أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-03-2015
6086
التاريخ: 4-03-2015
3612
التاريخ: 29-03-2015
4534
التاريخ: 4-03-2015
15459
|
تباعد الشقة بين هذه البلاد وبين العراق مهد النحو قضى عليها أن تتأخر ردحا من الزمن عن اقتفائها العراق في مزاولته إلى أن نضج وكمل، وعناية الولاة على الأندلس من قبل بني أمية منذ فتحه سنة 93هـ منصرفة إلى إخضاع البلاد للخلافة فحسب، نعم لما استقلت بنو أمية بالأندلس على يد عبد الرحمن الداخل صقر قريش سنة 138هـ، وتوطد فيها الملك له ولعقبه من بعده استقبلت الأندلس عهدا جديدا وبدأت الحركة العلمية فيها، بفضل مناصرة بني أمية اللغة جريا على دأب بني أبيهم في المشرق، فأرغبوا العلماء في العلم وكافئوهم على دراستهم وتصنيفهم، فاستحث ذلك دول المغرب التى كانت تموج بالاضطرابات آنئذ، لأنها دول عربية تقدس الكتاب الكريم وتحدب على اللغة العربية لغة الدين، ففي المغرب الأقصى دولة الأدارسة العلوية نشأت على يد إدريس بن عبد الله بن حسن في مدينة "وليلي" سنة 172هـ، وضمت إليها بلاد تلمسان، وفي شمال إفريقية دولة الأغالبة التي أسسها إبراهيم بن الأغلب التميمي المتوفى سنة 184هـ.
ص129
ولي عهد أمير المؤمنين عبد الرحمن الناصر سنة 330هـ، وأحسن مثواه حتى لقي ربه في الأندلس وتوفي بقرطبة سنة 356هـ.
وتقضي البداهة أن إنعام الفكر في المسائل موح وملهم باستكمال بعض النقص الفائت، وهكذا ما كان من الأندلسيين بعد استغنائهم عن المشارقة واعتمادهم على أنفسهم فإنهم عدلوا عن بعض آراء المشارقة في النحو وخالفوهم في منهاج تعليمه وتدوينه، واستدركوا عليهم مسائل فاتتهم، وبذلك استحدثوا مذهبا رابعا عرف بمذهب المغاربة أو الأندلسيين، ظهرت مبادئه من أوائل القرن الخامس الهجري، الذي يعد بحق فجر النهضة النحوية في هذه البلاد، ولقد كانت نهضة رائدها المقة1 المحضة لهذا الفن في تلك البلاد المحرومة منه زمنا طويلا، ومن ذلك الحين قرروا كتاب سيبويه.
ص130
حمدون النحوي القيرواني، وخلف ين يوسف الشنتريني وغيرهما وعنوا بشرحه والتعليق عليه، فشرحه منهم: أبو بكر الخشني، وابن الطراوة، وابن خروف، وابن الباذش وغيرهم، وما انفكت العناية به تزداد تترى حتى انتهت رياسة النحو إلى ابن الضائع، فقد شرح كتاب سيبويه وأبدى مشكلات فيه عجيبة.
ص131
ص132
هو ابن عثمان النحوي المغربي(11)، نشأ في مورور "قرب القيروان" ورد العراق وأخذ عن الكسائي والفراء والرياشي، وروى عن الكسائي كتابه واستصحبه معه في عودته إلى وطنه، غير أنه اتجه بعد إلى قرطبة، فكان أول من أدخل كتاب الكسائي في هذه البلاد، وألف في النحو وتصدر للإفادة حتى توفي بقرطبة سنة 198هـ.
هو النحوي المغربي "محمد بن إسماعيل" نشأ بالقيروان وتلقى عن المهري، ثم بلغ الغاية في النحو والغريب، وهو أول من عرف بحفظ "كتاب سيبويه" وطبعي أن الكتاب كان في المغرب ولا يعرف على التعيين أول من جلبه، ولحمدون كتب في النحو، توفي بعد 200هـ.
هو "محمد بن موسى" الأندلسي رحل إلى المشرق، فأخذ بمصر عن أبي علي الدينوري كتاب سيبويه، وانتسخه، وبالبصرة عن المازني، ثم عاد إلى الأندلس ومعه الكتاب، ويغلب على الظن أنه أول من أدخل الكتاب الأندلس، توفي بقرطبة سنة 307هـ.
وأصله من جيان, وانتقل أبوه إلى قلعة رباح "من أعمال طليلة" حذق علوم العربية واشتهر بالنحو؛ ورحل إلى مصر فلقي أبا جعفر النحاس وروى عنه كتاب سيبويه
ص133
ثم عاد إلى الأندلس وتلقى عنه الزبيدي؛ وكرمت منزلته عند الحكم المستنصر بالله وأشرف على الدواوين، وبقي أثيرا إلى أن توفي بقرطبة سنة 358هـ.
