المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16634 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تفسير{اياك نعبد واياك نستعين}
2024-06-24
تفسير{مالك يوم الدين}
2024-06-24
تفسير{الحمد لله رب العالمين}
2024-06-24
تفسير{بسم الله الرحمن الرحيم}
2024-06-24
تفسير الاستعاذة
2024-06-24
كيفية التلاوة وآدابها
2024-06-24

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


موضوع الخطاب  
  
1992   07:44 مساءاً   التاريخ: 27-02-2015
المؤلف : خلود عموش
الكتاب أو المصدر : الخطاب القرآني
الجزء والصفحة : ص254-256.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / مواضيع عامة في علوم القرآن /

نقصد به هنا تلك البنية الدلاليّة التي تصبّ فيها مجموعة من الآيات بتضافر مستمر عبر متواليات قد تطول أو تقصر، وحسب ما يتطلّبه الخطاب من إيجاز أو إطناب أو شرح أو ......، ويعبّر المفسّرون عن موضوع الخطاب من خلال تحليلاتهم وتفسيراتهم التي تكشف عن وجود هذا المفهوم في أذهانهم وهم يمارسون التفسير، وللتدليل على أنّ المفسّرين كانوا على وعي بانتظام الخطاب في موضوعات نقدّم هنا بعض المقتطفات.

يقول الرازي : " اعلم أنّه سبحانه وتعالى لما تكلّم في دلائل التوحيد والنبوّة والمعاد إلى هذا الموضع (أي الآية 27)، فمن هذا الموضع الآية (28) إلى قوله { يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم } أخذ في شرح النعم التي عمّت جميع المكلّفين وهي أربعة" «1». وهذا يعني أنّ الرازي كان يتصوّر النصّ القرآني موضوعات خطابيّة مرتّبة بطريقة مقصودة فمن هذا النصّ يمكن استخراج موضوعين خطابيّين تتمحور حولهما الآيات. وهما :  دلائل التوحيد والنبوّة والمعاد (الآيات من 1- 27) ، والثاني من (28- 39) وهو النعم العامّة لسائر المكلّفين. بل إنّ الرازي يلحّ- من خلال تذكيره المستمر- على أنّ الآيات منظّمة في مواضيع خطابيّة، وذلك حين ينتهي من تفسير ما تعلّق بهذا الموضوع أو ذاك مشيرا إلى الموضوع اللاحق يقول مثلا : " اعلم أنّه سبحانه وتعالى لمّا أقام دلائل التوحيد والنبوّة والمعاد أولا ثم عقّبها بذكر الإنعامات العامّة لكلّ البشر، عقّبها بذكر الإنعامات الخاصّة على أسلاف اليهود ...، وإذ قد حقّقنا هذه المقدّمة فلنتكلّم في التفسير بعون اللّه" «2». بل إنّه يستخدم عبارة واضحة الدلالة على مصطلح موضوع الخطاب، فيضع عنوانا جانبيّا خلال شرحه لهذه الآيات هو" القول في إقامة الدلالة على التوحيد والنبوّة والمعاد" ويذكر الموضوع الرئيسي، وموضوعاته الفرعيّة، فمثلا في‏ الموضوع الأول وهو دلائل التوحيد والنبوّة والمعاد، ذكر موضوعا منبثقا عنها، وهو مذاهب المختلفين في مسمّى الإيمان، ثم في موضوع الإنعام ذكر أنواعه على سبيل الإجمال، ثم فرّع ذلك، وشرع في تعديد تلك النعم على سبيل التفصيل، وربط ذلك بالموضوع الرئيس للقرآن الكريم، وهو تحصيل الاعتقاد لدى المخاطب، والدعوة إلى الإيمان يقول : " ومن تأمّل وأنصف علم أنّ هذا هو النهاية في حسن الترتيب لمن يريد الدعوة وتحصيل الاعتقاد في قلب المستمع" «3».

وحين يفسّر الآية { وَ بَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ ...} يسارع إلى ربط ذلك بما قبله يقول : " اعلم أنّه سبحانه وتعالى لما تكلّم في التوحيد والنبوّة تكلّم بعدهما في المعاد، وبيّن عقاب الكافر وثواب المطيع" «4». وهذا شأنه في كلّ موضوع يظن أنّه منفصل عن الموضوع الرئيس للسورة. يربطه بما قبله ربطا واضحا ممّا لا يدع مجالا للشكّ أنّ الرازي واع تماما إلى أنّ النصّ القرآني من حيث التنظيم يسير وفق موضوعات خطابية، أي أنّ غياب التنصيص على المفهوم لا يعني عدم توظيفه ، خاصّة إذا أخذنا بعين الاعتبار مدلول (المقدّمات) لدى القدماء.

