أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-02-2015
2109
التاريخ: 27-02-2015
7373
التاريخ: 27-02-2015
6803
التاريخ: 27-02-2015
9629
|
فالكلم اسم ، وفعل ، وحرف جاء لمعنى ليس باسم ولا فعل . فالاسم رجل وفرس وحائط . وأما الفعل فأمثلة اخذت من لفظ أحداث الأسماء وبنيت لما مضى ، ولما يكون ولم يقع ، وما هو كائن لم ينقطع . فأما بناء ما مضى فذهب وسمع ومكث وحمد ، وأما بناء ما لم يقع فإنه قولك آمراً : اذهب واقتل واضرب ، ومخبراً يقتل ويذهب ويضرب ويقتل ويضرب .
وكذلك بناء ما لم ينقطع وهو كائن إذا أخبرت ، فهذه الأمثلة التي أخذت من لفظ أحداث الأسماء ولها أبنية كثيرة ستبين إن شاء الله ، والأحداث نحو الضرب والقتل والحمد . وأما ما جاء لمعنى وليس باسم ولا فعل فنحو ثم ، وسوف ، وواو القسم ، ولام الإضافة ونحو هذا . (1)
ص15-16- 17
___________________
(1) هذا الموضوع اساسي في دراسة النحو في كل اللغات ؛ إذ يبدأ الباحثون بتحديد ما يعرف " بالفصائل النحوية Grammatical Catogeries " في اللغة كأقسام الكلام والتعريف والتنكير والتذكير والتأنيث .... الخ . وهو موضوع أساسي في النحو العربي على وجه الخصوص لأنه أثار نقاشاً واسعاً بين الدارسين المحدثين ، وجعل بعضهم يستنتج أن هذا التقسيم الثلاثي ليس تقسيماً عربياً بل هو تقسيم يوناني مأخوذ عن أرسطو .
والحق أن هذا النص الموجز بعد من أهم النصوص النحوية القديمة لأن قضاياه الأساسية ظلت مسيطرة على النحو العربي منذ سيبويه حتى الآن ، ومن ثم فإنه جدير بعناية خاصة ، ولعلنا ندعوك الى أن تلاحظ فيه العناصر الآتية :
1- أن هذا النص هو أول ما يطالعك في كتاب سيبويه ، وقد يكون ذلك دليلاً على أن الرجل لم يكن قد أتم كتابه بحيث يفرغ الى كتابه مقدمة تبين منهجه فيه ، وهو أيضاً يشير الى إدراك سيبويه موضع أقسام الكلام من قواعد اللغة وهو إدراك ممتاز وبخاصة اذا اعتبرنا الفترة الزمنية المبكرة التي ألف فيها الكتاب وأنه أول كتاب وصل إلينا في علم العربية .
2- لعلك تلاحظ أن عنوان الموضوع يختلف اختلافاً ما عما درج عليه المتأخرون ، والمعروف على أية حال أن العنوان عند سيبويه كان طويلاً وكان يفصل فيه جزئيات موضوعة في كثير من الأحيان . ولعلك تلاحظ أيضا انه لم يقل (علم ما الكلام) وإنما قال (علم ما الكلم) لأن (الكلام) اسم مصدر ، واسم المصدر يشبه المصدر ، والمصدر يدل على الكثير والقليل ، والمفرد والجمع ، أما (الكلم) فهو جمع (كلمة) .
وهو هنا يتحدث عن الاسم والفعل والحرف ، ومن ثم كان تعبيره أقرب الى الدقة .
3- قسم سيبويه الكلمة كما ترى ثلاثة أقسام ؛ اسم وفعل وحرف . وقد جعل بعض المتأخرين هذا التقسيم عقلياً ينطبق على كل اللغات ؛ فالمبرد يؤكد أن (الكلام كله اسم ، وفعل، وحرف جاء لمعنى لا يخلو منه الكلام ـ عربياً كان أو اعجمياً ـ من هذه الثلاثة ـ المقتضب 1 /2) . ويقول ابن الخباز (ولا يختص انحصار الكلمة في الأنواع الثلاثة بلغة العرب ؛ لأن الدليل الذي دل على الانحصار في الثلاثة عقلي ، والأمور العقلية لا تختلف باختلاف اللغات ـ شرح شذور الذهب 14). وهذا الاتجاه " العقلي " في تقسيم الكلام أعان على تقوية ظن بعض الباحثين أن النحو العربي مأخوذ من أرسطو ، وأن سيبويه أخذ عنه هذا التقسيم ، وكل ذلك ينبني على ظن آخر بأن أرسطو قسم الكلمة الى ذات وحدث ورابطة .
