أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-9-2016
1194
التاريخ: 21-9-2016
1196
التاريخ: 21-9-2016
2727
التاريخ: 2024-03-18
530
|
العمل غرضه الباعث ، أي باعثه الأول ، إما واحد : كالقيام للاكرام ، أو للهرب من السبع المتهجم عليه ، أو متعدد مع استقلال كل واحد بالباعثية متساويا او متفاوتا : كالتصدق للفقر و القرابة بالنظر إلى من ينتهض فيه كل واحد بانفراده سببا للاعطاء ، او بدون استقلال واحد لو انفرد ، بل المستقل المجموع ، كالمثال المذكور بالنظر إلى من يعطى ماله قريبه الفقير و يمتنع عند الانفراد ، أى لا يعطيه قريبه الغني ، و لا الأجنبي الفقير، أو مع استقلال بعض دون بعض بأن يكون للثاني تأثير بالاعانة و التسهيل دون البعث و التحصيل ، ثم يتعدد الجزاء بتعدد البواعث ، إن خيرا فخير : كالدخول في المسجد لزيارة اللّه ، و لانتظار الصلاة ، و الاعتكاف و الانزواء و التجرد للذكر، و ترك الذنوب ، و ملاقاة الاتقياء و اخوانه المؤمنين ، و استماع المواعظ و احكام الدين ، و الامر بالمعروف و النهي عن المنكر، و ان شرا فشر: كالقعود فيه للتحدث بالباطل ، و ملاحظة النساء ، و المناظرة للمباهاة و المرآة ، و ربما كان بعض البواعث خيرا و بعضها شرا : كالتصدق للثواب و الرياء ، و دخول المسجد لبعض البواعث الأول ، و بعض البواعث الثانية ، و العمل الذي باعثه من هذا القسم قد ظهر حكمه في باب الإخلاص.
ثم باعث العمل المباح ان كان خيرا بجعله عبادة ، كالتطيب يوم الجمعة لاقامة السنة ، و تعظيم المسجد و اليوم ، و دفع الاذى بالنتن ، و الأكل لقوة العبادات ، و الجماع للولد و تطييب خاطر الزوجة ، و الترفه بنومة او دعابة مباحة لرد نشاط الصلاة ، و ان كان شرا بجعله معصية كالتطيب للتفاخر بإظهار الثروة و التزين للزنا ، و لا يؤثر في الحرام ، فلا يباح شرب الخمر لموافقة الاقران والاخوان ، فالمعاصى لا تتغير موضوعاتها بالنية ، بخلاف الطاعات و المباحات ، فانها بالنية الصحيحة تصير أقرب القربات ، و بالفاسدة تصير أعظم المهلكات ، فما أعظم خسران من يغفل عن النية ، و يتعاطى الاعمال تعاطي البهائم المهملة على قصد حظوظ النفس او على السهو و الغفلة ، و قد كانت غاية سعى السلف ان يكون لهم في كل شيء نية صحيحة ، حتى في أكلهم و شربهم و نومهم و دخولهم الخلاء.
ولا ريب في إمكان تصحيح النية في كل مباح ، بحيث يترتب عليه الثواب ، بل يمكن تصحيح النية في كل نقصان مالي و عرضي ، فان من تلف له مال ، فان قال : هو في سبيل اللّه ، كان له أجر، و ان سرقه أحد او غصبه يمكن أن ينوي كونه من ذخائر الآخرة ، و إذا بلغه اغتياب غيره له فيمكن ان يطيب خاطره بأنه سيحمل عليه سيئاته و ينقل إلى ديوانه حسناته ، فإياك أن تستحقر شيئا من نياتك و خطرات قلبك ، و لا تقدم على عمل الا بنية صحيحة ، فان لم تحضرك النية توقف ، اذ النية لا تدخل تحت الاختيار، وقد قيل : «ان من دعا اخاه إلى طعام بدون رغبة باطنة في اجابته ، فان اجابه فعليه وزران : النفاق ، و تعريضه اخاه لما يكرهه لو علمه ، و ان لم يجبه و لم يأكل فعليه وزر واحد هو النفاق!».
فلا بد للعبد من خالص النية في كل حركة وسكون ، لانه إذا لم يكن كذلك كان غافلا ، و الغافلون قد وصفهم اللّه تعالى فقال : { إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا} [الفرقان : 44].
وصاحب خالص النية صاحب القلب السليم ، قال الصادق (عليه السلام) : «صاحب النية الصادقة صاحب القلب السليم ، لانه سلامة القلب من هواجس المحذورات بتخليص النية للّه في الأمور كلها ، قال اللّه عز و جل : {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء : 88 ، 89].
ثم النية تبدو من القلب على قدر صفاء المعرفة و تختلف على حسب اختلاف الأوقات في معنى قوته و ضعفه ، و صاحب النية الخالصة نفسه و هواه مقهورتان تحت سلطان تعظيم اللّه تعالى والحياء منه ، و هو من طبعه و شهوته و منيته نفسه ، في تعب ، و الناس منه في راحة» .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
جامعة كربلاء: مشاريع العتبة العباسية الزراعية أصبحت مشاريع يحتذى بها
|
|
|