المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4880 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
أنـواع اتـجاهـات المـستهـلك
2024-11-28
المحرر العلمي
2024-11-28
المحرر في الصحافة المتخصصة
2024-11-28
مـراحل تكويـن اتجاهات المـستهـلك
2024-11-28
عوامـل تكويـن اتـجاهات المـستهـلك
2024-11-28
وسـائـل قـيـاس اتـجاهـات المستهلـك
2024-11-28

مرحلة الحمل
28-10-2017
الأقوال في تشخيص الأظهر
15-7-2020
خط القرآن واعرابه
16-10-2014
Panini
20-10-2015
التوزيع الجغرافي لمناطق انتاج القمح في العالم - الصين
11-5-2021
التحليل التفسيري لنقض العهد
2023-07-19


ستة أمثلةٌ توقظ الضمير والوجدان  
  
1510   10:06 صباحاً   التاريخ: 18-12-2018
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منازل الآخرة والمطالب الفاخرة
الجزء والصفحة : 264- 284
القسم : العقائد الاسلامية / المعاد / الموت و القبر و البرزخ /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-12-2018 2560
التاريخ: 9-08-2015 746
التاريخ: 9-08-2015 1052
التاريخ: 9-08-2015 1692

نذكر [هنا] بعض الأمثال لتنبّه المؤمنين :

* المثال الأول :

قال بلوهر : بلغنا انّ رجلاً حمل عليه فيل مغتلم ، فانطلق مولياً هارباً ، واتبعه الفيل حتّى غشيه، فاضطره الى بئر ، فتدلى فيها ، وتعلق بغصنين نابتين على شفير البئر ، ووقعت قدماه على رؤوس حيات.

فلما نظر الى قعر البئر اذا بتنين فاعر نحوه يريد التقامه.

فلما رفع رأسه الى أعلى الغصنين اذا عليهما شيء من عسل النحل ، فتطعم من ذلك العسل فالهاه ما طعم منه ، وما نال من لذة العسل وحلاوته عن الفكر في أمر الأفاعي اللواتي لا يدري متى يبادرنه ، والهاه عن التنّين الذي لا يدري كيف بصير مصيره بعد وقوعه في لهواته.

أما البئر فالدنيا مملوَّة آفات وبلايا وشرور ، وأما الغصنان فالعمر ، وأما الجرذان فالليل والنهار يسرعان في الأجل ، وأما الأفاعي الأربعة فالأخلاط الأربعة التي هي السموم القاتلة من المرّة والبلغم والريح والدم لا يدري صاحبها متى تهيج به.

وأما التنّين الفاغر فاه ليلتقمه فالموت الراصد الطالب.

وأما العسل الذي اغترّ به المغرور فما ينال الناس من لذة الدنيا وشواتها ونعيمها ودعتها من لذة المطعم والمشرب والشمّ واللمس والسمع والبصر (1).

يقول المؤلّف : لم يذكر مثل أحسن من هذا في انطباقه على المُمَثَّل لغفلة الانسان عن الموت والأهوال التي بعده واشتغاله بلذّات الدنيا العاجلة الفانية ، فليتأمّل فيه جيداً فلعله يصير سبب التنبه عن نومة الغفلة.

* وفي الخبر عن أمير المؤمنين (عليه السلام) لما دخل (سوق البصرة فنظر الى الناس يبيعون ويشترون ، فبكى (عليه السلام) بكاءاً شديداً ، ثمّ قال :

« يا عبيد الدنيا وعمّال أهلها ، اذا كنتم بالنهار تحلفون ، وبالليل في فرشكم تنامون ، وفي خلال ذلك عن الآخرة تغفلون ، فمتى تجهزون الزاد ، وتفكرون في المعاد؟!! (2) ».

يقول المؤلّف : ورأيت من المناسب أن اذكرهنا عدّة أبيات من الشعر :

اي به غفلت گذرانيده همه عمر عزيز

                   تا چه دارى وچه كردى عملت كو وكدام

توشه آخرتت چيست در اين راه دراز

                   كه توراموى سفيد از اجل آورد پيام

مى توانى كه فرشته شوى از علم وعمل

                   ليك از همّت دون ساخته اى بادد ودام

چون شوى همره حوران بهشتى كه تو را

                   همه در آب وگياه است نظر چون انعام

جهد آن كه نمانى ز سعادت محروم

                   كارخودسازكه اينجا دو سه روزيست مقام .

يعني :

1 ـ يامن قضيت عمرك العزيز بالغفلة ، فأيّ عمل عندك ، وما الذي فعلته ، وما هو ، وأين هو؟

2 ـ ما هو زاد آخرتك في هذا الطريق؟ وقد أتاك الشيب برسالة من الأجل (الموت) (3).

3 ـ كنت قادراً أن تصير مَلاكاً بالعلم والعمل ، ولكنك لو ضاعت همتك عايشت الحيوانات المفترسة وغير المفترسة.

4 ـ كيف تكون مصاحباً لحواري الجنّة؟ مع أنّك تفكر دائماً بإماء والعلف كالأنعام.

5 ـ فاجهد أن لا تبقى محروماً من السعادة ، واصلح عملك ، فانّ مكثك هنا ليومين أو ثلاث.

وقال شيخ الشيوخ النظامي الگنجوي (4) :

حديث كودكى وخود پرستى

                   رها كن كان خمار بود ومستى

چوعمر از سى گذشت ويا كه از بيست

                   نمى شايد دگر چون غافلان زيست

نشاط عمر باشد تا چهل سال

                   چهل رفته فروريزد پروبال

پس از پنجه نباشد تندرستى

                   بصر كندى پذيرد پاى سستى

چو شصت آمد نشست آمد پديدار

                   چو هفتاد آمخد افتاد آلت از كار

به هشتاد ونود چون در رسيدى

                   بسا سختى كه از گيتى كشيدى

از آنجا گربه صد منزل رسانى

                   بود مرگى به صورت زندگانى

سگ صيّاد كاهو گير گردد

                   بگيرد آهويش چون پير گردد

چو در موى سياه آمد سفيدى

                   پديد آمد نشان نا اميدى

زپنبه شد بنا گوشت كفن پوش

                   هنوز اين پنبه بيرون نارى از گوش

  يعني :

1 ـ اترك حديث الطفولة والأنانية فانّها حالة السكر والمخمورية.

2 ـ فعندما تنقضي ثلاثون سنة من العمر أو حتّى عشرين فلا يليق بعد ذلك ان تعيش كالغافلين.

