أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-11-2016
13928
التاريخ: 10-11-2016
4221
التاريخ: 2023-12-13
798
التاريخ: 10-11-2016
3535
|
حمير:
حسبما أشار إليه السيد صارم الدين.
فأما ظفار فهو قرب يريم من الحقل، وإليه ينسب جزع ظفار، وهو الذي قيل فيه: من دخل ظفار حمرَّ، وغمدان قصر صنعاء، وهو من أعجب ما بنى الملوك؛ لأنه أربع عشرة غرفة بعضها فوق بعض، فهدمت الحبشة بعضها، وهدم عثمان بن عفان بعضها.
وكان موضعه قرب الجامع، وشهرته تغني عن التحديد.
وكذلك غيمان، وبينون، وهو أعني بينون من أرض مأرب.
وأما هكر فقد قيل: إنه المراد بقوله تعالى: {وَقَصْرٍ مَشِيدٍ} [الحج:45] وناعط، وصرواح من مآثر حمير المشهورة، قد ذكرتها الشعار ورواة الأخبار.
وأما مأرب: فقد قال بعض العلماء: إنه اسم لقصر في تلك البلاد، فيحتمل أنه مراد السيد صارم الدين؛ لأنه نظمه في سلك عمائر حمير، واحتج القائل بهذا القول بقول الشاعر:
ألم تروا مأرباً ما كان أحصنه *** وما حواليه من دور وبنيان
وقيل: بل مأرب اسم الملك فسميت البلد باسمه، وقيل: بل هو اسم لتلك الجهة كلها.
قالوا: وكانت العمائر فيها أزيد من مسيرة شهرين للراكب المجد.
وكان يقتبسون النار بعضهم من بعض مسيرة ستة أشهر، وكانت المرأة إذا أرادت أن تجتني من أي ثمارها شاءت، وضعت مكتلها على رأسها وخرجت تمشي تحت الثمار وهي تغزل وتعمل ما شاءت فلا ترجع حتى تملأ مكتلها ممَّا شاءت من الثمار التي يتساقط عليها طيباً، وكان الملك على أرض مأرب يسمى سبأ، وسمي بذلك؛ لأنه أول من أدخل السبي اليمن وإلا فاسمه عبد شمس، وكان له من الأولاد عشرة، سكن الشام منهم أربعة، وهم: لخم، وجذام، وغسان وعاملة، وسكن اليمن منهم ستة وهم: كندة، ومذحج، وطي، والأشعر، وهمدان، [وأنمار].
وقد ذكر الله -تعالى- تمزيقهم في كتابه، حيث قال: {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ} ...الآية [سباء:15] إلى قوله [تعالى]: {وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ} [سباء:19] واختلف في العرم، فقيل: هو السد واحدته عرمة، وقيل: العرم الجرذ.
وكان السد فيما يقال قد بناه لقمان الأكبر، وكان صفة حجارة السد بالرصاص قدر فرسخ طولاً وفرسخ عرضاً، ويقال: إن الذي بناه كان من ملوك حمير.
وقد ذكر ذلك الأعشى وذكر فساده، بقوله:
وفي ذلك للمؤتسى أسوة.... ومأرب عفَّى عليه العرم
رخام بنته لهم حمير.... إذا جاء موَّراه لم يرم
يروي الزروع وأعنابها.... على سعة ماءهم إن قسم
فصاروا أيادي لا يقدرون.... منه على شرب طفل فُطِم
وأما خمر: فهو في هذا التأريخ قرية كبيرة متسعة قد دخلتها، وصار أكثرها خراباً، ولأهلها رئاسة مشهورة في بني صريم.
وأما تلقم: فوقفت أنا على خط السيد صارم الدين يذكر أنه قصر بريدة، وهي مدينة بأعلى البون.
قال: ذكروا أنها ذات البئر المعطلة والقصر المشيد.
ولنعد إلى رقم نظم السيد إلى حيث يومي إلى ذكر أحد باسمه، فنذكر بعض مدته وتأريخ مولده حسبما يتصل بنا خبره على وجه الإيجاز، والله الموفق للتمام والإيجاز، والمرجو للقبول والجواز.
