أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-6-2021
9084
التاريخ: 2023-04-08
1146
التاريخ: 4-12-2016
2839
التاريخ: 9-9-2018
1649
|
حجة الوداع
قال: حدثني معمر بن راشد، وابن أبي سبرة، وأسامة بن زيد، وموسى ابن محمد، وابن أبي ذئب، وأبو حموة عبد الواحد بن ميمون، وحزام ابن هشام، وابن جريج، وعبد الله بن عامر، فكل قد حدثني من هذا الحديث بطائفةٍ، وبعضهم أوعى له من بعض، وغير من سميت قد حدثنا أيضاً، قالوا: قدم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) المدينة يوم الاثنين لاثنتى عشرة ليلة خلت من ربيع الأول، فأقام يضحى بالمدينة كل عام، لا يحلق ولا يقصره ويغزو المغزي، ولم يحج حتى كان في ذي القعدة سنة عشر من مهاجره، فأجمع الخروج وآذن الناس بالحج، وقدم المدينة بشر كثير كلهم يريد أن يأتم برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ويعمل بعمله. وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد اعتمر ثلاث عمر، أولها عمرة الحديبية، نحر بالحديبية وحلق في ذي القعدة سنة ست، ثم عمرة القضية سنة سبع في ذي القعدة، وأهدى ستين بدنة، ونحر عند المروة وحلق، واعتمر عمرة الجعرانة في ذي القعدة سنة ثمان.
قال: فحدثني ابن أبي سبرة، عن الحارث بن الفضيل، قال: سألت سعيد بن المسيب: كم حج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من لدن نبي إلى أن توفي؟ قال: حجة واحدة من المدينة. قال الحارث: فسألت أبا هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية، قال: حج حجة بمكة قبل الهجرة وبعد النبوة، وحجته من المدينة. وكان مجاهد يقول: حجتين، قبل الهجرة والأمر المعروف عندنا الذي اجتمع عليه أهل بلدنا، إنما حج حجة واحدة من المدينة، وهي الحجة التي يقول الناس إنها حجة الوداع.
قال: فحدثني الثورى، عن ليث، عن طاوس، عن ابن عباس، قال: كره أن يقال حجة الوداع. فقيل: حجة الإسلام؟ قال: نعم.
قال: فحدثني ابن أبي سبرة، عن سعيد بن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه قال: خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من المدينة يوم السبت لخمس ليال بقين من ذي القعدة، فصلى الظهر بذي الحليفة ركعتين، وأحرم عند صلاة الظهر من يومه ذلك، وهذا الثبت عندنا. قال: فحدثنا عاصم بن عبد الله، عن عمر بن الحكم، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انتهى إلى ذي الحليفة عند الظهر، فبات لأن يجتمع إليه أصحابه والهدي حتى أحرم عند الظهر من الغد.
قال: فحدثني إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن أبيه، عن كريب، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من بيته مدهناً مترجلاً متجرداً حتى أتى ذا الحليفة.
قال: حدثني ابن أبي سبرة، عن يعقوب بن زيد، عن أبيه، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أحرم في ثوبين صحاريين، إزار ورداء، وأبدلهما بالتنعيم بثوبين من جنسهما.
قالوا: لما اجتمع إليه نساؤه وكان حج بهن جميعاً في حجته في الهوادج وانتهى إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) اجتماع أصحابه والهدي، دخل مسجد ذي الحليفة بعد أن صلى الظهر وصلى ركعتين، ثم خرج فدعا بالهدى فأشعره في الجانب الأيمن، وقلد نعلين. ثم ركب ناقته، فلما استوى بالبيداء أحرم.
فقال: فحدثني خالد بن إلياس، عن يحيى بن عبد الرحمن، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أم سلمة قالت: انتهينا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بذي الحليفة ليلاً، ومعنا عبد الرحمن بن عوف وعثمان بن عفان، فبتنا بذي الحليفة، فلما أصبح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) رأيت الهدي يعرض عليه، فلما (صلى الله عليه وآله وسلم) الظهر أشعر هديه وقلده قبل أن يحرم. والقول الأول أثبت عندنا أنه لم يبت.
