المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

James MacPherson Wattie
21-3-2017
التكبيرات الزائدة على تكبير الاحرام
2-12-2015
من السيكلوترون إلى السينكروترون
2023-02-26
قابلية البشر على الترقي والتسافل
1-10-2021
مصاعب الطريق
2-7-2017
انظمة التغذية في حظائر الدواجن
13-11-2018


مواضع الفصل  
  
17623   06:14 مساءاً   التاريخ: 26-03-2015
المؤلف : علي بن نايف الشحود
الكتاب أو المصدر : الخلاصة في علوم البلاغة
الجزء والصفحة : ص28-29
القسم : الأدب الــعربــي / البلاغة / المعاني /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-03-2015 18038
التاريخ: 13-9-2020 33597
التاريخ: 26-03-2015 4795
التاريخ: 25-03-2015 3446

الأصلُ في الجملِ المتناسقةِ المتتاليةِ أنْ تعطفَ بالواوِ، تنظيماً للّفظٍ ، فأحياناً تتقاربُ الجُملُ في معناها تقارباً تامًّا، حتى تكونَ الجملةُ الثانيةُ كأنها الجملةُ الأولى، وقد تنقطعُ الصَّلةُ بينهما، إمَّا لاختلافهِما في الصورةِ، كأن تكونَ إحدى الجملتينِ إنشائيةً والأخرى خبريةً. وإمّا لتباعدِ معناهُما، بحيثُ لا يكونُ بين المعنيينِ مُناسبةٌ.

وفي هذهِ الأحوالِ يجبُ الفصلُ في كلِّ موضعٍ من المواضعِ الخمسةِ الآتيةِ وهي:

الموضعُ الأولُ - « كمالُ الاتصالِ» وهو اتحادُ الجملتيِن اتحاداً تاماً وامتزاجاً معنوياً ، بحيث تُنزَّلُ الثانيةُ من الأولى منزلةَ نفسِها كما في الحالات التالية :

«أ»- بأنْ تكونَ الجملةُ الثانيةُ بمنزلةِ البدل من الجملة ِالأولى، نحو قوله تعالى : {وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ (132) أَمَدَّكُم بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ} (133) سورة الشعراء .

« ب»- أو بأنْ تكونَ الجملةُ الثانيةُ بياناً لإبهامٍ في الجملةِ الأولى، كقوله تعالى : (فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آَدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى) [طه/120] ، فجملةُ (قال يا آدمُ): بيانٌ لما وسوسَ به الشيطانُ إليه.

«جـ»- أو بأنْ تكونَ الجملةُ الثانيةُ مؤكدةً للجملةِ الأولى بما يشبهُ أنْ يكونَ توكيداً لفظياً أو معنوياً، كقوله تعالى : (فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا ) [الطارق/17] ،وكقوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ [البقرة/8، 9])، فالمانعُ من العطفِ في هذا الموضعِ اتحادُ الجملتينِ اتحاداً تاماً يمنعُ عطفَ الشيءِ على نفسِه ، ويوجبُ الفصلَ.

الموضعُ الثاني - « كمالُ الانقطاعِ» وهو اختلافُ الجملتينِ اختلافاً تاماً، كما في الحالتين الآتيتين :

«أ»- بأنْ يختلفا خبراً وإنشاءً، لفظاً ومعناً، أو معنًى فقط، نحو: حضرَ الأميرُ حفظَهُ اللهُ، ونحو: تكلَّمْ إني مصغٍ إليكَ ، وكقول الشاعر (1):

وَقَالَ رَائِدُهم أرْسُوا نُزَاوِلُهَا وكل حَتْفِ امرِئِ يجري بمقدارِ

«ب»- أو بألا تكونَ بينَ الجملتينِ مناسبةٌ في المعنَى ولا ارتباطٌ، بل كلٌّ منهما مستقلٌّ بنفسِه ، كقولك: زيدٌ كاتبٌ ، الحمامُ طائرٌ، فإنه لا مناسبةَ بين كتابةِ زيدٍ وطيرانِ الحمامِ.

وكقول الشاعر (2):

إنّما المرءُ بأصغريهِ كلٌّ امرئٍ رهنٌ بما لديهِ (3)

فالمانعُ منَ العطفِ في هذا الموضع «أمرٌ ذاتيٌّ» لا يمكنُ دفعهُ أصلا وهو التباينُ بين الجملتينِ، ولهذا وجبَ الفصلُ، وترك َالعطفُ، لأنَّ العطفَ يكون للربطِ، ولا ربطَ بين جملتينِ في شدَّةِ التباعدِ وكمال الانقطاعِ.

الموضعُ الثالثُ - « شبهُ كمالِ الاتصالِ» وهو كونُ الجملةِ الثانيةِ قويةَ الارتباطِ بالأولى، لوقوعِها جواباً عن سؤالٍ يفهمُ من الجملةِ الأولى فتُفصلُ عنها، كما يفصَلُ الجوابُ عن السؤال ، كقوله تعالى على لسان النبي يوسف عليه السلامُ: (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ) [يوسف/53]، ونحو قول الشاعر (4) :

زعَمَ العَواذلُ أنني في غَمْرَةٍ ... صَدَقوا ولكنْ غْمَرتي لا تَنْجَلي

كأنه سئلَ: أصدقوا في زعمهِم أم كذبوا ؟ فأجاب: صدَقوا

ونحو قول أبي تمام (5) :

السَّيْفُ أَصْدَقُ أَنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ في حدِّهِ الحدُّ بينَ الجدِّ واللَّعبِ

فكأنه استفَْهِمَ، وقال: لمَ كانَ السيفُ أصدقَ؟: فأجابَ بقولهِ: في حدِّه: الخ ،فالمانعُ من العطفِ في هذا الموضعِ وجودُ الرابطةِ القويةِ بين الجملتينِ، فأشبهتْ حالةَ اتحادِ الجملتين ، ولهذا وجبَ أيضاً الفصلُ .

