أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-5-2019
![]()
التاريخ: 21-2-2020
![]()
التاريخ: 1-12-2016
![]()
التاريخ: 20-10-2019
![]() |
السنة في عهد الإمام علي عليه السلام علي عليه السلام .
له مع السنة علاقة أخرى ، يميزها بعدان :
البعد الأول : علمه بها . . علما شموليا وتفصيليا ، مستوعبا لأفرادها ، عارفا بحدودها ومواقعها ، وليس هذا محض ادعاء ، بل حقيقة ثابتة لم يكن يخفيها ، فلطالما أفصح عنها في خطب بليغة يلقيها على الملأ العظيم وفيهم كثير من الصحابة الذين عاشوا معه ومع الرسول ، وعرفوه وعرفوا غيره من الصحابة ، فمن ذلك قوله في كلام يصنف فيه رواة الحديث إلى أربع طبقات ، ثم يقول في مقارنة بينه وبين غيره من الصحابة : وليس كل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من كان يسأله ويستفهمه ، حتى إن كانوا ليحبون أن يجئ الأعرابي والطارئ فيسأله عليه السلام حتى يسمعوا، وكان لا يمر بي من ذلك شئ إلا سألته عنه ، وحفظته ( 1 ) .
وفوق هذا قد كانت هناك عناية ربانية خاصة ترعاه، فإذا أنزل الله تعالى قوله: {وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ} [الحاقة: 12] ( 2 ) قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : سألت الله أن يجعلها أذنك يا علي فكان علي يقول: ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شيئا فنسيته (3) .
ويبرهن للناس على علمه التفصيلي الدقيق بالسنة ، كما هو في الكتاب ، في خطاب يأخذ بمجامع القلوب ، ما سمع الناس نظيرا له من صحابي غيره قط ، فيقول : وخلف - نبيكم - فيكم ما خلفت الأنبياء في أممها إذ لم يتركوهم هملا بغير طريق واضح ولا علم قائم : كتاب الله ( 4 ) ، مبينا : حلاله وحرامه ، وفرائضه وفضائله ( 5 ) ، وناسخه ومنسوخه ، ورخصه وعزائمه ، وخاصه وعامه ، وعبره وأمثاله ، ومرسله ومحدوده ( 6 ) ، ومحكمه ومتشابهه . . مفسرا مجمله ، ومبينا غوامضه . . بين مأخوذ ميثاق علمه ، وموسع على العباد في جهله . . وبين مثبت في الكتاب فرضه ، ومعلوم في السنة نسخه . . وواجب في السنة أخذه ، ومرخص في الكتاب تركه . . وبين واجب بوقته وزائل في مستقبله . . ومباين بين محارمه : من كبير أوعد عليه نيرانه ، أو صغير أرصد له غفرانه . . وبين مقبول في أدناه موسع في أقصاه ( 7 ) .
هذه أبواب من السنن فتحت على علوم جمة توفر عليها ، مع بصيرة لا يخشى عليها لبس ولا توهم . فهذه صورة عن علمه الشمولي والتفصيلي بالسنة ، تلك المرتبة التي لا يشاركه فيها أحد من الصحابة ، ومن هنا اشتهر عن تلميذه ابن عباس قوله : أعطي علي تسعة أعشار العلم ، وإنه لأعلمهم بالعشر الباقي ! ( 8 ) .
منهجه في التعامل مع السنة . .
والمنهج هو الذي سيحدد عنده موقع السنة ، وطريقته في التعامل معها رواية وتدوينا . . لقد كانت السنة عنده في المكان الذي وضعها الله ورسوله به ، حاكمة غير محكوم عليها ، لا تنسخها ( مصلحة ) فالمصلحة كل المصلحة في تحكيمها واتباعها ، ولقد ضحى بالخلافة مرة بعد مرة حفاظا على السنة أن تنتهك أو يساء الفهم في حقيقة مكانتها .
رفض أن يبايعوا له بالخلافة على عقد يقرن بسنة النبي سننا أخرى ، إذ عرض عليه عبد الرحمن بن عوف أن يبايع له على كتاب الله وسنة رسوله وسيره الشيخين أبي بكر وعمر فرفض أن يقرن إلى كتاب الله وسنة رسوله شيئا آخر ، فضحى بالخلافة حفظا لمكانة السنة في درس بليغ لم تقف هذه الأمة على جوهره حتى اليوم !
ورفض أن يشتري استقرار الحكم أيام خلافته بمداهنة أهل البدع والانحراف الذين انتهكوا السنن وعطلوا الحدود ، في درس عبقري يظنه القشريون حتى اليوم إخفاقا سياسيا ! !