هو أبو بكر محمد بن الحسن، أصله من زبيد "قبيلة يمنية" ولد في إشبيلية وتأدب على أبيه ثم سمع من أبي علي القالي ومحمد بن يحيى الرباحي وغيرهما في قرطبة، حتى غدا أوحد زمانه في النحو وحفظ اللغة، فاختاره الحكم المستنصر بالله لتأديب ولده وولاه قضاء إشبيلية وخطة الشرطة بها، وله مؤلفات: الواضح في النحو، وأبنية الأسماء في الصرف، واستدراك العين في اللغة، وطبقات النحويين واللغويين في التراجم.
تعريف بكتابه طبقات النحويين واللغويين
نعم قد اضطررت في التعبير الإقليمي إلى مخالفته "في الإفريقيين" فاستبدلت بها "المغاربة" لأنها المذكورة في كتب النحو التي بأيدينا.
ص134
6- الأعلم:
هو أبو الحجاج يوسف بن سليمان المعروف بالأعلم(13) "لانشقاق شفته العليا"، ولد بشنتمرية "مدينة في غرب الأندلس" ورحل إلى قرطبة فتلقى عن الإقليلي وغيره وشهرته قوة الحافظة فبعدت سمعته فكانت تضرب إليه أكباد الإبل، وكف بصره آخر حياته، وكانت تغلب عليه النزعة الأدبية كما ترى في مؤلفاته فله شرح الجمل للزجاجي وشرح شواهد سيبويه، وشواهد الجمل، وديوان زهير، والحماسة وغيرها، توفي بإشبيلية سنة 476هـ.
هو أبو محمد عبد الله بن محمد بن السيد وليد في بطليوس واستوطن بلنسية موفور الكرامة لعلمه الجم فترامت سمعته إلى ابن الحاج صاحب قرطبة الذي استقدمه إليها، غير أنه أقام عنده قليلا وخافه فعاد إلى بلنسية، ومؤلفاته كثيرة، له في النحو المسائل المنثورة، وإصلاح الخلل الواقع في الجمل، والخلل في شرح أبيات الجمل، توفي ببلنسية سنة 521هـ.
هو أبو الحسين سليمان بن محمد، ولد بمالقة ورحل إلى قرطبة فسمع من الأعلم كتاب سيبويه كما أخذ عن غيره ثم تجول كثيرا في الأندلس، فانتفع به خلق كثير، وكان جريئا في آرائه لهذا انفرد بمسائل جمة خالف فيها النحاة، ولم يتحاش تغليط سيبويه في الكتاب في "باب النعت" كما رأيت عند الكلام في ترجمة سيبويه، ومن مصنفاته المقدمات على كتاب سيبوبه، والترشيح، توفي بمالقة سنة 528هـ.
هو أبو الحسن علي بن أحمد، ولد بغرناطة وشب على حب الفضيلة والزهد في الدنيا وبرع في الشريعة والعربية فأكبره لذاته، بذل همته في النحو فشرح أمهات الكتب: إذ شرح كتاب سيبويه؛ والأصول لابن السراج، والمقتضب للمبرد، والإيضاح للفارسي، والجمل للزجاجي، والكافي للنحاس، توفي بغرناطة سنة 538هـ.
هو أبو عبد الله محمد بن أحمد بن هشام اللخمي، ولد في سبتة، ولما شدا1 مبادئ
ص135
اللغة والشريعة، انكب على التزايد فيهما حتى صنف مؤلفات، منها في النحو كتاب الفصول والجمل، توفي بسبتة سنة 570هـ.
هو أبو بكر محمد بن أحمد بن طاهر المشهور بالخدب ولد في إشبيلية ورحل إلى مراكش فدرس في "فاس" كتاب سيبويه وذاع اسمه وأقبل الناس عليه من الجهات النائية وله طرر على الكتاب توفي بفاس سنة 580هـ.
هو أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن اللخمي القرطبي، نشأ بقرطبة في بيت حسب محبا للعلم، فأخذ عن ابن الرماك في إشبيلية كتاب سيبويه تفهما وسمع عليه وعلى غيره من الكتب النحوية واللغوية والأدبية ما لا يحصى، وامتد نهمه إلى سائر العلوم من الأصول والهندسة وغيرهما، فكان وحيد عصره، وتولى رياسة القضاء في عهد أمير المؤمنين يوسف بن عبد المؤمن من دولة الموحدين.