3 ـ فانّ قوة (حيوية) العمر الى أربعين سنة ، فإذا انقضت الأربعون فقد وقع الريش والجناح.

4 ـ فلا تبقى بعد الخمسين صحّىة وعافية  ويعشو البصر ، وتخور القدم.

5 ـ فإذا جاءت الستون فسوف تظهر جلياً امارات الاقعاد ، فإذا جاء السبعون عجز عن العمل.

6 ـ فإذا وصت الى أبواب الثمانين والتسعين فما أكثر المصاعب التي سوف تواجهها من هذا العالم.

7 ـ وإذا تجاوزت التسعين الى المائة فهو موت بصورة الحياة.

8 ـ فكلب الصياد الذي يصطاد الغزال ، فانّ الغزل سوف يصطاده عندما يشيب.

9 ـ فاذا جاء الشيب في الشعر الأسود فقد جاءت علامات انقطاع الأمل.

10 ـ وقد لبست شحمة اُذنك من القطن كفناً وأنت بَعدُ لم تخرج هذه القطنة من الاذن.

وقال آخر :

از روش لين فلك سبز فام

                   عمر گذشته است مرا شصت عام

در سر هر سالى از اين روزگار

                   خورده ام افسوس خوشيهاى پار

باشدم از گردش دوران شگفت

                   كانچه مرا داد همه پس گرفت

قوّتم از زانو وبازو برفت

                   آب زرخ رنگ هم از مو برفت

عقد ثريّاى من از هم گسيخت

                   گوهر دندان همه يك يك بريخت

آنچه بجا ماند ونيابد خلل

                   بار گناه آمد وطول امل

  زنگ رحيل آمد از اين گوچگاه

                   همسفران روى نهاده به راه

  آه زبى زادى روز معاد

                   زاد كم وطول مسافت زياد

بارگران بر سر دوشم چه كوه

                   كوه هم زبار من آمد ستوه

اى كه بَرِ عفو عظيمت گناه

                   در جلو سيل بهار امت كاه

فضل تو گر دست نگيرد مرا

                   عصمتت ار باز گذرد مرا

جز به جهنّم نرود راه من

                   در سقر انداخته بنگاه من

بنده شر منده نادان منم

                   غوطه زن لجّه عصيان منم

خالق وبخشنده احسان توئى

                   فرد ونوازنده به غفران توئى

يعني :

1 ـ بحركة هذا الفلك الأخضر قد انقطعت من العمر ستون سنة.

2 ـ وعلى رأس كلّ سنة من هذا الدهر تأسفت على طيّبات العام الماضي.

3 ـ وانّي لا عجب من التفاف الدهر حيث استردّ منّي كل ما أعطانيه.

4 ـ وراحت مني قوتي من الساق والساعد ، وذهب الماء من وجنتي ، واللون من شعري.

5 ـ وانفرط عقد ثرياي وتناثر جوهر أسناني الواحد تلو الآخر.

6 ـ والذي بقي سالماً بدون اختلال هو حمل الذنب وطول الأمل.

7 ـ وحان جرس رحيل هذا الزعن المسافر وتقدّم رفقاء السفر.

8 ـ آه من فقدان زاد يوم المعاد ، فالزاد قليل والمسافة طويلة.

9 ـ والحل الثقيل على كتفي كالجبل ، بل يكلّ الجبل عن حمل ثقلي أيضاً.

10 ـ فيامن الذنب أمام عفوك العظيم مثل التبن أمام سيل الربيع.

11 ـ اذا لم يأخذ فضلك بيدي وكذا لو تركتني عصمتك أيضاً .

12 ـ فسوف لا ينتهي طريقي إلاّ الى جهنم ، ويكون مستقري في سقر.

13 ـ أنا العبد النادم الجاهل الغريق في لجّة عصياني.

14 ـ وأنت الخالق المحسن بالعفو الفرد واللطيف بمغفرتك.

* قال رسول الله (صلى الله عليه واله) « أبناءُ الاربعين زَرعٌ قد دنا حصاده أبناء الخمسينَ ماذا قدمتم وماذا أخرتُم ، أبناءُ الستين هلموا إلى الحِساب أبناء السبعينَ عدوا انفسكم في الموتى » (5).

* وفي الخبر : إن الديك يقول : اذكروا الله يا غافلين (6).

7 ـ فاطرق باب ملك اليقين كابرهيم الخليل ، ونادِ بنداء لا اُحبّ الآفلين (7).

* المثال الثاني :

لأهل الدنيا الذين خدعتهم الدنيا وتعلقت قلوبهم بها.

قال بلوهر :

كان أهل مدينة يأتون الرجل الغريب الجاهل بأمرهم فيملّكونه عليهم سنة ، فلا يشكّ انّ ملكه دائم عليهم لجهالته بهم ، فاذا انقضت السنة اخرجوه من مدينتهم عرياناً مجرداً سليباً ، فيقع في بلاء وشقاء لم يحدّث به نفسه ، فصار ما مضى عليه من ملكه وبالاً وحزناً ومصيبة وأذىً (8).

ويصير مصداق هذا الشعر :

اى كرده شراب حبّ دنيا مستت

                   هشيار نشين كه چرخ سازد پستت

  مغرور جهان مشوكه چون مثل حنا

                   بيش از دو سه روزى نبود در دستت

  يعني :

يامن أسكرته خمرة حبّ الدنيا

                   انتبه! فانّ الفلك يدور بك إلى الأسفل

  ولا تغتر بالدنيا لأنّها كالحناء لا يبقى لونها

                   في يديك أكثر من يومين أو ثلاث

ثمّ انّ أهل تلك المدينة أخذوا رجلاُ آخر ، فملّكوه عليهم ، فلمّا رأى الرجل غربته فيهم ، لم يستأنس بهم ، وطلب رجلاً من أهل أرضه خبيراً بأمرهم حتّى وجده ، فأفضى إليه بسرِّ القوم ، وأشار إليه أن ينظر الى الأموال التي في يديه فيخرج منها ما استطاع ، الأوّل فالأوّل : حتّى يحرزه في امكان الذي يخرجونه إليه فإذا اخرجه القوم صار الى الكفاية والسعة بما قدّم واحرز.

ففعل ما قال له الرجل ولم يضيّع وصيته (9).

يقول المؤلّف : يقول الله تعالى في القرآن المجيد : {وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ } [الروم: 44].

* وقال الامام الصادق (عليه السلام) :

إن العمل الصالح ليسبق صاحبه الى الجنّة فيمهد له كما يمهد لأحدكم خادمه فراشه (10).

