يوجد في العراق الكثير من الينابيع قد يصل عددها أكثر من (300 ينبوع) و لا توجد إحصائية دقيقة ، حيث يتركز معظمها في المناطق الجبلية (شمال وشمال شرق العراق) وهناك العديد منها يصعب الوصول اليها بسبب وعورة أماكن تواجدها ووضعها الطبوغرافي . باقي الينابيع منتشرة في اماكن التلال والسهول وقسم منها يوجد في نطاق موازي للضفة اليمنى لنهر الفرات (من حديثة الى مدينة السماوة) ويعود هذا النطاق الى الإقليم الصحراوي . في  مناطق الجبال العالية من العراق تشكل الينابيع مصدر مهم للمياه لتدفقها المتواصل طيلة أيام السنة ونوعية مياهها الجيدة .

الينابيع في العراق تعود الى تكوينات جيولوجية مختلفة تتراوح من العصر الاوردفيزي الى العصر الحديث ، وتتدفق من أنواع مختلفة من الصخور وخاصة الصخور الرسوبية ، بينما التي تتدفق من الصخور النارية والمتحولة فهي محصورة فقط في إقليمي التقعر بين اللابركاني والبركاني العائد الى الرصيف الغير مستقر .

تختلف الينابيع في العراق طبقاً لخصائصها الهيدروجيولوجية والهيدروكيمياوية والفيزيائية بالاعتماد على مصدر الينابيع والوضع الجيولوجي لها ، أضافة الى مواقعها من حيث البعد والقرب من مصادر التموين أو التغذية . فهي عموماً ذات تدفق متغير ومياهها ذات اختلاف كيمياوي وفيزياوي (من حيث التركيب وكمية الاملاح المذابة) .

الينابيع المتدفقة من الصخور النارية والمتحولة تعطي مياه عذبة ، ملوحتها (1000ملغم/لتر) ذات نوعية كيمياوية (بيكاربونات) ، التدفق (معدل التصريف) يتراوح بين أقل من ( 1-70 لتر/ثا) .

أما الينابيع المتدفقة من ترسبات العصر الرباعي بمعدل تصريف واطيء (أقل من 1 لتر / ثا) وتعطي مياه ذات ملوحة تتراوح بين (1300 – 1850 ملغم/لتر) ونوعية كيمياوية متغيرة .

أما الينابيع المتدفقة من مجموعة الصخور الكاربونايتية في مناطق التلال والجبال تعطي بصورة عامة مياه عذبة (ملوحة أقل من 1000ملغم/لتر) ونوعية مياه كيمياوية (بيكاربونات) و (كبريتات) في حالات نادرة ، معدل تصريفها يتراوح بين (1- 8000لتر/ثا) .

أما ينابيع الصخور الكاربونايتية العائدة للإقليم الصحراوي ، ملوحتها متغيرة بين (2000 – 4000ملغم/لتر) وفي حالات استثنائية بين (5000-12500ملغم/لتر) وهي من نوعية المياه الكيمياوية أما (مختلطة أو كبريتية او كلوريدية) . النوعية الكلوريدية مصاحبة للمياه ذات الملوحة العالية والتي تعطي مؤشر أنها من مصادر عميقة أو سحيقة تحت الأرض . ينبعث غاز كبريتيد الهيدروجين السام من بعض ينابيع الإقليم الصحراوي ، معدل تصريف مياه ينابيع أقليم الصحراء يتراوح بين (1–200 لتر/ثا) .

أما ما يتعلق بالينابيع المتدفقة من مجموعة المتبخرات فمعظمها يعود الى تكوين الفتحة (الفارس الاعلى) ، هذه الينابيع تكون  ملوحة مياهها تتراوح بين (1800 – 2500 ملغم/لتر) ونوعيتها الكيمياوية (كالسيوم – كبريتات) ، وتصل ملوحتها في بعض الأحيان (25000ملغم / لتر) وهي من نوع (صوديوم – كلوريد) لأنها ذات منشأ عميق او سحيق تحت الأرض ، ونادراً ما تكون ملوحتها في حدود (1000ملغم/لتر) وهي من نوع الكبريتات في تلك الاعماق . معدل تصريف مياهها يتراوح بين (1- 30 لتر/ثا) وقد يصل في اماكن معينة الى (200لتر/ثا) .

أما الينابيع المتدفقة من تكوينات الرصيص والصلصال الجيري وحجر الرمل والطفل (تكوينات الفارس الاعلى والبختاري والدبدبة) مياهها عذبة حيث نسبة الملوحة فيها (1000ملغم / لتر) وهي مياه من نوع بيكاربونات .