الاهمية الاقتصادية لمحصول السمسم Economic importance

يعد السمسم (.Sesamum indicum L) من المحاصيل الزيتية القديمة جدا في العالم. ويزرع بهدف الحصول على بذوره التي تعد من أغنى بذور المحاصيل بالمواد الدهنية، حيث تحتوي على زيت نسبته بين 50-65% حسب الصنف، ومنطقة الزراعة، والعوامل المناخية. يعرف باسم زيت السيرج وهو زيت متوسط الجفاف (الرقم اليودي 102-106). وتشير بعض المعطيات إلى أن زيت السمسم يتألف بشكل أساسي من غليسيريدات ثلاثية، غير مشبعة من حمض الأوليك (35-48%)، واللينوليك (37-48%)، بالإضافة لذلك هناك حوالي 10% من الأحماض الدهنية غير المشبعة: الستياريك (4-6%)، البالمتيك (7-8%)، وأيضا الميرستيك (حوالي 0.1 %). ويتميز زيت السمسم بإمكانية تخزينه لفترة زمنية طويلة. وهو مشابه من حيث القيمة الغذائية للزيوت النباتية الأخرى غير أنه لا يحتوي فيتامين A.

تعد بذور السمسم غنية بفيتامينات B1 و E وأحماض دهنية نصف مشبعة، كما تحوي هذه البذور على مواد بروتينية بنسبة 16.5 - 23 % وکربوهیدرات بنسبة 16 - 17 % (الجدول ادناه) وبعض العناصر المعدنية. وتتميز قشرة البذرة بارتفاع نسبة الألياف الخام والمواد المعدنية والكالسيوم وحمض الأوكساليك. وتحوي البذور على الحموض الأمينية، مثل التربتوفان وغيستيدين، وفيتامين E ، C ومواد بكتينية وراتينجية، وأحماض وكربوهيدرات منحلة.

التركيب الكيميائي لبذور السمسم (% من الوزن الجاف)

تستخدم الأصناف عالية النوعية منه في صناعة مواد التجميل والعطور، والحبر الصيني عالي الجودة، وفي مجال الطب الحديث يستخدم زيت السمسم بهدف تسريع تخثر الدم.

يستعمل السمسم منذ آلاف السنين فقد ذكر في وصفات فرعونية في بردية ايبرز الطبية وذلك ضمن لبخة نافعة لإزالة آلام الركبة، كما تستعمل دواء قابضة. وعثر العلماء على عدة رسومات في مقبرة رمسيس الثالث تؤكد لنا اسم السمسم حيث وجدوا اسمه آنذاك (شمشم). وقد وجدت عدة أكواب مملوءة ببذور السمسم في إحدى المقابر طيبة، وتأكد العلماء أن الفراعنة عرفوا زراعة السمسم واستخرجوا الزيوت من بذوره، واستعملوها في الغذاء والعلاج وصناعة بعض مواد التجميل.

وقد قال ابن سينا في السمسم "السمسم ملين معتدل الأسخان، نافع للشقاق والخشونة والطحال، ملين شرابا وطلاء، ويطول الشعر خصوصا عصارة شجره وورقه، يحلل الأورام الحادة، نافع على حرق النار. نافع للقولون ونقيع السمسم شديد في إدرار الحيض. تبرز أهمية محصول السمسم من خلال حاجة الإنسان المتزايدة لزيت هذا المحصول الذي لا يستعمل فقط في مجال الطبخ بل في مجالات أخرى عديدة.

يتميز زيت السمسم المتحصل عليه بطريقة الضغط على البارد بطعم عالي الجودة يقارب بطعمه زيت الزيتون، وهو زيت رائحته جميلة بلون القش وطعمه جيد. يمكن أن يستخدم في حفظ السردين، والمارغرين، ويزداد الطلب على زيت السمسم في الصناعات الغذائية على الرغم من ارتفاع سعره وذلك لصفاته العالية في الطبخ وطعمه الجيد وثبات صفاته، حيث يبقى لفترة طويلة دون أن يتزنخ، بالإضافة لكونه سهل التصنيع والتنقية. يستعمل هذا الزيت في العديد من الصناعات الغذائية كصناعة الطحينة والحلاوة الطحينية والمعجنات وصناعة السمن والصابون ومواد التجميل Cosmetics، والكثير من المستحضرات الدوائية Medical Formulas. ويستخدم الزيت المتحصل عليه بطريقة الضغط على الساخن في الحصول على حبر صيني عالي النوعية.

وبينت بعض الدراسات أن قوة مركبات مواد زيت السمسم تتفوق على محتويات عقار فياجرا الذي أنتجته شركة فاير الأمريكية مطلع عام 1999 لعلاج الضعف الجنسي، وأنه خال تماما من أية مضاعفات أو أخطار صحية يمكن أن تنعكس على متعاطيه. وأظهرت الدراسة أن زيت السمسم العسيري الذي يتم إنتاجه بالطرق التقليدية البسيطة في معاصر منطقة عسير يحتوي على الأحماض الدهنية مثل: حمض اللينوليك والأوليك، وهي أحماض تساعد على بناء أغشية الخلايا وإنتاج مادتي البروستجلندين والبروستا سايكلين، وهما المادتان المساعدتان في علاج الضعف الجنسي (طاهر، 2006).

يتميز بروتين السمسم بغناه بالحمض الأميني الميثيونين Methionine وانخفاض نسبة الحمض الأميني اللايسين Lysine. لذا فإن الخليط المكون من نسبتين متساويتين من كسبة الصويا وكسبة السمسم يشكل مصدرة نباتية ممتازة ومتوازنة من حيث محتواه من الأحماض الأمينية الأساسية Essential amino acids.

تستخدم الكسبة Meal المتحصل عليها بطريقة الضغط على البارد (الحاوية 8% زيتا، 40% بروتينا) في بعض الصناعات الغذائية، أما المتحصل عليها بطريقة الضغط على الساخن فتستخدم علفا للحيوانات (10% زيت، 45% بروتين)، حيث إن كل 100 كغ منها يعادل 132 وحدة علفية. ويستخدم القش المتبقي في أغراض متعددة أهمها الحرق بغرض التدفئة. علما أن بذور السمسم تستخدم في مناطق الشرق الأدنى في تزيين بعض أنواع الخبز والمعجنات وصناعة الحلويات. وتتغير نوعية البذور بسرعة بسبب محتواها العالي من الزيت لذا من الأفضل شرائها بكميات قليلة (حسب الحاجة)، على عكس الزيت الذي يمكن حفظه لفترة زمنية طويلة مع المحافظة على جودته.