أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-03-2015
1302
التاريخ: 11-12-2018
831
التاريخ: 11-08-2015
770
التاريخ: 11-08-2015
825
|
يجب الإيمان بالجنة والنار الجسمانيتين على نحو ما تكاثرت به الآيات المتضافرة و الأخبار المتواترة، وذلك من ضروريات الدين لم يخالف فيه أحد من المسلمين، ومن أنكر وجودهما مطلقا كالملاحدة، أو أولهما ... كالفلاسفة فلا ريب في كفره، والفلاسفة في هذا الباب على فرقتين:
الأولى :
الاشراقيون القائلون بعالم المثال و الظاهر، إنهم يقولون إن الجنة و النار وسائر ما ورد به الشرع من التفاصيل ليست من قبيل الأجسام و الجسمانيات و لا من عالم المجردات، بل هو عالم آخر متوسط بينهما كالعالم الرؤيا في المنام، والصورة في المرآة، والثواب والعقاب كالرؤيا الحسنة والرؤيا القبيحة، وهذا مع استلزامه و إنكار الحشر و النشرالجسمانيين تلاعب بالدين و مخالف لصريح القرآن المبين، ورد لقول الأنبياء و المرسلين، لا يقال ان أكثر المسلمين قد قالوا بالعالم المثالي في عالم البرزخ ...، لأنّا نقول بين القولين فرق من وجهين :
الأول:
ان قول أكثر المسلمين لا يستلزم إنكار المعاد الجسماني، و لا رد الآيات المتكاثرة و الأخبار المتواترة بخلاف هؤلاء.
الثاني:
ان عالم المثال الذي قال به المسلمون غير هذا المثال الذي قال به الفلاسفة، فإن المسلمين قالوا ان تلك الأبدان المثالية في العالم البرزخي أجسام لطيفة شفافة كأجسام الملائكة والجن لها وجود خارجي وتتعلق الروح بذلك الجسم، ولم يؤوّلوا ذلك بعالم المنام والرؤيا كما فعل هؤلاء الفرقة.
الثانية:
المشّاءون وهم الأكثرون، فجعلوا الجنة و النار و الثواب و العقاب من قبيل اللذات و الآلام العقلية، وذلك ان النفوس البشرية سواء جعلت أزلية كما هو رأي أفلاطون، أو لا كما هو رأي أرسطو، فهي أبدية عندهم لا تفنى بخراب البدن بل تبقى ملتذة بكمالاتها مبتهجة بإدراكاتها، و ذلك سعادتها و ثوابها و جنانها على اختلاف المراتب وبتفاوت الأحوال، ومتألمة بفقد الكمالات و فساد الاعتقادات وذلك شقاوتها وعقابها ونيرانها على ما لها من اختلاف التفاصيل، وإنما لم تتنبه لذلك في هذا العالم لاستغراقها في تدبير البدن وانغماسها في كدورات عالم الطبيعة، و بالجملة لما بها من العلائق والعوائق الزائلة بمفارقة البدن. فما ورد في لسان الشرع من تفاصيل الثواب والعقاب و ما يتعلق بذلك من السمعيات فهي مجازات وعبارات عن تفاصيل أحوالها في السعادة والشقاوة، واختلاف أحوالها في اللذات والآلام، والتدرج مما لها من دركات الشقاوة إلى درجات السعادة.
فإن الشقاوة السرمدية إنما هي بالجهل المركب الراسخ و الشرارة المضادة للملكة الفاضلة ، لا الجهل البسيط و الأخلاق الخالية عن غايتي الفضل و الشرارة، فإن شقاوتها منقطعة بل ربما لا تقتضي الشقاوة أصلا.هذا ملخص كلامهم.
قال العلامة المجلسي رحمه اللّه و نعم ما قال: لا يخفى على من راجع كلامهم و تتبع أصولهم ان جلها لا يطابق ما ورد في شرائع الأنبياء، وإنما يمضغون ببعض أصول الشرائع و ضروريات الملل على ألسنتهم في كل زمان حذرا من القتل و التكفير من مؤمني أهل زمانهم، فهم يؤمنون بأفواههم و تأبى قلوبهم وأكثرهم كافرون.
ولعمري ان من قال بأن الواحد لا يصدر عنه إلا الواحد، وكل حادث مسبوق بمادة، وما ثبت قدمه امتنع عدمه، وبأن العقول و الأفلاك و هيولا العناصر قديمة، وإن الأنواع المتوالدة كلها قديمة، وإنه لايجوز إعادة المعدوم، وإن الأفلاك متطابقة و لا تكون العنصريات فوق الأفلاك و أمثال ذلك، كيف يؤمن بما أتت به الشرائع و نطقت به الآيات و تواترت به الروايات من اختيار الواجب، وانه يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، وحدوث العالم، وحدوث آدم، والحشر الجسماني، و كون الجنة في السماء مشتملة على الحور و القصور و الأبنية و المساكن والأشجار و الأنهار، وأن السماوات تنشق و تطوى، والكواكب تنتثر و تتساقط بل تفنى، وان الملائكة أجسام ملئت منهم السموات ينزلون و يعرجون، وان النبي قد عرج إلى السماء ، وكذا عيسى عليه السّلام و ادريس عليه السّلام، وكذا كثير من معجزات الأنبياء والأوصياء، من شق القمر و إحياء الأموات و ردّ الشمس و طلوعها من مغربها، و كسوف الشمس في غير زمانه، وخسوف القمر في غير أوانه وأمثال ذلك.
ومن أنصف ورجع إلى كلامهم علم أنهم لا يعاملون أصحاب الشرائع إلا كمعاملة المستهز أبهم، أو من جعل الأنبياء كأرباب الحيل والمعميات الذين لا يأتون بشيء يفهمه الناس، بل يلبسون عليهم في مدة بعثتهم و يرمونهم بالضلال المركب، ويلبسون لهم الباطل في صورة الحق، ويحيلون هداية الخلق على هذه الفرقة الضالة الشاذة، أعاذنا اللّه وسائر المؤمنين من تسويلاتهم و شبههم. انتهى كلامه رفع مقامه.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|