أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-03-2015
1396
التاريخ: 27-03-2015
6481
التاريخ: 27-02-2015
9623
التاريخ: 27-03-2015
6110
|
اشتهر بلقبه سيبويه(1) ، وهو لقب اعجمي يدل على اصله الفارسي ، واسمه عمرو بن عثمان بن قنبر، من موالي بني الحارث بن كعب ، ولد بقرية من قرى شيراز تسمى البيضاء ، وفيها أو في شيراز تلقن دروسه الأولى ، وطمحت نفسه للاستزادة من الثقافة الدينية، فقدم البصرة وهو لا يزال غلاماً ناشئاً ، التحق بحلقات الفقهاء والمحدثين ، ولزم حلقه حماد بن سلمة ابن دينار المحدث المشهور حينئذ ، وحدث أن لفته الى أنه يلحن في نطقه ببعض الأحاديث النبوية ، فصمم على التزود أكبر زاد بشئون اللغة والنحو ، ولزم حلقات النحويين واللغويين وفي مقدمتهم عيسى بن عمر والأخفش الكبير ويونس ابن حبيب ، واختص بالخليل بن أحمد ، وأخذ منه كل ما عنده في الدراسات النحوية والصرفية ، مستملياً ومدوناً ، واتبع في ذلك طريقتين : طريقة الاستعلاء العادية ، وطريقة السؤال والاستفسار ، مع كتابة كل إجابة وكل رأى يدلى به وكل شاهد يرويه عن العرب ، وبذلك احتفظ بكل نظراته النحوية والصرفية .
ص57
ولم تذكر كتب التراجم أنه رحل الى البادية في طلب اللغة والسماع عن العرب ومشافهتهم ، غير ان ما يتردد في كتابه من مثل قوله : "سمعنا بعض العرب يقول " و " سمعنا العرب تنشد هذا الشعر " و " سمعنا من العرب " وهو " كثير في جميع لغات العرب " و " عربي كثير " و " عربي جيد " و " قد سمعناهم " و " قال قوم من العرب ترضى عربيتهم " و " سمعنا من العرب من يوثق بعربيته " يدل - في رأينا - على انه رحل الى بوادي نجد والحجاز مثل استاذه الخليل .
والكتاب يفيض بسيول من أقوال العرب وأشعارهم ، لايرويها عن شيوخه ، وهي بدورها تؤكد ، بل تحتم ، أنه رحل الى ينابيع اللغة والنحو يستمد منها مادة وعتادا فصيحاً صحيحاً بشاراته في النطق وهيآته .
ولما توفي الخليل خلقه - على مايظهر - في حلقته ، إذ نجد كتب طبقات النحاة تنص على طائفة من تلاميذه مثل الأخفش الأوسط وقطرب ، وأكب حينئذ على تصنيف الكتاب ، وسرعان ما أخذ نجمة يتألق لا في البصرة دار النحو فحسب ، بل أيضاً في بغداد ، ورحل إليها طامحاً الى الشهرة في حاضرة الدولة ، وحدث أن التقى بالكسائي مقرئ الكوفة ومؤدب الأمين بن الرشيد ، وكان ذلك في دار يحيى البرمكي ، وقيل بل في دار الرشيد ، ويقال إنه لقيه قبل الكسائي بعض أصحابه : الأحمر وهشام والفراء ليوهنوا منه . ولم يلبث صاحبهم أن تعرض له بالسؤال في المسالة الزنبورية ، إذ قال له كيف تقول : " قد كنت أظن ان العقرب أشد لسعة من الزنبور فإذا هو هي ، ولا يجوز النصب . قال الكسائي لحنت ، العرب ترفع ذلك كله وتنصبه . فدفع سبيويه قوله، وطال بينهما الجدال ، وكان بالباب نفر من عرب الحطمة النازلين ببغداد ، ممن ليسوا في درجة عالية من الفصاحة ، فطلب الكسائي سؤالهم ، ولما سئلوا تابعوه في رأيه . فانكسر سيبويه كما يقول الرواة ، وإن كنانتهم قولهم ، لأن الحق كان في جانبه ، لما يقتضيه القياس في هذا الموضع ، ولأنه يطرد الرفع فيه في آي الذكر الحكيم من مثل : (ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين) فإنما هي زجرة واحدة) (فإذا هم خامدون) وكأنها هي وما بعدها مبتدأ وخبر . أما النصب فيكون على الحالية
ص58
وتوجيهه ضعيف . وكان سيبويه ونحاة البصرة يهدرون ما يجري على لسان عرب الحطمة لما دخل على سلائقهم من ضعف بسبب إقامتهم في الحاضرة ، بل لقد كانوا يهدرون ما جاء على ألسنة بعض البدو من لغات شاذة لا تجري مع القياس المستنبط من كثرة ما يدور على ألسنة الفصحاء كالجر بلعل والجزم بلن . ولا بد أن سيبويه شرح ذلك في حواره ومناظرته مع الكسائي ، وإن كان الرواة للحادثة لم يدونوه . ويقال إن يحيى البرمكي أجازه بعشرة آلاف درهم .
ويظهر أنه لم تطب له الإقامة ببغداد فولى وجهه نحو موطنه ، غير أن الموت عاجله في شيراز ، وقيل في همذان أو ساوة ، واختلف الرواة في تاريخ وفاته ، والأرجح أنه توفى سنة 180 للهجرة .
_____________________
(1) انظر سيبويه في مراتب النحويين ص 65 والسيرافي ص 48 والزبيدي ص 66 ومجالس العلماء للزجاجي ص 8 ، 154 ومقدمة تهذيب اللغة الأزهري ، والفهرست لابن ابن النديم ص 82 ونزهة الألباء ص 60 وتاريخ بغداد 12 / 195 ومعجم الأدباء 16 / 114 وابن خلكان في عمرو ، وإنباه الرواة 2 / 346 وروضات الجنات ص 502 وتاج العروس 1 / 305 وبغية الوعاة ص 366 وطبقات القراء لابن الجزري 1 /60 2 ومرآة الجنان 1 / 348 وشذرات الذهب 1 / 252 وخزانة الأدب للبغدادي 1 / 8 ، 1 / 179 والنجوم الزاهرة 2 / 99 ناصف (طبع مطبعة لجنة البيان العربي بالقاهرة ) .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|