المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

في ماذا تختلف البراغيث عن القمل؟
14-4-2021
اللغات الغربية الجنوبية (اللغة العربية)
17-7-2016
تشجيع الأبناء على مطالعة الكتب
14-5-2017
إنجاز المهمة
2024-09-22
ضعف العلاقة العاطفية
25-4-2018
علم الاصول في فكر الامام الباقر
21-8-2016


وفاة الإِمام الحسن (عليه السلام)  
  
3989   09:23 صباحاً   التاريخ: 7-03-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : الانوار البهية في تواريخ الحجج الإلهية
الجزء والصفحة : ص77-83.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / شهادة الإمام الحسن والأيام الأخيرة /

توفي الحسن بن علي (عليه السلام) بالسّم، يوم الخميس السابع من صفر سنة تسع واربعين، وكان ابن سبع واربعين، وقيل في الثامن والعشرين منه، وقيل في آخر صفر، ودفن بالبقيع من المدينة.

وعن الكليني، عن ابي بكر الحضرمي، قال : ان جعدة بنت الاشعث بن قيس الكندي سمَّت الحسن بن عليّ (عليه السلام) وسمَّت مولاة له، فأما مولاته فقاءت السم، واما الحسن فاستمسك في بطنه ثم انتفط به، فمات.

قلت : جعدة بنت الأشعث بن قيس، كانت ابنة ام فروة، اخت ابي بكر بن ابي قحافة.

رُوي ان معاوية بذل لها عشرة آلاف دينار، واقطاع عشرة ضياع من سقي سوراء وسواد الكوفة على ان تسم الحسن (عليه السلام).

وقال الشيخ المفيد ضمن معاوية ان يزوجها بابنه يزيد، وأرسل اليها معاوية الف درهم، فسقته جعدة السم، فبقي اربعين يوماً مريضاً، ومضى لسبيله في صفر.

 وذكر ابو الفرج في مقاتل الطالبيين ان الحسن بن عليّ (عليه السلام) بعد صلحه لمعاوية انصرف الى المدينة، فأقام بها وأراد معاوية البيعة لابنه يزيد، فلم يكن شيء اثقل عليه من امر الحسن بن علي (عليه السلام)، وسعد بن أبي وقاص، فدس اليهما سما فماتا منه.

وفي الاحتجاج، عن الاعمش، عن سالم بن ابي الجعد، قال : حدثني رجل منا قال : اتيت الحسن بن علي (عليه السلام)، فقلت : يا ابن رسول اللّه اذللت رقابنا وجعلتنا معشر الشيعة عبيداً، ما بقي معك رجل، قال : ومم ذاك قال : قلت : بتسليمك الأمر لهذا الطاغية قال : واللّه ما سلّمت الأمر اليه الا أني لم اجد انصاراً، ولو وجدت انصاراً لقاتلته ليلي ونهاري حتى يحكم اللّه بيني وبينه ولكني عرفت اهل الكوفة وبلوتهم، ولا يصلح لي منهم ما كان فاسداً، انهم لا وفاء لهم، ولا ذمة في قول ولا فعل، إنهم لمختلفون، ويقولون لنا : ان قلوبهم معنا وان سيوفهم لمشهورة علينا، قال : وهو يكلمني : اذ تنخع الدم فدعا بطست، فحمل من بين يديه ملآن مما خرج من جوفه من الدم، فقلت له : ما هذا يا ابن رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله)  اني لأراك وجعاً قال أجل، دسّ إليّ هذا الطاغية من سقاني سمّاً، فقد وقع على كبدي فهو يخرج قطعاً كما ترى، قلت له : افلا تتداوى قال : قد سقاني مرتين وهذه الثالثة لا اجد لها دواء.

 وروى الثقة الجليل عليّ بن محمد الخزاز القمي بسنده عن جنادة بن أبي اميّة، قال : دخلت على الحسن بن عليّ بن ابي طالب (عليه السلام) في مرضه الذي توفّي فيه، وبين يديه طست يقذف عليه الدم، ويخرج كبده قطعة قطعة من السم الذي اسقاه معاوية، فقلت : يا مولاي مالك لا تعالج نفسك فقال : يا عبد اللّه بماذا اعالج الموت، قلت : انا للّه وإنا اليه راجعون.

 ثم التفت اليّ فقال : واللّه لقد عهد الينا رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله)  ان هذا الامر يملكه اثنا عشر اماماً من ولد عليّ وفاطمة، ما منا الا مسموم او مقتول ؛ ثم رُفعت الطست وبكى قال، فقلت له : عظني يا ابن رسول اللّه قال : نعم استعد لسفرك وحصّل زادك قبل حلول اجلك، واعلم انك تطلب الدنيا والموت يطلبك، ولا تحمل هم يومك الذي لم يأت على يومك الذي انت فيه، وساق الكلام في ذكر موعظته (عليه السلام) الى أن قال : ثم انقطع نفسه واصفر لونه حتى خشيت عليه ودخل الحسين (عليه السلام)، والاسود بن ابي الاسود، فانكب، عليه حتى قبّل رأسه وعينيه، ثم قعد عنده فتسارا جميعاً .

