أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-03-2015
3424
التاريخ: 7-03-2015
3245
التاريخ: 9-4-2016
5023
التاريخ: 7-03-2015
3418
|
توفي الحسن بن علي (عليه السلام) بالسّم، يوم الخميس السابع من صفر سنة تسع واربعين، وكان ابن سبع واربعين، وقيل في الثامن والعشرين منه، وقيل في آخر صفر، ودفن بالبقيع من المدينة.
وعن الكليني، عن ابي بكر الحضرمي، قال : ان جعدة بنت الاشعث بن قيس الكندي سمَّت الحسن بن عليّ (عليه السلام) وسمَّت مولاة له، فأما مولاته فقاءت السم، واما الحسن فاستمسك في بطنه ثم انتفط به، فمات.
قلت : جعدة بنت الأشعث بن قيس، كانت ابنة ام فروة، اخت ابي بكر بن ابي قحافة.
رُوي ان معاوية بذل لها عشرة آلاف دينار، واقطاع عشرة ضياع من سقي سوراء وسواد الكوفة على ان تسم الحسن (عليه السلام).
وقال الشيخ المفيد ضمن معاوية ان يزوجها بابنه يزيد، وأرسل اليها معاوية الف درهم، فسقته جعدة السم، فبقي اربعين يوماً مريضاً، ومضى لسبيله في صفر.
وذكر ابو الفرج في مقاتل الطالبيين ان الحسن بن عليّ (عليه السلام) بعد صلحه لمعاوية انصرف الى المدينة، فأقام بها وأراد معاوية البيعة لابنه يزيد، فلم يكن شيء اثقل عليه من امر الحسن بن علي (عليه السلام)، وسعد بن أبي وقاص، فدس اليهما سما فماتا منه.
وفي الاحتجاج، عن الاعمش، عن سالم بن ابي الجعد، قال : حدثني رجل منا قال : اتيت الحسن بن علي (عليه السلام)، فقلت : يا ابن رسول اللّه اذللت رقابنا وجعلتنا معشر الشيعة عبيداً، ما بقي معك رجل، قال : ومم ذاك قال : قلت : بتسليمك الأمر لهذا الطاغية قال : واللّه ما سلّمت الأمر اليه الا أني لم اجد انصاراً، ولو وجدت انصاراً لقاتلته ليلي ونهاري حتى يحكم اللّه بيني وبينه ولكني عرفت اهل الكوفة وبلوتهم، ولا يصلح لي منهم ما كان فاسداً، انهم لا وفاء لهم، ولا ذمة في قول ولا فعل، إنهم لمختلفون، ويقولون لنا : ان قلوبهم معنا وان سيوفهم لمشهورة علينا، قال : وهو يكلمني : اذ تنخع الدم فدعا بطست، فحمل من بين يديه ملآن مما خرج من جوفه من الدم، فقلت له : ما هذا يا ابن رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله) اني لأراك وجعاً قال أجل، دسّ إليّ هذا الطاغية من سقاني سمّاً، فقد وقع على كبدي فهو يخرج قطعاً كما ترى، قلت له : افلا تتداوى قال : قد سقاني مرتين وهذه الثالثة لا اجد لها دواء.
وروى الثقة الجليل عليّ بن محمد الخزاز القمي بسنده عن جنادة بن أبي اميّة، قال : دخلت على الحسن بن عليّ بن ابي طالب (عليه السلام) في مرضه الذي توفّي فيه، وبين يديه طست يقذف عليه الدم، ويخرج كبده قطعة قطعة من السم الذي اسقاه معاوية، فقلت : يا مولاي مالك لا تعالج نفسك فقال : يا عبد اللّه بماذا اعالج الموت، قلت : انا للّه وإنا اليه راجعون.
ثم التفت اليّ فقال : واللّه لقد عهد الينا رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله) ان هذا الامر يملكه اثنا عشر اماماً من ولد عليّ وفاطمة، ما منا الا مسموم او مقتول ؛ ثم رُفعت الطست وبكى قال، فقلت له : عظني يا ابن رسول اللّه قال : نعم استعد لسفرك وحصّل زادك قبل حلول اجلك، واعلم انك تطلب الدنيا والموت يطلبك، ولا تحمل هم يومك الذي لم يأت على يومك الذي انت فيه، وساق الكلام في ذكر موعظته (عليه السلام) الى أن قال : ثم انقطع نفسه واصفر لونه حتى خشيت عليه ودخل الحسين (عليه السلام)، والاسود بن ابي الاسود، فانكب، عليه حتى قبّل رأسه وعينيه، ثم قعد عنده فتسارا جميعاً .
