إحتجاج أمير المؤمنين (عليه السلام) مع الحسن البصري بشأن حرب الجمل |
3649
09:41 صباحاً
التاريخ: 5-12-2019
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-12-2019
844
التاريخ: 10-12-2019
979
التاريخ: 12-12-2019
611
التاريخ: 11-12-2019
2570
|
عن ابن عباس رضي الله عنه قال لما فرغ علي عليه السلام من قتال أهل البصرة وضع قتبا على قتب (1) ثم صعد عليه فخطب، فحمد الله وأثنى عليه فقال:
يا أهل البصرة، يا أهل المؤتفكة (2) يا أهل الداء العضال (3)، أتباع البهيمة (4)، يا جند المرأة (5) رغا فأجبتم (6) وعقر فهربتم، ماءكم زعاق (7) ودينكم نفاق، وأخلاقكم دقاق.
ثم نزل يمشي بعد فراغه من خطبته فمشينا معه فمر بالحسن البصري وهو يتوضأ فقال: يا حسن أسبغ الوضوء.
فقال: يا أمير المؤمنين لقد قتلت بالأمس أناسا يشهدون أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله، يصلون الخمس، ويسبغون الوضوء.
فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: قد كان ما رأيت فما منعك أن تعين علينا عدونا.
فقال: والله لأصدقنك يا أمير المؤمنين لقد خرجت في أول يوم فاغتسلت وتحنطت وصببت علي سلاحي وأنا لا أشك في أن التخلف عن أم المؤمنين عائشة هو الكفر، فلما انتهيت إلى موضع من الخريبة ناداني مناد: " يا حسن إلى أين أرجع فإن القاتل والمقتول في النار " فرجعت ذعرا وجلست في بيتي، فلما كان في اليوم الثاني لم أشك أن التخلف عن أم المؤمنين عائشة هو الكفر، فتحنطت، وصببت علي سلاحي وخرجت أريد القتات، حتى أنهيت إلى موضع من الخريبة فناداني مناد من خلفي: " يا حسن إلى أين مرة بعد أخرى فإن القاتل والمقتول في النار " قال علي عليه السلام: صدقك أفتدري من ذلك المنادي؟
قال: لا. قال عليه السلام: ذلك أخوك إبليس، وصدقك أن القاتل والمقتول منهم (8) في النار، فقال الحسن البصري الآن عرفت يا أمير المؤمنين أن القوم هلكى.
وعن أبي يحيى الواسطي (9) قال: لما افتتح أمير المؤمنين عليه السلام اجتمع الناس عليه وفيهم الحسن البصري ومعه الألواح، فكان كلما لفظ أمير المؤمنين عليه السلام بكلمة كتبها، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام - بأعلى صوته - ما تصنع؟ فقال نكتب آثاركم لنحدث بها بعدكم، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: أما أن لكل قوم سامري وهذا سامري هذه الأمة، أما إنه لا يقول لا مساس ولكن يقول لا قتال.
________________
(1) القتب - بالتحريك - رحل البعير.
(2) المؤتفكة: المنقلبة قال تعالى - في قرى قوم لوط التي انقلبت بأهلها -: والمؤتفكة أهوى، وفي الحديث البصرة إحدى المؤتفكات.
(3) الداء العضال - بعين مضمومة -: المرض الصعب الشديد الذي يعجز عنه الطبيب.
(4) يريد: الجمل الذي ركبته عائشة.
(5) يريد: عائشة.
(6) رغا فأجبتم أي الجمل رغا والرغاء - كغراب -: صوت ذوات الخف وقد رغا البعير يرغو رغاءا إذا ضج ورغت الناقة صوتت فهي راغية.
(7) الزعاق - كغراب -: الماء المر الغليظ الذي لا يطاق شربه.
(8) أي القاتل والمقتول من أصحاب الجمل في النار .
(9) أبو يحيى الواسطي واسمه سهيل بن زياد الواسطي له كتاب. لقى أبا محمد العسكري أمه بنت محمد بن نعمان أبي جعفر الأحول الملقب بمؤمن الطاق المتكلم المشهور. رجال الشيخ ص ٤٧٦ رجال النجاشي ص ١٣٧.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|