قال محمد بن نعيم المجمر، عن أبيه، قال: سمعت رجلاً من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: لما أراد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يشعر بدنه أتى ببدنة فأشعرها هو بنفسه وقلدها. وكان ابن عباس يقول: أشعرها ووجهه إلى القبلة؛ وساق مائة بدنة. ويقال: إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أمر بأن يشعر ما فضل من البدن ناجية بن جندب، فاستعلمه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على الهدي.
قال: فحدثني الهيثم بن واقد، عن عطاء بن أبي مروان، عن أبيه، عن ناجية بن جندب، قال: كنت على هدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حجته، وكان معي فتيان من أسلم، كنا نسوقها سوقاً نبتغير بها الرعي، وعليها الجلال، فقلت: يا رسول الله، أرأيت ما عطب منها، كيف أصنع به؟ قال: تنحره وتلقى قلائده في دمه، ثم تضرب به صفحته اليمنى، ثم لا تأكل منها ولا أحد من أهل رفقتك.
قال: ثم قدمنا مكة بعد يوم، ثم رحلنا يوم التروية إلى عرفة بالهدي، ثم انحدرنا من عرفة حتى انتهينا إلى جمع، ثم انتهينا من جمعٍ إلى منزل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن سق الهدي إلى المنحر! فرأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ينحر الهدي بيديه وأنا أقدمها إليه تعتب في العقل.
قالوا: ومر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) برجل يسوق بدنه فقال: اركبها ويلك! قال: إنها بدنة! قال: اركبها! وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يأمر المشاة أن يركبوا على بدنه.
قالوا: وكانت عائشة تقول: طيبت لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إحرامه بيدي. وكانت تقول: أحرمت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتطيبت، فلما كنا بالقاحة سال من الصفرة على وجهي فقال: ما أحسن لونك الآن يا شقيراء. وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يصلى بين مكة والمدينة ركعتين، آمنا لا يخاف إلا الله تعالى، فلما قدم مكة صلى بهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ركعتين، ثم سلم، ثم قال: أتموا صلاتكم يا أهل مكة، فإنا سفر! وقد اختلف علينا فيما أهل به صلى الله عليه.
قال: فحدثني ابن أبي طوالة، عن حبيب بن عبد الرحمن، عن محمود ابن لبيد، عن أبي طلحة، أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قرن مع حجته عمرة.
قال: وحدثني مالك بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر، عن حفصة زوج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قالت، قلت: يا رسول الله، تأمر الناس أن يحلوا ولم تحل أنت من عمرتك؟ قال: إني لبدت رأسي، وقلدت هدبي، فلا أحل حتى أنحر هدبي.
حدثني سعمر، عن الزهري، عن محمد بن عبد الله بن نوفل بن الحارث، عن سعد بن أبي وقاص؛ ومعمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر: قالا. أخل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالعمرة وساق الهدي.
قال: فحدثني مالك بن أنس، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: أفرد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الحج، فكان هذا الأمر الذي أخذ به أهل المدينة وثبت عندهم. قالت عائشة: وأصبح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم الأحد بملل، ثم راح فتعش بشرف السيالة، وصلى بالشرف الغرب والعشاء، وصلى الصبح بعرق الظبية بين الروحاء والسيالة وهو دون الروحاء، في المسجد الذي عن يمين الطريق. ثم نزل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الروحاء، فإذا بحمارٍ عقيرٍ، فذكر للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقيل: يا رسول الله، هذا حمار عقير، فذكر للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقيل: يا رسول الله، هذا حمار عقير. قال: دعوه حتى يأتي صاحبه. فجاء النهدى وهو صاحبه فأهداه لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فأمر به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أبا بكر فقسمه بين أصحابه، وقال: صيد البر لكم حلال، إلا ما صدتم أو صيد لكم. ثم راح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)من الروحاء فصلى العصر بالمنصرف، ثم صلى المغرب والعشاء وتعشى به، وصلى الصبح بالأثاية وأصبح يوم الثلاثاء بالعرج.