منعته عن حرم النَّبي ضلالةً *** وهو ابنهُ فلأيِّ امر يمنعُ
فكأنه روحُ النبَّي وقد رأت *** بالبعد بينهما العلائق تقطعُ
فقال لها الحسين (عليه السلام): قديما هتكت انت وابوك حجاب رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله) ، وأدخلت بيته من لا يحب رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله) قربه، وان اللّه تعالى يسألك عن ذلك، وجعل مروان يقول: يا رب هيجاء هي خير من دعة ايدفن عثمان في اقصى المدينة، ويدفن الحسن مع النبي، لا يكون ذلك ابدا، وانا احمل السيف، وكادت الفتنة ان تقع بين بني هاشم وبين بني امية، فبادر ابن عباس الى مروان فقال له: ارجع يا مروان من حيث جئت فإنّا ما نريد دفن صاحبنا عند رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله) ولكنا نريد ان نجدد به عهداً بزيارته ثم نرده الى جدته فاطمة فندفنه عندها بوصيته بذلك، ولو كان اوصى بدفنه مع النبي (صلى اللّه عليه وآله) لعلمت انك اقصر باعاً من ردنا عن ذلك لكنه كان أعلم باللّه وبرسوله وبحرمة قبره من ان يطرق عليه هدما كما طرق ذلك غيره، ودخل بيته بغير اذنه، وفي المناقب ورموا بالنبال جنازته حتى سل منها سبعون نبلاً.
وفي زيارة امير المؤمنين: وانتم بين صريع في المحراب قد فلق السيف هامته وشهيد فوق الجنازة قد شكت بالسهام اكفانه وقتيل بالعراء قد رفع فوق القناة رأسه ومكبل في السجن قد رضّت بالحديد اعضاؤه ومسموم قد قطعت بجرعة السم امعاؤه...
وقال الشاعر في رثاء الحسن (عليه السلام):
نعش له الروحُ الأمينُ مشيِّع *** وغدت به زمرُ الملائكِ تخضعُ
نَثَلوا له حقد الصدورِ فما يُرى *** منها لِقوس بالكنانةِ منزعُ
ورموا جنازتَه فعادَ وجسمُهُ *** غرض لراميةِ السهامِ وموقعُ
شكّوة حتى اصبحت من نعشهِ *** تستلُّ غاشيةُ النبالِ وتنزعُ
روى المسعودي في مروج الذهب عن أهل البيت (عليهم السلام)، انه لما دفن الحسن (عليه السلام)، وقف محمد بن الحنفية اخوه على قبره فقال: ابا محمد لئن طابت حياتك، لقد فجع مماتك، وكيف لا تكون كذلك وانت رابع اهل الكساء، وابن محمد المصطفى، وابن عليّ المرتضى، وابن فاطمة الزهراء، وابن شجرة طوبى ثم انشأ يقول:
ءأدَهن رأسي ام تطيب مجالسي *** وخدك معفور وأنت سليبُ
ءاَشرب ماءَ المزنِ من غير مائِهِ *** وقد ضمن الاحشاءَ منكَ لهيبُ
سأبكيكَ ما ناحتْ حمامةُ ايكةٍ *** وما اخضرّ في دوح الحجازِ قضيبُ
غريب واكناف الحجازِ تحوطهُ *** الا كلّ من تحت الترابِ غريبُ
وفي المناقب، وقال الحسين (عليه السلام) لما وضع الحسن (عليه السلام) في لحده:
ءأدهن رأسي ام اطيب محاسني *** ورأسك معفور وأنت سليب
[وعن] الحميري عن جعفر عن ابيه (عليهما السلام)، قال: ان الحسين بن عليّ (عليه السلام) كان يزور قبر الحسن (عليه السلام) في كل عشية جمعة.
وروي انه قال الحسن بن عليّ (عليه السلام): يا رسول اللّه ما لمن زارنا، قال: من زارني حياً او ميتاً او زار اباك حيّاً او ميتاً او زار اخاك حياً او ميتاً او زارك حيّاً او ميتاً كان حقاً عليَّ ان استنقذه يوم القيامة، الى آخره.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|