ونترك المعارضين للتخطيط الاستراتيجي الذين ينادون بسقوطه بعد أن عرضنا حججهم، ونسجل للرأي الآخر الذي يقول إن التخطيط الاستراتيجي ضرورة: ونقول معهم إن التخطيط الاستراتيجي ضرورة طالما أننا لا ننظر إليه من خلال مفهومنا عن القانون، إذ يجب أن تتم مناقشته والتعمق في آثاره. وتحديد إيجابياته وسلبياته، وأن يكون تخطيطنا مرئا، قابلا للتعديل والتطوير والإلغاء، طبقا للمتغيرات القائمة، وليس معنى هذا أننا ستتجاهل التخطيط أو نجعله عرضة للتغيير أو التبديل أو الإلغاء بشكل عشوائي أو ارتجالي ودون أن تكون هناك أسبابا موضوعية، فالتخطيط له احترامه ومكانته، وهو أمر واقع لا يمكن الاستغناء عنه، فنحن أحوج ما نكون لوجود نظرة مستقبلية شاملة وتحقيق أهداف سبق تحديدها بدقة من أجل صالح المؤسسة. . . أي مؤسسة؛ ولهذا ينبغي أن يكون وضع الاستراتيجية قائما على أس علمية راسخة، لكي لا يحتاج الامر إلى إجراب تغيير مريع . الذي يمكن أن يتم اللجوء إليه عند الضرورة القصوى التي يكون فيها التخطيط الاستراتيجي عقبة أمام تحقيق ما هو أفضل. وهذا لا يعني أيفتا التوقف عن التخطيط بعيد المدى وأن' نلجأ إلى تحديد تخطيط قصير المدى، ومع ذلك فنحن في حاجة ماسة إلى كليهما، ونكون بذلك مع القول بأنه: «مهما بلغت دقة خطط التفكير الاستراتيجي، فإن المتقبل قد يأتي بأشياء مخالفة تمات عما كان يتوقعه الخبراء الاستراتيجيون، والسياسة والخطط والبرامج بذلك تعتبر مرحلة لاحقة تأتي بعد استكمال التخطيط الاستراتيجي))(١).

وهكذا نخلص إلى القول بأن [التخطيط الاستراتيجي] ضرورة لا غنى عنها إذا أردنا تحقيق أقصى درجات النجاح في إدارة أي مؤسسة مهما كانت طبيعة نشاطها مع الاستعداد للتصدي بفاعلية لما يعترض حسن سير العمل فيها من عقبات وأزمات نائمة أو أزمات ساخنة طالما أننا نتجنب ما ذكره المنادون بسقوط التخطيط الاستراتيجي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) التخطيط الاستراتيجي - مرجع سابق.