الموضعُ الرابعُ- « شبهُ كمالِ الانقطاعِ» وهو أنْ تُسبقَ جملةٌ بجملتينِ يصحُّ عطفُها على الأولَى لوجودِ المناسبة، ولكنْ في عطفِها على الثانيةِ فسادٌ في المعنَى، فيُتركُ العطفُ بالمرَّةِ دفعاً لتوهّمِ أنه معطوفٌ على الثانيةِ ، نحو قول الشاعر (6):

وتَظُنُّ سَلمى أنني أبغي بها ... بَدَلاً أراها في الضلال تهيمُ

فجملةُ « أُراها» يصحُّ عطفُها على جملةِ « تظنُّ» لكنْ يمنعُ من هذا توهّمُ العطفِ على جملةِ « أبغي بها» فتكونُ الجملةُ الثالثةُ من مظنوناتِ سلمَى مع أنه غيرُ المقصودِ ، ولهذا امتنعَ العطفُ بتاتاً ،ووجبَ أيضاً الفصلُ ، والمانعُ من العطفِ في هذا الموضعِ « أمرٌ خارجيٌّ احتماليٌّ» يمكنُ دفعُه بمعونةِ قرينةٍ» .

ومن هذا وممّا سبقَ، يُفهمُ الفرقُ بين كلٍّ منْ « كمالِ الانقطاعِ - وشبهِ كمالِ الانقطاعِ» .

الموضعُ الخامسُ - التَّوسطُ بين الكمالينِ مع قيامِ المانعِ» وهو كونُ الجملتينِ مُتناسبتينِ، وبينهما رابطةٌ قويةٌ ، لكنْ يمنعُ منَ العطفِ مانعٌ، وهو عدمُ قصدِ التشريكِ في الحُكم ، كقوله تعالى :{وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ }[البقرة/14، 15]،

فجملةُ « اللهُ يستهزئُ بهم» لا يصحُّ عطفُها على جملةِ « إنّا معكم» لاقتضائهِ أنه منْ مقولِ المنافقينِ ، والحالُ أنهُ من مقولِهِ تعالى « دعاءً عليهِم» ولا على جملةِ « قالوا» لئلا يُتوهمَ مشاركتهُ له في التقييدِ بالظرفِ ، وأنَّ استهزاءَ اللهِ بهم مقيدٌ بحالِ خُلوّهِم إلى شياطينِهم ، والواقعُ أن استهزاءَ اللهِ بالمنافقينَ غيرُ مقيدٍ بحال ٍمن الأحوالِ ، ولهذا وجبَ أيضاً الفصلُ .

 

__________

(1) - خزانة الأدب - (ج 3 / ص 304) والمفصل في صنعة الإعراب - (ج 1 / ص 47) والإيضاح في علوم البلاغة - (ج 1 / ص 50) والكتاب - (ج 1 / ص 196) ومعاهد التنصيص على شواهد التلخيص - (ج 1 / ص 90) وشرح الرضي على الكافية - (ج 4 / ص 119)

(2) - البلاغة الواضحة بتحقيقي - (ج 1 / ص 15) وقد ورد أوله في الأمثال ففي تاج العروس - (ج 1 / ص 2112) إِنَّمَا المرءُ بِأَصْغَرَيْهِ : لسانِهِ وقَلْبِهِ إذا نَطَق نَطَق ببَيَان

(3) - الأصغران: القلب واللسان، ورهن بما لديه: يجازي بما عمل.

(4) - مغني اللبيب عن كتب الأعاريب - (ج 1 / ص 143) والإيضاح في علوم البلاغة - (ج 1 / ص 52) ومفتاح العلوم - (ج 1 / ص 117) ومعاهد التنصيص على شواهد التلخيص - (ج 1 / ص 93)

(5) - نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب - (ج 3 / ص 592)وزهر الأكم في الأمثال و الحكم - (ج 1 / ص 94) والبديع في نقد الشعر - (ج 1 / ص 2و28) والعمدة في محاسن الشعر وآدابه - (ج 1 / ص 76) وزهر الآداب وثمر الألباب - (ج 1 / ص 154) وتحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر - (ج 1 / ص 52) ونهاية الأرب في فنون الأدب - (ج 2 / ص 73) وتراجم شعراء موقع أدب - (ج 13 / ص 173) والإيضاح في علوم البلاغة - (ج 1 / ص 132)

(6) - الإيضاح في علوم البلاغة - (ج 1 / ص 52) ومفتاح العلوم - (ج 1 / ص 116) ومعاهد التنصيص على شواهد التلخيص - (ج 1 / ص 93) وقاموس النحو - (ج 1 / ص 6)

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.