أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-07-2015
4004
التاريخ: 1-07-2015
1779
التاريخ: 1-08-2015
1878
التاريخ: 10-5-2020
2529
|
إنّ تأسيس ثقافة الشرق وتنظير الرؤى العلميّة عنها في مختلف مجالات المعرفة الإنسانيّة ، على أُسس منهجيّة تخدم أهداف الغرب وحركته الاستعماريّة في الشرق الإسلامي ، من أبرز ما اهتمّ به المستشرقون ، خصوصاً في إنتاجهم الموسوعي ، وقد تفنّنوا في ذلك بأساليبٍ مختلفة ، فهم في الوقت الذي أضفوا على ظاهر دراساتهم الموسوعيّة تلك الصبغة العلميّة والمنهجيّة التحقيقيّة ، انتهجوا سبيل الدسّ الخفيّ والتركيز على المنقولات الشاذّة والمقولات الغريبة ، وتجميع ما من شأنه تشويه الحقائق وتحريف الواقع في موارد أساسيّة وحسّاسة ، من شأنها أنْ تشكّك في أُصول الدين الإسلامي وتاريخ المسلمين وسيرة نبيّهم الكريم .
هذا إضافةً إلى أنّ المنطق العلماني وخلفيّتهم العدائيّة للإسلام ، وكلّ ما ينتمي له من مجتمعات وتاريخ وتراث حضاري ، سوف تتحكّم في كتاباتهم وتنظيراتهم تلك ، وهم بذلك يرمون إلى تحقيق هدفين رئيسيين :
الأوّل : تأسيس ثقافة الشرق الإسلامي على ضوء النظرة الغربيّة ، الهادفة إلى تركيز الاتّجاه العلماني ومنطقه في تناول المعارف والعلوم الإنسانيّة ، وبالتعبير الاصطلاحي تغريب ثقافة الشرق الإسلامي ، وهُم بذلك يجرّدون المعارف الإسلاميّة وثقافة المسلمين وتراثهم الحضاري من خصوصيّاته الذاتيّة ، وصبغته الخاصّة المعبّرة عن انتمائه للوحي والرسالة الإلهيّة .
الثاني : خلق الأرضيّة وتشييد أُسُس وعوامل علمنة الشرق الإسلامي ثقافيّاً ومنهجيّاً , واستعماره سياسيّاً وحضاريّاً ، من خلال اعتماد الثقافة والمناج المغرّبة في الجامعات والمعاهد المؤسّسة بهدف تربية جيل المثقّفين وساسة الشرق المرتقبين لقيادة وإدارة الحكم في بلدانهم، على أساس المنهج الغربي وطريقته في احتواء الشعوب والمجتمعات وبالتالي تحقيق أعلى رتب الاستعمار الحضاري للشرق الإسلامي .
وللسير الحثيث نحو هذين الهدفين وتحقيقهما على أرض الواقع ، بشكلٍ جذريٍّ ومؤثّر ، عمدوا إلى التعظيم العلمي والمبالغة الإعلاميّة بقيمة إنتاجاتهم الموسوعيّة ، وطرحوها على أنّها المصادر الوحيدة في التناول الشّمولي والمَنْجَة العلميّة للمعارف الإسلاميّة ، على أُسُس الاستقصاء الموثّق والتحقيق المُمنهج ، وبذلك صرفوا أنظار طلاّب المعرفة والثقافة المعاصرين عن الأُصول التقليديّة ، والمصادر الأوليّة التي زخرت بها مكتبات الشرق الإسلامي ، واحتوتها خِزانات التراث العلمي للمسلمين ، حتّى أصبحت هذه الأُصول والمصادر ـ في نظر هؤلاء الطلاّب ـ جزءاً من أحجار المتاحف وآثار التاريخ التي لا تعدو أنْ تكون تعبيراً عن الماضي الذي طوي وطويت معه قيمته المقترنة به... وقد أدّى هذا الإعلام والتعظيم إلى اعتماد هذه الموسوعات مراجعَ علميّةً وثقافيّةً للدراسات الجامعيّة الحديثة ولمناهج دروسها المقرّرة.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|