ورفض أن يعزز جيشه بكتيبة جاءت تبايع له على خلاف السنة يوم خرج عليه المارقون ، قالوا : نبايعك على كتاب الله وسنة رسوله وسيرة الشيخين ! فرفض أن يقرن بكتاب الله وسنة رسوله شرطا ولو أدى رفضه إلى تمرد هؤلاء والتحاقهم بالمارقين .
ورفض أن يعامل أعداءه ولو مرة بخلاف السنة ، وهم يمكرون وينكثون ويغدرون . إنه الرجل الذي كان منهاجه منهاج القرآن والسنة ، لقد كان التجسيد الحي لكتاب الله وسنة رسوله .
ووفق هذا المنهج سوف نرى له - وباختصار شديد - مواقف وسياسة أخرى مع السنة غير التي رأيناها قبله ، فلقد دخلت السنة في عهده بحق في مرحلة أخرى من تاريخها . وسوف نتناول هذه المرحلة في ثلاثة مباحث بإيجاز تغني فيه الشواهد الحية عن السرد الطويل :
المبحث الأول : تدوين السنة :
إنه قبل كل شئ كان كاتبا للحديث بين يدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وإذا كان قد اشتهر عنه أمر الصحيفة ( صحيفة علي ) التي كتبها من حديث رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وكان يحملها معه في قائم سيفه ، وذكرها البخاري ومسلم وأصحاب السنن بطرق شتى ، فلم تكن هي كل ما كتبه علي من حديث النبي صلى الله عليه وآله
وسلم ، بل كان له صحف أخرى غير هذه ، وكان له كتاب كبير ليس فيه إلا أحاديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عرف ب ( كتاب علي ) وهو غير تلك الصحيفة التي اختلفوا في حجمها .
* قالت أم سلمة : دعا النبي بأديم ، وعلي بن أبي طالب عنده ، فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يملي وعلي يكتب ، حتى ملأ بطن الأديم وظهره وأكارعه ( 9 ) .
الصحيفة : مشهورة جدا أنباء الصحيفة ، لا يكاد يخلو منها واحد من كتب الحديث والسنن ، البخاري وغيره ( 10 ) ، نقلوا منها نصوصا متفرقة ، بعضها أشبه بعناوين لما تحويه ، وبعضها فيه تفصيل ، وقد جمع ابن حجر العسقلاني كثيرا مما نقل عن تلك الصحيفة ، وقال : الجمع بين هذه الأحاديث أن الصحيفة كانت واحدة ، وكان جميع ذلك مكتوبا فيها ، ونقل كل واحد من الرواة عنه ما حفظه ( 11 ) .
وجمع الدكتور رفعت فوزي ما نقل عن هذه الصحيفة في كتب الحديث السنية، في كتاب أسماه: صحيفة علي بن أبي طالب عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: دراسة توثيقية فقهية ( 12) .
كتاب علي : حديث أم سلمة المتقدم يصف كتابا أكبر من هذه الصحيفة التي لا تفارق قائم سيفه ، أو قراب سيفه ! وأصبح كتاب علي علما يتكرر في أحاديث أهل البيت عليهم السلام ، كتاب كبير كانوا يحتفظون به ويتوارثونه :
* أخبر أحمد بن حنبل أن كتابا كهذا كان عند الحسن بن علي يرجع إليه ( 13) .
* وأخرج الإمام محمد الباقر عليه السلام هذا الكتاب أمام طائفة من أهل العلم ، منهم : الحكم بن عتيبة ، وسلمة ، وأبو المقدام ، فرأوه كتابا مدرجا عظيما ، فجعل ينظر فيه حتى أخرج لهم المسألة التي اختلفوا فيها ، فقال لهم : هذا خط علي وإملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم توجه إلى الحكم بن عتيبة فقال له : يا أبا محمد ! اذهب أنت وسلمة وأبو المقدام حيث شئتم يمينا وشمالا، فوالله لا تجدون العلم أوثق منه عند قوم كان ينزل عليهم جبريل عليه السلام! (14) .
* وعرض هذا الكتاب أيضا الإمام الصادق عليه السلام ، والإمام الهادي علي ابن محمد بن علي الرضا عليه السلام ، غير مرة ، يقول : إنه بخط علي ، وإملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، نتوارثها صاغرا عن كابر ( 15 ) .
دعوته إلى تدوين السنة :
دعوة صريحة يعلنها على الملأ في مواضع كثيرة :
* خطب الناس مرة ، فقال : قيدوا العلم ، قيدوا العلم يكررها ( 16 ) . . أي اكتبوه واحفظوه لئلا يدرس .
* وقال في خطبة أخرى له : من يشتري مني علما بدرهم ؟ .
قال أبو خيثمة : يعني يشتري صحيفة بدرهم يكتب فيها العلم . . فاشترى الحارث صحفا بدرهم ثم جاء بها عليا عليه السلام فكتب له علما كثيرا ( 17 ) .