ص136
هو أبو موسى عيسى بن يللبخت من قبيلة "جزولة" من قبائل البربر بمراكش نشأ بمراكش، ولما حج عرج على مصر فتلقى النحو عن ابن بري وقرأ عليه كتاب "الجمل" للزجاجي، وجرى فيها بحث نتج عنه مقال طويل جعله مؤلفا "المقدمة" للزجاجي، وقد عنى الناس بها، وفي كشف الظنون: "هي المسماة بالقانون، أغرب فيها وأتى بالعجائب، وهي في غاية الإيجاز مع الاشتمال على شيء كثير من النحو لم يسبق إلى مثلها" ثم عاد إلى المغرب وأخذ الناس عنه، حتى توفي بمراكش سنة 605هـ.
هو أبو الحسن علي بن محمد بن علي الحضرمي الإشبيلي، ولد في إشبيلية وأخذ عن ابن طاهر السابق ترجمته، ثم برز في العربية، ومن مصنفاته النحوية: شرح كتاب سيبويه أهداه إلى صاحب المغرب فمنحه ألف دينار، وشرح الجمل للزجاجي ومع طول باع المترجم في النحو وذيوع صيته في التدقيق وغزارة مؤلفاته كان في خلقه زعارة فلا عجب أن يندفع إلى منازلة السهيلي في المسائل المنوه عنها في ترجمته وأن يعدو على ابن مضاء في مناقضته لكتابه المذكور آنفا في ترجمته.
هو أبو علي عمر بن محمد المعروف بالشلوبيني(15)، ولد بإشبيلية، وأخذ عن السهيلي والجزولي وغيرهما، ثم انتهت إليه رياسة النحاة غير مدافع، بل تغالى معاصروه
ص137
ففضلوه على أبي علي الفارسي وبه انتهت دولة الأئمة المجتهدين، وكان مع هذا فيه غفلة وحكايته في ذلك غريبة، ومن مصنفاته النحوية: التوطئة، والتعليق على كتاب سيبويه، توفي بإشبيلية سنة 645هـ.(16)
هو أبو عبد الله محمد بن يحيى الخزرجي، من الجزيرة الخضراء، أخذ عن ابن خروف وغيره، وعني في تصنيفه بكتاب الإيضاح، فألف الإفصاح بفوائد الإيضاح والاقتراح في تلخيص الإيضاح، وغرر الإصباح في شرح أبيات الإيضاح توفي بتونس سنة 466هـ.
هو أبو العباس أحمد بن محمد، قرأ على الشلوبيني وأمثاله، ومهر في علوم اللغة العربية وصنف فيها، وله في النحو إملاء على كتاب سيبويه، ومختصر الخصائص لابن جني، وشرح الإيضاح، كان يقول: إذا مت يفعل ابن عصفوري في كتاب سيبويه ما شاء توفي سنة 647هـ.
ص138
______________________________
(1) نفح الطيب, الباب الأول من القسم الأول (القرآن والعلوم الشرعية بالأندلس).
(2) شرحه على الألفية, باب الموصول العائد المنصوب.
(3) المغني الباب الثاني, الجمل التي لها محل من الإعراب, الجملة الثالثة الواقعة مفعولاً.
(4) همع الهوامع باب الحال.
(5) المغني الباب الأول (غير).
(6) همع الهوامع باب التمييز.
(7) حاشيته في عطف النسق.
(8) همع الهوامع (تخفيف أن).
(9) شرحه على الألفية إعراب الفعل.
(10) شرحه على الألفية آخر باب إعراب الفعل, النواصب.
(11) انظر ترجمته في معجم الأدباء ج7/ ص213- 214.
(12) انظر ترجمته في معجم الأدباء ج18/ ص179- 184.
(13) انظر ترجمته في معجم الأدباء ج20/ 60- 61.
(14) السهيلي منسوب الى السهيل بلدة قريبة من مالقة فيها أهله واقاربه, وسمّيت بذلك لأن كوكب سهيل لا يرى في بلاد الاندلس إلا من جبل مطل عليها.
(15) نسبة الى شلوبين أو شلوبينية أو شلوبينية, وهي حصن في الأندلس (ياقوت الحموي- معجم البلدان) وقال صاحب القاموس: بلد في المغرب, وقال ابن خلكان في وفيات الاعيان: السلوبين: الأبيض الأشقر بلغة الأندلس.
(16) الشلوبيني بياء النسبة قال في معجم البلدان: (شلوبين أو شلوبينية: حصن بالأندلس) وقال في القاموس: (شلوبين أو شلوبينية: بلد بالمغرب), وقال في وفيات الأعيان (الشلوبين: الأبيض الأشقر بلغة الاندلس), وروى بغير النسبة والباء على كل مشوبة بالفاء لأنها أعجمية.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|