* ويقول أمير المؤمنين (عليه السلام) في كلماته القصار :

يا بن آدم كن وَصيَّ نفسك ، واعمل في مالك ما تؤثر أن يُعمَلَ فيه من بعدك (11).

فيا عزيزي!

برگ عيشى به گور خويش فرست

                   كس نيارد زپس توپيش فرست

خور وپوش وبخشاى وراحت رسان

                   نگه مى چه دارى زبهر كسان

زر ونعمت اكنون بده كان تست

                   كه بعد از تو بيرون زفرمان تست

توبا خود ببر توشه خويشتن

                   كه شفقت نيايد زفرزند وزن

غم خويش در زندگى خور كه خويش

                   به مرده نپردازد از حرص خويش

  به غمخوارگى چون سر انگشت تو

                   نخارد كسى در جهان پشت تو

يعني :

1 ـ ابعث بزادٍ الى قبرك ، فليس هناك من يبعثه إليك بعدك.

2 ـ كل ، والبس ، وهب ، وتنعم ، فلِمَ تبقي ما عندك لغيرك؟!

3 ـ أنفق الذهب والنعمة وأموالك الآن ، فانّها سوف تخرج من سلطتك من بعدك.

4 ـ خذ زادك معك بنفسك فسوف ، لا يشفق عليك ابنك ، ولا زوجتك.

5 ـ اغتم لنفسك وأنت حيّ ، فانّ الأقارب لا يؤدون شيئاً للميت بسبب حرصهم.

6 ـ فاغتم لنفسك ، فانّه ليس في الدنيا أحد يحك ظهرك مثل ظفرك.

* قال رسولُ الله (صلى الله عليه واله) : « واعْلَموَا أنَّ كُلّ امْرئٍ عَلى ما قَدّمَ قادِمٌ عَلى ما خَلَّفَ نادِمٌ » (12) .

* ونقل عن أمالي المفيد النيشابوري ، وتاريخ بغداد انّه :

رأى أمير المؤمنين (عليه السلام) الخضر في المنام فسأله نصيحة قال : نصيحةً قال : فأراني كفّه فإذا فيها مكتوب بالخضرة :

قد كنت ميتاً فصرت حيّاً

                   وعن قليل تعود ميتاً

  فابن لدار البقاء بيتاً

                   ودع لدار الفناء بيتاً (13) .

* المثال الثالث :

وقد بلغنا انّ ملكاً من الملوك كان عاقلاً قريباً من الناس ، مصلحاً لأمورهم ، حسن النظر والانصاف لهم ، وكان له وزير صالح يعينه على الاصلاح ويكفيه مؤونته ، ويشاوره في اُموره، وكان الوزير أديباً عاقلاً ، له دين ، وورع ، ونزاهة عن الدنيا ، وكان قد لقي أهل الدين، وسمع كلامهم ، وعرف فضلهم ، فأجابهم ، وانقطع اليهم بأخائه وودّه.

وكانت له من الملك منزلة حسنة وخاصّة. وكان الملك لا يكتمه شيئاً من أمره. وكان الوزير أيضاً له بتلك المنزلة ، إلاّ انّه لم يكن ليطلعه على أمر الدين ، ولا يفاوضه أسرار الحكمة.

فعاشا بذلك زماناً طويلاً. وكان الوزير كلما دخل على الملك سجد للأصنام وعظمها وأخذ شيئاً في طريق الجهالة والضلالة تقية له.

فأشفق الوزير على الملك من ذلك ، واهتمّ به ، واستشار في ذلك أصحابه واخوانه ، فقالوا له : انظر لنفسك وأصحابك فإن رأيته موضعاً للكلام فكلمه وفاوضه ، وإلاّ فانّك انّما تعينه على نفسك ، وتهيجه على أهل دينك ، فانّ السلطان لا يغتر به ، ولا تؤمن سطوته.

فلم يزل الوزير على اهتمامه به ، مصافياً له ، رفيقاً به رجاء أن يجد فرصة فينصحه ، أو يجد للكلام موضعاً فيفاوضه.

وكان الملك ـ مع ضلالته ـ متواضعاً ، سهلاً ، قريباً ، حسن السيرة في رعيته ، حريصاً على اصلاحهم ، متفقداً لأمورهم.

فاصطحب الوزير الملك على هذا برهة من زمانه.

ثمّ انّ الملك قال للوزير ذات ليلة من الليالي بعدما هدأت العيون : هل لك أن تركب فيسير في المدينة ، فننظر الى حال الناس ، وآثار الأمطار التي اصابتهم في هذه الأيّام؟

فقال الوزير : نعم.

فركبا جميعاً يجولان في نواحي المدينة. فمرّا في بعض الطريق على مزبلة تشبه الجبل ، فنظر الملك الى ضوء النار تبدو في ناحية المزبلة. فقال للوزير : انّ لهذه لقصة ، فانزل بنا نمشي حتّى ندنو منها ، فنعلم خبرها.

ففعلا ذلك. فلما انتهيا الى مخرج الضوء وجدا نقباً شبيهاً بالغار ، وفيه مسكين من المساكين.

ثمّ نظرا في الغار من حيث لا يراهما الرجل ، فإذا الرجل مشوّه الخلق ، عليه ثياب خلقان من خلقان المزبلة ، متكئ على متكأ قد هيّأه من الزبل ، وبين يديه ابريق فخار فيه شراب وفي يده طنبور يضرب بيده. وامرأته في مثل خلقه ولباسه قائمة بين يديه تسقيه إذا استسقى منها ، وترقص له إذا ضرب ، وتحييه بتحية الملوك كلما شرب. وهو يُسميها سيدة النساء وهما يصفان انفسهما بالحسن والجمال ، وبينهما من السرور والضحك والطرب مالا يوصف.

فقام الملك على رجليه ملياً ، والوزير ينظر كذلك ، ويتعجبان من لذتهما واعجابهما بما هما فيه.

ثمّ انصراف الملك والوزير.

فقال الملك : ما أعلمني وإيّاك اصابنا الدّهر من اللذة والسرور والفرح مثل ما أصاب هذين الليلة ، مع انّي اظنّهما يصنعان كل ليلة مثل هذا.

