المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

التلوث بالأسمدة والمخصبات الزراعية
5-3-2016
الأقطرة المتعامدة
2-3-2016
معنى كلمة قدم
12/12/2022
3- العصر الحجري الحديث (النيوليت)
24-9-2016
The Single-Strand Annealing Mechanism Functions at Some Double-Strand Breaks
14-4-2021
العرن المثقب الأوراق Hypericum perforatum L
25-1-2021


اقوال العلماء في امر المعاد  
  
2852   11:29 صباحاً   التاريخ: 22-03-2015
المؤلف : العلامة المحقق السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : حق اليقين في معرفة أصول الدين
الجزء والصفحة : ج 2، ص338 - 340
القسم : العقائد الاسلامية / المعاد / تعريف المعاد و الدليل عليه /

 يطلق المعاد على ثلاثة معاني ، أحدها المعنى المصدري من العود وهو الرجوع إلى‌ مكان، و ثانيها و ثالثها مكان العود و زمانه و مآل الكل واحد و هو جسماني و روحاني ، فالجسماني عبارة عن أن اللّه تعالى يعيد أبداننا بعد موتها و يرجعها إلى هيئتها الأولى.

والروحاني عبارة عن بقاء الروح بعد مفارقة البدن سعيدة منعمة أو معذبة شقية بما اكتسبته‌

في الدنيا ، وهذا هو الذي قال به الفلاسفة وأول الثواب و العقاب والجنة و النار بهاتين ‌الحالتين. قال الرازي في كتاب نهاية العقول، قد عرفت أن من الناس من أثبت النفس الناطقة فلا جرم اختلفت أقوال أهل العالم في أمر المعاد على وجوه أربعة :

أحدها :

قول من قال إن المعاد ليس إلا للنفس و هذا مذهب الجمهور من‌ الفلاسفة.

و ثانيها:

قول من قال المعاد ليس إلا لهذا البدن، وهذا قول ثقات النفس الناطقة وهم أكثر أهل الإسلام.

و ثالثها:

قول من أثبت المعاد للأمرين و هم طائفة كثيرة من المسلمين مع أكثر النصارى.

و رابعها:

قول من نفى المعاد عن الأمرين، ولا أعرف عاقلا ذهب إليه بلى كان‌ جالينوس من المتوقفين في أمر المعاد. وغرضنا إثبات المعاد البدني و للناس فيه قولان :

و ثانيهما :

انه تعالى يميتهم و يفرق أجزاءهم، ثم انه تعالى يجمعها و يرد الحياة إليها، ثم قال والدليل على جواز الإعادة في الجملة ...[و] أن اللّه تعالى قادر على كل الممكنات، عالم بكل المعلومات من الجزئيات و الكليات، والعلم بهذه الأصول ‌لا يتوقف على العلم بصحة المعاد البدني، وإذا كان كذلك أمكن الاستدلال بالسمع على‌ صحة المعاد، لكن نعلم باضطرار اجماع الأنبياء من أولهم إلى آخرهم على إثبات المعاد البدني، فوجب القطع بوجود هذا المعاد.

وقال العلامة رحمه اللّه في شرح الياقوت: اتفق المسلمون على إعادة الأجساد خلافا للفلاسفة، واعلم أن الإعادة تقال بمعنيين:

الأول:

جمع الأجزاء و تأليفها بعد تفرقها و انفصالها.

الثاني:

إيجادها بعد اعدامها. وقال المحقق رحمه اللّه الدواني في شرح العقائد العضدية: والمعاد أي الجسماني فإنه‌ المتبادر عن إطلاق أهل الشرع، إذ هو الذي يجب الاعتقاد به ويكفر من أنكره حتى بإجماع‌ أهل الملل الثلاث وشهادة نصوص القرآن في المواضع المتعددة ، بحيث لا يقبل التأويل‌ كقوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ} [يس: 77] - إلى قوله - {وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ} [يس: 79]. قال المفسرون نزلت هذه الآية في أبي بن خلف، خاصم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم‌ وأتاه بعظم قد رمّ و بلي، ففته بيده و قال يا محمد  أترى اللّه يحيي هذا بعد ما رمّ، فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم نعم و يبعثك و يدخلك النار.

وهذا مما يقلع عرق التأويل بالكلية، ولذلك قال ‌الإمام: الإنصاف أنه لا يمكن الجمع بين الإيمان بما جاء به النبي و بين إنكار الحشر الجسماني، قلت و لا الجمع بين القول بقدم العالم على ما يقوله الفلاسفة و بين الحشر الجسماني، لأن النفوس الناطقة على هذا التقدير غير متناهية فيستدعي حشرها جميعا أبدانا غير متناهية و أمكنة غير متناهية، وقد ثبت تناهي الأبعاد بالبرهان انتهى.

وكيف كان فالقول بالمعاد الجسماني مما اتفق عليه جميع المليين، وهو من‌ ضروريات الدين و منكره خارج عن عداد المسلمين، والآيات الكريمة في ذلك ناصة لا يعقل تأويلها، والأخبار فيه متواترة لا يمكن ردها و لا الطعن فيها، وقد نفاه أكثر ملاحدة الفلاسفة تمسكا بامتناع إعادة المعدوم و لم يقيموا دليلا على ذلك و لا برهانا شافيا هنالك، بل تمسكوا تارة في مثل هذا المطلب العظيم و الأمر الجسيم في مقابلة الآيات القرآنية والأحاديث المتواترة المعصومية بالبداهة، وتارة بشبهات واهية أوهن من بيت العنكبوت ‌وإنه لأوهن البيوت.

والعقل و النظر الصريح يحكم بالمعاد، إذ لو لم يجب المعاد و الجزاء لكان التكليف عبثا إذ الإيقاع في مشقة التكليف بلا أجر و لا جزاء و لا ثواب عبث بل ظلم‌ صريح، فتنتفي الحكمة و هو محال.

ولو لا المعاد لذهبت مظالم العباد و تساوى أهل ‌الصلاح و الفساد و ضاعت الدماء، ولم تبق ثمرة لإرسال الأنبياء و لم يحسن الوعد و الوعيد والترغيب و التهديد، ولساوى أفضل الأنبياء في الفضيلة أشقى الأشقياء، لأن ما وقع في‌ هذه الحياة الدنيا من الراحة و العناء و الفقر و الغنى و المرض و الصحة ليس بجزاء بل هو امتحان و ابتلاء، كما قال تعالى: {خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} [الملك: 2] وقال‌ تعالى: {وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ} [الأعراف: 168]‌ وقال تعالى: {أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ} [الأنفال: 28] والكاسب للطاعات و المعاصي البدن و الروح معا فيجب عودهما معا للجزاء.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.