المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الأخلاق والأدعية والزيارات
عدد المواضيع في هذا القسم 6585 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



نهي الصلاة عن الفحشاء والمنكر  
  
32   09:50 صباحاً   التاريخ: 2025-03-23
المؤلف : الشيخ علي الكوراني
الكتاب أو المصدر : فلسفة الصلاة
الجزء والصفحة : ص99-102
القسم : الأخلاق والأدعية والزيارات / آداب / آداب الصلاة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-9-2016 1198
التاريخ: 2025-03-24 38
التاريخ: 21-9-2016 996
التاريخ: 22-6-2017 2098

معنى الفحشاء:

إن الاعتماد على الاستعمالات القرآنية لتحديد معنى مادة ( فحش ) أنفع من الاعتماد على كلمات اللغويين المضطربة في هذه المادة .

نلاحظ أولا ، استعمال القرآن لكلمة الفحشاء مقابل كلمة المنكر في ثلاث آيات كقوله تعالى: ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي ) 90 النحل.

مما يرد قول بعض اللغويين أن معنى الفحشاء كل ما نهى الله عز وجل عنه[1] لأن هذا هو معنى المنكر كما ستعرف فلا وجه حينئذ للتقابل .

كذلك استعمال القرآن لكلمة الفواحش مقابل كبائر الإثم واللمم ، كما في قوله تعالى : ( الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون ) 37 الشورى.

مما يرد قول بعض اللغويين أن معنى الفاحشة : ما يشتد قبحه من الذنوب[2] إذ لو صح هذا التعميم لما كان وجه للتقابل أيضا .

ونلاحظ ثانيا تسمية الزنا واللواط بالفاحشة كما في قوله تعالى ( ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا ) 32 الإسراء.

وقوله تعالى : ( أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين ) 80 الأعراف .

ونلاحظ ثالثا ، استعمال كلمة الفحشاء بمعنى البخل كما في قوله تعالى : ( الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليهم ) 268 البقرة.

فبالإضافة إلى أن الآية واردة في سياق الأمر بالإنفاق فقد ورد في الحديث الشريف تفسير الفحشاء في هذا المورد بالبخل كما في تفسير القمي والدر المنثور .

ونلاحظ رابعا ، استعمال كلمة الفاحشة بمعنى بذاءة اللسان وسوء الخلق ، كما في قوله تعالى ( ولا تعضلوهن تضيقوا عليهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وعاشروهن بمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ) 19 النساء.

فقد أفتى الفقهاء بأن الفاحشة المبينة تشمل السباب وبذاءة اللسان .

ونلاحظ أخيرا، استعمالا قرآنيا لكلمة الفواحش في قوله تعالى ( ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ) 151 الأنعام.

وقوله تعالى : ( إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن ) 33 الأعراف . والفواحش الباطنة روي تفسيرها عن ابن عباس بالزنا الذي كانت تستبيحه العرب .

نستفيد من ملاحظة هذه الاستعمالات القرآنية أن معنى كلمة فاحشة ومثلها كلمة فحشاء التي هي اسم للفاحشة يشمل المحرمات الجنسية الظاهرة والباطنة وشراسة اللسان والبخل فحيث توجد معها قرينة تخصصها بأحد هذه المعاني فهو ، وإن لم توجد قرينة فلا بد من حملها على مجموع هذه المعاني على الأقل أخذا بشمول الاطلاق كما في الآية التي نحن بصددها ( أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) حيث أطلقت الكلمة ولم تقيد بمعنى واحد .

معنى المنكر:

المنكر في اللغة " هو الشيء المجهول " وفي المصطلح الإسلامي " كل ما نهى

الله عز وجل عنه " وقد استعملت الكلمة في القرآن الكريم بالمعنى اللغوي كما

في قوله تعالى : ( فلما جاء آل لوط المرسلون قال إنكم قوم منكرون ) 62 الحجر . وبالمعنى الاصطلاحي في قوله تعالى : ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ) 104 آل عمران (وفي عدة آيات آخر) .

والوجه في هذا الاصطلاح هو تشبيه الأمور التي نهى الله تعالى عنها بالأمور المجهولة لأنها غريبة على السلوك الصحيح للناس .

ولا شك أن المنكر بهذا المعنى المصطلح يشمل الفحشاء لأنها قسم مما نهى الله عز وجل فيكون التقابل بينها في الآية من باب تقابل الخاص والعام كما تقول : هذا الدواء ينفع في حالة الإرهاق والتعب ، فإن التعب يشمل الإرهاق لأنه حالة من حالات التعب ومع ذلك صح التقابل بالعطف لاعتبار الخصوص والعموم .

وبعد اتضاح معنى الفحشاء والمنكر يتحدد معنى الآية الكريمة ( أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) بأن الالتزام بأداء فريضة الصلاة من شأنه أن يبعد الإنسان بالدرجة الأولى عن المحرمات الجنسية كافة ، وعن اثنين من أهم المحرمات الخلقية سوء الخلق والبخل وبالدرجة الثانية عن كافة المحرمات التي نهى الله عز وجل عنها المنكرات وقبل أن نتعرف كيف تنهى الصلاة عن الفحشاء والمنكر نجيب على

سؤال يوجهه بعض الناس حول الآية ومفاده : أنا نرى بعض المصلين يرتكبون من الفواحش والمنكرات ما لا يرتكبه بعض تاركي الصلاة ! فكيف لا تنهاهم الصلاة عن الفحشاء والمنكر ؟

ومنشأ هذا السؤال تصور أن الصلاة كجرعة ( الأسبرين ) المضادة للصداع فكما أن تناول الأسبرين يزيل الصداع من الرأس فكذلك أداء الصلاة يزيل الفحشاء والمنكر من السلوك، غير أنه من الخطأ إغفال الفارق ما بين العلاجات السلوكية والعلاجات الفسيولوجية مثلا ، فإن العلاجات الفسيولوجية تقوم بتفاعلاتها وتؤدي دورها في حقل لا يقع تحت إرادة الإنسان ، أما العلاجات السلوكية فإن دورها أن تقدم للإنسان دوافع معينة تجعله يرجح بإرادته لونا من السلوك ويستبعد لونا آخر .

إن الصلاة لا تجعل الإنسان مسلوب الإرادة مجبرا على ترك الفحشاء والمنكر وإلا لما استحق الثواب ، بل تهئ في نفسه الدوافع الصالحة التي تدفعه لترك الفحشاء والمنكر، ولنلتفت إلى أن الله تعالى عبر ب‍ تنهى ولم يعبر ب‍ تمنع أو تزيل .

فما تختص به الصلاة إذن هو غناها ب‍ ( الدوافع النفسية الصالحة لإبعاد الإنسان عن الفواحش والمنكرات ) وهي دوافع تقع تحت اختيار الإنسان وإرادته وتتوقف استفادتها من الصلاة عن تفهم المرء لصلاته وجمعه لقلبه عند أدائها ، فمثل هذه الصلاة الواعية المتجاوبة هي التي تنهى عن الفحشاء والمنكر .


[1] راجع تاج العروس مادة ( فحش ) .

[2] راجع تاج العروس مادة ( فحش ) .




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.