المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4876 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

ابراهيم العجوز والولد
23-10-2019
الماشية الكندية
2024-11-08
التقصير
2-10-2018
هديتين من الله وحيلتين من الشيطان
19-4-2020
طرق ووسائل انتشار مسببات الامراض النباتية
30-6-2016
خنفساء الحبوب التجارية (Oryzaephilus mercator (Fauvel
31-1-2016


آية الولاية دليل على امامة علي عليه السلام  
  
912   10:39 صباحاً   التاريخ: 23-11-2016
المؤلف : الشيخ الطوسي
الكتاب أو المصدر : الاقتصاد
الجزء والصفحة : ص 198
القسم : العقائد الاسلامية / الامامة / امامة الامام علي عليه السلام /

وﻳﺪﻝ ...ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} [المائدة: 55].

ﻭﻭﺟﻪ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ ﺃﻥ ﻣﻌﻨﻰ {وَلِيُّكُمُ} ﻓﻲ ﺍﻵﻳﺔ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﺴﺘﺤﻘﺎ ﻟﻸﻣﺮ ﻭﺃﻭﻟﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻪ ﻭﺗﺠﺐ ﻃﺎﻋﺘﻪ، ﻭﺛﺒﺖ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ بـ {الَّذِينَ آمَنُوا} ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻭﺇﺫﺍ ﺛﺒﺖ ﺍﻷﻣﺮﺍﻥ ﺛﺒﺘﺖ ﺇﻣﺎﻣﺘﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ. ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺎﻥ ﺃﺷﻴﺎﺀ:

ﺃﻭﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﻟﻔﻈﺔ {وَلِيُّ} ﺗﻔﻴﺪ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ. ﻭﺛﺎﻧﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻵﻳﺔ ﺫﻟﻚ. ﻭﺛﺎﻟﺜﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ بـ {الَّذِينَ آمَنُوا} ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺮﻩ.

ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻭﻝ - ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻔﻈﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ، ﻷﻧﻬﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ " ﻓﻼﻥ ﻭﻟﻲ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ " ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻟﻰ ﺑﺎﻟﻌﻘﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ، ﻭ " ﻓﻼﻥ ﻭﻟﻲ ﺍﻟﺪﻡ " ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﻘﻮﺩ ﻭﺍﻟﺪﻳﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ " ﻓﻼﻥ ﻭﻟﻲ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ " ﻟﻠﻤﺮﺷﺢ ﻟﻠﺨﻼﻓﺔ. ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻜﻤﻴﺖ:

                   ﻭﻧﻌﻢ ﻭﻟﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻌﺪ ﻭﻟﻴﻪ * ﻭﻣﻨﺘﺞ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻭﻧﻌﻢ ﺍﻟﻤﺆﺩﺏ

ﻭﻳﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﻮﻟﻲ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﻭﺗﺪﺑﻴﺮﻩ. ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺒﺮﺩ: ﺍﻟﻮﻟﻲ ﻫﻮ ﺍﻷﺣﻖ، ﻭﺍﻟﻤﻮﻟﻰ ﻭﺍﻷﻭﻟﻰ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺷﺊ ﻭﺍﺣﺪ.

ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﻓﻲ ﺍﻵﻳﺔ ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺛﺒﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ بـ {الَّذِينَ آمَنُوا} ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﺆﺗﻴﺎ ﻟﻠﺰﻛﺎﺓ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺮﻛﻮﻉ، ﻷﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻤﺎ ﻭﺻﻔﻪ ﺑﺎﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺻﻔﻪ ﺑﺈﻳﺘﺎﺀ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺮﻛﻮﻉ، ﻓﻴﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﻋﻰ ﺛﺒﻮﺕ ﺍﻟﺼﻔﺘﻴﻦ، ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﺍ ﻟﻢ ﻳﻌﻂ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺮﻛﻮﻉ ﻏﻴﺮ ﻋﻠﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻓﻮﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﺑﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺮﻩ. ﻭﺃﻳﻀﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻧﻔﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻭﻟﻴﺎ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﺑﻠﻔﻈﺔ {إِنَّمَا} ، ﻭﻫﻲ ﺗﻔﻴﺪ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺎ ﺫﻛﺮ ﻭﻧﻔﻲ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﻋﻤﻦ ﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮ، ﺑﺪﻻﻟﺔ ﻗﻮﻟﻬﻢ. " ﺇﻧﻤﺎ ﻟﻚ ﻋﻨﺪﻱ ﺩﺭﻫﻢ " ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﻟﻴﺲ ﻟﻚ ﻋﻨﺪﻱ ﺇﻻ ﺩﺭﻫﻢ، ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ " ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﻨﺤﻮﻳﻮﻥ ﺍﻟﻤﺪﻗﻘﻮﻥ ﺍﻟﺒﺼﺮﻳﻮﻥ " ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﻧﻔﻲ ﺍﻟﺘﺪﻗﻴﻖ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻫﻢ، ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ " ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﻔﺼﺎﺣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ " ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﻧﻔﻲ ﺍﻟﻔﺼﺎﺣﺔ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻫﻢ. ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻷﻋﺸﻰ:

            ﻭﻟﺴﺖ ﺑﺎﻷﻛﺜﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﺣﺼﻰ * ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﻌﺒﺮﺓ ﻟﻸﻛﺎﺛﺮ

ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﻧﻔﻲ ﺍﻟﻌﺒﺮﺓ ﻋﻤﻦ ﻟﻴﺲ ﺑﻜﺎﺛﺮ. ﻭﺇﺫﺍ ﺛﺒﺖ [ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟﻮﻻﻳﺔ ﺍﻟﺘﺨﺼﻴﺺ ﺛﺒﺖ] ﻣﺎ ﺃﺭﺩﻧﺎﻩ ﻣﻦ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺑﺎﻷﻣﺮ، ﻷﻥ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻻﺓ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﻣﺔ ﻟﻼﺟﻤﺎﻉ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻨﺎﺕ ﺑﻌضهم ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﺑﻌﺾ.

ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ بـ {الَّذِينَ آمَنُوا}  ﻋﻠﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺃﻣﺮﺍﻥ:

ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ - ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺛﺒﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟﻮﻟﻲ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﺍﻷﺣﻖ، ﻓﻜﻞ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺑﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﻫﻲ ﻣﺘﻮﺟﻬﺔ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻷﻥ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻒ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺣﻤﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺍﻻﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ.

ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ - ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺨﺎﺹ ﺑﻨﺰﻭﻝ ﺍﻵﻳﺔ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻨﺪ ﺗﺼﺪﻗﻪ ﺑﺨﺎﺗﻤﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺮﻛﻮﻉ، ﻭﺍﻟﻘﺼﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻣﺸﻬﻮﺭﺓ (1). ﻓﺈﺫﺍ ﺛﺒﺖ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﻤﺨﺘﺺ ﺑﺎﻵﻳﺔ ﺛﺒﺘﺖ ﺇﻣﺎﻣﺘﻪ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺮﻩ، [ﻷﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺇﻥ ﺍﻵﻳﺔ ﺗﻔﻴﺪ ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ ﻗﺎﻝ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺨﺼﻮﺹ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺮﻩ]، ﻭﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺍﻵﻳﺔ ﻧﺰﻟﺖ ﻓﻲ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺑﻦ ﺍﻟﺼﺎﻣﺖ ﻓﺎﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﻴﻦ:

ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ: ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺷﺎﺫﺓ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻷﻣﺔ ﻳﺪﻓﻌﻬﺎ، ﻭﻣﺎ ﻗﻠﻨﺎﻩ ﻓﻲ ﻧﺰﻭﻟﻬﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﺠﻤﻊ ﻋﻠﻴﻪ.

ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺃﻧﻪ ﺭﻭﻱ ﺃﻥ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻛﺎﻥ ﻣﺤﺎﻟﻔﺎ ﻟﻠﻴﻬﻮﺩ، ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺳﻠﻢ ﻗﻄﻌﺖ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻣﺤﺎﻟﻔﺘﻪ، ﻓﺎﺷﺘﺪ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺄﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﻳﺔ ﺗﺴﻠﻴﺔ ﻟﻪ ﻭﺗﻘﻮﻳﺔ ﻟﻘﻠﺒﻪ.

ﻭﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﺍﻵﻳﺔ ﻧﺰﻟﺖ ﻓﻲ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻛﻮﻉ ﻭﺃﺭﺍﺩﻭﻫﻢ ﺭﺍﻛﻌﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻻ ﺃﻧﻬﻢ ﺁﺗﻮﺍ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻓﻲ خلاﻝ ﺍﻟﺮﻛﻮﻉ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻃﺮﻳﻘﺘﻬﻢ ﻭﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺭﺍﻛﻌﻮﻥ. ﻓﻘﻮﻟﻪ ﺑﺎﻃﻞ، ﻷﻧﻪ ﺫﻟﻚ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﻭﺟﻪ ﺍﻟﻜﻼﻡ، ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ " ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﻤﺪﺡ ﻣﻦ ﺟﺎﺩ ﺑﻤﺎﻟﻪ ﻭﻫﻮ ﺿﺎﺣﻚ " ﻭ " ﻓﻼﻥ ﻳﻐﺸﻰ ﻹﺧﻮﺍﻧﻪ ﻭﻫﻮ ﺭﺍﻛﺐ " ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﺤﺎﻝ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻟﻮ ﻗﺎﻝ " ﻟﻘﻴﺖ ﻓﻼﻧﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﺄﻛﻞ " ﻟﻢ ﻳﻌﻘﻞ ﻣﻨﻪ ﺇﻻ ﻟﻘﺎﺅﻩ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺍﻷﻛﻞ". ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﺣﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻮﻩ ﻟﻜﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺗﻜﺮﺍﺭﺍ، ﻷﻥ ﻗﻮﻟﻪ  {يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ} ﺩﺧﻞ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺮﻛﻮﻉ ﻓﻼ ﻣﻌﻨﻰ ﻟﺘﻜﺮﻳﺮ ﻗﻮﻟﻪ {وَهُمْ رَاكِعُونَ} ، ﻷﻧﻪ ﻋﺒﺚ. ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻟﻢ ﻳﻘﻠﻪ ﺃﺣﺪ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺠﺒﺎﺋﻲ ﻭﻻ ﺫﻛﺮﻩ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ، ﻷﻥ ﺍﻵﻳﺔ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﻗﻮﻡ ﻣﻌﻴﻨﻴﻦ ﻟﻨﻘﻞ ﻭﺳﻄﺮ، ﻭﻓﻲ ﺗﻌﺮﻱ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻻ ﺃﺻﻞ ﻟﻪ.

ﻓﺈﻥ ﻗﻴﻞ: ﺣﻤﻞ ﻟﻔﻆ {الَّذِينَ} ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﺠﺎﺯ، ﻭﺣﻤﻞ ﻗﻮﻟﻪ {ويُؤْتُونَ الزَّكَاةَ} ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻣﺠﺎﺯ ﺁﺧﺮ ﻷﻥ ﺣﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﺍﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ، ﻓﻠﻢ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﺤﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺎﺯ ﻭﺍﺣﺪ. ﻓﻨﻘﻮﻝ: ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺻﻔﺘﻬﻢ ﺇﻳﺘﺎﺀ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻭﻣﻦ ﺻﻔﺘﻬﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﺭﺍﻛﻌﻮﻥ، ﻭﻻ ﻳﺠﻌﻞ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺼﻔﺘﻴﻦ ﺣﺎﻻ ﻟﻸﺧﺮﻯ.

ﻗﻠﻨﺎ: ﺃﻣﺎ ﻟﻔﻆ {الَّذِينَ} ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻟﻔﻆ ﺟﻤﻊ ﻓﻘﺪ ﺻﺎﺭ ﺑﻌﺮﻑ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﻳﻌﺒﺮ ﺑﻪ ﻋﻦ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻌﻈﻢ ﻟﻪ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻧﻈﺎﺋﺮ ﻛﻘﻮﻟﻪ {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } [الحجر: 9] ﻭﻗﻮﻟﻪ {إِنَّا أَرْسَلْنَا} [المزمل: 15] ﻭ {لَقَدْ أَرْسَلْنَا} [الحديد: 25] ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ. ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ: ﺇﻥ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ { الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ } [آل عمران: 173] ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﻪ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻌﺮﻭﻑ. ﻭﺃﻣﺎ ﻟﻔﻆ {يُؤْتُونَ} ﻓﻤﺸﺘﺮﻙ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﺨﺘﺺ ﺑﺎﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺑﺪﺧﻮﻝ ﺍﻟﺴﻴﻦ ﺃﻭ ﺳﻮﻑ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻫﻲ ﺑﺎﻟﺤﺎﻝ ﺃﺷﺒﻪ، ﻷﻧﻬﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ " ﻣﺮﺭﺕ ﺑﺮﺟﻞ " ﻳﻘﻮﻡ " ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ " ﻣﺮﺭﺕ ﺑﺮﺟﻞ ﻗﺎﺋﻢ "، ﻭﻟﻮ ﺗﺴﺎﻭﻳﺎ ﻟﻜﺎﻥ ﺍﻟﺤﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺠﺎﺯﺍ. ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻣﺬﻫﺐ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻔﻨﺎ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺎﻥ ﻭﻻ ﺷﺊ ﺛﻢ ﺃﺣﺪﺙ ﺍﻟﺬﻛﺮ، ﻓﻌﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺣﻤﻞ ﺍﻵﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺣﻘﻴﻘﺔ.

ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻣﺠﺎﺯﻧﺎ ﻟﻪ ﺷﺎﻫﺪ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﻭﻣﺠﺎﺯﻫﻢ ﻻ ﺷﺎﻫﺪ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻋﺮﻑ ﻭﻻ ﻟﻐﺔ، ﻳﺆﺩﻱ ﺃﻳﻀﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻻ ﻧﺴﺘﻔﻴﺪ ﺑﺎﻵﻳﺔ ﺷﻴﺌﺎ، ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻮﺍﻻﺓ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﺑﻐﻴﺮﻫﺎ. ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﺼﻮﺹ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {والَّذِينَ آمَنُوا}  ﻻ ﺑﺪ ﻣﻨﻪ، ﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﺣﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻮﻡ ﻷﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻭﻟﻲ ﻧﻔﺴﻪ، ﻓﺈﺫﺍ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﻘﻮﻟﻪ {وَلِيُّكُمُ} ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﻘﻮﻟﻪ {والَّذِينَ آمَنُوا} ﻟﻴﺴﺘﻘﻴﻢ ﺍﻟﻜﻼﻡ. ﻭﺇﺫﺍ ﻭﺟﺐ ﺗﺨﺼﻴﺺ ﺍﻵﻳﺔ ﻓﻜﻞ ﻣﻦ ﺧﺼﺼﻬﺎ ﺣﻤﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻗﻠﻨﺎﻩ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺮﻩ. ﻭﻟﻴﺲ ﻷﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟﺮﻛﻮﻉ ﻓﻲ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﺨﺸﻮﻉ ﻭﺍﻟﺨﻀﻮﻉ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺮﻛﻮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ، ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﺮﻛﻮﻉ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻄﺄﻃﺆ ﺍﻟﻤﺨﺼﻮﺹ ﻭﺷﺒﻪ ﺑﻪ ﺍﻟﺨﻀﻮﻉ ﻭﺍﻟﺨﺸﻮﻉ، ﻭﻗﺪ ﻧﺺ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻠﻐﺔ، ﺃﻧﺸﺪ ﺻﺎﺣﺐ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻟﻠﺒﻴﺪ:

                                      ﺃﺧﺒﺮ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻀﺖ * ﺃﺩﺭ ﻛﺄﻧﻲ ﻛﻠﻤﺎ ﻗﻤﺖ ﺭﺍﻛﻊ

