أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-02-2015
8696
التاريخ: 17-02-2015
53529
التاريخ: 23-02-2015
4958
التاريخ: 11-07-2015
2703
|
حروف الميزان – كيفية الوزن
الحذف من الموزون – قلب الموزون
لكل أهل صناعة معيار يقابلون به ما يعرض عليهم مما يدخل في صناعتهم ، ولما كان نظر علماء التصريف الى الكلمة إنما هو من جهة حروفها التي تتألف منها ، ليعرفوا أصالتها أو زيادتها ، ومن جهة هيئة هذه الحروف وضبطها على أية صورة كانت – اضطرهم ذلك الى اتخاذ معيار من الحروف سموه " الميزان " والتزموا فيه ان يتشكل بنفس الشكل الذي عليه الموزون : من حركة او سكون ، او تقديم وتأخير ، ثم نظروا فإذا الكلمات التي تدخل تحت ابحاثهم – وهي الاسماء المتمكنة ، والافعال المتصرفة – لا تقل حروفها الاصول عن ثلاثة احرف الا لعلة ، ولا تزيد عن خمسة احرف ، فألفوا الميزان من ثلاثة احرف ؛ لأن الكلمات الثلاثية أكثر من غيرها ، ولأنهم لو جعلوه مؤلفاً من الخمسة لكانوا بصدد ان يقصوا منه حرفاً أو حرفين إذا حاولوا زنة كلمة رباعية او ثلاثية(1) ، وقد آثروا ان يجعلوا الميزان ثلاثة احرف ثم يزيدوا على ذلك اذا وزنوا رباعيا او خماسيا ، ورأوا أن ذلك خير من ان يجعلوه على خمسة احرف ثم ينقصوا منه إذا وزنوا رباعيا او ثلاثيا .
ص29
وجعلوا هذه الحروف الثلاثة " ف ع ل " ليأخذوا من كل مخرج حرفاً ، ولأن الفعل أعم الأحداث ؛ إذ يصدق على كل حدث أنه فعل ، وقد سموا لذلك الحرف المقابل للفاء فاء الكلمة ، والحرف المقابل للعين عين الكلمة ، والحرف المقابل للام لام الكلمة ؛ فكاف " كتب" مثلا – هي فاء الكلمة ، والتاء عين الكلمة ، والباء لام الكلمة ، وهكذا ويلتزمون شكل الميزان بنفس حركات الموزون وسكناته (2) ، فيقولون : كتب على وزن فعل ، وفهم على وزن فعِلَ ، وكَرُمَ على وزن فَعُلَ ، وإبل على وزن فَعِلٍ ، وقفل على وزن فُعْل ، وضَرْبٌ على وزن فعْل . وهلم جرا .
وإذا كانت الكلمة على أكثر من ثلاثة احرف ؛ فإنها على ثلاثة أقسام :
الأول: ان تكون الزيادة فيه من أصوله ، وهذا النوع يوزن بهذا الميزان مع زيادة لام ثانية إن كانت الكلمة رباعية ، فتقول في نحو جعفر : إنه على وزن فعال ، وفي درهم: إنه على وزن فعلل ، وفي قمطر : إنه على وزن فِعَلّ ، وكذا تقول في نحو " سرهف، ودحرج ، ونرجس " : إنها على وزن فعلل ، وتزيد في الميزان لامين إن كانت الكلمة على خمسة احرف ، وذلك في الأسماء خاصة ، فتقول في " سفرجل " : إنه على وزن فعلل . وهلم جرا .
الحرف المزيد ، فلا يقال في "جلبب" : إنه على وزن فعلب ، ولا في " قَطَّعَ" : إنه على وزن فعطل ، وغرضهم بذلك التنبيه على ان الزيادة حصلت بتكرير حرف اصلي عين او لام .
الثالث : ان تكون الزيادة غير اصلية ، ولا ناشئة عن تكرير حرف اصلي ، وهذا القسم يوزن بهذا الميزان مع إيراد الزائد فيه بعينه ؛ فتقول في " كاتب ، وقائم ، وفاهم " : إنها على وزن فاعل ، وتقول في نحو " منصور ، ومفهوم ، ومشكور " : إنها على وزن مفعول ، وتقول في نحو " أكرم ، وأحسن ، وأعلن " : إنها على وزن أفعل ، وتقول في نحو " تقدس ، وتنزه ، وتقدم " : إنها على وزن تفعل ،وتقول في نحو ، " استغفر ، واستخرج ، واستأمر " : إنها على وزن استفعل . وهكذا .
وإذا حدثت في الكلمة زيادتان كل واحدة منهما من نوع لاحظت في كل واحدة حكمها الخاص ؛ فتقول في نحو " اغدودن ، واعشوشب " : إنهما على وزن افعوعل (3).
واذا حصل في الموزون إعلال : كقلب عينه أو لامه ألفاً – جئت بالميزان على حسب اصله قبل الإعلال ؛ فتقول في نحو " قال ، وباع ، وقام " : إنها على وزن فعل ، ولا يجوز ان تقول : إنها على وزن فال ، وتقول في نحو " غزا ، ودعا ، وسما ، ورمى " : إنها على وزن فعل ، ولا يجوز ان تقول : إنها على وزن فعا .
لكن إذا حصل في الموزون حذف لزمك أن تحذف من الميزان ما يقابله ؛
ص31
فتقول في نحو " قاضٍ ، وداعٍ ، وغاز ، ورام " : إنها على وزن فاع ، وتقول في نحو " عدة ، وزنة ، وهبة " : إنها على وزن علة .
_____________________________
(1) فإن قلت : لقد كانوا بصدد احد امرين فإما ان ينقصوا من الخمسة ، وإما ان يزيدوا حرفا او حرفين على الثلاثة اذا حاولوا زنة كلمة رباعية او خماسية ، فلماذا تخيروا ان يكون الميزان ثلاثيا مع هذا ، ولم يجعلوه خماسياً ويلتزموا نقصانه ؟ قلت : اما اولا فلأنهم لاحظوا الأكثر في الكلمات العربية المستعملة وهي الثلاثية ، وأما ثانياً فلأن الزيادة اصل والنقصان فرع ، فالتزموا ما يؤدي الى الأصل ، واجتنبوا ما يؤدي الى الفرع .
(2) وبهذا فارق الوزن العروضي ، لأن العروضيين يزنون الحركة بالحركة مطلقاً.
(3) في سجنجل وعقنقل زيادتان : النون وهي من النوع الثالث ، وتكرار عين الكلمة، وفي اغدودن واعشوشب زيادتان : الألف والواو ، وهما من النوع الثالث ، وتكرار عين الكلمة ايضا . وقس على ذلك .
(4) غير ان بين قلب ضمة السين كسرة وقلب ضمة القاف كسرة فرقا ، وذلك ان قلب ضمة السين كسرة واجب ؛ لأن الضمة لا تناسب الياء ، وقلب ضمة القاف كسرة غير واجب : لأن الانتقال من الضم الى الكسر لا يمتنع . وفي العربية له أمثال ، ولكنه ثقيل، وهذا الثقل يقتضي التخفيف .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|