قال: فحدثني أبو حمزة عبد الواحد بن مصون، عن عروة بن الزبير، عن أسماء بنت أبي بكر، قالت: وكان أبو بكر قال لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالمدينة: إن عندي بعيراً نحمل عليه زادنا. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): فذاك إذا! قالت: فكانت زاملة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأبي بكر واحدة، فأمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بزاد، دقيقٍ وسويق، فجعل على بعير أبي بكر. وكان غلامه يركب عليه عقبة، فلما كان بالأثاية عرس الغلام وأناخ بعيره فغلبته عيناه، فقام البعير يجر خطامه آخذاً في الشعب، وقام الغلام فلزم الطريق، يظن أنه سلكها، وهو ينشده فلا يسمع له بذكر. ونزل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في أبيات بالعرج، فجاء الغلام مظهراً. فقال أبو بكر: أين بعيرك؟ قال: ضل مني! قال: ويحك، لو لم يكن إلا أنا لهان الأمر علي، ولكن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهله! فلم يلبث أن طلع به صفوان بن المعطل، وكان صفوان على ساقة الناس، وأناخه على باب منزل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال لأبي بكر رضي الله عنه: انظر هل تفقد شيئاً من متاعك! فنظر فقال: مانفقد شيئاً إلا قعباً كنا نشرب به، فقال الغلام: هذا القعب معي. فقال أبو بكر: أدى الله عنك الأمانة! قال: حدثني يعقوب بن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن عيسى بن معمر، عن عباد بن عبد الله، عن أسماء بنت أبي بكر رضي اله عنه، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لما نزل العرج جلس بفناء منزله، ثم جاء أبو بكر فجلس إلى جنبه، فجاءت عائشة رضي الله عنها فجلست إلى جنبه الآخر، وجاءت أسماء فجلست إلى جنب أبي بكر رضي الله عنه، وأقبل غلام أبي بكر متسربلاً، فقال له أبو بكر: أين بعيرك؟ قال: أضلني. فقام إليه أبو بكر يضربه ويقول: بعي واحد يضل منك؟ فجعل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يتبسم ويقول: ألا ترون إلى هذا المحرم وما يصنع؟ وما ينهاه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
قال: فحدثني أبو حمزة، عن عبد الله بن سعد الأسلمي، عن آل نضلة الأسلمي، أنهم خبروا أن زاملة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ضلت، فحملوا جفنة من حيس فأقبلوا بها حتى وضعوها بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فجعل يقول: " هلم يا أبا بكر، فقد جاءك الله بغداء طيب " ! وجعل أبو بكر يغتاظ على الغلام، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " هون عليك، فإن الأمر ليس إليك، ولا إلينا معك " ! قد كان الغلام حريصاً ألا يضل بعيره، وهذا خلف مما كان معه. فأكل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهله وأبو بكر، وكل من كان مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى شبعوا.
قال: وجاء سعد بن عبادة وابنه قيس بن سعد بزاملة تحمل زاداً، يومان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، حتى يجدا الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) واقفاً عند باب منزله قد أتى الله بزاملته، فقال سعد: يا رسول الله، قد بلغنا أن زاملتك أضلت مع الغلام، وهذه زاملة مكانها. فقال رسول الله، قد جاء الله بزاملتنا فارجعا بزاملتكما بارك الله عليكما! أما يكفيك يا أبا ثابت ما تصنع بنا في ضيافتك منذ نزلنا المدينة؟ قال سعد: يا رسول الله، المنة لله ولرسوله، والله يا رسول الله، للذي تأخذ من أموالنا أحب إلينا من الذي تدع. قال: صدقتم يا أبا ثابت، أبشر فقد أفلحت! إن الأخلاق بيد الله عز وجل، ومن أراد الله أن يمنحه منها خلقاً صالحاً منحه، ولقد منحك الله خلقاً صالحاً. فقال سعد: الحمد لله الذي هو فعل ذلك! قال ثابت بن قيس: يا رسول الله، إن أهل بيت سعد في الجاهلية سادتنا والمطعون في المحل منا قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " الناس معادن، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، لهم ما أسلموا عليه " .