وإذا كان هذا حال الرازي فإن ابن عاشور لا يكاد يخرج عن هذه القاعدة، فقد قدّم هذا العالم سورة البقرة قائلا : " هذه السورة مترامية أطرافها، وأساليبها ذات أفنان ...

ومعظم أغراضها ينقسم إلى قسمين :  قسم يثبت سموّ هذا الدين على ما سبقه وعلوّ هديه وأصول تطهيره النفوس، وقسم يبيّن شرائع هذا الدين لأتباعه وإصلاح مجتمعهم" «5». فابن عاشور قبل الشروع في التفسير يقدّم السورة على شكل موضوعين عامين جدا تتمحور حولهما، لكنّه لا يقف عند هذا الحدّ ، بل يشير كلّما دعت الحاجة إلى ذلك، إلى الموضوعات الصغرى التي تندرج من موضوع عام، مثال ذلك قوله قبل الشروع في تفسير الآية (40) " انتقال من موعظة المشركين إلى موعظة الكافرين من أهل الكتاب، وبذلك تتمّ موعظة الفرق المتقدّم ذكرها ..." «6». وهذا ما نجده أيضا عند الزمخشري في الكشاف من خلال ربط الموضوعات جميعا بموضوع الإيمان واختلاف الناس حوله في فرق ثلاث. وعند الطبري كذلك إشارات واضحة إلى تكامل الخطاب في المقدّمة، وأيضا في الربط بين الآيات والموضوعات الفرعية للسورة الكريمة ، ابتداء من الحديث عن الكتاب " ذلك الكتاب " وأقسام الناس بالنسبة إليه حتى منتهى السورة.

ومن الأمثلة الواضحة على هذا الانتباه للتنظيم والترتيب في موضوع النصّ في تعليق الرازي على الآية { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللَّهِ ...} ، قال : " وعندي فيه وجه خامس وهو أقرب إلى رعاية النظم" «7». ويرجّح أن هذا التأويل أولى ممّا قبله، وذلك لأنّ اللّه تعالى لم يذكر في الآيات السابقة على هذه الآية إلّا قبائح أفعال اليهود والنصارى، وذكر أيضا بعدها قبائح أفعالهم فكيف يليق بهذه الآية الواحدة أن يكون المراد منها قبائح أفعال المشركين في صدّهم الرسول عن المسجد الحرام، وأما حمل الآية على سعي النصارى في تخريب بيت المقدس فضعيف أيضا على ما شرحه الرازي، ثم يذكر وجوه اتّصال هذه الآية بما قبلها تحت عنوان (في كيفية اتّصال هذه الآية بما قبلها وجوه) «8». ثم يذكر وجوه الاتّصال الموضوعي بين الآيات. وفي تفسيره للآية { بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} يعتبر الرازي أنّ هذه الآية هي تمام لقوله { بل له ما في السموات والأرض}. قال" فبين بذلك كونه مالكا لما في السموات والأرض، ثمّ بيّن بعده أنّه المالك أيضا للسماوات والأرض، ثمّ إنّه تعالى بيّن أنّه كيف يبدع الشي‏ء فقال : { وإذا قضى أمرا فإنّما يقول له كن فيكون} «9».

وبشكل عام أشار المفسّرون إلى الموضوعات الفرعية التالية في سورة البقرة :

1- الكلام في التوحيد والنبوّة والمعاد.

2- النعم العامة لسائر البشر.

3- النعم الخاصة ببني إسرائيل وأسلافهم.

4- قبائح أفعال اليهود والنصارى والمشركين سابقا وأفعالهم مع الرسول الكريم- صلى اللّه عليه وآله وسلّم-.

5- أحوال إبراهيم عليه السلام.

6- الأحكام.

___________________

(1) تفسير الرازي، 3/ 30.

(2) نفسه ، 3/ 30.

(3) تفسير الرازي، 3/ 29.

(4) نفسه ، 3/ 123.

(5) التحرير والتنوير، 1/ 203

(6) التحرير والتنوير، 1/ 206.

(7) تفسير الرازي ، 4/ 9.

(8) نفسه 4/ 11.

(9) نفسه ، 4/ 12




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .