أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-03-2015
3321
التاريخ: 7-03-2015
3059
التاريخ: 7-03-2015
3679
التاريخ: 23-2-2017
3696
|
كان محمد بن عبد اللّه يكنّى بابي عبد اللّه و يلقب بصريح قريش و ذلك لعدم كون احدى أمّهاته وجدّاته أم ولد و كانت امّه هند بنت أبي عبيدة بن عبد اللّه بن زمعة بن الاسود بن المطلب، ولقب أيضا بالنفس الزكية لكثرة زهده و عبادته و قال أهله فيه المهديّ لقول رسول اللّه (صلى الله عليه واله)«انّ المهدي من ولدي اسمه اسمي».
وقيل فيه أيضا المقتول باحجار الزيت، و قد مدحوه بالشجاعة و السخاء وكثرة الفضائل و الفقه، وكان بين كتفيه شامة سوداء كبيرة بقدر البيضة و لذا اعتقد الناس انّه هو المهدي الموعود من آل محمد (صلى الله عليه واله) فلذا بايعوه و ترصدوا خروجه.
وقد بايعه المنصور مرّتين، مرّة بمكّة في المسجد الحرام، و لمّا خرج محمد من المسجد جاء المنصور و قبض لجام ركابه و احترمه كثيرا فقيل له: من هذا الذي تحتشمه و تكرمه هكذا؟
قال: ويلك أ لا تعلم انّه محمد بن عبد اللّه المحض مهدي آل محمد (صلّى اللّه عليه و آله)، و بايعه في المرة الثانية في الابواء كما ذكر في خبر عبد اللّه.
وقد ذكر أبو الفرج و السيد بن طاوس رحمه اللّه أخبارا كثيرة في انكار عبد اللّه المحض و سائر اهله انّ محمد النفس الزكية هو المهدي الموعود، و كانوا يقولون انّ المهدي الموعود (عليه السلام) غيره.
وقد اختفى محمد و ابراهيم بعد استقرار ملك بني العباس، و كانا يأتيان أباهما و هو في السجن معتمّين في هيئة الأعراب فيستأذنانه في الخروج و يقولان انّ قتلنا اولى من قتل جمع كثير من ذرية رسول اللّه (صلى الله عليه واله) فقال عبد اللّه: ان منعكما أبو جعفر أن تعيشا كريمين فلا يمنعكما أن تموتا كريمين، فاستعدّا للخروج فان ظفرتما فنعما هو و ان قتلتما لا بأس عليكم.
فكان المنصور دائم القلق من أمرهما و قد وضع العيون و الجواسيس كي يطلع على مكانهما.
و روى أبو الفرج عن محمد بن عبد اللّه ما حاصله انّه قال: كنت مخفيّا في شعاب الجبال فلمّا كنت بجبل رضوي و معي أم ولد ولدت لي رضيعا رأيت فجأة عبدا جاء من المدينة يطلبني ففرت و فرّت أم ولدي مع رضيعها فسقط الطفل من يدها في الوادي و تقطع.
و قيل انّ محمدا أنشد هذه الابيات لما سقط الطفل:
منخرق الخفّين يشكو الوجى تنكبه أطراف مرو حداد
شرّده الخوف فأزرى به كذاك من يكره حرّ الجلاد
قد كان في الموت له راحة و الموت حتم في رقاب العباد
و في الجملة فقد خرج محمد في سنة (145) ه في شهر رجب في مائتي و خمسين نفرا فدخلوا المدينة و رفعوا أصواتهم بالتكبير و جاءوا الى سجن المنصور ففتحوا أبوابه و أخرجوا السجناء و سجنوا رياح بن عثمان سجّان المنصور، ثم ارتقى محمد المنبر و خطب الناس و ذكر نبذة من مثالب و مطاعن المنصور و خبث ذاته و استفتى الناس من مالك بن أنس في انّه هل يجوز لهم البيعة مع محمد و الحال انّهم بايعوا المنصور؟
فكان يقول: بلى لانّ بيعتكم للمنصور كانت عن اكراه و اجبار، فبادر الناس الى بيعة محمد، فاستولى محمد على مكة و المدينة و اليمن فلمّا بلغ المنصور ذلك أرسل الى محمد كتابا على طريق الصلح و المداراة و كتب له الأمان.
