أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-05-2015
914
التاريخ: 3-1-2019
1895
التاريخ: 31-12-2018
866
التاريخ: 27-05-2015
879
|
الفترة التي عاشها الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) وذاع فيها صيته هي فترة أفول الدولة الأموية والدعوة إلى أهل البيت والتمهيد لقيام دولة عباسية تحت ستار العلويين ، غير أن الأمة عاشت اضطراباً كبيراً في عقائدها وتزلزل عندها فكرة الإمامة حتى وجدنا فرقا ومذاهب عديدة تعين بعضها بإمامة محمد بن الحنفية وأخرى قالت بإمامة ابنه عبد الله بن محمد ( أبي هشام ) وأخرى قالت بغيرهم كالكيسانية والمختارية والبيانية والروندية والرياحية والمنصورية ، والهاشمية والمعاوية وهكذا من الفرق الباطلة المضلة.
كل هذا الفرق اختلفت في الإمامة كما أنها أوجدت عقائد باطلة وأفكاراً فاسدة بعضها إن شاء الله.
فمن تلك العقائد الباطلة في زمن الصادق (عليه السلام) أناساً قالوا بألوهية جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) وروجوا لهذا المبدأ الفاسدة ، إلا أن الإمام (عليه السلام) نفي ذلك وتبرّأ منهم.
عن الكليني بإسناده عن سدير قال : قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) أن قوماً يزعمون أنكم آلهة يتلون بذلك علينا قرآناً : {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ} [الزخرف: 84] ، فقال : يا سدير سمعي وبصري وبشري ولحمي ودمي وشعري من هؤلاء براء وبريء الله منهم ، ما هؤلاء على ديني ولا على دين آبائي والله لا يجمعني الله وإياهم يوم القيامة إلا وهو ساخط عليهم ، قال : قلت : وعندنا قوم يزعمون أنكم رسل يقرأون علينا بذلك قرآناً : {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ } [المؤمنون: 51]. فقال يا سدير سمعي وبصري وبشري ولحمي ودمي من هؤلاء براء وبريء الله منهم ورسوله ، ما هؤلاء على ديني ولا على دين آبائي والله لا يجمعني الله وإياهم يوم القيامة إلا وهو ساخط عليهم قال : فقلت فما أنتم؟ قال : نحن خزّان علم الله ، نحن تراجمة أمر الله نحن قوم معصومون ، أمر الله تبارك وتعالى بطاعتنا ونهى عن معصيتنا ، نحن الحجة البالغة على من دون السماء وفوق الأرض (1) ، وهناك طائفة زعمت أن الإمام بعد أبي الخطاب مفضّل الصيرفي.
كانوا يقولون بربوبية جعفر الصادق (عليه السلام) دون نبوته ورسالته وتسمى هذه الفرقة (المفضّلية) تبرّأ منهم الإمام الصادق (عليه السلام) ، وطردهم ولعنهم (2).
عن جعفر بن بشير الخزّاز عن إسماعيل بن عبد العزيز قال : قال أبو عبد الله (عليه السلام) يا إسماعيل ضع لي في المتوضأ ماء ، فقمت فوضعت له ، قال فدخل ، قال : فقلت في نفسي أنا أقول فيه كذا وكذا ويدخل المتوضأ ويتوضأ.
قال ، فلم يلبث أن خرج فقال يا أبا عبد إسماعيل لا ترفع البناء فوق طاقته فينهدم اجعلونا مخلوقين وقولوا فينا ما شئتم فلن تبلغوا ، فقال إسماعيل : وكنت أقول إنه وأقول وأقول.
قال المجلسي ، كذا وكذا أي أنه رب ورزاق وخالق ومثل ومثل هذا ، كما أنه المراد بقوله : كنت أقول إنه وأقول (3).
وفي الكشي عن حمدويه قال : حدّثنا يعقوب ، عن ابن أبي عمير عن عبد الصمد بن بشير عن مصادف ، قال : لمّا أتى القوم الذين اتوا (4) بالكوفة. ودخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فأخبرته بذلك فخر ساجداً وألزق جؤجؤه بالأرض وبكى ، واقبل يلوذ باصبعه ويقول ، بل عبد الله قن داخر مراراً كثيرة ، ثم رفع رأسه ودموعه تسيل على لحيته ، فندمت على إخباري إياه.
فقلت : جعلت فداك وما عليك أنت ومن ذا؟
فقال : يا مصادف إن عيسى لو سكت على ما قالت النصارى فيه لكان حقاً على الله أن يصم سمعه ويعمى بصره ولو سكتُ عما قال في أبو الخطاب لكان حقاً على الله أن يصم سمعي ويعمي بصري (5).
وروى محمد بن يعقوب عن عدته عن أحمد بن محمد عن أبي محبوب عن مالك بن عطية عن بعض أصحاب أبي عبد الله (عليه السلام) قال : خرج إلينا أبو عبد الله (عليه السلام) وهو مغضب فقال : إني خرجت آنفاً في حاجة فتعرض لي بعض سودان المدينة فهتف بي لبيك يا جعفر بن محمد لبيك ، فرجعت عودي على بدئي إلى منزلي خائفاً ذعراً مما قال حتى سجدت في مسجدي لربّي وعفرت له وجهي وذللت له نفسي وبرئت إليه مما هتف بي ولو أن عيسى بن مريم عدا ما قال الله فيه إذا لصم صماً لا يسمع بعده وعمي عمي لا يبصر بعده أبداً وخرس خرساً لا يتكلم بعده أبداً ، ثم قال : لعن الله أبا الخطاب وقتله بالحديد (6).