وكانت الكتابة عند علي وبين يديه مشهورة ، حدث بها غير الحارث كثير ، منهم الشعبي ، وعطاء ( 18 ) ، وأبو رافع وولداه عبيد الله وعلي وكانا كاتبين عند علي عليه السلام ، والأصبغ بن نباتة ، وغيرهم ( 19 ) .
وعبد الله بن عباس أيضا ( 20 ) ، وكان يكتب الحديث ويأمر بكتابته أيضا ( 21 ) .
* عادت الحياة إذن إلى السنة النبوية:
وتبدد خطر ضياعها ونسيانها . . تلك هي أمانة الرسالة ووعيها . من أدب الكتابة عند علي عليه السلام : تقرأ في أحاديثه اهتماما كبيرا ورعاية لأمر الكتابة ، في أروع صورة لوعي حضاري بأمر الكتابة آنذاك :
* يقول : الخط علامة ، فكل ما كان أبين كان أحسن ( 22 ) .
* ويقول للكاتب: ألق دواتك، وأطل شق قلمك، وأفرج بين السطور، وقرمط بين الحروف (23 ) .
* ويقول : أطل جلفة قلمك ، وأسمنها ، وأيمن قطتك ، وأسمعني طنين النون ، وحور الحاء ، وأسمن الصاد ، وعرج العين ، وأشقق الكاف ، وعظم الفاء ، ورتل اللام ، وأسلس الباء والتاء والثاء ، وأقم الزاي وعل ذنبها ، واجعل قلمك خلف أذنك يكون أذكر لك ( 24 ) .
المبحث الثاني : رواية السنة :
الرواية ، قبل التدوين ، دخلت عهدا جديدا ، رفع عنها الحظر ، ودعيت إلى سماعها طوائف الناس :
* قال علي عليه السلام لأصحابه : تزاوروا وتدارسوا الحديث ، ولا تتركوه يدرس ! ( 25 ) .
* وخطب في الناس مرة فقال : خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : اللهم ارحم خلفائي - ثلاث مرات - قيل : يا رسول الله ، ومن خلفاؤك ؟ فقال : الذين يأتون من بعدي ، يروون أحاديثي وسنتي ويعلمونها الناس ! ( 26 ) .
* وكم قام علي في الناس فذكرهم أحاديث قد غابت عنهم زمنا طويلا ، منع التحديث بها لربع قرن ! كمناشدته في الرحبة بحديث الغدير ، وتذكيره بحديث إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن . . . وأحاديث في ذكر أهل البيت وفضلهم ، والحديث الذي أعاده على الزبير يوم الجمل ، وغيرها كثير . . هكذا كان عهده مع السنة رواية وتدوينا ، فهما السبيل إلى نشرها وحفظها ، وإلا فمصيرها النسيان والضياع !
التحذير من الكذب : في أثناء فتحه لباب الرواية والتدوين كان يكثر التحذير من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فيقرع أسماعهم بين الحين والحين بحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم : من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار ( 27 ) .
وحتى من كذب عليه في الرؤيا فادعى مناما يكذب فيه على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( 28 ) .
مع القصة : هذه الحرفة التي تستدرج أصحابها شيئا فشيئا نحو الكذب والسخرية والأساطير ، كانت ممنوعة في الإسلام ، وأول ما ظهرت في عهد عمر بن الخطاب حين أذن لتميم الداري بالجلوس في المسجد للقصة ! فكان تميم الداري أول قاص مأذون في الإسلام ! وتميم الداري هذا هو الرجل النصراني الذي قدم في عشرة من قومه من أرض فلسطين إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في العام التاسع للهجرة ، بعد فتح مكة بعام ، وهو صاحب قصة الجساسة التي يرويها عنه مسلم وأحمد ( 29 ) هذه القصة التي لم يحدث بها أحد من الصحابة خلا فاطمة بنت قيس ! ولا حفظها عنها سوى الشعبي ، رغم ما فيها من الوصف الخطير والتهويل ، إذ تقول : إن منادي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نادى : الصلاة جامعة ، فهرع الناس إلى المسجد ، وكانت هي في من حضر ، فقام النبي على المنبر خطيبا وهو مستبشر ، يزف إليهم بشرى ، فيقول : ليلزم كل إنسان مصلاه - ثم قال : - أتدرون لم جمعتكم ؟ جمعتكم لأن تميما الداري كان رجلا نصرانيا فجاء فبايع وأسلم ، وحدثني حديثا وافق الذي حدثتكم عن مسيح الدجال ! ثم ينقل لهم بنفسه ما حدث به تميم الداري من أنه قذفت به السفينة إلى جزيرة لا يدري ما هي ! فرأى فيها دابة لا يعرف قبلها من دبرها من كثرة شعرها ! وهذه الدابة تتكلم ، فكلمته بلسان طليق ! وأمرته أن يتوجه إلى رجل في دير في تلك الجزيرة ، فتوجه إليه فوجده مكبلا بأصفاد الحديد ! فحدثه هذا الرجل بأشياء من الغيب ! ثم عرفه بنفسه ، إنه المسيح الدجال ! ! هذا الخبر ، على هذه الصورة ، ينبغي أن يرويه غير واحد ، فالنبي يجمع له الناس ويأمرهم أن يلزموا أماكنهم حتى يحدثهم بحديث مصدق لحديثه ! ومنذ ذلك الحين والبحر يمخر كل يوم مرات ، تجوبه السفن المدنية والعسكرية ، وتحلق فوقه الأقمار الصناعية ، ولم يزل أمر هذه الجزيرة مجهولا ! وما بلغ دارون وأصحابه نبأ هذه الدابة الناطقة باللسان العربي ! ! لكن البسطاء وذوي القلوب الغافلة طفقوا يستلهمون من هذه القصة العبر ، فوجدوا فيها درسا متقدما في الدراية ، فهي مثال رائع لرواية الفاضل عن المفضول ، فهذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحدث عن نصراني أسلم لتوه ! وأيضا فقد كشفت عنهم كربا وحلت لغزا كان يحيرهم وهم يقرأون :
{وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ} [النمل: 82] ( 30 ) حتى أتاهم تميم بنبأ الجساسة هذه ! وقالوا : إنما سميت الجساسة لأنها تجس الأخبار للمسيح الدجال ! ! ( 31 ) .
* فلما أسلم قال لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إن الله مظهرك على الأرض كلها ، فهب لي قريتي من بيت لحم ! فقال له النبي : هي لك . . وكتب له بها ، فلما فتحت فلسطين جاء تميم بالكتاب إلى عمر ، فقال عمر : أنا شاهد ذلك . . فأمضاه ! وذكروا أن النبي قال له : ليس لك أن تبيع فهي في أيدي أهله إلى اليوم ( 32 ) .
ولم تجعل هذه الأرض في بيت المال ، ولا صرف ريعها في الكراع والسلاح . . فلا الأرض كانت فدكا ، ولا تميم كان فاطمة الزهراء ! ! لكن هل احتاج النبي إلى بشرى تميم هذه ليهب له تلك القرية ؟ ! أم أن تميما قد أحرز لغده ثمن إسلامه كما فعل النبي مع المؤلفة قلوبهم ؟ ! لا غرابة ، فإن تميما لم يزل في المدينة حتى قتل عثمان ، فلما قتل عثمان فر تميم إلى الشام ! ! ( 33 ) .
ذلك لأنه حسن إسلامه جدا ! فهو لا يطيق أن يرى عليا في الخلافة ! ولا يسعه إلا جوار معاوية ! ولأجل تأكيد حسن إسلامه وعظمة إيمانه ، قالوا : إنه كان يختم القرآن كله في ركعة ! ! ( 34 ) هكذا ، كله في ركعة واحدة ! ! وأساطير مضحكة نسجوها حول تميم ، صاحب القصص والأساطير . قالوا : كان عمر يسميه خير المؤمنين ! لقد جاءه رجل كان قد أذنب ذنبا ، فلبث في المسجد ثلاثا لا يأكل ، ثم جاء عمر فقال : تائب من قبل أن تقدر عليه . فقال له عمر : اذهب إلى خير المؤمنين فانزل عليه . فذهب الرجل طوعا إلى تميم الداري ، فهو خير المؤمنين لا يشك هذا الرجل ! ! ( 35 ) .
وذات ليلة خرجت نار بالحرة ، ناحية المدينة ، فجاء عمر إلى تميم ، فقال : قم إلى هذه النار ! قال : يا أمير المؤمنين ، ومن أنا ؟ ! ومن أنا ؟ ! فلم يزل عمر به حتى قام معه ، فانطلقا إلى النار ، فجعل تميم يحوشها بيده حتى دخلت الشعب ودخل تميم خلفها ، فجعل عمر يقول : ليس من رأى كمن لم ير ! قالها ثلاثا ! هاتان أسطورتان يرويهما معاوية بن عجلان ، قال الذهبي : رجل قالوا إنه لا يعرف ( 36 ) .
لكن ابن حجر العسقلاني سماه معاوية بن حرمل وعده في الصحابة ، وقال : هو صهر مسيلمة الكذاب ! وكان مع مسيلمة في الردة ، ثم قدم على عمر تائبا ! ثم يقول ابن حجر عن هذه القصة : له قصة مع عمر فيها كرامة واضحة لتميم ، وتعظيم كثير من عمر له ! ! ( 37 ) . ومن هنا يستدلون على وثاقة تميم وعلو منزلته ( 38 ) . . من شهادة صهر مسيلمة الكذاب الذي كان معه في الردة ! !