فاغتنم الوزير ذلك منه ، ووجده فرصة ، فقال له : أخاف ـ أيّها الملك ـ أن تكون دنيانا هذه من الغرور ، ويكون ملكك وما نحن من البهجة والسرور في أعين مَن يعرف الملكوت الدائم مثل هذه المزبلة ، ومثل هذين الشخصين اللذين رأيناهما ، وتكو مساكننا وما شيّدنا منها عند من يرجو مساكن السعادة وثواب الآخرة مثل هذا الغار في اعيننا ، وتكون أجسادنا عند منَ يعرف الطهارة والنضارة والحسن والصحّة مثل جسد هذه المشوّه الخلق في أعيننا ، ويكون تعجبهم عن اعجابنا بما نحن فيه كتعجبنا من اعجاب هذين الشخصين بما فيه.

قال الملك : وهل تعرف لهذه الصفة أهلاً؟

قال الوزير : نعم.

قال الملك : مَن هم؟

قال الوزير : أهل الدين الذين عرفوا ملك الآخرة ونعيمها فطلبوه.

قال الملك : وما ملك الآخرة؟

قال الوزير : هون النعيم الذي لا بؤس بعده ، والغنى الذي لا فقر بعده ، والفرح الذي لا ترح بعده ، والصحّة التي لا سقم بعدها ، والرضا الذي لا سخط بعده ، والأمن الذي لا خوف بعده ، والحياة التي لا موت بعدها ، والملك الذي لا زوال له. هي دار البقاء ودار الحيوان التي لا انقطاع لها ، ولا تغيير فيها ، رفع الله عزّ وجلّ عن ساكنيها فيها السقم والهرم والشقاء ، والنصب ، والمرض ، والجوع ، والظمأ ، والموت.

فهذه صفة ملك الآخرة ، وخبرها أيّها الملك.

قال الملك : وهل تدركون الى هذه الدار طلباً ، والى دخولها سبيلاً؟

قال الوزير : نعم! هي مهيّأة لمن طلبها من وجه مطلبها. ومن أتاها من بابها ظفر بها.

قال الملك : ما منعك أن تخبرني بهذا قبل اليوم؟

قال الوزير : منعني من ذلك اجلالك ، والهيبة لسلطانك.

قال الملك : لئن كان هذا الأمر الذي وصفت يقيناً فلا ينبغي لنا أن نضيّعه ، ولا نترك العمل به في اصابته. ولكنّا نجتهد حتّى يصحّ لنا خبره.

قال الوزير : أفتأمرني أيّها الملك أن اواظب عليك في ذكره ، والتكوير له؟

قال الملك : بل آمرك أن لا تقطع عني ذكره ليلاً ولا نهاراً ، ولا تريحني ، ولا تمسك عني ذكره ، فانّ هذا أمر عجيب لا يتهاون به ، ولا يغفل عن مثله.

وكان سبيل ذلك الملك والوزير الى النجاة (14).

* يقول المؤلّف : رأيت من المناسب في هذا المقام لأجل زيادة بصيرة المؤمنين أن اتبرك بذكر عدّة فقرات من أحدى خطب أمير المؤمنين (عليه السلام) الشريقة : قال :

« احذروا هذه الدنيا الخداعة الغدارة التي قد تزينت بحليها ، وفتنت بغرورها ، وعزت بآمالها ، وتشوفت لخطابها ، فأصبحت كالعروس المجلوة والعيون إليها ناظرة والنفوس بها مشغوفة ، والقلوب اليها تائقة ، وهي لأزواجها كلهم قاتلة. فلا الباقي بالماضي معتبر ، ولا الآخر بسوء أثرها على الأول مزدجر » (15).

الى أن قال (عليه السلام) :

« ومما يدلك على دناءَة الدنيا ان الله جلّ ثناؤه زواها عن أوليائه واحبائه نظراً واختياراً ، وبسطها لأعدائه فتنة واختباراً.

فاكرم محمّداً نبيه (صلى الله عليه واله) حين عصب على بطنه من الجوع.

وحماها موسى نجيّه المكلم ، وكانت ترى خضرة البقل من صفاق بطنه من الهزال » (16).

وساق (عليه السلام) الكلام في زهد الأنبياء : وتنزّههم عنها وانّهم :

« انزلوا الدنيا من انفسهم كالميتة التي لا يحلّ لأحد أن يشبع منها إلاّ في حال الضرورة إليها ، واكلوا منها بقدر ما أبقى لهم النفس ، وامسك على فيه ، فهم يتبلّغون بأدنى البلاغ ولا ينتهون الى الشبع من النتن ويتعجبون من الممتلي منها شبعاً ، والراضي بها نصيباً.

اخواني والله لهي في العاجلة والـآجلة لِمَن ناصَح نَفسَهُ في النظر ، واخلص لها الفكر أنتَن مِنَ الجيفة ، واكره من الميتة ، غير انّ الذي نشأ في دباغ الاهاب لا يجد نتنه ، ولا يؤذيه رائحته ما تؤذي المارّ به ، والجالس عنده » (17).

ويقول (عليه السلام) :

وإياك أن تغتر بما ترى من اخلاد أهلها وتكالبهم عليها فانّهم كلابٌ عاوية وسباع ضاريةٌ ، يهرُّ بعضها على بعض ، يأكل عزيزها ذليلها ، ويقهر كثيرها قليلها (18).

يقول : الفقير : قد أخذ الحكيم السنائي (19) هذا المعنى ونظمه شعراً فقال :

اين جهان برمثال مردارى است

                   كركسان گرد أو هزار هزار

  اين ، مر آن همى زند مخلب

                   آن مر اين راهمى زند منقار

  آخر الامر بگذرند همه

                   وزهمه بازماند اين مردار

اى سنائي نداى مرگ رسيد

                   گوشه اى گير از اين جهان هموار

  هان وهان تا تورا چه خود نكند

                   مشتى ابليس ديده طرّار

  يعني :

1 ـ هذه الدنيا مثل الجيفة ، والغربان تحوم حولها آلافاً وآلافاً.

2 ـ فهذا ينشب مخالبه في الآخر ، وذاك ينقر بمنقاره فيه.

3 ـ وفي النهاية يذهبون ، ويتركون الجيفة على حالها.

4 ـ ياسنائي : قد وصل نداء الموت ، فتنحى جانباً في زاوية من هذه الدنيا.

5 ـ فاحذر كلّ الحذر من شرذمة أبالسة أن يجعلوك مثلهم.

* يقول الفقير :

وقالَ أميرُ المُؤمنينَ (عليه السلام) : واللهِ لَدُنياكُم هذِه اَهوانُ في عَيني مِن عُراقِ خِنزيرٍ في يَدِ مَجذُوم (20).