والحق أن أرسطو لم يتناول في كتبه المنطقية أقسام الكلام تناولا مباشراً ، ولم يعرض لها في موضع واحد بحيث يمكن أن يقال إنه كان يقصد الى تقنين هذا التقسيم . لقد عرض أرسطو للاسم Onoma والفعل Rhema في كتابه (العبارة) ، ثم تحدث عنهما وعن أشياء أخرى من بينها ما يسمى الرابطة Syndesmos في (البلاغة) و (الشعر) ، وكان أفلاطون من قبله قد فرق بين الاسم والفعل فحسب ، ولا نعرف لم اشتهر التقسيم الثلاثي بأنه أرسطي إلا أن يكون ما قرره المتأخرون من نحاة العربية من أن هذا التقسيم (عقلي) مما رجح الظن بأرسطيته ، ثم انتهى الظن الى شيء من الحقائق المأثورة .
4- بدأ سيبويه يقدم كل قسم من الأقسام الثلاثة ، أي أنه يعرف كل واحد منها ، وهنا أيضاً نأتي الى وهم من الأوهام المتداولة بين الباحثين حين يقررون أن سيبويه متأثر بأرسطو في (التعريف) رغم الخلاف الأساسي بين الاتجاهين ؛ فأرسطو كان يهدف من (التعريف) الى الوصول الى (جوهر) المعرف أو (ماهيته) ، أما الاتجاه الإسلامي على العموم فيرى أن الوصول الى (الجوهر) مستحيل ، ومن ثم ترى التعريف الإسلامي يتجه الى (التمثيل) أو (التمييز) . وأنت ترى سيبويه يقدم الاسم هنا بأنه (رجل وفرس وحائط) ؛ فهو في الحقيقة لم يعرف به وإنما مثل له بأمثلة تشير الى الأنسان والحيوان والجماد ، أما أرسطو فقد عرف الاسم بأنه " صوت يدل دلالة عرفية على معنى ، ولا يدل على زمن ، وليس لجزئه معنى ـ On Interpretat jon 6a " والاسم عند ارسطو هو الاسم المرفوع فحسب ، أما المنصوب وغيره فقد اعتبره (حالات) للاسم وليست أسماء على وجه الحقيقة .
5- يعرف سيبويه الفعل بأنه (أمثلة) أي (أبنية وصيغ وأوزان) أخذت من لفظ أحداث الاسماء ، أي ان الفعل مشتق من المصدر ، وهذا أحد أوجه الخلاف بين البصرة والكوفة ـ انظر الفصل الخاص بهذه المسألة في عرضنا لبعض مسائل الخلاف بين المدرستين ، ثم قسم الفعل الى ماض ومضارع وأمر . وهذا التقسيم الثلاثي لزمن الفعل في العربية ظل مستقراً منذ سيبويه كذلك ، وهو موضع نقد من الدارسين المحدثين لأنه يشير الى (الزمان tense ) الفلسفي وليس الى (الزمن time) اللغوي ، والحق أن الدرس اللغوي العلمي يرى في اللغة أزمنة أخرى غير هذه الثلاثة التي قررها سيبويه .
على أننا نشير هنا ايضا الى ان ارسطو عرف الفعل بانه " يدل على معنى ، ويحمل فكرة الزمن ، ولا يدل جزء منه على معنى مستقل ، وهو علامة على شيء يقال عن شيء آخر Interpretat jon 16a " . والفعل عنده الفعل الدال على الزمن الحالي فحسب ، أما الفعل في الماضي أو المستقبل فليس فعلا ولكنه زمن للفعل . ومن الواضح . أن هذا يخالف ما قدمه سيبويه .
6- أنت تلحظ أن الأمثلة التي قدمها للفعل الماضي هي : ذهب وسِع ومكُث وحُمِدَ ، وهي أنماط الفعل الماضي يفتح العين وكسرها وضمها ثم الماضي المبنى للمجهول . وكذلك الأمثلة التي قدمها للأمر والمضارع مشيراً الى تعدد أبنيتها .
7- لم يقصد (الحرف) على حرف الجر وإنما قدم أمثلة من حروف العطف (ثم) ، والاستقبال (سوف) ، والقسم (الواو) ، والجر (اللام) .
- عن علاقة النحو العربي بأرسطو أنظر كتابنا (النحو العربي والدرس الحديث ـ دار النهضة العربية بيروت 1979 ص 61 ـ 105).
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|