وأما قصته هو عن الجساسة ومسيح الدجال ، فلولا ما حظي به صحيح مسلم من قداسة لما ارتاب فيها عاقل ! وهذه القداسة هي التي حالت دون السؤال : كيف صحح مسلم هذه الرواية ؟ !
إن مسلما رجل نشأ في وسط يوثق رجالا ويأخذ عنهم الحديث ، فوثقهم مسلم . . لقد وثقهم ذلك التاريخ الذي عرفناه، وعرفنا كيف وثقهم! وحين تغفل هذه الحقيقة فقط تنفذ مثل هذه الأساطير.
. . وأغرب ما في الدفاع عن هذه القصة ، دفاع الناقد الدكتور الذهبي الذي عاد إلى فقرات من القصة نفسها ، وأكثر فقراتها محل للتهمة والريبة ، ليجعلها دليلا على صحتها ، إذ يقول . .
وهل يتصور من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو المؤيد بوحي السماء أن يتقبل من رجل يلوث الإسلام بمسيحياته حديثا كحديث الجساسة ، ثم هو لا يكتفي بذلك بل يجمع أصحابه ويحدثهم به ويقرر من فوق منبره صدق حديثه ؟ ! ! ! ( 39 ) .
فانظر كيف أخذ أهم علامات كذب الرواية ليجعله الشاهد على صدقها ! ! فمن قال لك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد قام مصدقا لهذه الرواية ؟ ! هل سمعته من أحد غير هذه الرواية نفسها ؟ !
إن مثل هذه القصة ليست مما يرتاب العقل في تكذيبها بعد المسح العلمي الدقيق ، إنها تماما من قبيل روايات تقول : إن الأرض تقف على قرن ثور ، والثور على ظهر حوت ، وهو النون التي في قوله تعالى : {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ} [القلم: 1]! ! فإذا كان يصدقها بالأمس ناس عمدتهم وثاقة الرواة ، فليس لهذه الوثاقة اليوم محل أمام الكشف العلمي الدقيق والمباشر . . ولا يعاب في ذلك المتقدمون ! ولكن يعاب الذين قرضوا القرن التاسع عشر والقرن العشرين وما زالوا يلتمسون ذلك وراء وثاقة الراوي وأهمية المصدر ، بدلا من أن يضع ذلك كله موضع الاختبار بناء على هذه الحقائق الملموسة . وتميم هذا هو الذي ابتدأ فاستأذن عمر أن يقص ، فأذن له بعد أن رده أولا ، فهو أول قاص مأذون في الإسلام ( 40 ) ، فكان يقوم في المسجد كل جمعة يعظ أصحاب رسول الله ! قبل أن يخرج عمر إلى الجمعة . . فلما جاء عثمان طلب منه تميم أن يزيده ، لأن موقفا واحدا في الأسبوع لا يكفيه ، فزاده عثمان يوما آخر يتحف فيه أصحاب رسول الله بمزيد من مواعظه ! لكن في تلك السنين كان التحدث بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ممنوعا ! وكان خيار الصحابة من أولي السابقة والجهاد يحبسون في المدينة إذا ما حدثوا خارجا عنها بشئ من سنن النبي ومواعظه ! ! إن لتميم سرا هو من صنف سر كعب الأحبار ، لكن تميما تقدم على كعب حين أدرك النبي فسمي صحابيا ! ولما قتل عثمان لم يعد أمر تميم بتلك الدرجة من الخفاء ، إنه لم يأت عليا يستأذنه في المضي على شأنه ، أو يستزيده ، كلا ، بل ترك المدينة كلها ، ضاقت عليه بما رحبت أرض يحكمها علي ، فليس أمامه إلا الشام في أجواء تنتظر تميما ونظراءه ، فخرج إلى الشام دون أن يضيع مزيدا من الوقت ! لقد كان عمر يمنع من القصص ، ويكذب محترفيها ، حتى أقنعه تميم في نفسه خاصة ، لكن عليا لم يأذن بشئ من ذلك ، ولم يكن تميم بالرجل الساذج أو الغبي الذي يلتمس مثل ذلك من علي ! ولا هو بتارك مهنته ، فترك بلادا تدين لعلي ، قافلا إلى حيث تنفق سلعته ، وله في كنف معاوية أوسع جوار !
* والذي لا نزاع فيه أن القصص قد انتشرت في أواخر عهد عثمان ، وبرز قصاصون يقصون في المساجد ، حتى طردهم علي عليه السلام ، كما أثبته المروزي وغيره ( 41 ) .
والشيخ الغزالي يثبت ذلك أيضا ، ويقول : إن عليا عليه السلام منع القص في المساجد ، ولم يأذن إلا للحسن البصري ( 42 ) .