وهذا منتهىى التحقير للدنيا ، فانّ العظم أحقر من كل حقير بلا قيمة وبالخصوص إذا كان عظم خنزير وبالخصوص اذا كان في يد مجذوم فانّه في تلك الحالة سوف يكون أقذر من كل شيء.

* المثال الرابع :

وهو للذين قضوا عمرهم بنعمة الحقّ تعالى ، فإذا ابتلوا أو امتحنوا كفروا بالنعمة ، فاعرضوا عن المنعم الحقيقي واسرعوا الى غير الله ، وارتكبوا ما لا يليق بهم.

* وقد ذكر الشيخ البهائي هذا المثال في الكشكول.

وجاء به منظوماً (21).

روي انّه كان في جبل لبنان رجل من العباد منزوياً عن الناس في غار في ذلك الجبل ، وكان يصوم النهار ويأتيه كل ليلة رغيف يفطر على نصفه ويتسحر بالنصف الآخر ، وكان على ذلك الحال مدة طويلة لا ينزل من ذلك الجبل أصلاً ، فاتفق أن انقطع عنه الرغيف ليلة من الليالي ، فأشتد جوعه وقل هجوعه فصلا العشاءين وبات في تلك الليلة في انتظار شيء يدفع به الجوع فلم يتيسر له شيء ، وكان في أسفل ذلك الجبل قرية سكانها نصارى فعندما أصبح العابد نزل إليهم واستطعم شيخاً منهم فأعطاه رغيفين من خبز الشعير ، فأخذهما وتوجه الى الجبل وكان في دار ذلك الشيخ كلب جرب مهزول ، فلحق العابد ونبح عليه وتعلق بأذياله فألقى عليه العابد رغيفاً من ذينك الرغيفين ليشتغل به عنه ، فأكل الكلب ذلك الرغيف ولحق العابد مرّة اُخرى وأخذ في النباح والهرير فألقى إليه العابد الرغيف الآخر فأكله ولحقه تارة ثالثة واشتد هريره وتشبذ بذيل العابد ومزقه فقال العابد سبحان الله! انّي لم أر كلباً أقل حياءً منك أن صاحبك لم يعطني إلاّ رغيفين وقد أخذتهما مني ماذا تطلب بهريرك وتمزق ثيابي ، فأنطق الله تعالى الكلب فقال : لست أنا قليل الحياء اعلم انّي ربيت في دار ذلك النصراني احرس غنمه واحفظ داره واقنع بما يدفعه إلي من خبز أو عظام ، وربما نسيني فأبقى أيّاماً لا أكل شيئاً بل ربما تمضي أيّام لا يجد هو لنفسه شيئاً ولا لي ومع ذلك لم افارق داره منذ عرفت نفسي ولا توجهت الى باب غيره ، بل كان دأبي انّه إن حصل شيء شكرت وإلاّ صبرت ، وأما أنت فبانقطاع الرغيف عنك ليلة واحدة لم يكن عندك صبر ، ولا كان لك تحمل حتّى توجهت من باب رزاق العباد الى باب نصراني ، وطويت كشحك عن الحبيب ، وصالحت عدوه المريب فقل ايّنا أقل حياءً أنا أم أنت؟

فلما سمع العابد ذلك ضرب بيديه على رأسه وخر مغشياً عليه.

* يقول المؤلّف : كم هو جميل في هذا المقام نقل ما قاله الشيخ سعدي حيث قال :

أجلُّ الكائنات من حيث الظاهر الانسان ، وأذلّ الموجودات الكلب ، وباتفاق العقلاء انّ الكلب الوفيّ خير من الانسان غير الشاكر للنعمة.

سگى را لقمه اى هر گز فراموش

                   نگردد گرزنى صد نوتبش سنگ

  وگر عمرى نوازى سفله اى را

                   به كمتر چيزى آيد باتو در جنگ

يعني : لو اعطيت لكلب لقمة فانّه سوف لا ينساها أبداً ، حتّى لو رميته بالحجر مائة مرّة.

ولو تلطفت عُمراً على سافل فانّه سوف يحاربك لأجل أقلّ الأشياء.

* ومن المناسب جداً أن نذكر هذا الخبر الشريف هنا لينير القلب ويقرّ العين : روي انّ أبا عبدالله (عليه السلام) كان عنده غلام يمسك بغلته اذا هو دخل المسجد ، فبينما هو جالس ومعه البغلة اذا اقبلت رفقة من خراسان ، فقال له رجل من الرفقة : هل لك يا غلام أن تسأله ان يجعلني مكانك ، وأكون له مملوكاً ، واجعل لك مالي كله ، فانّي كثير المال من جميع الصنوف، اذهب فاقبضه ، وأنا أقيم معه مكانك؟

فقال : اسأله ذلك.

فدخل على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال : جُعلت فداك تعرف خدمتي ، وطول صحبتي ، فان ساق الله اليّ خيراً تمنعنيه؟

قال : اعطيك من عندي ، وامنعك من غيري.

فحكى له قول الرجل ، فقال : إن زهدت في خدمتنا ورغب الرجل فينا ، قبلناه ، وأرسلناك.

فلما ولّى عنه عاه ، فقال له : انصحك لطول الصحبة ولك الخيار ، فإذا كان يوم القيامة كان رسول الله متعلقاً بنور الله ، وكان أمير المؤمنين متعلقاً برسول الله (صلى الله عليه واله) ، وكان الأئمة متعلقين بأمير المؤمنين (عليه السلام) ، وكان شيعتنا متعلقين بنا يدخلون مدخلنا ، ويردون موردنا.

فقال الغلام : بل اقيم في خدمتك ، واوثر الآخرة على الدنيا.

وخرج الغلام الى الرجل ، فقال له الرجل : خرجت اليَّ بغير الوجه الذي دخلت به؟!

فحكى له قوله ، وأدخله على أبي عبد الله (عليه السلام) فقبل ولاءه وأمر للغلام بألف دينار (22).

* يقول هذا الفقير لصاحب الذات القدسية : يا سيدي انّي مذ عرفت نفسي وجدتها على عتبة بابك ، ونبت لحمي وجلدي من نعمتك. املاً وأنا في أواخر عمري أن تتلطف عليّ بالحفظ ، ولا تبعدني عن هذه الباب ولي طلب اقدمه بلسان الذل والفاقة :

عن حماكم كيف انصرف

                   وهواكم لي به شرف

  سيدي لا عشتُ يوم أُرى

                   في سوى أبوابكم اقف

* المثال الخامس :

(لبيان دناءة وخسة الجهل والحث على العلم والمعرفة).