قال ابن أبي الزناد، يقول له جميل ذكره، قال: واحتجم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بلحيى جمل، وهو محرم، في وسط رأسه قال: حدثني بذلك محمد، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وسليمان بن بلال، عن علقمة بن أبي علقمة، عن الأعرج، عن ابن بحينة، قالوا: ونزل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) السقيا يوم الأربعاء، ثم أصبح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالأبواء، فأهدى له الصعب بن جثامة عجز حمار يقطر دماً، فرده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: إنا حرم فكان معاوية يقول: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يأكل بالأبواء لياء مقشى أهدى له من ودان، ثم قام فصلى ولم يتوضأ، فصلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في المسجد الذي ينظر وادي الأبواء، على يسارك وأنت موجه إلى مكة. ثم راح النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من الأبواء فصلى بتلعات اليمن، وكان هناك سمرة. كان ابن عمر يخبر أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) جلس تحتها، وكان ابن عمر يصب الإداوة تحتها إذا مر بها، يسقيها.
قال: حدثني أفلح بن حميد، عن أبيه، قال: كان ابن عمر يخبر أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) جلس تحتها، وأن ابن عمر كان يصب الإداوة تحتها في أصل السمرة، يريد بقاءها.
قال: فحدثني أفلح بن حميد، عن أبيه، عن ابن عمر، قال: صلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في المسجد الذي هناك حين يهبط. من ثنية أراك على الجحفة، ونزل يوم الجمعة الجحفة، ثم راح منها فصلى في المسجد الذي يحرم منه مشرفاً خارجاً من الجحفة، والمسجد الذي دون خم عن يسار الطريق، فكان يوم السبت بقديد، فصلى في المسجد المشلل، وصلى في المسجد الذي أسفل من لفت.
قال: حدثني إسماعيل بن إبراهيم، عن أبيه، عن كريب، عن ابن عباس رضي الله عنه، قال: مر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يومئذ بامرأة في محفتها، ومعها ابن لها صغير، فأخذت بعضده فقالت: يا رسول الله، ألهذا حج؟ فقال: نعم، ولك أجر وكان يوم الأحد بعسفان، ثم راح فلما كان بالغميم اعترض المشاة، فصفوا له صفوفاً فشكوا إليه المشي، فقال: استعينوا بالنسلان. ففعلوه فوجدوا لذلك راحة. وكان يوم الاثنين بمر الظهران، فلم يبرح منها حتى أمسى، وغربت له الشمس، فلم يصل المغرب حتى دخل مكة. فلما انتهى إلى الثنيتين بات بينهما، بين كدى وكداء، ثم أصبح فاغتسل، ودخل مكة نهاراً.
قال: فحدثني ابن أبي سبرة، عن موسى بن سعد، عن عكرمة. عن ابن عباس رضي الله عنه، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) دخل مكة نهاراً من كدى على راحلته القصواء إلى الأبطح، حتى دخل من أعلى مكة حتى انتهى إلى الباب الذي يقال له باب بني شيبة. فلما رأى البيت رفع يديه، فوقع زمام ناقته فأخذه بشماله. قالوا: ثم قال حين رأى البيت: اللهم زد هذا البيت تشريفاً وتعظيماً ومهابة وبراً! قال: فحدثني محمد بن عبد الله، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حين دخل المسجد بدأ بالطواف قبل الصلاة. قالوا: ولما انتهى إلى الركن اسلمه وهو مضطبع بردائه، وقال بسم الله، والله أكبر! ثم رمل ثلاثة من الحجر. وكان يأمر من يستلم الركن أن يقول: بسم الله، والله أكبر! إيماناً بالله، وتصديقاً بما جاء به محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).