والشيخ أبو زهرة يثبت ذلك بشكل أكثر وضوحا ، فيقول : ظهر القصص في عهد عثمان رضي الله عنه ، وكرهه الإمام علي رضي الله عنه حتى أخرج القصاصين من المساجد ، لما كانوا يضعونه في أذهان الناس من خرافات وأساطير ، بعضها مأخوذ من الديانات السابقة بعد أن دخلها التحريف وعراها التغيير !
قال : وقد كثر القصاص في العصر الأموي ، وكان بعضه صالحا وكثير منه غير صالح ، وربما كان هذه القصص هو السبب في دخول كثير من الإسرائيليات في كتب التفسير وكتب التاريخ الإسلامي . . وإن القصص في كل صوره التي ظهرت في ذلك العصر كان أفكارا غير ناضجة تلقى في المجالس المختلفة ، وإن من الطبيعي أن يكون بسببها خلاف ، وخصوصا إذا شايع القاص صاحب مذهب أو زعيم فكرة أو سلطان ، وشايع الآخر غيره ، فإن ذلك الخلاف يسري إلى العامة ، وتسوء العقبى ، وكثيرا ما كان يحدث ذلك في العصور الإسلامية المختلفة ( 43 ) .
فلماذا لا يكون كلا الأمرين قد أرادهما تميم الداري : دخول الإسرائيليات والأساطير في التفسير والتاريخ ، وظهور الخلافات والنزاعات بين المسلمين ؟ !
لماذا إذن فر من علي إلى معاوية ؟ !
والأمران اللذان أرادهما تميم ، ونشط فيهما كعب الأحبار أيضا في عهد عثمان ، وساهم فيهما آخرون ، كلاهما قد أراد علي عليه السلام أن يقطع دابرهما ، ويخيب آمال هؤلاء الذين يكيدون للإسلام وأهله كل شر ، ويظهرون بمظاهر النسك التي ألفوها في اليهودية والنصرانية .
المبحث الثالث : إحياء السنة :
في غير الرواية والتدوين ، تحدثنا الأخبار الدقيقة عن مشكلات أخرى قد تعرضت لها السنة ، فتداركها علي :
1 - قال أبو موسى الأشعري : لقد ذكرنا علي بن أبي طالب صلاة كنا نصليها مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، إما نسيناها ، أو تركناها عمدا ! ! ( 44 ) .
إذن هذه الصلاة أيضا قد أصيبت في صورتها ، وطريقة أدائها ؟ ! ثمة شهادة أخرى على ذلك ، شاهدها الصحابي الجليل أبو الدرداء ، الذي توفي في خلافة عثمان ! ( 45 ) .
* قالت أم الدرداء : دخل علي أبو الدرداء مغضبا ، فقلت : من أغضبك ؟ ! قال : والله لا أعرف فيهم من أمر محمد صلى الله عليه وآله وسلم شيئا إلا أنهم يصلون جميعا ! ( 46 ) .
إذن كل شئ قد تغير عن أمر محمد صلى الله عليه وآله وسلم ولم تعد تر تلك السنن التي ميزت المجتمع أيام الرسول ، ولم يبق فيهم إلا صورة الاجتماع في الصلاة ، الاجتماع وحده ، لا سنن الصلاة التي تحدث عنها أبو موسى الأشعري .
2 - وقبل قرأنا صلاة عثمان وعائشة في السفر تماما ، لا يقصران ، وقد أبى علي ذلك ، وأنكره نفر من الصحابة ، وحين مرض عثمان في تلك الأثناء ودعوا عليا للصلاة بهم ، قال : إن شئتم صليت بكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . فقال أكثرهم : لا ، إلا صلاة أمير المؤمنين ! ! وهكذا تتغير السنن وتختفي لتحل محلها محدثات ينصرها كثير وكثير من السلف ، ثم تصل إلى اللاحقين فيأخذون عن سلفهم برضا وتسليم لفرط حسن الظن بهم حتى أعفاهم من النقد ومن ضوابط التحقيق والنظر !
3 - وقصة علي مع صلاة التراويح جماعة ، أيام خلافته ، هي الأخرى من هذا القبيل ، فحين أمر عليه السلام بتفريقهم ليعيدهم على ما كان أيام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قالوا : وا سنة عمراه ! ! ( 47 ) .
فهم يعلمون أنها سنة عمر ، وأن الذي يدعوهم إليه علي عليه السلام هي سنة النبي ! ! تقرأ ذلك صريحا في صحيح البخاري ، وغيره ، أنها سنة عمر ( 48 ) .
وفي صحيح البخاري أن عمر لما جمع الناس عليها قال : نعم البدعة هذه ! ( 49 ) .
قال القسطلاني في شرحها : سماها بدعة لأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يسن لهم ، ولا كانت في زمن الصديق ، ولا أول الليل ، ولا هذا العدد ! ( 50 ) .
4 - وتقرأ في أوليات عمر : هو أول من حرم المتعة وتقدم حديثها ( 51 ) ، وأما قول علي عليه السلام فيها فهو المشهور : لولا أن عمر نهى عن المتعة ما زنى إلا شفى أو : إلا شقي .
5 - وفي أوليات عمر أيضا: وأول من جمع الناس على أربع تكبيرات في صلاة الجنائز ( 52 ) .
أخرج أحمد من حديث حذيفة بن اليمان ، أنه صلى على جنازة فكبر خمسا ، ثم التفت إلى الناس ، فقال : ما نسيت ولا وهمت ، ولكن كبرت كما كبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ! ( 53 ) ، يريد أن يذكرهم بأمر نسوه واستبدلوه بأمر محدث مضوا عليه حتى نسوا الأمر الأول ، وكم توجع حذيفة لهذا النسيان أو التناسي ! ومثله ثبت عن زيد بن أرقم ، كبر على الجنازة خمسا ، فاستنكروا عليه ، فقال : سنة نبيكم . . ولن أدعها لأحد بعده.. ولن أدعها أبدا ( 54 ).
والتكبيرات الخمس هي التي مضى عليها علي عليه السلام ( 55 ) ، ومثله صنع الإمام الحسن عليه السلام ( 56 ) ، وعليها فقه أهل البيت عليهم السلام .
6 - ومع عثمان ، في أمر الزكاة ، بعث إليه علي عليه السلام بكتاب فيه حكم النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الزكاة ، بعثه بيد ولده محمد بن الحنفية ، فقال له عثمان : أغنها عنا ! ! فرجع بها إلى أبيه عليه السلام ، فقال له : ضع الصحيفة حيث وجدتها ( 57 ) .
هذه سنن طرأ عليها هذا النحو من التبديل والتغيير ، فكان تداركها لإحياء السنة النبوية الثابتة هو من أهم ما وضعه علي عليه السلام نصب عينيه وهو يتولى الحكم : لنرد المعالم من دينك . وهكذا استعادت السنة روحها ودورها في أيامه ، ليكون ذلك طريقا إلى حفظها من الضياع وحفظ مكانتها في التشريع .
________________
( 1 ) نهج البلاغة : خ / 210 .
( 2 ) سورة الحاقة 69 : 12 .
( 3 ) الشوكاني / فتح القدير 5 / 882 ، تفسير الطبري 29 / 55 ، تفسير الماوردي 6 / 80 ، تفسير القرطبي 18 / 171 .
( 4 ) أي خلف فيكم كتاب الله .
( 5 ) الفضائل : المستحبات والنوافل .
( 6 ) المرسل : المطلق . . والمحدود : المقيد .
( 7 ) نهج البلاغة : خ / 1 ، وانظر مصادر نهج البلاغة وأسانيده 1 / 295 - 297 .
( 8 ) طبقات الفقهاء : 42 .
( 9 ) الرامهرمزي / المحدث الفاصل : 601 ح 868 .
( 10 ) صحيح البخاري / كتاب العلم - باب كتابة العلم ، وكتاب الديات - باب الدية على العاقلة ، سنن ابن ماجة 2 ح 2658 ، سنن أبي داود : ح 2035 .
( 11 ) فتح الباري بشرح صحيح البخاري 1 / 166 ، والقسطلاني / إرشاد الساري 1 / 358 - 359 .
( 12) طبع سنة 1406 ه - 1986 م .
( 13 ) كتاب العلل ومعرفة الرجال 1 / 346 ح 639 ، الجامع في العلل ومعرفة الرجال 1 / 137 ح 624 .
( 14 ) رجال النجاشي : 360 ت 966 ترجمة محمد بن عذافر الصيرفي .
( 15 ) الشيخ الطوسي / تهذيب الأحكام 1 ح 963 و 966 ، و ج 5 ح 1337 . . وقد أحصى السيد محمد رضا الحسيني الجلالي عشرات الموارد عن أهل البيت عليهم السلام في ذكر هذا الكتاب ( كتاب علي ) ، انظر : تدوين السنة الشريفة : 65 - 79 .
( 16 ) تقييد العلم : 89 و 90 .
( 17 ) الطبقات الكبرى 6 / 168 ، تقييد العلم : 89 .
( 18 ) انظر : فؤاد سزگين / تاريخ التراث العربي مج 1 ج 1 / 127 .
( 19 ) الجلالي / تدوين السنة الشريفة : 137 - 143 .
( 20 ) صحيح مسلم / المقدمة .
( 21 ) سير أعلام النبلاء 3 / 354 - 355 .