ذكر أبو القاسم الراغب الاصفهاني في كتاب (الذريعة) :

(دخل حكيم على رجل فرأى داراً منجّدة ، وفرشاً مبسوطةً ، ورأى صاحبها خلوّاً من الفضيلة ، فبزق في وجهه.

فقال له : ما هذا السفه أيّها الحكيم؟

قال : بل هذه حكمة. انّ البصاق ليرمى في أخس مكان في الدار ، ولم أر في دارك أخس منك) (23).

* يقول المؤلّف : فنبّه هذا الرجل الحكيم بذلك على قباحة ودناءة الجهل ، وانّ القبح والدناءة لا تزول بمجرد اقتناء المنزل الجيد ولبس الألبسة الفاخرة.

ولكن لا يخفى انّ الفضيلة للعلم تكون باقتران العلم فانّ هذه الفضيلة توأم مع تلك الخصلة الشريفة.

ولقد أجاد من قال :

نيست از بهر آسمان ازل

                   نردبان پايه به زعلم وعمل

علم سوى دَرِ اله برد

                   نه سوى ملك ومال وجاه برد

هركه را علم نيست گمراه است

                   دست او زانسراى كوتاه است

كاربى علم تخم در شور است

                   علم بى كارزنده در گور است

حجّت ايزدى است در گردن

                   خواندن علم وكار ناكردن

آنچه دانسته اى به كار در آر

                   خواندان علم جوى از پى كار

تا تو در علم باعمل نرسى

                   عالمى فاضلى ولى نه كسى

علم در مزبله فرونايد

                   كه قدم باحدث نمى پايد

چند از اين ترّهات ومحتالى

                   چشمها درد ولاف كحّالى

  دانش آنة خوبتر زبهر بسيج

                   كه بدانى كه مى دانى هيچ

يعني :

1 ـ ليس هناك سلّم يرتقى به الى سماء الأزل خير من العلم والعمل.

2 ـ العلم يوصل بك الى الله ، ولا يوصلك الى المُلك والمال والجاه.

3 ـ كل من ليس له علم فهو ضالّ ويده قاصرة عن الوصول إلى دار الآخرة.

4 ـ والعمل بلا علم مثل البذر في أرض سبخة ، والعلم بلا عمل كالحي في القبر.

5 ـ حجّة الله قمت على من تعلّم العلم ولم يعمل به.

6 ـ كلّ تعلّمته من العلم فاعمل به واطلب العلم بقصد العمل به.

7 ـ مالم تواصل العلم بالعمل ، فانّك سوف تكون عالماً فاضلاً ، ولكنك لست بشخصيّة.

8 ـ لا ينزل العلم في المزبلة ، فانّ القدم والحدوث لا يجتمعان.

9 ـ كم من هذه السخائف والحيل ، والاّدعاء بطبابة العيون مع كونك أرمداً.

10 ـ أحسن العلوم علم يهيّئك بان تعلم بأنّك لا تعلم شيئاً.

* قال عيسى بن مريم : : أشقى الناس مَن هو معروف عند الناس بعلمه مجهول بعمله (24).

وقال الحكيم السنائي :

اي هواهاي تو خدا انگيز

                   وى خدايان تو خدا آزار

ره رها كرده اى از آنى گم

                   عزّ ندانسته اى از آنى خوار

علم كز تو تورانه بستاند

                   جهل از آن علم به بود صد بار

غول باشد نه عالم آنكه از او

                   شنوى گفت ونشنوى كردار

عالمت غافل است وتو غافل

                   خفته را خفته كى كند بيدار

كى دلا آيد فرشته تانكنى

                   سگ ز در دور وصورت از ديوار

  ده بود آن نه دل كه اندروى

                   گاو وخر باشد وضياع وعقار

سائق وقائد وصراط إله

                   به ز قرآن مدان وبه زاخبار

يعني :

1 ـ يامن اتّخذ آلهته هواه والله بريء منك ومن آلهتك!.

2 ـ تركت الطريق فضلت عنه ، ولم تعرف اعزّ فصرت ذليلاً.

3 ـ العلم الذي لا يأخذ الأنانية منك فالجهل أفضل من ذلك العلم مائة مرّة.

4 ـ وانّ ذلك الذي تسمع منه القول ، ولا تسمع عنه العمل انّما هو غول وليس عالماً.

5 ـ عالِمُكَ غافل ، وأنت غافل ، فمتى كان النائم يوقظ النائم؟

6 ـ فمتى تدخل عليك الملائكة اذا لم تبعد الكلب عن الباب تمحُ الصورة عن الحائط؟ (25).

7 ـ انّ ذلك الذي في داخله بقر وحمار وضياع وعقار انّما هو قرية وليس قلباً.

8 ـ ليس هناك سائق وقائد وصراط إلى الله أفضل من القرآن والسنّة.

_______________

(1) كمال الدين للشيخ الصدوق : ص 593 ـ 594.

(2) الأمالي : لشيخ المفيد ، ص 119 ، المجلس : 14 ، ح 3 ونقله عنه في البحار : ج 77 ، ص 424 ، ح 41 وفي ج 103 ، ص 32 ، ح 60.

(3) أقول : روى الصدوق بإسناده عن ابراهيم بن محمّد الحسني قال : بعث المأمون الى أبي الحسن الرضا (عليه السلام) جارية ، فلما ادخلت إليه اشمأزت من الشيب ، فلما رأى كراهيتها ردّها الى المأمون ، وكتب إليه بهذه الأبيات شعرا :

نعى نفسي الى نفسي المشيب

                   وعند الشيب يتعظ اللبيب

... الخ). عيون أخبار الرضا : ج 2 ، ص 178 ، باب 43 ، ح 8.

وروى القطب الراوندي في دعواته : انّه لما دنا وفاة ابراهيم (عليه السلام) ، قال : هلا أرسلت إليّ رسولاً حتّى أخذت اهبة الموت؟

قال له : (أو ما علمت انّ الشيب رسولي).

دعوات الراوندي : ص 239 ، ح 670. وعنه في البحار : ج 82 ، ص 172 ، ح 6.

(4) هو الشيخ أبو محمّد الشاعر جمال الدين المشهور بالنظامي والحكيم النظامي الگنجوي ، اختلفت كتب الانساب في اسمه ونسبه وهو من ناحية (تفريش) أو (فراهان) من توابع قم من بلاد ايران وكان حكيماً عارفاً عالماً عابداً زاهداً متقياً وكان يجتنب من ملازمة السلاطين وصحبتهم من بداية شبابه ، مع ما كانوا يظهرونه له من الاحترام والاهتمام به ، ولم يمدح أحداً منهم ، وتنسب إليه بعض الكرامات.

