إن الحديث عن الثقافة الرقمية Digital يفرض نفسه أيفتا عند الحديث عن التخطيط الاستراتيجي الذي يتم مهاجمته بضراوة، على أساس أنه تخطيط تائم على تنفيذ فعاليات على مدى طويل، وأنه يحد من الابتكار وتبني أفكارا متحدثة Innovations، ولا يأبه للمتغيرات، ويحد من حرية العمل، لكن سرعان ما ظهرت الثقافة الرقمية ممثلة في الشبكة الدولية للمعلومات (الانترنت)، وصرنا نعيش ثقافة الكمبيوتر. . . وهو جهاز رقمي يوفر إمكانية الحصول على المعلومات وتداولها بسرعة فائقة. . . والمعلومات تثمل بالضرورة تكنولوجيا العصر، بحيث لا يكفي اليوم أن نقول إننا نعيش عصر المعلومات وعصر تفجر المعلومات، بل ينبغي أن نعترف بأننا نعيش ثورة من نوع جديد هي الثورة الرقمية، والثقافة الرقمية، ومنها ثقافة الكمبيوتر والإنترنت التي أصبحت أداة رقمية للحصول على المعلومات، وأصبح العالم بين أطراف أصابعنا، وهكذا ظهر البريد الإلكتروني E.Mail، والكاميرات الرقمية والنشر الرقمي. بالإضافة إلى التليفون الخلوي المحمول؛ الذي تم تزويده اليوم بكاميرات رقمية، وكاميرات فيديو، وعرض فيديو، وتسجيل صوتي مع إمكانية الربط بينه وبين الكمبيوتر الشخصي Lap Top، بالإضافة إلى شاشة عرض؛ ولذلك يمكنا القول بأن التخطيط بكافة أشكاله، لا بد أن يضع المخططون في اعتبارهم هذه الثورة الرقمية في مجالات عديدة، وتشمل الحصول على المعلومات وتبادلها والاحتفاظ بها، وتشمل رسم صورة المستقبل، بل تشمل قبول أو رفض استراتيجية أو سياسة معينة، طبقا للممارسة العلمية، وفعاليات الرأي العام، مما جعل التخطيط الاستراتيجي عرضة للتغيير والتبديل والتعديل بالإضافة والحذف طبقا للنتائج والاستبيانات التي يمكن إجراؤها عن طريق الكمبيوتر. والمعلومات التي يتم الحصول عليها من الإنترنت، مما يجعل الكمبيوتر عاملا فاعلا في بناب الاستراتيجيات وتغييرها أو تعديلها أو إلغاء.

ولنا أن نقول: إن المخططين لا بد أن يستعينوا بالكمبيوتر في تحديد الاستراتيجيات، وفي رسم السياسة وفي وضع الخطط، وهم أيضا يتوصلون إلى الاستراتيجيات في حالة الطوارئ، وهذه وظيفة من وظائف الإدارة اسيا. والإدارة الوسطى التي تحتاج دانتا إلى مؤزارة المخططين، وهناك أيفتا مهمة التحليل بتوظيف جمع أدوات الإدارة وبحوث المعلومات بحيث يتم تحليل المعلومات وتقديمها للإدارة على طبق من ذهب لاستعمالها في صياغة الاستراتيجية(1). وجميعها عمليات يلعب فيها الكمبيوتر والثقافة الرقمية دورا فاعلا لا يمكن الاستغناء عنه.

ولهذا نقول: إن المخططين لا بد أن يضعوا في اعتبارهم هذه الثورة الرقمية، وإن كانت تواجه اليوم بتحديات عديدة، لعل أهمها أن الدولة يمكن أن تحكم بشكل أو بآخر بأسلوب تدفق المعلومات، بينما يلعب رأس المال كقوة ضغط دورا لا يقل خطورة عن دور الدولة ذاتها. وهذا بذاته يضعه المخططون دائما في اعتبارهم، وهم يحددون استراتيجيتهم بعقل مفتوح، وفكر جيد.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) مرجع سابق The Rise and Fall of Strategic Planning .