كل الروايات التي بأيدينا تؤكد أن أبا الخطاب محمد بن مقلاص هو الذي ادعى الألوهية للإمام الصادق (عليه السلام) والنبوة لنفسه وروج هذا المذهب في الكوفة وأرجئها وحاول أن يبث هذه الفكرة أولاً بين الزط من أهالي السودان والهنود لما فيهم من ضعف العقل والنظر والتمكن من خداعهم واستمالتهم بالمال أو الطعام.
روي أبو عمر عن محمد بن مسعود قال : حدّثني عبد الله بن محمد ابن خالد ، عن علي بن حسان عن بعض أصحابنا رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال : ذكره عند جعفر بن واقد ونفر من أصحاب أبي الخطاب ، فقيل : إنه صار إلى غرور ، وقام فيهم : وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ، قال : هو الإمام (7).
فقال أبو عبد الله (عليه السلام) لا والله لا يأويني وإياه سقف بيت ابداً ، هم شر من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا ، والله ما صغّر عظمة الله تصغرهم شيء قط ، إن عزيراً جال في صدره ما قالت فيه اليهود فمحى الله اسمه من النبوة والله لو أن عيسى أقرّ بما قال النصارى لأورثه الله صمماً إلى يوم القيامة والله لو أقررت بما يقول في أهل الكوفة لأخذتني الأرض ، وما أنا إلا عبد مملوك لا أقدر على شيء ضر ولا نفع (8).
الآية المتقدمة أعني {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ} [الزخرف: 84] قد تأولها أبو الخطاب وادّعى أن إله السماء غير إله الأرض وأن إله الأرض هو الإمام ، تعالى عما يصفون.
أقول : وهذه الآية الكريمة التي بأولها أبو الخطاب قد سبقه غيره إلى ذلك وهو بنان التبّان (9) المعاصر للإمام علي بن الحسين (عليه السلام).
روى أبو عمر عن سعد ، قال : حدثني أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : إن بناناً والسري وبزيعاً لعنم الله تراءى لهم الشيطان في أحسن ما يكون صورة أدمي من قرنه إلى سرته.
قال : فقلت إن بناناً يتأول هذه الآية {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ} [الزخرف: 84] أن الذي في الأرض غير إله السماء ، وإله السماء غير إله الأرض وأن إله السماء أعظم من إله الأرض وأن أهل الأرض يعرفون فضل إله السماء ويعظمونه فقال : والله ما هو إلا الله وحده لا شريك له إله من في السماوات وإله من في الأرضيين ، كذب بنا عليه لعنة الله ، لقد صغّر الله جّل وعزّ وصغّر عظمته (10).
لقد ورد لعن بنان من قبل الإمام الباقر والإمام الصادق (عليه السلام) وتبرّأ منه وكذلك لعنه الإمام الرضا (عليه السلام) ، مما ورد في لعنه من قبل الإمام الباقر (عليه السلام) : قال أبو عمرو حدثني الحسين بن الحسن بن بيدار ومحمد ابن قولويه القميان قالا : حدثنا سعد بن عبد الله بن أبي خلف ، قال : حدثنا يعقوب بن يزيد ، عن محمد بن أبي عمير ، عن محمد بن أبي عمير ، عن أبي بكير ، عن زرارة ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : سمعته يقول لعن الله بنان البيان ، وأن بناناً لعنه الله كان يكذب على أبي ، أشهد أن أبي علي بن الحسين كان عبداً صالحاً (11).
ومما ورد في لعنه من قبل الإمام الصادق (عليه السلام) ، قال أبو عمر الكشي بإسناده عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل : {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ} [الشعراء: 221، 222].
قال (عليه السلام) هم سبعة : المغيرة بن سعيد ، وبنان ، وصائد ، وحمزة بن عمار الزبيدي ، والحارث الشامي ، وعبد الله بن عمرو بن الحارث ، وأبو الخطاب. وفي خبر آخر عن الكشي بإسناده عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : إن بناناً والسري وبزيعاً لعنهم الله تراءى لهم الشيطان في أحسن ما يكون صورة أدمي من قرنه إلى سرته ... إلخ الحديث (12).
ومما ورد في لعنه وذمه عن الإمام الرضا :
قال الكشي عن سعد : قال حدثني أحمد بن محمد بن عيسى بإسناده عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال : كان بنان يكذب على علي بن الحسين (عليه السلام) فأذاقه الله حر الحديد ، وممن لعنه الإمام الرضا (عليه السلام) هو محمد ابن فرات الذي ادعى النبوة في زمنه.
عن يونس بن عبد الرحمن ، قال : قال أبو الحسن الرضا (عليه السلام) : يا يونس أما ترى إلى محمد بن فرات وما يكذب علي؟ فقلت : أبعده الله واسحقه وأشقاه ، فقال : قد فعل الله ذلك به ، أذاقه الله حر الحديد كما أذاق من كان قبله ممن كذب علينا يا يونس إنما قلت ذلك لتحذر عنه أصحابي وتأمرهم بلعنه والبراءة منه فإن الله بريء منه (13).
_______________
(1) أصول الكافي 1 | 269.
(2) الملل والنحل 1 | 160.
(3) البحار 25 | 279.
(4) قوله : ( لما أتى القوم الذين أتوا ) أي لمّا قالوا للإمام لبيك اللهم لبيك.
(5) رجال الكشي 4 | 588.
(6) الكافي 8 | 226.
(7) أي أن الإله في الأرض هو الصادق (عليه السلام) ، سبحان الله عما يشركون.
(8) رجال الكشي 4 | 590. 9) وفي بعض النسخ بنان البيان.
(10) رجال الكشي 4 | 592.
(11) رجال الكشي 4 | 590.
(12) رجال الكشي 4 | 591 و 592.
(13) رجال الكشي 6 | 829.
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|