أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-30
1529
التاريخ: 9-11-2014
2349
التاريخ: 9-05-2015
2388
التاريخ: 5-05-2015
6955
|
فلقد فسّر وطبق القرآن الكريم وآياته عمليا وذلك بالجهاد ونيل الشهادة
، حتى يضرب للأمة أن تحرير الدين ومن ثم الإنسان لا يكون إلا بحفظ بيضة الإسلام !
وهويمثل دور جده صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وامتداد رسالته المباركة حيث أعطى
للأمة منهاجا محمديا في مقابل التخذيل الجاهلي الذي يلبس لبوس الإسلام والسكوت على
الظلم والانحراف ووجوب إطاعة الحاكم الغالب وإن كان فاجرا أومفسدا ... الخ.
فقال الحسين عليه السّلام : «إنا أهل بيت النبوة ، ومعدن الرسالة ، ومختلف الملائكة ، ومحط الرحمة، وبنا فتح اللّه وبنا ختم ، ويزيد رجل فاسق شارب الخمر، وقاتل النفس المحرمة معلن بالفسق ، ومثلي لا يبايع مثله» (1).
وهكذا أصبح دمه ثورة تدوي في التاريخ ،
لإيقاظ الناس بالتمسك بالإسلام الحق لا الانجرار خلف دين الملوك وانحرافاتهم
بشعاراتهم المظللة.
الأمر الذي تلاعبت بالسنة والتفسير خصوصا
والذي مثل تبرير الظلم ومخالفة مبادئ الإسلام! وقد شخص الحسين عليه السّلام انحراف
عصابة بني أمية الغاشمة للأمة والمظللة لها بقوله : «إن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان ، وتركوا طاعة الرحمن وأظهروا الفساد وعطلوا
الحدود واستأثروا بالفيء» (2).
وهكذا نسخت السنة ، وحجبت الحقائق بسنة
الحكام، وذلك بإسكات كل صوت لأهل الحق ، وكل تفسير حق، واستعاضتها بتفاسير وعاظ
البلاط، فقد قال الفرزدق للإمام الحسين عليه السّلام في وصف الأمة المسلمة : «قلوبهم معك وسيوفهم عليك» (3).
هذا بالإضافة إلى التبذير والإسراف والتلاعب
بالأموال الذي يمثل تكملة الامتداد الانحراف ومخالفة الكتاب والسنة، وذلك بشراء
ضمائر المرتزقة من وعاظ ومؤيدين، عند ما خاطب الحسين عليه السّلام الأمة التي غشها
حاكمها الفاسق : «يا
هؤلاء اسمعوا يرحمكم اللّه ما لنا ولكم ... قالوا خفنا العطاء ؟! قال عليه السّلام : ما عند اللّه من العطاء خير لكم» (4).
ومرجعية الإمام الحسين عليه السّلام كانت
واضحة حتى لمنافسيه مثل ابن الزبير . فقد روى الحافظ عبد البر عن عبد اللّه بن
شريك عن بشر بن غالب ، قال سمعت ابن الزبير وهويسأل الحسين بن علي، ما تقول في
فكاك الأسير على ما هو (5) ؟
وهكذا مثلت أمثال هذه الحوادث المنحى الخطير
في تراث الأمة، فكان الارتزاق وعطاء الحاكم، يحرفهم عن حقائق السنة والتفسير، إلى
حيث سنة الحاكم ومراداته الأمر الذي كان له التأثير السيئ على تفاسير القوم من ذلك
السلف إلى من جاء بعدهم من الخلف، بحيث أصبح ما يأتي من الصحاح والبينات عن أهل
بيت النبوة منكرا واعتبروه شاذا وغريبا ، لأنهم ما سمعوا ذلك من سلفهم ورجالهم ؟!
وأخيرا يحدثنا التاريخ والواقع عن الحملة المتعسفة الجائرة من قبل معاوية وابنه ضد
الحسنين وذلك لمحوآثارهما من النصوص والنفوس عند الأمة !! ولوكلّف نفسه أي مسلم
لعرف مدى التجني والغش الذي مورس بحق أهل بيت النبوة عليهم السّلام ؟!!
__________________
(1)
الفتوح- ابن الأكثم 5/ 17.
(2) البلاذري في تاريخه 2/ 171، ابن الأكثم
5/ 144، الطبري 4/ 304.
(3) تاريخ الطبري 4/ 290، تاريخ ابن أكثم 5/
124، الأخبار الطوال للدينوري- ص 245.
(4) طبقات ابن سعد - تراثنا- العدد العاشر ص
178.
(5) الاستيعاب، ابن عبد البر المجلد الأول آخر ترجمة الحسين عليه السّلام.
|
|
كل ما تود معرفته عن أهم فيتامين لسلامة الدماغ والأعصاب
|
|
|
|
|
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية يصدر العدد 112 من مجلة حيدرة للفتيان
|
|
|