ﻭﻗﺎﻝ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺠﻤﻬﺮﺓ: ﺍﻟﺮﺍﻛﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﺒﻮ ﻟﻮﺟﻬﻪ، ﻭﻣﻨﻪ ﺍﻟﺮﻛﻮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ. ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻣﺎ ﻗﻠﻨﺎﻩ ﻓﻼ ﻳﺠﻮﺯ ﺣﻤﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯ. ﻭﻟﻴﺲ ﺇﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﺨﺎﺗﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻓﻌﻼ ﻳﻔﺴﺪ ﺍﻟﺼﻼﺓ، ﻷﻧﻪ ﻻ ﺧﻼﻑ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻴﺴﻴﺮ ﻣﺒﺎﺡ. ﻭﺃﻳﻀﺎ ﻓﻘﺪ ﻣﺪﺡ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺍﻟﻨﺒﻲ " ﺹلى الله عليه واله " ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ، ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﻧﻘﺼﺎ ﻟﻤﺎ ﻣﺪﺣﺎﻩ ﺑﺬﻟﻚ. ﻭﻗﻮﻝ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﺃﻥ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻟﻢ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺯﻛﺎﺓ ﻟﻘﻠﺔ ﺫﺍﺕ ﻳﺪﻩ ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺤﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ. ﺑﺎﻃﻞ، ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﺘﻨﻊ ﺃﻥ ﻳﻤﻠﻚ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺃﻭﻝ ﻧﺼﺎﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻧﺤﻮ ﻣﺎﺋﺘﻲ ﺩﺭﻫﻢ، ﻷﻥ ﻣﻦ ﻣﻠﻚ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﺴﻤﻰ ﻏﻨﻴﺎ، ﻓﻼ ﻭﺟﻪ ﻻﺳﺘﺒﻌﺎﺩ ﺫﻟﻚ. ﻭﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺯﻛﺎﺓ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ، ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻵﻳﺔ ﺃﻧﻪ ﺯﻛﺎﺓ ﻓﺮﺽ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ. ﻭﺍﻟﻨﻴﺔ ﺑﺪﻓﻊ ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻨﻬﺎ، ﻭﻫﻲ ﻻ ﺗﻨﺎﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ، ﻷﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻻ ﺗﺆﺛﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻼﺓ. ﻭﻟﻴﺲ ﻷﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﻟﻮ ﺍﻗﺘﻀﺖ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ ﻟﻮﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻣﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻝ. ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻧﺎ ﻗﺪ ﺑﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﺎﻵﻳﺔ ﻓﺮﺽ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻝ، [ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﺩﻋﺎﺀ ﺍﻹﺟﻤﺎﻉ ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻓﻪ. ﻭﻟﻮ ﺍﻗﺘﻀﻰ ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻝ]  ﻻﻗﺘﻀﺎﻫﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﻦ ﻭﻓﺎﺗﻪ، ﻓﺈﺫﺍ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺇﻣﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺛﺒﺖ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ.

ﻭﻟﻴﺲ ﻷﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﻫﻞ ﺣﻤﻠﺘﻤﻮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﻋﺜﻤﺎﻥ. ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻳﺴﻘﻂ ﺑﺎﻻﺟﻤﺎﻉ، ﻷﻥ ﺃﺣﺪﺍ ﻟﻢ ﻳﺜﺒﺖ ﻟﻪ ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ ﺑﻌﺪ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﻣﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﺑﺎﻵﻳﺔ ﺑﻞ ﺃﺛﺒﺘﻮﺍ ﺍﻹﻣﺎﻣﺔ ﺑﺎﻻﺧﺘﻴﺎﺭ، ﻭﻣﻦ ﺃﺛﺒﺖ ﺇﻣﺎﻣﺘﻪ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺑﺎﻟﻨﺺ ﻓﻲ ﺍﻵﻳﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﺃﺛﺒﺘﻬﺎ ﻟﻪ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺑﻼ ﻓﺼﻞ، ﻓﺎﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻣﺮﻳﻦ ﺧﻼﻑ ﺍﻹﺟﻤﺎﻉ.

______________

(1) ﺭﺍﺟﻊ ﺗﻠﺨﻴﺺ ﺍﻟﺸﺎﻓﻲ ٢ / ١١.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.