فكتب محمد في جوابه كتابا شافيا و ذكر في آخره: فأي أمان تعطيني، الامان الذي أعطيته لعمك عبد اللّه بن عليّ أو لأبي مسلم أو لأبي هبيرة، و غرضه أنّ أمانك لا يعتمد عليه و أنت غدّار كما فعلت بهؤلاء الثلاثة فأعطيتهم الامان ثم غدرت بهم، ثم أرسل ثانيا الى أبي جعفر و جادله كثيرا في الحسب و النسب و لا يسعنا ذكره فليرجع الطالب الى تذكرة سبط ابن الجوزي وغيرها.
ولمّا يئس أبو جعفر منه بعث إليه عيسى بن موسى- ابن اخيه- و قال: لا أبالي أيهما قتل صاحبه لأنّ السفاح كان عهد الى عيسى بعد أبي جعفر، و أبو جعفر كان يكره ذلك، و جهّز مع عيسى أربعة آلاف فارس وألفي راجل لدفع محمد ثم قال لعيسى: ابذل له الامان قبل قتاله لعلّه ينقاد إلينا.
وسار عيسى حتى وصل الى فيد (منزل على طريق مكة) فكتب الى جماعة من اصحاب محمد فتفرقوا عنه، و تهيّأ محمد للحرب لمّا بلغه قدوم عيسى وخندق حول المدينة وجاء عيسى مع جيشه فحاصر المدينة و كان ذلك في شهر رمضان.
روى السبط ابن الجوزي انّه : لما نزل اصحاب أبي جعفر بعقوة محمد لم يكن همّه الّا أن حرق ديوانه و كان فيه اسامي من كاتبه و بايعه فلما فرغ من ذلك، قال: الآن طبت نفسا بالموت، و لو لا فعله ذلك لوقع الناس في أمر عظيم، (لانّه لو اطلع المنصور على ذلك الديوان لعلم مبايعيه و ناصريه و لقتلهم كلّهم).
وجاء عيسى فوقف على سلع- اسم جبل بالمدينة- ثم قال: يا محمد لك الامان، فصاح به محمد: واللّه لا نسمع ما تقول و انّ الموت في عزّ خير من الحياة في ذلّ، ثم ترحّل فقد بقي معه من مائة الف ثلاثمائة وستة عشر رجل على عدد أهل بدر، ثم اغتسل هو واصحابه وتحنّطوا و عرقبوا دوابهم ثم حملوا على عيسى و اصحابه فهزموهم ثلاثا ثم تكاثروا عليهم فقتلوهم و قتل حميد بن قحطبة محمدا وجاء برأسه الى عيسى، وأورت أخته زينب و ابنته فاطمة جسده بالبقيع و حمل رأسه الى أبي جعفر فنصبه في الكوفة و طاف به في البلدان و كان مكثه منذ ظهر الى ان قتل شهرين و سبعة عشر يوما لانّه خرج في أوّل رجب وقتل لأربع عشرة ليلة خلت من رمضان سنة (145) ه وسنّه يوم قتل خمس و اربعون سنة، وكان قتله عند احجار الزيت كما أخبر عنه امير المؤمنين (عليه السلام) بقوله «و انّه يقتل عند أحجار الزيت».
وروى أبو الفرج انّه : ذهب ابن حصين (احد رجال محمد) الى السجن لمّا تفرق الناس و قتل محمد، فذبح رياحا (سجّان المنصور) و لم يجهز عليه و تركه يضطرب حتى مات و أخذ ديوان محمد الذي فيه اسماء رجاله فحرقه بالنار ثم لحق بمحمد فقاتل حتى قتل معه .
وروى أيضا عن بعض انّه قال : أتيتنا برأس خضير فو اللّه ما جعلنا نستطيع حمله لما به من الجراح و كأنّه باذنجانة مفلقة، فكنّا نضمّ أعظمه ضمّا .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|