وله شعر كثير باللغة الفارسية معروف ويعدّ من أركان الأدب الفارسي ، وله دواوين خمسة معروفة (مخزن الأسرار ـ خسرو وشيرين ـ ليلى ومجنون ـ هفت پيكر ـ اسكندر نامه) ومجموعها : ثلاث آلاف وأربعمائة وثمانين بيت. أضافة الى ديوان شعر مفقود. راجع ترجمته في الكنى والألقاب ـ للمؤلّفك ج 3 ص 259. ريخحانة الأدب : ج 6 ، 211 ـ 215 ، وقد لخصنا ترجمته عنه وهو باللغة الفارسية.

(5) جامع الأخبار : ص 120 ، الفصل 76 ، وعنه في البحار ، ج 73 ، ص 390 ، ح 12 ، وفي سفينة البحار ، ج 2 ، ص 257 الطبعة الحجرية.

(6) راجع قصص الأنبياء للقب الراوندي : ص 256 ، الباب 17ن فصل 8 ، ح 300. والرواية مروية عن أمير المؤمنين 7.

وفي ك مناقب آل أبي طالب : لا بن شهر آشوب ، ج 2 ، ص 55 ، (فصل في المسابقة بالعلم) وفيه : (ابن مجال قال : قال علي (عليه السلام) : نقيق الديك اذكروا الله يا غافلين).

وفي : الاختصاص ، للشيخ المفيد ، ص 136 ، (حديث منطق بعض الحيوانات) ، فقال علي (عليه السلام) : (ويقول الديك في نعيقه بالأسحار : اذكروا الله يا غافلين).

سفينة البحار : ج 1 ، ص 475 الطبعة الحجرية. وقد نقلها المجلسي في البحار : ج 14 ، ص 412 ، ح 1 ، وفي : ج 40 ، ص 170 ، ح 4 ، وفي : ج 64 ، ص 35 ، ح 12 ولكنه نقل عن أصل قديم من خط التلعكبري ; ، بإسناده عن رسول الله (صلى الله عليه واله) (وأما الديك فيقول : سبوح قدوس رب الملائكة والروح ، وأما الضفدع فيقول اذكروا الله يا غافلين) ، ج 64 ، ص 46 ، ح 22.

هنگام سفيده دم خروس سحرى

                   داني كه چراهمى كند گرى

يعني كه نمودند در آئينه صبح

                   كز عمر شبى گذشت وتوبى خبرى .

يعني :

1 ـ هل تدري لماذا ينوح دائماً ديك السحر عندما يضيء الفجر ويتنفس؟

2 ـ يعني ظهر في مرآة الصبح انّه انقضى من عمرك ليلة وأنت غافل.

وَلنعم ما قال الشيخ الجامي :

دلا تا كى در اين كاخ مجازى

                   كنى مانند طفلان خاكبازى

  توئى أن دست پرور مرغ گستاخ

                   كه بوتدت آشيان بيرون از اين كاخ

  چرا زان آشيان بيگانه گشتى

                   چو دونان مرغ اين ويراه گشتى

  بيفشان بال وپر زاميزش خاك

                   بپرتا كنگره ايوان افلاك

  ببين در قصر ازرق طيلسانان

                   رداى نور بر عالم فشانان

  همه دور جهان روزى گرفته

                   به مقصد راه فيروزى رفته

  خليل آسا درِ ملك يقين زن

                   نداى لا اُحبّ الآفلين زن

  يعني :

1 ـ ألا يا نفس الى متى تعمل في هذا القصر المجازي كالأطفال يلعبون بالتراب.

2 ـ أنت ذلك الطائر المربّي الجريء ، الذّي كان وَكرُك خارج هذا القصر.

3 ـ لماذا تركت وَكرك ذاكن وصرت طير هذه الخرائب؟

4 ـ انفض جناحك وريشك مما عليه من تراب ، وحلّق الى أعلى مكان من ايوان الافلاك.

5 ـ انظر في القصر ذوي الطيالسة (*) الذّين ينشرون رداء النور على العالم.

6 ـ والكل آخذ برزقه من هذا العالم ، منخذ طريق الفوز والنجاح.

(7) وهو نداء ابراهيم الخليل (عليه السلام) كما في قوله تعالى : {لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ} [الأنعام: 76].

(8) كمال الدين للشيخ الصدوق : ص 595.

(9) كمال الدين للشيخ الصدوق : ص 595.

(10) راجع مجمع البيان للطبرسي : ج 4 ، ص 307 ، قال : (وروى عن منصور بن حازم عن أبي عبد الله (عليه السلام) ... الحديث) ، ونقله عنه الشيخ عبد علي الحويزي ، في تفسير نور الثقلين ، ج 4 ، ص 191.

وفي كتاب الزهد ، للحسين بن سعيد الاهوازي الكوفي : عن الامام الصادق عليه السلام قال : (انّ العمل الصالح ليذثب الى الجنّة فيسهل لصاحبه كما يبعث الرجل غلاماً فيفرش له ... ) ، ص 21 ، باب 2 ، ح 46.

وروى الشيخ أحمد بن فهد الحلي في عدة الداعي ص 217 عن الامام الصادق عليه السلام قال: إنّ العمل الصالح ليمهد لصاحبه في الجنّة كما يرسل الرجل غلاماً بفراشه فيفرش له .

وفي الأمالي للشيخ المفيد : ص 195 ، ح 26 قريباً منه.

ونقله في البحار : ج 8 ، ص 198 ، ح 89 ، وفي : ج 71 ، ص 185 ، ح 46 ، وفي : ج 71 ، ص 187 ، ح 49 ، وفي : ج 71 ، ص 191 ، ح 58.

(11) نهج البلاغة : ج 4 ، ص 56 ، شرح محمّد عبده ـ تحت رقم 246 ، باب المختار من حكمه (عليه السلام) ، شرح نهج البلاغة ابن أبي الحديد : ج 19 ، ص 95.

(12) أعلام الدين للديلمي : ص 340 ـ 341 ، الاربعون حديثاً التي رواها ابن ودعان ، الحديث 27 ، ونقله في البحار : ج 77 ، ص 185 ، ح 10.

(13) سفينة البحار : ج 1 ، ص 391 ، الطبعة الحجرية. ج 2 ، ص 610 ، الطبعة الحديثة ، مناقب آل أبي طالب ، ابن شهر آشوب ، ج 2 ، ص 248 ، البحار : ج 39، ص 133.