( 22 ) كنز العمال 10 ح 29562 .
( 23 ) كنز العمال 10 ح 29563 . . وقرمط : أي قارب .
( 24 ) كنز العمال 10 ح 29564 .
( 25 ) كنز العمال 10 ح 29522 عن الخطيب في الجامع .
( 26 ) شرف أصحاب الحديث : 31 ح 58 ، كنز العمال 10 ح 29488 عن الرامهرمزي ، والقشيري ، وأبي الفتح الصابوني ، والديلمي ، وابن النجار ، وآخرين .
( 27 ) انظر : البخاري / كتاب العلم - باب من كذب على النبي ، فتح الباري 1 / 161 - 162 ، مسند أحمد 1 / 78 و 130 ، كنز العمال 10 ح 29498 .
( 28 ) انظر : مسند أحمد 1 / 90 و 129 .
( 29 ) صحيح مسلم / كتاب الفتن - قصة الجساسة - ح 2942 و 2943 ، مسند أحمد 6 / 373 و 374 .
( 30 ) سورة النحل 16 : 82 .
( 31 ) انظر هذا كله في صحيح مسلم بشرح النووي مج 9 ج 18 : 78 - 84 قصة الجساسة . . ومن المعاصرين الذين اطمأنوا إلى هذا التفسير : د . محمد السيد حسين الذهبي ، في كتابه / الإسرائيليات في التفسير والحديث : 93 ! !
( 32 ) سير أعلام النبلاء 2 / 443 .
( 33 ) سير أعلام النبلاء 2 / 443 ، الطبقات الكبرى 7 / 409 .
( 34 ) سير أعلام النبلاء 2 / 445 .
( 35 ) سير أعلام النبلاء 2 / 446 .
( 36 ) سير أعلام النبلاء 2 / 447 .
( 37 ) انظر: الإصابة / ترجمة تميم الداري 1 / 184، وترجمة معاوية بن حرمل 3 / 497.
( 38 ) انظر : د . محمد سيد حسين الذهبي / الإسرائيليات في التفسير والحديث : 91 - 94 وهو يكافح لأجل توثيق تميم ! وانظره في ص 95 - 96 وهو يوثق كعب الأحبار ، ويجعل واحدا من أهم أدلته : أن معاوية بن أبي سفيان كان يعظمه ! !
( 39 ) الإسرائيليات في التفسير والحديث : 93 .
( 40 ) انظر ترجمة تميم بن أوس الداري في : الإستيعاب ، أسد الغابة ، الإصابة ، سير أعلام النبلاء .
( 41 ) انظر : كنز العمال 10 ح 29449 ، وبعده .
( 42 ) كيف نتعامل مع القرآن :
( 43 ) محمد أبو زهرة / المذاهب الإسلامية : 20 .
( 44 ) مسند أحمد 4 / 392 من طريقين ، وهما في الطبعة المرقمة في ج 5 ح 19000 و 19004 .
( 45 ) انظر ترجمته في : سير أعلام النبلاء 2 / 353 ، والإصابة 3 / 46 .
( 46 ) مسند أحمد 6 / 443 من طريقين ، وهما في الطبعة المرقمة في ج 7 ح 26945 و 26955 .
( 47 ) شرح نهج البلاغة 12 / 283 .
( 48 ) صحيح البخاري - كتاب صلاة التراويح .
( 49 ) صحيح البخاري - كتاب صلاة التراويح - 2 ح 1906 .
( 50 ) إرشاد الساري 4 / 656 .
( 51 ) هذا كله تقدم في ص 160 - 164 ، وانظر أيضا : الأوائل - لأبي هلال العسكري - : 112 ، تاريخ الخلفاء - للسيوطي - : 128 .
( 52 ) العسكري / الأوائل : 113 ، ابن الأثير / الكامل في التاريخ 3 / 59 السيوطي / تاريخ الخلفاء : 128 .
( 53 ) مسند أحمد 5 / 406 .
( 54 ) مسند أحمد 4 / 370 - 371 ، سنن الدارقطني 2 / 75 .
( 55 ) مصنف عبد الرزاق 3 / 481 ، منتخب الكنز بهامش مسند أحمد 1 / 221 - 222 .
( 56 ) الأخبار الطوال : 216 ، شرح نهج البلاغة 6 / 122 .
( 57 ) ابن حزم / الاحكام 1 / 253 .
|
|
"إنقاص الوزن".. مشروب تقليدي قد يتفوق على حقن "أوزيمبيك"
|
|
|
|
|
الصين تحقق اختراقا بطائرة مسيرة مزودة بالذكاء الاصطناعي
|
|
|
|
|
مكتب السيد السيستاني يعزي أهالي الأحساء بوفاة العلامة الشيخ جواد الدندن
|
|
|