 

فقال ابو الأسود : إنا للّه ان الحسن قد نُعَيت اليه نفسه، وقد أوصى الى الحسين (عليه السلام)، وتوفّي يوم الخميس في آخر صفر سنة خمسين من الهجرة وله سبعة واربعون سنة ودفن بالبقيع.
قلت : ومما اوصى (عليه السلام) الى اخيه الحسين (عليه السلام) ان قال : اذا انا متُّ فهيئني ثم وجهني الى قبر جدّي رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله)  لأجدّد به عهداً، ثم ردني الى قبر أمي فاطمة فادفني هناك، وستعلم يا ابن امي ان القوم يظنون انكم تريدون دفني عند رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله)  فيجلبون في ذلك ويمنعونك منه، وباللّه اقسم عليك ان تهرق في امري محجمة دم، ثم وصى اليه باهله وولده، وتركاته، وما كان وصى اليه أمير المؤمنين (عليه السلام)، حين استخلفه، فلما قبض (سلام اللّه عليه) غسله الحسين (عليه السلام) وكفنه وحمله على سريره وانطلق به الى مصلى رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله)  الذي كان يصلي فيه على الجنائز، فصلى عليه ولم يشك مروان ومن معه من بني امية انهم سيدفنونه عند رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله)  فتجمعوا ولبسوا السلاح فلما توجه به الحسين (عليه السلام) الى قبر جده رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله) ، ليجدد به عهداً، اقبلوا اليه في جمعهم ولحقتهم الحميراء، على بغل، وهي تقول : مالي ولكم تريدون ان تدخلوا بيتي من لا أحبُّ، نحُّوا ابنكم عن بيتي فانه لا يدفن فيه شيء ولا يهتك على رسول اللّه حجابه :

 

منعته عن حرم النَّبي ضلالةً    ***     وهو ابنهُ فلأيِّ امر يمنعُ

فكأنه روحُ النبَّي وقد رأت      ***     بالبعد بينهما العلائق تقطعُ

فقال لها الحسين (عليه السلام): قديما هتكت انت وابوك حجاب رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله) ، وأدخلت بيته من لا يحب رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله)  قربه، وان اللّه تعالى يسألك عن ذلك، وجعل مروان يقول: يا رب هيجاء هي خير من دعة ايدفن عثمان في اقصى المدينة، ويدفن الحسن مع النبي، لا يكون ذلك ابدا، وانا احمل السيف، وكادت الفتنة ان تقع بين بني هاشم وبين بني امية، فبادر ابن عباس الى مروان فقال له: ارجع يا مروان من حيث جئت فإنّا ما نريد دفن صاحبنا عند رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله)  ولكنا نريد ان نجدد به عهداً بزيارته ثم نرده الى جدته فاطمة فندفنه عندها بوصيته بذلك، ولو كان اوصى بدفنه مع النبي (صلى اللّه عليه وآله)  لعلمت انك اقصر باعاً من ردنا عن ذلك لكنه كان أعلم باللّه وبرسوله وبحرمة قبره من ان يطرق عليه هدما كما طرق ذلك غيره، ودخل بيته بغير اذنه، وفي المناقب ورموا بالنبال جنازته حتى سل منها سبعون نبلاً.

 وفي زيارة امير المؤمنين: وانتم بين صريع في المحراب قد فلق السيف هامته وشهيد فوق الجنازة قد شكت بالسهام اكفانه وقتيل بالعراء قد رفع فوق القناة رأسه ومكبل في السجن قد رضّت بالحديد اعضاؤه ومسموم قد قطعت بجرعة السم امعاؤه...

وقال الشاعر في رثاء الحسن (عليه السلام):

نعش له الروحُ الأمينُ مشيِّع       ***      وغدت به زمرُ الملائكِ تخضعُ

نَثَلوا له حقد الصدورِ فما يُرى     ***      منها لِقوس بالكنانةِ منزعُ

ورموا جنازتَه فعادَ وجسمُهُ        ***      غرض لراميةِ السهامِ وموقعُ

شكّوة حتى اصبحت من نعشهِ      ***      تستلُّ غاشيةُ النبالِ وتنزعُ

روى المسعودي في مروج الذهب عن أهل البيت (عليهم السلام)، انه لما دفن الحسن (عليه السلام)، وقف محمد بن الحنفية اخوه على قبره فقال: ابا محمد لئن طابت حياتك، لقد فجع مماتك، وكيف لا تكون كذلك وانت رابع اهل الكساء، وابن محمد المصطفى، وابن عليّ المرتضى، وابن فاطمة الزهراء، وابن شجرة طوبى ثم انشأ يقول:

ءأدَهن رأسي ام تطيب مجالسي    ***    وخدك معفور وأنت سليبُ

ءاَشرب ماءَ المزنِ من غير مائِهِ   ***    وقد ضمن الاحشاءَ منكَ لهيبُ

سأبكيكَ ما ناحتْ حمامةُ ايكةٍ        ***   وما اخضرّ في دوح الحجازِ قضيبُ

غريب واكناف الحجازِ تحوطهُ      ***      الا كلّ من تحت الترابِ غريبُ

وفي المناقب، وقال الحسين (عليه السلام) لما وضع الحسن (عليه السلام) في لحده:

ءأدهن رأسي ام اطيب محاسني    ***     ورأسك معفور وأنت سليب

[وعن] الحميري عن جعفر عن ابيه (عليهما السلام)، قال: ان الحسين بن عليّ (عليه السلام) كان يزور قبر الحسن (عليه السلام) في كل عشية جمعة.

وروي انه قال الحسن بن عليّ (عليه السلام): يا رسول اللّه ما لمن زارنا، قال: من زارني حياً او ميتاً او زار اباك حيّاً او ميتاً او زار اخاك حياً او ميتاً او زارك حيّاً او ميتاً كان حقاً عليَّ ان استنقذه يوم القيامة، الى آخره.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.