قال: حدثني ابن جريج، عن يحيى بن عبد الله، عن أبيه، عن عبد الله بن السائب المخزومي، أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول فيما بين الركن اليماني والأسود: " ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار " .
قال: فحدثني عبد الله بن جعفر، عن عاصم بن عبد الله، عن عبد الله ابن عامر بن ربيعة، عن أبيه، قال: رمقت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فلم يستلم من الأركان إلا اليماني والأسود، ومشى أربعة. قالوا: ثم انتهى إلى خلف المقام فصلى ركعتين، يقرأ فيهما: " قل يا أيها الكافرون " و " قل هو الله أحد " ، ثم عاد إلى الركن فاستلمه. وقد قال لعمر: إنك رجل قوي؛ إن وجدت الركن خالياً فاستلمه، وإلا فلا تزاحم الناس عليه فتؤذي وتؤذى. وقال لعبد الرحمن بن عوف: وكيف صنعت بالركن يا أبا محمد؟ قال: استلمت وتركت. قال: أصبت! ثم خرج إلى الصفا من باب بني مخزوم، وقال: أبدأ بما بدأ الله به.
قال: فحدثني عبد الله بن وفدان، عن عمران بن أبي أنس، عن عبد الله بن ثعلبة، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سعى بين الصفا والمروة على راحلته من فوره ذلك.
قال: حدثني الثوري، عن حماد. عن سعيد بن جبير، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد، وهو ساكن، فطاف بين الصفا والمروة على راحلته.
قال: حدثني ابن أبي جريج، عن مجاهد، قال: طاف يومئذ على بغلته. والأول أثبت عندنا، وهو المعروف على راحلته.
قالوا: فصعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على الصفا، فكبر سبع تكبيرات، وقال: لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير؛ صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده! ثم دعا بين ذلك، ثم نزل إلى المروة، فلما انصبت قدماه في الوادي رمل.
قال: فحدثني علي بن محمد، عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، عن منصور بن عبد الرحمن، عن أمه، عن برة بنت أبي تجراة قالت: لما انتهى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى المسعى قال: أيها الناس، إن الله كتب عليكم السعي فاسعوا! فسعى حتى رأيت إزاره انكشف عن فخذه. وقالوا: قال في الوادي: رب اغفر وارحم، وأنت الأعز الأكرم! فلما انتهى إلى المروة فعل عليها مثل ما فعل على الصفا، فبدأ بالصفا وختم بالمروة، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد اضطرب بالأبطح.
قال: فحدثني برد أن إبراهيم بن أبي النضر حدثه، عن أبيه، عن أبي مرة مولى عقيل، عن أم هانئ، قالت، قلت: يا رسول الله، ألا تنزل في بيوت مكة؟ فأبى واضطرب بالأبطح حتى خرج يوم التروية، ثم رجع من منى فنزل بالأبطح حتى خرج إلى المدينة، ولم ينزل بيتاً ولم يظله. قال: ودخل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الكعبة، فلما انتهى إلى بابها خلع نعليه؛ ودخل مع عثمان بن أبي طالحة، وبلال، وأسامة بن زيد، فأغلقوا عليهم الباب طويلاً ثم فتحوه. قال ابن عمر: فكنت أول الناس سبق إليه، فسألت بلالاً: أصلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيه؟ قال: نعم، ركعتين بني الأسطوانتين المقدمتين وكان على ستة أعمدة.
فحدثني ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنه، عن أسامة بن زيد، أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كبر في نواحيه ولم يصل.
قالوا: وكانت عائشة رضي الله عنها تقول: دخل علي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حزيناً فقلت: ما لك يا رسول الله؟ قال: فعلت اليوم أمراً ليتني لم أك فعلته! دخلت البيت فعسى الرجل من أمتي لا يقدر أن يدخله، فتكون في نفسه حرارة، وإنما أمرنا بالطواف ولم نؤمر بالدخول. وكسا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) البيت.
