المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16657 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


النصّ والقارئ والسياق‏  
  
2302   06:55 مساءاً   التاريخ: 2-03-2015
المؤلف : خلود عموش
الكتاب أو المصدر : الخطاب القرآني
الجزء والصفحة : ص66-68.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / مواضيع عامة في علوم القرآن /

" إنّ القصيدة تقع في مكان ما بين الكاتب والقارئ ". إليوت‏ يبرز دور المتلقّي أو السامع واضحا في كتابات البلاغيّين العرب، فالخطيب يجب أن يعرف الأحوال النفسيّة للسامعين حتى يجعل خطبته مؤثّرة فيهم. وكأنّهم يوجبون على الخطيب المعرفة الدقيقة بعلم النفس، حتى يستطيع المطابقة بينهم وبين كلامه والموضوع الذي يتحدّث فيه. وقد فاق اهتمامهم بالمخاطب أيّ اهتمام آخر؛ فالمتكلّم مثلا لم يظفر بمثل هذا الاهتمام باعتبار أنّ البلاغة مراعاة لمقتضى الحال.

والحال عندهم هي حال المخاطب لا المتكلّم، لأن ليس من المتصوّر عقلا ودينا أن يتناول هؤلاء المنظّرون القرآن باعتبار مصدره ولذا اتّجهت مباحثهم إلى ناحية المتلقّي، ومحاولة ربط الأسلوب بظروفه الاجتماعيّة والدينيّة، ومن هذا المنطلق رفض القدماء كثيرا من المطالع الشعريّة لأنّها لم تتوافق مع طبيعة المتلقّي ومن ذلك قول الأخطل لعبد الملك بن مروان :

خفّ القطين فراحوا منك أو بكروا فقال له عبد الملك  :  بل منك، وتطيّر من قوله فغيّرها الأخطل وقال : (خفّ القطين فراحوا اليوم أو بكروا). «1» وعلّق على ذلك ابن الأثير بقوله : " وذلك لأنّ مقابلة الممدوح بهذا الخطاب يجلب كراهيته" «2».

وابن رشيق في دراسته للنسيب في مطلع القصيدة الشعريّة يحاول تعليله بما يربطه بمتلقّي الشعر لا بقائله،" وللشعراء مذاهب في افتتاح القصائد بالنسيب، لما فيه من عطف القلوب، واستدعاء القبول بحسب ما في الطباع من حبّ الغزل والميل إلى اللهو بالنساء" «3».

وبالمثل أيضا درسوا خاتمة القصيدة الشعريّة من خلال توافقها مع المتلقّي، فيرى العلوي أنّ من الواجب تضمّن هذا الختام معنى تامّا يؤذن السامع بأنّه الغاية والمقصد والنهاية. «4»

وعبد القاهر الجرجاني في تحليله للعلاقات النحويّة يميل إلى ربطها بالمتلقي، بل يجعل مهمّة الناظم هادفة إلى توصيل المعنى إلى السامع باعتبار تواجده في عمليّة النظم تواجدا بيّنا يقول : " وليت شعري هل يتصوّر وقوع قصد منك إلى معنى كلمة من دون أن تريد تعليقها بمعنى كلمة أخرى، ومعنى القصد إلى معنى الكلم أن تعلم السامع بها شيئا لا يعلمه، ومعلوم أنّك أيّها المتكلّم لست تقصد أن يعلم السامع معاني الكلم المفردة التي تكلّم بها، فلا تقول خرج زيد لتعلمه معنى (خرج في اللغة) ومعنى (زيد) كيف، ومحال أن تكلّمه بألفاظ لا يعرف هو معانيها كما تعرف". «5»

