المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الظنّ بالأمور الاعتقاديّة
5-9-2016
مناهج البحث في جغرافية المدن - المنهج الإقليمي
16/9/2022
أشقى الأولين وأشقى الآخرين
29-09-2015
أبرهة الأشرم (الحبشي).
2023-04-12
نفي الرأسمالية والاشتراكية
2023-05-25
التحكم في تناسل الأغنام
27-1-2016


الدور الثاني من الشعر في العصر الأموي64هـ -101هـ  
  
2240   05:31 مساءاً   التاريخ: 22-03-2015
المؤلف : جرجي زيدان
الكتاب أو المصدر : تاريخ آداب اللغة العربية
الجزء والصفحة : ج1، ص247
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاسلامي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-7-2021 8761
التاريخ: 5-6-2017 12060
التاريخ: 5-7-2021 6774
التاريخ: 25-4-2021 3361

نبغ في هذا الدور معظم شعراء بني امية وأبلغهم، وعددهم يناهز مائة شاعر. وهم فئات قسمناها حسب أغراضهم، وأول تلك الفئات شعراء السياسة، وعددهم نحو 40 شاعراً، واهمهم وأكثرهم عدداً أنصار بني أمية وهم نحو العشرين، وثمانية من أنصار آل المهلب، والباقون من أنصار سائر الأحزاب. على إن شعراء السياسة أكثر من ذلك ، إذ قلما نبغ شاعر لم يتعرض لاحد الأحزاب التي كانت شائعة يومئذ.. لكن جماعة منهم دخلوا في الطبقات الاخرى لتغلب بعض تلك الأغراض على خواطرهم. وأهم هذه الطبقات شعراء الغزل وعددهم بضعة وعشرون شاعراً والباقون من شعراء الادب الذين لا يعرف لهم غرض خاص، غير الشعراء السكيرين والمغنين.

ويقدم النقاد ستة من شعراء العصر الاموي، يعدونهم في مقدمة الشعراء الأمويين من سائر الطبقات. وهم: الأخطل، وجرير، والفرزدق، والراعي، وأبو النجم العجلي، والاحوص .. يسمونهم الفحول، وأكثرهم من شعراء السياسة. ويقدمون الثلاثة الأول على سائرهم، فهم أشعر شعراء بني أمية على الاطلاق .. نعني جريراً، والفرزدق، والأخطل. واختلف الناس فيمن هو أشعرهم، فالذين يقدمون جريراً يقولون انه اكثرهم فنون شعر واسهلهم ألفاظاً وأقلهم تكلفاً وارقهم نسيباً، والذين يقدمون الاخطل يقولون انه اكثرهم قصائداً طوالاً جياداً، ليس فيها سقط، ولا فحش، واكثرهم تهذيباً لشعره. وقد تقدمهم الاخطل في الزمن، ثم نبغ جرير والفرزدق، فدخل الاخطل بينهما وهو شيخ طاعن في السن. وكان ابو عمرو بن العلاء يشبّه جريراً بالأعشى، والفرزدق بزهير، والاخطل بالنابغة. ولم يجتمع اديبان من ادباء ذلك العصر إلا جرى بينهما البحث في أي الشاعرين اشعر: جرير او الفرزدق، فيحتدم الجدال وينفض المجلس ن واهله حزبان يعرفان بالفرزدقيين والجريريين.

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.