينا، و لقد سمع من كلامنا أكثر مما سمعت فما أفحش في خطابنا و لا تعدّى في جوابنا، وإنّه الحليم الرزين، العاقل الرصين، لا يعتريه خرق في جوابنا، و لا طيش و لا نزق، يسمع كلامنا، و يصغي إلينا، و يتعرّف حجتنا حتى إذا استفرغنا ما عندنا و ظننّا انّا قطعناه دحض حجتنا بكلام يسير و خطاب قصير يلزمنا به الحجة و يقطع العذر و لا نستطيع لجوابه ردّا، فإن كنت من أصحابه فخاطبنا بمثل خطابه ...

وفي قضاء حاجة الشقراني و وعظه (عليه السلام) إيّاه : جاء في تذكرة سبط ابن الجوزي انّ من مكارم اخلاقه ما ذكره الزمخشري في كتاب ربيع الأبرار عن الشقراني مولى رسول اللّه (صلى الله عليه واله) قال : خرج العطاء ايّام المنصور و ما لي شفيع فوقفت على الباب متحيّرا و اذا بجعفر بن محمد قد أقبل فذكرت له حاجتي .

فدخل و خرج و اذا بعطائي في كمّه فناولني ايّاه و قال : انّ الحسن من كل أحد حسن و انّه منك أحسن لمكانك منّا، و انّ القبيح من كل احد قبيح و انّه منك أقبح لمكانك منّا، و إنمّا قال له جعفر ذلك لأنّ الشقراني كان يشرب الشراب.

فمن مكارم أخلاق جعفر انّه رحّب به و قضى حاجته مع علمه بحاله و وعظه على وجه التعريض و هذا من اخلاق الأنبياء .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.