(14) كمال الدين للشيخ الصدوق : ص 604 ـ 606 ، طبعة طهران.

(15) سفينة البحار : ج 1 ، ص 466 ، الطبعة الحجرية. البحار : ج 73 ، ص 108 ، ح 109.

(16) سفينة البحار : ج 1 ، ص 466 ، الطبعة الحجرية. البحار : ج 73 ، ص 110 ، ح 109.

(17) سفينة البحار : ج 1 ، ص 466 الطبعة الحجرية ، البحار : ج 73 ، ص 111 ، ح 109.

وروي عن الامام الصادق (عليه السلام) انّه قال : « تمثلت الدنيا لعيسى (عليه السلام) في صورة امرأة زرقاء.

فقال لها : كم تزوجت؟

قالت : كثيراً.

قال : فكلّ طلّقك؟

قالت : بل كلّاً قتلت.

قال : فويح لأزواجك الباقين كيف لا يعتبرون بالماضين » من المؤلّف ;.

أقول : رواه الحسين بن سعيد الاهوازي الكوفي ، في الزهد ن باب 8 ، ح 129 ، ص 48 ، ونقله في البحار : ج 14 ، ص 330 ، ح 67 ، وفي : ج 73 ، ص 125 ، ح 120.

(18) رواه الشيخ ورام في تنبيه الخواطر ونزهة النواظر : ج 1 ، ص 77. ونقله عن المجلسي في البحار : ج 73 ، ص 123 ، ح 111 ، وفي : ج 77 ، ص 207 ، ح 1. كشف المحجة لثمرة المهجة للسيّد ابن طاووس : الفصل 154 ، ص 166 ، باختلاف يسير.

(19) الحكيم السنائي : أبو المجد ن مجدود بن آدم ، الحكيم الغزنوي العالم العارف الشاعر الكامل الذي يستشهد بأشعاره المتقنة ، وكان على مذهب أهل البيت : وكان في بداية أمره من رجال بلاط الحاكم الغزنويين ، وكان من مدّاحي السلطان ابراهيم الغزنوي ، ثمّ تاب وأناب وصار من أهل السير والسلوك ، وكان الملا الروحي مع فضله ومقامه ـ فانّه كان قطب وقته وسر سلسلة الشعراء العرفانيين ـ يعد نفسه من اتباع الحكيم السنائي.

ومن شعره وآثاره : الهي نامه ـ حديقة الحقيقة ـ بهروز وبهرام ـ حديقة الحقيقة وشريعة الطريقة ـ ديوان قصائد وغزل ـ رموز الأنبياء وكنوز الأولياء ـ زاد السالكين ـ طريق التحقيق ـ سير العباد الى المعاد ... وغير ذلك.

راجع في ترجمة : روضات الجنات : ج (عليه السلام) ، ص 236 ـ 242. ريحانة الأدب : ج 3 ، ص 79 ـ 87. الكنى والألقاب ج 2 ، ص 291 ـ 292 ، وغير ذلك.

(20) نهج البلاغة : ج 4 ، ص 52 ، شرح محمّد عبدة تحت رقم 230ن باب المختار من حكمه (عليه السلام) ، شرح نهج البلاغة لا بن أبي الحديد : ج 19 ، ص 67 ، تحت رقم (233).

وقال : (العُراق : جمع عَرق وهو العظم عليه شيء من اللحم ، وهذا من الجموع النادرة نحو رَخل ورُخال ، وتَوأم وَتُؤام. ولا يكون شيء أحقر ولا ابغض الى الانسان من عُراق خنزير في يد مجذوم ، فانّه لم يَرضَ بأن يجعله في يد مجذوم ـ وهو غاية ما يكون من التنفير ـ حتّى جعله عُراق خنزيز.

ولعَمري لقد صدق ـ وما زال صادقاً ـ ومن تأمّل سيرته في حالتي خلوِّه من العمل وولايته الخلافة عرف صحّة هذا القول). انتهى كلام ابن أبي الحديد.

(21) قال المؤلف رحمه الله (وانا اكتفي هنا بضمه ونقله من الكشكول).

ولكننا اكتفينا بنقل المثال بما ذكره الشيخ البهائي نثراً وذلك لأن ترجمة القصيدة سوف تفقد غرضها الموسيقي والأدبي فلذلك فالا فضل الاقتصار على معنى القصيدة باللفظ العربي لاذي كتبه صاحب القصيدة ، وقد ذكره في : الكشكول ـ الشيخ البهائي : ج 1 ، ص 34 ـ 35 ، وأما القصيدة فقد ذكرها في الكشكول : ج 1 ، ص 220 ـ 221.

(22) الخرائج والجرائح للقب الراوندي : ج 1ي ، ص 390 ـ 391 ، الباب 10 ، (في معجزات الامام الجواد 7) ح 17. ونقله في البحار : ج 50 ، ص 87 ، ح 3.

(23) الذرية الى مكارم الشريعة للراغب الاصفهاني : ص 4 طبعة مصر.

(24) مصباح الشريعة : ص 20 ـ 21 ، الباب 8 (في آفة العلماء) ، ح 2. ونقله في البحار : ج 2 ، ص 52 ، ح 19.

(25) أقول : ورد في مجموعة من الروايات الشريفة انّ الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب أو صورة ، من ذلك ما رواه الكليني في الكافي الشريف : ج 3 ، ص 393 ، ح 27 ، بإسناد عن الامام الصادق عليه السلام قال :

« قال رسول صلى الله عليه واله انّ جبرئيل عليه السلام أتاني فقال : إنّا معاشر الملائكة لا ندخل بيتاً فيه كلب ولا تمثال جسد ولا إناء يبال فيه ».

وروى الكليني في الكافي : ج 3 ، ص 393 ، ح 26 عن الامام الباقر عليه السلام انّه قال :

« قال جبرئيل عليه السلام : يا رسول الله! لا ندخل بيتاً فيه صورة انسان ولا بيتاً يبال فيه ، ولا بيتاً فيه كلب ».

وفي الكافي : ج 6 ، ص 527 ، ح 3 ، بالإسناد عن الامام الصادق عليه السلام قال :

« انّ جبرائيل عليه السلام قال : انّا لاندخل بيتاً فيه صورة ، ولا كلب ».

يعني : صورة الانسان ، ولا بيتاً فيه تمثال.

________

(*) الطيالسة : مفرده طيلسان ، وهو كساء أخضر (ازرق) يلبسه الخواص من المشائخ والعلماء، وهو من لباس العجم.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.