ويمكن تأكيد هذا المفهوم لدى عبد القاهر الجرجاني إذا ما رأيناه يربط الصياغة بالمتلقي، ويجعل تغيّر هذه الصياغة مرهونا بالحالة الإدراكيّة له، ويستشهد على ذلك بالحوار الذي دار بين أبي العبّاس والكندي الذي قال :  إني لأجد في كلام العرب حشوا، فقال له أبو العبّاس :  في أيّ موضع وجدت ذلك؟ فقال :  أجد العرب يقولون :  عبد اللّه‏ قائم، ثمّ يقولون إنّ عبد اللّه قائم، ثمّ يقولون :  إنّ عبد اللّه لقائم، فالألفاظ متكرّرة والمعنى واحد. فقال أبو العبّاس : بل المعاني مختلفة لاختلاف الألفاظ، فقولهم :  عبد اللّه قائم إخبار عن قيامه، وقولهم : إنّ عبد اللّه قائم، جواب عن سؤال سائل، وقولهم :  إنّ عبد اللّه لقائم :  جواب على إنكار منكر قيامه، فقد تكرّرت الألفاظ لتكرّر المعاني. «6»

ونجد السكّاكي يحدّد المعاني تحديدا قائما على اعتبار المتلقّي العنصر الأساسي في العمليّة الإبداعيّة. فالمخاطب إمّا أن يكون خالي الذهن، وإمّا أن يكون متردّدا في الحكم وإمّا منكرا له، وقد يخرج الكلام على خلاف مقتضى الظاهر فيجعل غير السائل وهو خالي الذهن كالسائل، وقد يجعل غير المنكر للمنكر وقد يجعل المنكر كغير المنكر «7». فذهن المتلقّي وطبيعته واردة في جلّ مجالات الدراسة البلاغيّة من خلال هذا الإطار الإدراكي المشترك بينه وبين المبدع، وفي كلّ حالة من الحالات يراعي المبدع ذلك، من خلال استخدام أدوات لغويّة معيّنة تناسب هذا المتلقّي، كأدوات التوكيد مثلا مراعاة لمقتضى الحال، ومناسبة للمخاطب. ويتأثّر الأسلوب تبعا لهذا، كما ورد في عبارة السكّاكي الماثلة في مطلع هذا الموضوع،" فمقام التشكّر يباين مقام الشكاية، ومقام التهنئة يباين مقام التعزية ... ومقام المدح يباين مقام الذمّ، ومقام الترغيب يباين مقام الترهيب، ومقام الجدّ يباين مقام الهزل، وكذا مقام الكلام ابتداء يغاير مقام الكلام بناء على الاستخبار ... ولكلّ ذلك مقتضى غير مقتضى الآخر" «8».

ويمتدّ هذا المقام- عند البلاغيّين- عبر جزيئات الصياغة بحيث يكون لكلّ كلمة مع صاحبتها مقام، ولكلّ حدّ ينتهي إليه الكلام مقام، ونحن نلحظ دقّة السكاكي عند ما عرض لأداء المعنى الواحد بطرق متعدّدة، فقد لاحظ أنّ تغيّر الصياغة لا بدّ أن يتبعه تغيّر في المعنى العام بالزيادة أو النقصان، أو بالوضوح والخفاء بل إنّ اتفاق الجملتين‏ المختلفين تركيبا في الدلالة أمر ممتنع عقلا، حتى بالدلالات الوضعيّة فضلا عن الدلالات العقليّة، وهو في ذلك يطبّق مقولة الحال والمقام على مستوى الموقف الاجتماعي، أو على مستوى الصياغة وما بين جزئياتها من علاقات.

ويعدّ مبحث الالتفات من المباحث التي تصل بين المخاطب والمخاطب، وله صلة بتنويع الأسلوب بحسب السياق، فهذا الزمخشري يلحظ أنّ العدول من أسلوب إلى أسلوب في الالتفات فيه " إيقاظ للسامع وتطرية له بنقله من خطاب إلى خطاب تنشيطا له في الاستماع" «9».

______________________ 

(1) ابن الأثير، المثل السائر، 2/ 88.

(2) نفسه.

(3) ابن رشيق القيرواني/ العمدة/ ج 1/ ص 150.

(4) العلوي/ الطراز/ ج 3/ ص 185.

(5) دلائل الإعجاز ، ص 73.

(6) دلائل الإعجاز ، ص 375.

(7) السكّاكي ، مفتاح العلوم، ص 7.

(8) نفسه ، ص 2.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .