المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

مبدأ حفظ كمية التحرك
2024-09-17
George Alexander Carse
22-5-2017
الأمير الشيخ حسن ابن الأمير حسين
16-2-2017
الاخماد الخارجي Extragenic Suppression
15-4-2018
Describing a Reaction: Energy Diagrams and Transition States
15-5-2017
تصنيف المسكنات الموضعية حسب بنيتها الكيميائية
18-1-2022


فضل العلم والعلماء في كلام الباقر  
  
3984   03:41 مساءً   التاريخ: 15-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص138-141.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / التراث الباقريّ الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-8-2016 3172
التاريخ: 18-8-2016 3567
التاريخ: 21-8-2016 4233
التاريخ: 15-04-2015 3428

قال (عليه السلام)  : إن فضل العالم على العابد كفضل الشمس على الكواكب، و فضل العابد على غير العابد كفضل القمر على الكواكب ؛ ركعة يصليها الفقيه افضل من سبعين الف ركعة يصليها العابد ؛ نوم مع علم خير من صلاة مع جهل  ؛  المؤمن اذا مات و ترك ورقة عليها علم تكون تلك الورقة يوم القيامة سترا فيما بينه و بين النار، و أعطاه اللّه تبارك و تعالى بكل حرف مكتوب عليها مدينة أوسع من الدنيا سبع مرات ؛ إذا مات المؤمن بكت عليه الملائكة و بقاع الارض التي كان يعبد عليها و ابواب السماء التي كان يصعد فيها بأعماله و ثلم في الاسلام ثلمة لا يسدها شي‏ء لان المؤمنين الفقهاء حصون الاسلام‏ كحصن سور المدينة لها .

و ذكر شيخنا ثقة الاسلام النوري في كتاب الكلمة الطيبة أخبارا كثيرة في فضل العلماء و قال فيه  : من فوائد وجود العلماء انّهم سبب لحبّ الناس للّه و حبّ اللّه لهم و هاتان المحبتان غاية سير السالكين و منتهى مراحل الرجوع الى اللّه.

روى سبط الشيخ الطبرسي في كتاب مشكاة الأنوار انّه : جاء رجل الى النبي (صلى الله عليه واله) فقال : يا رسول اللّه إذا حضرت جنازة و حضر مجلس عالم أيما أحبّ إليك أن أشهد؟ فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) : إن كان للجنازة من يتبعها و يدفنها فانّ حضور مجلس عالم أفضل من حضور ألف جنازة و من عيادة ألف مريض و من قيام ألف ليلة و من صيام الف يوم و من الف درهم يتصدق بها على المساكين و من الف حجة سوى الفريضة و من ألف غزوة سوى الواجب تغزوها في سبيل اللّه بمالك و بنفسك، و أين تقع هذه المشاهد من مشهد عالم، أ ما علمت انّ اللّه يطاع بالعلم و يعبد بالعلم و خير الدنيا و الآخرة مع العلم و شرّ الدنيا و الآخرة مع الجهل.

قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) : أ لا أحدّثكم عن أقوام ليسوا بأنبياء و لا شهداء يغبطهم يوم القيامة الأنبياء و الشهداء بمنازلهم من اللّه على منابر من نور، قيل من هم يا رسول اللّه؟ قال : هم الذين يحببون عباد اللّه الى اللّه و يحببون اللّه الى عباده، قلنا : هذا حببوا اللّه الى عباده فكيف يحببون عباد اللّه الى اللّه ؟ قال : يأمرونهم بما يحبّ اللّه و ينهونهم عمّا يكره اللّه فاذا أطاعوهم أحبّهم اللّه‏ .

و من فوائد وجود العلماء هو انّ ثواب الصلاة معهم مضاعف .

قال الشيخ الشهيد (رحمه اللّه) :  الجماعة مستحبة في الفريضة متأكدة في اليومية حتى ان الصلاة الواحدة منها تعدل خمسا أو سبعا و عشرون صلاة مع غير العالم و معه ألفا، و لو وقعت في مسجد يضاعف بمضروب عدده‏ في عددها ففي الجامع مع غير العالم الفان و سبعمائة و معه مائة ألف ، و كذلك مضاعفة ثواب الصدقات عليهم كما روى العلامة الحلي في الرسالة السعدية و ابن أبي جمهور في غوالي اللئالي عن النبي (صلى الله عليه واله) انّه قال : الصدقة على خمسة أجزاء ... و جزء الصدقة فيه سبعة آلاف و هي الصدقة على العلماء .

و في الأمالي انّه ما من مؤمن يجلس عند عالم ساعة الّا ناداه اللّه تعالى : جلست الى حبيبي و عزّتي و جلالي لأسكننك الجنّة معه و لا أبالي‏ .

و في عدّة الداعي عن عليّ (عليه السلام) قال : جلوس ساعة عند العلماء أحبّ الى اللّه من عبادة ألف سنة .

و في الكافي عن النبي (صلّى اللّه عليه و آله) :  المتقون سادة و الفقهاء قادة و الجلوس إليهم عبادة .

و ورد في بعض الأخبار النهي عن مجالسة قاضي أهل السنة و ذلك لاحتمال نزول اللعنة عليه فتشمل جليسه، فيعلم حينئذ انّ الجلوس مع من كان اهلا للرحمة موجب للرحمة، و في رواية انّ مثل العالم كبائع المسك ان لم تشتر منه الطيب أتحفك برائحته الطيبة .

و أيضا وصول الثواب للناظر الى العلماء، فعن النبي (صلّى اللّه عليه و آله) :  النظر الى وجه العالم عبادة .

و في عدّة الداعي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال :  النظر الى العالم أحب الى اللّه من اعتكاف سنة في بيت الحرام، و زيارة العلماء أحب الى اللّه تعالى من سبعين طوافا حول البيت و أفضل من سبعين حجة و عمرة مبرورة مقبولة و رفع اللّه تعالى له سبعين درجة و أنزل اللّه عليه الرحمة و شهدت له الملائكة أن الجنة وجبت له  .

و في بعض الروايات انّ زيارة العلماء تعادل زيارة الائمة (عليهم السّلام) كما روي في الكافي عن الامام الكاظم (عليه السّلام) :  انّه من لم يستطع أن يزور قبورنا فليزر قبور صلحاء اخواننا .

و في جامع الاخبار : ساعة من عالم يتكئ على فراشه ينظر في علمه خير من عبادة العابد سبعين عاما .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.