قال: فحدثني ابن أبي سبرة، عن خالد بن رباح، عن المطلب بن عبد الله بن موسى، قال: سمعت العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه يقول: كسا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) البيت في حجته الحبرات.
قالوا: وكانت الكعبة على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثمانية عشر ذراعاً.
قالوا: وقدم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم الثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة وهو يوم التروية، فيما اجتمع لنا عليه وخطب رسو لاله (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل التروية بيوم بعد الظهر بمكة.
قال: فحدثني هشام بن عمارة، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد، عن عمارة بن حارثة الظفري، عن عمرو بن يثربي الضمري، قال: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يخطب قبل التروية بيوم بعد الظهر، ويوم عرفة بعرفة حين زاغت الشمس على راحلته قبل الصلاة، والغد من يوم النحر بمنى بعد الظهر. قال الواقدي: هذا الأمر المأخوذ به المعروف. ويقال: إن يوم الجمعة وافق يوم التروية، فقام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بين الركن والمقام، فوعظ الناس وقال: من استطاع منكم أن يصلي الظهر بمنى فليفعل. وركب حين زاغت الشمس بعد أن طاف بالبيت أسبوعاً، فصلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح بمنى، ونزل بموضع دار الإمارة اليوم. فقالت عائشة رضي الله عنها: يا رسول الله، ألا نبني لك كنيفاً؟ فأبى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: منى منزل من سبق!
قال: حدثني ابن جريج، عن محمد بن قيس بن مخرمة، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يركب من منى حتى رأى الشمس قد طلعت، ثم ركب فانتهى إلى عرفة فنزل بنمرة، وقد ضرب له بها قبة من شعر. ويقال: إنما قال إلى فيء صخرة، وميمونة زوجته تتبع ظلها حتى راح، وأزواجه في قباب أو في قبة حوله. فلما كان حين زاغت الشمس أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) براحلته القصواء، فرحلت إلى بطن الوادي بطن عرنة.
قالوا: وكانت قريش لا تشك أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يجاوز المزدلفة يقف بها، فقال له نوفل بن معاوية الديلي، وهو يسير إلى جنبه: يا رسول الله، ظن قومك أنك تقف بجمع. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لقد كنت أقف بعرفة قبل النبوة خلافاً لهم! وقال جبير بن مطعم: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقف بعرفة قبل النبوة، وكانت قريش كلها تقف بجمع إلا شيبة بن ربيعة. وإن موسى بن يعقوب حدثني، عن عمه، عن عبد الله بن الوليد بن عثمان بن عفان، عن أسماء بنت أبي بكر، قالت: كان شيبة بن ربيعة من بين قريش يقف بعرفة، عليه ثوبان أسودان، وزمام بعيره من شعر بين غرزين أسودين، حتى يقف مع الناس بعرفة ثم يدفع بدفعهم، فإننا لا نتكلم مع الناس يعني العرب كانت تقف بعرفة: وقريش بجمع تقول: نحن أهل الله.
قال: فحدثني ابن أبي سبرة، عن يعقوب بن زيد، عن أبيه، قال: خطب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حين زاغت الشمس ببطن عرفة على ناقته القصواء، فلما كان آخر الخطبة أذن بلال وسكت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من كلامه، فلما فرغ بلال من أذانه تكلم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بكلمات وأناخ راحلته؛ وأقام فصلى العصر، جمع بينهما بأذان وإقامتين.
فحدثني أسامة بن زيد، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، أنه رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يخطب يومئذ في وادي عرفة، ثم ركب. قال: فرأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يشير بيده إلى الناس أن يقفوا إلى عرفة.