قال السيد صارم الدين:
وغيرهم من ملوك الأرض كم ملك.... أغنى وأقنى بما ضي السيف والبُدُرِ
فكيف يغتر بالدنيا وبهجتها.... زاكي الحجا ثاقب الآراء والنظرِ
دار الفناء بلا ريب ولا كذب.... وربة الخدع بالتسويف والغررِ
ظلالها قالص ماض بلا مهل.... ولبثها لبث طيف زار في سحرِ
وبرقها خُلَّب لا يرتجي طمع.... له ولا سحبه تنهل بالمطرِ
كم أضحكت ثم كم أبكت وكم وهبت.... واسترجعت من عزيز القدر والخطرِ
وكم أذلت عزيزاً كان ممتنعاً.... وزال ذو عظم فيها بمحتقرِ
وقومت بمواضي الهند من عوج.... وعدلت برماح الخط من صعرِ
فليس شمل عليها غير مفترق.... وليس صاف بها ما شيب بالكدرِ
إن شئت تسمع من أنبائها عجباً.... فسوف أغنيك عن بسط بمختصرِ
وسوف أنظم للسادات منتشراً.... نظماً وأوضحه شرحاً بمنتثرِ
وسوف أذكر مما قد جرى نكتاً.... وأودع السمع منها أطيب الخبرِ
في سلك بسامة في الآل قد نظمت.... غراء تبسم من ملفوفه الزهرِ
مما أصاب بني الزهراء وشيعتهم.... وكلم دهرلهم بالناب والظفرِ
[فليس حي من الأحياء نعلمه.... من ذي يمان ولا بكر ولا مُضرِ]
[إلا وهم شركاء في دمائهم.... كما تشارك أنسار على جزرِ]
[قتلاً وأسراً وتشريداً ومنهبة.... فعل الغزاة بأهل الروم والخزرِ]
[قال السيد صارم الدين] : هذه الأبيات الثلاثة[الأخيرة] لدعبل بن علي الخزاعي في أهل البيت -عليهم السلام-، وكان دعبل هذا من جملة شعراء الشيعة المجودين[قال السيد صارم الدين] وأئمتنا كثيراً ما يتمثلون بهذه الأبيات في رسائلهم وكتبهم كالإمام أبي الفتح الديلمي والإمام المنصور بالله.
قلت: فإنه قال -عليه السلام- في (الدرة اليتيمة) : وقد أخذ يتألم لأهل البيت -عليهم السلام-، وما فعل معهم وأن أحوالهم أسست على المحن، ونشأت على الهزاهز والفتن.
قال المنصور بالله : وأول عادية عليهم بيعة السقيفة، ثم تبعها ظلم فاطمة الزهراء الشريفة، ثم سبطها الأكبر، وقتل سبطها الأصغر، وصلب زيد بن علي[بن الحسين بن علي] ومثل بولده يحيى في المعركة، وأتلف عبد الله بن الحسن وإخوته وبنو أخيه في المحابس المظلمة، والمطابق الضيقة، وقتل ابناه النفس الزكية، والنفس الرضية محمد وإبراهيم، ومات موسى بن جعفر شهيداً بأيدي النصارى، وسم علي بن موسى الرضا على يد المأمون، وهزم إدريس بن عبد الله إلى بلاد الأندلس فريداً، ومات عيسى بن زيد في بلاد الهند طريداً، وقتل يحيى بن عبد الله بعد الأمان، ووضوح البرهان، وتجبر يعقوب بن الليث على علوية طبرستان، وقتل محمد بن زيد بن حسن بأيدي آل ساسان، وفعل أبو السياج بعلوية الحجاز ما شاع في البلدان من القتل، والتشريد في هجرة الأمان، حتى قال: وعلى الجملة فليس في بيضة الإسلام بلدة إلا وفيها لقتيل طالبي تربة، ثم قال:
فليس حي من الأحياء نعلمه.... من ذي يمان ولا بكر ولا مُضرِ
الأبيات الثلاثة.. انتهى كلام المنصور -عليه السلام-، ولعله أخذه من رسالة الخوارزمي التي تقدم ذكرها.
ولنرجع إلى رقم كلام السيد صارم الدين بقلم أحمر من غير شرح لظهور ذلك حتى ينتهي بنا السياق إلى ذكر الأئمة السَّباق، والدعاة الذين شدوا مآزرهم في رضا المليك الخلاَّق، شد الحوامل حبك النطاق، فرضي الله عنهم وأرضاهم، وجعل الجنة مصيرهم ومأواهم.
قال السيد صارم الدين[رحمه الله] :
فقل لمن رام للأسباب معرفة.... وربما تعرف الأسباب بالفطرِ
حب الرئاسة أطغى الناس فافترقوا.... حرصاً عليها وهم منها على صدرِ
والحق أبلج والبرهان متضح.... وبيننا محكم التنزيل والسورِ
مات النبي أجل الخلق مرتبة.... محمد خاتم الأنباء والنذرِ
نبينا المصطفى الهادي الذي ظهرت.... آياته كظهور الشمس والقمرِ
صلى عليه إله العرش ما سجعت.... ورق الحمام على غصن من الشجرِ
وكان ذلك خطباً من حوادثها.... مسهلاً كل خطب بعده عسرِ
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|