مناظرة فضال بن الحسن مع أبي حنيفة في مسألة الدفن عند النبي (صلى الله عليه وآله) وميراث الزهراء (عليها السلام) |
842
07:43 صباحاً
التاريخ: 24-10-2019
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-10-2019
744
التاريخ: 22-10-2019
681
التاريخ: 23-10-2019
6583
التاريخ: 22-10-2019
422
|
روي أنه مر فضال بن الحسن بن فضال الكوفي(1) بأبي حنيفة وهو في جمع كثير، يملي عليهم شيئا من فقهه وحديثه.
فقال - لصاحب كان معه -: والله لا أبرح حتى أخجل أبا حنيفة.
فقال صاحبه الذي كان معه: إن أبا حنيفة ممن قد علمت حاله، وظهرت حجته.
قال: مه! هل رأيت حجة ضال علت على حجة مؤمن؟! ثم دنا منه فسلم عليه، فردها، ورد القوم السلام بأجمعهم.
فقال: يا أبا حنيفة! إن أخا لي يقول: إن خير الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وأنا أقول: أبو بكر خير الناس وبعده عمر، فما تقول أنت رحمك الله؟
فأطرق مليا ثم رفع رأسه فقال: كفى بمكانهما من رسول الله (صلى الله عليه وآله) كرما وفخرا، أما علمت أنهما ضجيعاه في قبره، فأي حجة تريد أوضح من هذا؟
فقال له فضال: إني قلت ذلك لأخي، فقال: والله لئن كان الموضع لرسول الله (صلى الله عليه وآله) دونهما فقد ظلما بدفنهما في موضع ليس لهما فيه حق، وإن كان الموضع لهما فوهباه لرسول الله (صلى الله عليه وآله) لقد أساءا وما أحسنا، إذ رجعا في هبتهما ونسيا عهدهما.
فأطرق أبو حنيفة ساعة ثم قال له: لم يكن له ولا لهما خاصة، ولكنهما نظرا في حق عائشة وحفصة فاستحقا الدفن في ذلك الموضع بحقوق ابنتيهما.
فقال له فضال: قد قلت له ذلك فقال: أنت تعلم أن النبي (صلى الله عليه وآله) مات عن تسع نساء، ونظرنا فإذا لكل واحدة منهن تسع الثمن، ثم نظرنا في تسع الثمن، فإذا هو شبر في شبر، فكيف يستحق الرجلان أكثر من ذلك، وبعد فما بال عائشة وحفصة ترثان رسول الله وفاطمة بنته تمنع الميراث؟!
فقال أبو حنيفة: يا قوم! نحوه عني فإنه رافضي (2) خبيث (3).
__________________
(1) هو: فضال بن الحسن بن فضال الكوفي، حكي عن المولى الوحيد أنه قال: يظهر من معارضته مع أبي حنيفة المذكورة في البحار كونه من فضلاء الشيعة، واحتمل الحائري كونه أخا لعلي بن الحسن بن فضال. راجع تنقيح المقال للمامقاني: ج 2 ص 5 ترجمة رقم: 9442، (من أبواب الفاء).
(2) كان على أبي حنيفة أن يقرع الحجة بالحجة والدليل بالدليل لا أن يستخدم أسلوب العنف والتهويل في مقاطعة خصمه إذ أن ذلك قبيح صدوره ممن له أدنى دراية ومعرفة فكيف بمن في مقام عالم بالفقه والحديث - كأبي حنيفة، فكان عليه في منطق البحث وميزان المناظرة أن يتلطف في جواب مناظره ورده بما يناسب حجته لا أن يشتمه ويطرده إذ أن ذلك مما ينافي المجلس العلمي وعدم مراعاة لآداب المناظرة، والحق ضالة المؤمن يأخذها أنى وجدها.
(3) الإحتجاج للطبرسي: ج 2 ص 382، الفصول المختارة: ج 1 ص 44 - 45، كنز الفوائد للكراجكي: ج 1 ص 294 - 295، الخرائج والجرائح للراوندي: ج 1 ص 243 - 244، بحار الأنوار: ج 10 ص 231 ح 2 وج 47 ص 400 ح 2.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
وفد كلية الزراعة في جامعة كربلاء يشيد بمشروع الحزام الأخضر
|
|
|