خطبة النبي بعرفة قبل الصلاتين
وكان من خطبته يومئذ: " أيها الناس، إني والله ما أدري لعلي لا ألقاكم بمكاني هذا بعد يومكم هذا! رحم الله امرءاً سمع مقالتي فوعاها، فرب حامل فقه لا فقه له، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه! واعلموا أن أموالكم ودماءكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا! واعلموا أن الصدور لا تغل على ثلاث: إخلاص العمل لله، ومناصحة أهل الأمر، ولزوم جماعة المسلمين، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم! ألا إن كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع، وأول دماء الجاهلية أضع دم إياس بن ربيعة بن الحارث كان مسترضعاً في بني سعد، فقتلته هذيل وربا الجاهلية موضع كله، وأول رباً أضه ربا العباس بن عبد المطلب. اتقوا الله في النساء، فإنما أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، وإن لكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه، فإن فعلن فاضربوهن ضرباً غير مبرح؛ ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف، قد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله تبارك وتعإلى! وأنتم مسؤولون عني، فما أنتم قائلون " ؟ قالوا: نشهد أن قد بلغت وأديت ونصحت! ثم قال، بإصبعه السبابة إلى السماء، يرفعها ويكبها ثلاثاً: " اللهم، اشهد " ! قال: فحدثني محمد بن عبد الله. عن عمه الزهري، عن أبي سلمة ابن عبد الرحمن، عن ابن عباس رضي الله عنه، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقف بالهضاب من عرفة فقال: كل عرفة موقف إلا بطن عرنة، وكل المزدلفة موقف إلا بطن محسر، وكل منى منحر إلا خلف العقبة.
قالوا: وبعث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى من هو بأقصى عرفة فقال: الزموا مشاعركم، فإنكم على إرث من إرث إبراهيم.
قال: فحدثني إسحاق بن حازم، عن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: عرفة أول جبل مما يلي عرنة إلى جبل عرفة، كله من عرفة. قال: وقال ابن عباس: نظرت إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو واقف بعرفة، وهو ماد يديه، يقبل براحتيه على وجهه.
وقالوا: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " إن أفضل دعائي ودعاء من كان قبلي من الأنبياء: لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، له الملك، وله الحمد، بيده الخير، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير " !
قال: فحدثني ابن أبي ذئب، عن صالح مولى التومة، عن ابن عباس، أن ناساً اختلفوا في صيام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم عرفة. فقالت أم الفضل: أنا أعلم لكم عن ذلك! فأرسلت إليه بعس من لبن، فشرب وهو يخطب. قالوا:: ووقف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على راحلته حتى غربت الشمس يدعو. وكان أهل الجاهلية يدفعون من عرفة إذا كانت الشمس على رؤوس الجبال كهيئة العمائم على رؤوس الرجال. فظنت قريش أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يدفع كذلك، فأخر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) دفعه حتى غربت الشمس، وكذلك كانت دفعة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن عروة بن الزبير، عن أسمامة بن زيد، قال: سمعته يسأل عن سير النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عشية عرفة، فقال: كان يسير العنق، وإذا وجد فجوة نص والنص: فوق العنق.
قال: فحدثني إبراهيم بن يزيد، عن عمرو بن دينار، عن طاوس، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " أيها الناس، على رسلكم! عليكم بالسكينة، ليكف قويكم عن ضعيفكم " .
قال: فحدثني معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، قال: ما رفعت ناقة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يديها في شيء من الدفعتين واضعة حتى رمى جمرة.
قال: فحدثني محمد بن مسلم الجهني، عن عييم بن جبير بن كليب الجهني، عن أبيه، عن جده، قال: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد دفع من عرفة إلى جمع، والنار توقد بالمزدلفة وهو يؤمها حتى نزل قريباً منها.
قال: فحدثني إسحاق بن عبد الله بن خارجة، عن أبيه، قال: لما أبصر سليمان بن عبد الملك النار، قال لخارجة بن زيد: متى كانت هذه النار يا أبا يزيد؟ قال: كانت في الجاهلية، وضعتها قريش؛ لا تخرج من الحرم إلى عرفة إلا تقول: نحن أهل الله! وقد أخبرني حسان بن ثابت وغيره في نفر من قومي أنهم كانوا يحجون في الجاهلية فيرون تلك النار.
