أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-12-2018
1005
التاريخ: 27-5-2017
2424
التاريخ: 27-5-2017
408
التاريخ: 20-11-2016
806
|
الأوضاع الداخلية
العلاقة مع العلويين:
اعتصم الشيعة بالهدوء وقتاً طويلاً حتى كان عهد هشام. والواقع أن القضاء على حركة المختار، لم يقض على المعارضة الكوفية، ولا على التحرك الشيعي فيها ولا شك بأن أعداداً كثيرة من الذين تبعوا المختار قد تحولوا إلى الخط الشيعي، بعد وفاته، وقد ارتبط تحركهم بواقع ما شهدته الكوفة خلال حكم عبد الملك بن مروان، ونتيجة للسياسة التي تبناها الحجاج وغيره من ولاة بني أمية، وعليه فقد ركن الشيعة إلى الهدوء النسبي، ولم يقوموا بحركات ناشطة ضد بني أمية. والراجح أن الهزائم المتلاحقة والخسائر الجسيمة التي منوا بها من ناحية، وافتقارهم إلى زعامة قوية يلتفون حولها، من ناحية ثانية، هو السبب في ذلك.
ويبدو أن الحركة العلوية خمدت إلى حين سنوح الفرصة، فالثورة على الحكم الأموي لم تخب في نفوس الشيعة، غير أن سلوكهم الذي اشتهروا به، وهو الحماس الزائد، في أول الأمر، ثم التخاذل قبل تحقيق الهدف، لم يزل يلازمهم، وكان هذا حالهم مع قائد الحركة زيد بن علي الذي خرج في عهد هشام.
كان زيد من كبار زعماء أهل البيت وعلمائهم، وهو لا يفتأ يذكر الخلافة ويتمناها، ويرى أنه أهل لها وأحق بها. فخشية هشم بن عبد الملك، وحتى يُوقع به اتهمه بوديعة لخالد بن عبد الله القسري، ولما ظهرت براءته أخلي سبيله. فأقام في الكوفة يدعو الأنصار من الشيعة. فالتفوا حوله.
كان من الطبيعي أن يرصد هشام تحركاته عن كثب، ثم اعتبر أن وجوده في الكوفة يشكل خطراً على أمن الدولة، فأمر عامله على العراق يوسف بن عمر أن يطرده منها.
قرر زيد التوجه إلى المدينة، وسار إليها، لكن أهل الكوفة تبعوه في أربعين الفاً، وحثوه على العودة إليها وترأسهم للقيام بانتفاضة ضد النظام، إلا أنه أبدى شكوكه، في بادئ الأمر، وخشي أن يخذلوه كعادتهم، ثم اقتنع بضرورة العودة بعد اطمئنانه لكلامهم.
وتعلقت الشيعة به، والتفت حوله جموع من أهل المدائن والبصرة وواسط والموصل وخراسان، وبلغت أخباره والي العراق يوسف بن عمر الذي أدرك خطورة الوضع، وقرر أنه لابد من القيام بعمل ما لوقفه عند حده.
كان زيد، في غضون ذلك، قد واعد أصحابه على الخروج في الليلة الأولى من شهر صفر عام (122 هـ/ شهر كانون الثاني في عام 740 م)، لكن يوسف بن عمر كان الأسرع إلى التحرك. فأمر عامله على الكوفة، الحكم بن أبي الصلت، أن يضع حداً لحركته. فدعا هذا الوالي الناس إلى اجتماع في المسجد قبل خروج زيد بيوم واحد، وهدد كل من يتخلف منهم، فلما اجتمعوا حبسهم.
وأضحى زيد مهيض الجناح فلم يجد معه سوى مائتين وثمانية عشر رجلاً ممن بايعوه. وواجه مع أصحابه القلائل قوات الوالي في شوارع الكوفة وأزفتها، فأصابه سهم، توفي متأثراً بجراحه، فدفنه أصحابه في ساقية وجروا الماء على قبره خوفاً أن يُمثل به. وقد دل أحد العبيد يوسف بن عمر على مكان القبر، فنشبه وأخرج الجثة، وصلبها في كناسة الكوفة، وظلت مرفوعة حتى أمر الوليد بن يزيد، بعد ذلك، بحرقها، وأذرى رمادها في الرياح على الفرات.
وهكذا كان مصير زيد كمصير جده الحسين بفعل خذلان أهل الكوفة له. وأحدث مصرعه غيراً في سلوك بعض أتباعه الذين وعدوه بالمساعدة ولم يفوا بوعدهم، فأضحوا أنصاراً مخلصين له، وسموا أنفسهم باسمه "الزيدية". فنشأت منذ ذلك الوقت فرقة شيعية أخرى انتشرت انتشاراً واسعاً كمذهب فقهي.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|