المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05

الاعـفاءات الضريبـيـة
12-6-2022
(استمارة التعداد السكاني )
2023-04-04
كيف تعالج مشكلات الفريق؟
8-1-2023
المعرب والدخيل
19-7-2016
تراجع عن التعليقات المشينة
8-10-2020
Phase and Amplitude
3-12-2020


حقيقة الجنة والنار  
  
1301   02:08 صباحاً   التاريخ: 30-03-2015
المؤلف : العلامة المحقق السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : حق اليقين في معرفة أصول الدين
الجزء والصفحة : ج2، ص 463 - 465
القسم : العقائد الاسلامية / المعاد / الجنة و النار /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-03-2015 1302
التاريخ: 11-12-2018 831
التاريخ: 11-08-2015 770
التاريخ: 11-08-2015 825

 يجب الإيمان بالجنة والنار الجسمانيتين على نحو ما تكاثرت به الآيات المتضافرة و الأخبار المتواترة، وذلك من ضروريات الدين لم يخالف فيه أحد من المسلمين، ومن ‌أنكر وجودهما مطلقا كالملاحدة، أو أولهما ... كالفلاسفة فلا ريب في كفره، والفلاسفة في هذا الباب على فرقتين:

الأولى :

الاشراقيون القائلون بعالم المثال و الظاهر، إنهم يقولون إن الجنة و النار وسائر ما ورد به الشرع من التفاصيل ليست من قبيل الأجسام و الجسمانيات و لا من عالم ‌المجردات، بل هو عالم آخر متوسط بينهما كالعالم الرؤيا في المنام، والصورة في المرآة، والثواب والعقاب كالرؤيا الحسنة والرؤيا القبيحة، وهذا مع استلزامه و إنكار الحشر و النشرالجسمانيين تلاعب بالدين و مخالف لصريح القرآن المبين، ورد لقول الأنبياء و المرسلين، لا يقال ان أكثر المسلمين قد قالوا بالعالم المثالي في عالم البرزخ ...، لأنّا نقول بين‌ القولين فرق من وجهين :

الأول:

ان قول أكثر المسلمين لا يستلزم إنكار المعاد الجسماني، و لا رد الآيات‌ المتكاثرة و الأخبار المتواترة بخلاف هؤلاء.

الثاني:

ان عالم المثال الذي قال به المسلمون غير هذا المثال الذي قال به ‌الفلاسفة، فإن المسلمين قالوا ان تلك الأبدان المثالية في العالم البرزخي أجسام لطيفة شفافة كأجسام الملائكة والجن لها وجود خارجي وتتعلق الروح بذلك الجسم، ولم يؤوّلوا ذلك بعالم المنام والرؤيا كما فعل هؤلاء الفرقة.

الثانية:

المشّاءون وهم الأكثرون، فجعلوا الجنة و النار و الثواب و العقاب من قبيل ‌اللذات و الآلام العقلية، وذلك ان النفوس البشرية سواء جعلت أزلية كما هو رأي ‌أفلاطون، أو لا كما هو رأي أرسطو، فهي أبدية عندهم لا تفنى بخراب البدن بل تبقى ‌ملتذة بكمالاتها مبتهجة بإدراكاتها، و ذلك سعادتها و ثوابها و جنانها على اختلاف المراتب ‌وبتفاوت الأحوال، ومتألمة بفقد الكمالات و فساد الاعتقادات وذلك شقاوتها وعقابها ونيرانها على ما لها من اختلاف التفاصيل، وإنما لم تتنبه لذلك في هذا العالم لاستغراقها في تدبير البدن وانغماسها في كدورات عالم الطبيعة، و بالجملة لما بها من العلائق ‌والعوائق الزائلة بمفارقة البدن. فما ورد في لسان الشرع من تفاصيل الثواب والعقاب و ما يتعلق بذلك من السمعيات فهي مجازات وعبارات عن تفاصيل أحوالها في السعادة والشقاوة، واختلاف أحوالها في اللذات والآلام، والتدرج مما لها من دركات الشقاوة إلى‌ درجات السعادة.

فإن الشقاوة السرمدية إنما هي بالجهل المركب الراسخ و الشرارة المضادة للملكة الفاضلة ، لا الجهل البسيط و الأخلاق الخالية عن غايتي الفضل و الشرارة، فإن شقاوتها منقطعة بل ربما لا تقتضي الشقاوة أصلا.هذا ملخص كلامهم.

قال العلامة المجلسي رحمه اللّه و نعم ما قال: لا يخفى على من راجع كلامهم و تتبع‌ أصولهم ان جلها لا يطابق ما ورد في شرائع الأنبياء، وإنما يمضغون ببعض أصول الشرائع‌ و ضروريات الملل على ألسنتهم في كل زمان حذرا من القتل و التكفير من مؤمني أهل‌ زمانهم، فهم يؤمنون بأفواههم و تأبى قلوبهم وأكثرهم كافرون.

ولعمري ان من قال بأن ‌الواحد لا يصدر عنه إلا الواحد، وكل حادث مسبوق بمادة، وما ثبت قدمه امتنع عدمه، وبأن العقول و الأفلاك و هيولا العناصر قديمة، وإن الأنواع المتوالدة كلها قديمة، وإنه لايجوز إعادة المعدوم، وإن الأفلاك متطابقة و لا تكون العنصريات فوق الأفلاك و أمثال ‌ذلك، كيف يؤمن بما أتت به الشرائع و نطقت به الآيات و تواترت به الروايات من اختيار الواجب، وانه يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، وحدوث العالم، وحدوث آدم، والحشر الجسماني، و كون الجنة في السماء مشتملة على الحور و القصور و الأبنية و المساكن‌ والأشجار و الأنهار، وأن السماوات تنشق و تطوى، والكواكب تنتثر و تتساقط بل تفنى، وان الملائكة أجسام ملئت منهم السموات ينزلون و يعرجون، وان النبي قد عرج إلى‌ السماء ، وكذا عيسى عليه السّلام و ادريس عليه السّلام، وكذا كثير من معجزات الأنبياء والأوصياء، من شق القمر و إحياء الأموات و ردّ الشمس و طلوعها من مغربها، و كسوف الشمس في غير زمانه، وخسوف القمر في غير أوانه وأمثال ذلك.

ومن أنصف ورجع إلى كلامهم علم أنهم‌ لا يعاملون أصحاب الشرائع إلا كمعاملة المستهز أبهم، أو من جعل الأنبياء كأرباب الحيل ‌والمعميات الذين لا يأتون بشي‌ء يفهمه الناس، بل يلبسون عليهم في مدة بعثتهم و يرمونهم ‌بالضلال المركب، ويلبسون لهم الباطل في صورة الحق، ويحيلون هداية الخلق على هذه‌ الفرقة الضالة الشاذة، أعاذنا اللّه وسائر المؤمنين من تسويلاتهم و شبههم. انتهى كلامه رفع‌ مقامه.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.