قال: فحدثني إبراهيم بن يزيد، عن عمر بن دينار، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إلى الشعب! قال: وهو شعب الإذخر يسار الطريق بين المأزمين، ولم يصل.
قال: فحدثني ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) صلى المغرب والعشاء بالمزدلفة بإقامة، ومل يسبح بينهما، ولا على إثر واحدة منهما.
قال: فحدثني ابن أبي سبرة، عن يحيى بن شبل، عن أبي جعفر، قال: صلاهما رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بأذان وإقامتين.
قالوا: ونزل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قريباً من النار والنار على قزح، وهو الجبل، وهو المشعر الحرام فلما كان في السحر أذن لمن استأذنه من أهل الضعف من الذرية والنساء.
قال: حدثني أفلح بن حميد، عن القاسم، عن عائشة رضي الله عنها، أن سودة بنت ربيعة استأذنت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في التقدم من جمع قبل حطمة الناس، وكانت امرأة ثبطة، فأذن لها وحبس نساءه حتى دفعن بدفعه حين أصبح. قالت عائشة رضي الله عنها: فلأن أكون استأذنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كما استأذنته سودة أحب إلي من مفروج به.
قال: فحدثني ابن أبي سبره، عن إسحاق بن عبد الله، عن عمران ابن أبي أنس، عن أمه، قالت: تقدمت مع سودة زوج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في حجته فرمينا قبل الفجر.
قال: فحدثني ابن أبي ذئب، عن شعبة، عن ابن عباس رضي الله عنه، أنه كان يقول: بعثنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مع أهله فرموا الجمرة مع الفجر.
قال: فحدثني جبير بن زيد، عن أبي جعفر، قال: لما برق الفجر، صلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الصبح، ثم ركب على راحلته القصواء، ثم وقف على قزح. وكان أهل الجاهلية لا يدفعون من جمع حتى تطلع الشمس على ثبير، ويقولون: أشرق ثبير، كيما نغير! فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن قريشاً خالفت عهد إبراهيم! فدفع قبل طلوع الشمس، وقال: هذا المقف، وكل المزدلفة موقف! قال: وحدثني ابن أبي سبرة، عن عمر بن عطاء، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنه، قال: جمع من أقصى المأزمين إلى القرن الذي خلف وداي محسر.
قال: فحدثني الثوري، عن ابن الزبير، عن جابر أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أوضع في وادي محسر.
قال: فحدثني أبو مروان، عن إسحاق بن عبد الله، عن أبان بن صالح، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حمل حصى العقبة من المزدلفة.
قال: حدثني الثوري، عن أيمن بن نائل، قال: سمعت قدامة ابن عبد الله الكلابي يقول: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يرمي جمرة العقبة يوم النحر على ناقة صهباء، لا ضرب، ولا طرد، ولا إليك إليك.
قال: فحدثني ابن أبي سبرة، عن الحارث بن عبد الرحمن، عن مجاهد، عن أبي معمر عبد الله بن شخيرة، عن ابن مسعود، أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يقطع التلبية حتى رمى الجمرة.
قال: فحدثني ابن أبي ذئب، عن شعبة، عن ابن عباس، أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يقطع التلبية حتى رمى الجمرة. قال: ولما انتهى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى المنحر قال: " هذا المنحر، وكل مني منحر، وكل فجاج مكة طريق ومنحر " ، ثم نحر بيده ثلاثاً وستين بالحبة، ثم أعطى رجلاً فنحر ما بقي، ثم أمر من كل بدنة ببضعة، من البدن التي نحر، فجعل في قدر فطبخه، فأكل من لحمها وحسا من مرقها.
قال: فحدثني معمر، عن عبد الكريم الجزري، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن علي عليه السلام قال: أمرني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن أتصدق بجلال بدنه وجلودها ولحومها، ولا أعطي منها في جزرها شيئاً.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|